أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة سالمة ياسلامة .














المزيد.....


مقامة سالمة ياسلامة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


ما قصة اغنية سلمى يا سلامة ؟ هي في الأصل أغنية مصرية مشهورة من تلحين سيد درويش لمسرحية قدّمتها فرقة نجيب الريحاني سنة , 1919 تتحدث الأغنية عن مشاعر المصريين بالغربة أثناء بعدهم عن بلدهم , وعن رضاهم بالحياة سواءً كانوا أغنياء أو فقراء , وعن صبرهم ومثابرتهم في الحرب وسعيهم للسلام , لقد تم تسجيلها لأول مرة بالكامل باللغة العربية كإحياء لأغنية فولكلورية بكلمات بديع خيري , وحققت نجاحًا كبيرًا عند إصدارها , وبالتالي تمت ترجمتها لاحقًا إلى الفرنسية وإصدارها في فرنسا عام 1977 , ظهرت كلتا النسختين في ألبوم يحمل نفس الاسم من قبل داليدا صدر في نفس العام , ولم تتوقع ذلك النجاح الباهر الذي حقّقته ولا يزال يتواصل سنوات بعد وفاتها , رغم ان أصل الأغنية يعود إلى سنة 1919 وإلى العبقري سيد درويش .

كتبت أغنية (( سالمة يا سلامة )) في خضم الأحداث الممهدة للثورة وقدمت لأول مرة بعد شهرين من اندلاعها , لذلك كان طبيعياً أن تحمّل بأهداف ترسيخ الوطنية وتعظيم الإحساس بالفخر في قلوب المصريين والتركيز على إيجابيات الشخصية الوطنية من صبر وتحمل ودأب وجد واجتهاد وتكيف مع مختلف الظروف , واستخدم بديع خيري في مقدمة الأغنية مطلعاً فلكلورياً هو (( سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة )) , والذي لا يعرف على وجه التحديد أصله أو أصل اللحن المميز له , لكن المعروف أن النساء كن يرددنه لدى عودتهم من رحلات خارج قراهن , خاصة إلى العاصمة , وكالعادة في الأغاني المؤداة بمساعدة المجاميع , تستخدم ألفاظ عامية مخلوطة بألفاظ فصيحة وكلمات أجنبية , تقول كلماتها : ((سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة , صفر ياوابور واربط عندك نزلني في البلد دي , بلا أمريكا بلا أوروبا مفيش أحسن من بلدي , دي المركب اللي بتجيب أحسن من اللي بتودي ياسطى بشندي , ياسالمة ياسلامة رحنا وجينا بالسلامة , سلطة ماسلطة أهو كله مكسب حوشنا مال وجينا , شفنا الحرب وشفنا الضرب وشوفنا الديناميت بعنينا , ربك واحد عمرك واحد آدي احنا اهه رحنا وجينا ايه خس علينا ياسالمة ياسلامة رحنا وجينا بالسلامة , صلاة النبي ع الشخص منا قرطة مية بلا قافية , اللي في جيبه يتفنجر به والبركة في العين والعافية , حتاخد ايه م العيشة غير الستر يا شيخ خليها ماشية دنيا فانية , ياسالمة ياسلامة رحنا وجينا بالسلامة , الغربة ياما بتوري بتخلّي الصنايعي بيرطن , مطرح مايروح المصري برضه طول عمره ذو تفنن , وحياة ربنا المعبود وي آرفيري جود ياسطى محمود ادها وقدود , سالمة ياسلامة رحنا وجينا بالسلامة )) .

هناك من يقول انه قبل قرن من الزمان لم تكن أعمال الدعارة مُخالفة للقانون المصري , بل كانت لها أماكنها المعروفة والمشروعة , وكانت بيوت البغاء لها تراخيص وأوراق قانونية في مصر حتى أربعينيات القرن الماضي , ولم يكن باب العمل في الدعارة مفتوحًا أمام جميع الفتيات , كانت له شروطٍ صعبة للغاية , وكان العمل في هذا المجال مُقتصراً على بعض النساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة , فكان على الحكومة المصرية أن تضع شروطًا على هؤلاء الفتيات اللواتي يعملن في مجال الدعارة , من أهمها التأكد من صحتهن , لذلك كان هناك رُخصة تصدر لفتيات البغاء بعد أن يمروا بكشف طبي شامل عليهن , بواسطة إحدى مستشفيات الحكومية , وعلى ما يبدو أنَّ الكشف كان صعبًا للغاية , وكثير من الفتيات كانوا يخسرن رخصتهن بسبب فشلهم في ذلك المسح الطبي , أمّا الفتيات اللواتي كان ينجحن في عبور المسح الطبي بسلام دون أن يتم اكتشاف أي أمراض مُعدية بهن , فكن يحتفلن أثناء خروجهن من المستشفى , وحصولهن على رخصة استمرار مزاولة مهنة الدعارة , ومن أبرز مظاهر الاحتفال هي ترديدهن لأغنية (( سالمة يا سلامة , رحنا وجينا بالسلامة )) , وهي التي تحوّلت فيما بعد إلى أغنية شعبية شهيرة.

كان المشهد يبدو كذلك : مجموعة من الفتيات يقفن على عربة يجرّها حصان إلى منازلهن وأماكن عملهن , ويبدأن الغناء : (( سالمة يا سلامة رُحنا وجينا بالسلامة )) , ثم جاء سيّد درويش الذي يعد واحد من أهم الموسيقيين والملحنين في تاريخ مصر, والتقط هذا اللحن وحوّله إلى تلك الأغنية الشهيرة , ثم بعد ذلك قام بديع خيري وقتها باستكمال الكلمات لتتحول إلى أغنية شهيرة ترددها أجيال متعاقبة.

عراقيا غنت زهور حسين : (( سلمى يا سلامة خنتي العهد وياي والليل ما أنامة يشهد علية غطاي )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة السقوط .
- مقامة الصورة الجانبية .
- مقامة الظلمة .
- مقامة الأدمان .
- مقامة الطمأنينة .
- مقامة الثمل .
- مقامة الحريق .
- مقامة الحزن .
- مقامة العذل .
- مقامة التدفق .
- مقامة التستخج .
- مقامة حق الكسل ( الأوبلوموفية ) .
- مقامة اللي مضيع وطن .
- مقامة الخوخ الزردالي .
- مقامة انكسارات الروح .
- مقامة الوجع الطيب .
- مقامة النديم .
- المقامة العجلية .
- مقامة سجن الحب .
- مقامة التشبيه الراكب .


المزيد.....




- الفاروق عبد العزيز: السينما كانت نافذتي للعالم والرقابة أوقف ...
- فيديو: بجوار جده.. الآغا خان الرابع يوارى الثرى في مصر ضمن م ...
- نجوى كرم تتعرض لموقف محرج على المسرح خلال حفلها في أمستردام ...
- مطالب بحماية حقوق المبدعين في قمة باريس العالمية حول الذكاء ...
- وفاة الفنانة السورية الشابة إنجي مراد في ظروف مأساوية
- مع تصاعد نجاحات أفلام التيار المحافظ.. هل تضطر هوليود لتغيير ...
- كتبت رسالة مؤثرة قبل رحيلها.. وفاة الفنانة السورية إنجي مراد ...
- نجوى كرم تثير تفاعلا بسبب العلم السوري وتعثرها على المسرح في ...
- تركي آل الشيخ يشوق متابعيه بالمزيد من كواليس فيلم -Seven Dog ...
- وفاة فنانة سورية شابة بعد تعرضها لأزمة صحية (صورة)


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة سالمة ياسلامة .