عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بما أنه منذ زمن بعيد لم تقع لدى العرب والمتأسلمين قطيعة معرفية وعقلية فقد بقي الأموات يتحكمون في عقولنا أفرادا اوشعبا وسلطة من خلال توارث التراث والعادات والتقاليد المرتبطة عضويا وثقافيا بالدين والمقدس ولذلك لا ولن يتغير سلوك الحاكم والسلطة في العالم العربي الإسلامي. فهو رهين وحبيس بيئته التي لا تتغير ولا تتجدد إلا ظاهريا وفي الحواشي فقط لأن العمق والجذور لم تتبدل وبقيت ثابتة في مكانها تتوارثها الأجيال منذ زمن العصور الوسطى ولا تقبل التطور لأنها تقدس الماضي وتعتبره النموذج الأفضل والأكمل والأحسن وتنبذ كل جديد من خارج المنظومة البالية القديمة المتعالية والتي تظن بدون معايير ومقارنة أن أمتهم المسلمة خير أمة أخرجت للناس وأن كتابهم الموحى به توجد فيه كل الحلول والعلوم ولا فائدة من تعلم أشياء أخرى مدنسة ومنتجة من كفار ومشركين فبول البعير قد يكون بالنسبة لهم دواء لكل الأمراض وكذلك التعاويذ والدعاء والتبرك بمقابر الأولياء الصالحين. ففي العالم العربي الإسلاموي لن تكون السلطة إلا دكتاتورية قاهرة وعضوضة بالضرورة مثلما كان يحكم الخلفاء والسلاطين معاوية وعلي ويزيد ابن أبيه وغيرهم ولم تتغير إلا القشور والمظاهر والأشكال أما الروح والأسس فهي جاهلية استبدادية تسلطية نافية للآخر ولا تعترف بحقوق الرعية وخاصة المرأة ولا سبيل لتغيير ذلك إلا بالقيام بثورة عقلية وقطيعة مع التراث البالي والدخول في عصر العلم والنقد والحداثة والخروج من سلطة الأموات والماضي السحيق.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟