صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 16:57
المحور:
الادب والفن
لم يكن يوماً عادياً كتلك التي يقضيها علي مع اصدقاءه الذين يحبهم ويعتز بصحبتهم ولا يمكن له ان يفارقهم ولو يوماً واحداً ...!
الجميع كان يوجه له الكلام السيء ...
الاهل ...
الاقارب ...
بعض اصدقاء النوايا الحسنة ...
اترك عبد الله ... ولا تسير مع عبد الزهرة ... وأهجر عبد الحسن ... ولا تلتفت حول عبد المحسن ... وأياك والاقتراب من عباس ..!
لم يكن يهتم بكل ذلك وكان يتصور انهم السند الحقيقي له وهم افضل بكثير من اخوانه وبعض انسابه من نفس عشيرته بما في ذلك اخواله واعماله واولادهم ذات المراتب العالية والرفيعة في الحكومة ...!
لم يقترب منهم لانهم بحسب ظنه وما يعتقد اعوان ظالم لا يجوز مصادقتهم والحديث معهم بل الأولى قتلهم ورمي جثثهم للكلاب السائبة التي هي بكل تأكيد اطهر منهم وانظف لانها لم تعاون الحاكم الجائر بحسب ما يؤمن ...!
مرت الأيام وجاءت الشهور وعبرت السنوات ووجد علي نفسه في وحل المعارضة ومستنقع القتل بدون سبب والنهب بلا داعي والسلب دون حجة مقنعة ...!
ذهب اللا نظام من غير رجعة بدخول تحالف امريكي بريطاني واجنبي مهول وجاءت بجنودها البواسل واسلحتها المتقدمة المتطورة وازاحت الاجرام وهتك الاعراض والتعدي على الحرمات ...!
اصدقاء علي هبوا للسلطة وطالبوا بحق المعارضة وحصل الذي كانوا يسعون اليه اخذوا جراء ذلك الملايين وجنوا منه المليارات والجاه والسلطة وكل شيء ... اما علي فلم يرضى بكل ذلك وفضل البقاء على الرجل الشجاع المعارض حتى بناء دولة ذات سيادة تحفظ كرامة الانسان وتجعله يعيش بعز وحياة هانئة ...!
نعم أصبح علي يميز بين الشخوص فلا يمكن خداعة بالمظاهر والالفاظ والشعارات لم ينظم الى جميع الاحزاب الاسلامية والتيارات الدينية التي جاءت بعد التحرير الميمون وبقى وحيداً يحارب السلطة ويجاهدها بالكلمة الحسنة والخطب المفيدة النافعة له وللمجتمع الذي يعيش فيه ...!
مات علي وهو خالي اليدين من المال السحت الحرام ولم يلوث نفسه وتاريخه بالسلطة ودناءتها وحقارتها غير مبالي بالفقر والحاجة الذي كان يعيش فيه فالمهم كل المهم عنده صون نفسه عن الشبهات والعيش دون الاعتماد الا علو نفسه وكسب لقمة الحلال !
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟