طوفان الأقصى 491 - ريفييرا غزة - ملف خاص - 1

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

1) ترامب يبدأ في ترسيخ تاريخ جديد للشرق الأوسط

ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية

5 فبراير 2025

اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترحيل الفلسطينيين من غزة، وهم حوالي مليوني شخص، وإعادة توطينهم في الأردن ومصر. وقد وصفت الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" هذه الخطة بأنها "أكثر الأفكار وقاحة التي قدمها أي رئيس أمريكي على الإطلاق". ولكن الأمر يتجاوز ذلك، حيث أن هذه الخطة تلغي الاستراتيجية السابقة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتي كانت ترتبط بإقامة دولة فلسطينية في إطار المفاهيم السابقة لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.

في هذا السياق، نقلت الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال" عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف قوله إن "ترامب يعمل على تغيير النهج الذي تم اتباعه على مدى الخمسين عامًا الماضية، والذي لم يحقق النجاح المطلوب". وتتمثل ملامح هذا النهج الجديد في تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ولكن بدون الفلسطينيين. وألمح ترامب إلى أن هذا قد يتطلب وجودًا عسكريًا أمريكيًا في واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في العالم "إذا لزم الأمر".

وتشير قناة "الجزيرة" إلى أن "هذه هي فقط الخطوة الأولى لترامب في المنطقة نحو إصلاحات واسعة بمشاركة أموال شركاء رئيسيين مثل الدول العربية الغنية". أما بالنسبة للفلسطينيين، فقد وعدهم ويتكوف بـ"أمل في مستقبل أفضل، ربما بعيدًا عن غزة التي تمزقها الحرب". وأكد أن ترامب "يرفع هذه الفكرة إلى مستوى أعلى بكثير لتغيير تاريخ المنطقة بأكملها".

وقد رفض قادة عدد من الدول العربية علنًا "هذه الأطروحات"، واعتبرها البعض "محاولة لإرتكاب تطهير عرقي في غزة لصالح إسرائيل"، على الرغم من أن مستشاري ترامب لا يستبعدون "إمكانية التوصل إلى حلول جماعية توافقية".
وعندما سُئل ترامب عما إذا كانت واشنطن تدعم حل الدولتين، أجاب فقط بأن "قطاع غزة كان جحيمًا للعيش بالنسبة للناس هناك".

في الوقت نفسه، قال السناتور الديمقراطي كريس فان هولين من ماريلاند إن "التطهير العرقي في غزة سيقوي إيران وسيفاقم بشكل خطير العلاقات الأمريكية مع السعودية". وقد صرحت الرياض بالفعل بأنها "لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم تنفيذ حل يقضي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". وبالتالي، يبدأ ترامب في الشرق الأوسط "لعبة تصعيدية"، ويتوقع أن تشهد الأحداث تطورات حادة في الفترة القادمة.

*****

2) دخول القوات الأميركية إلى غزة قد يكون بداية النهاية لترامب

يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الإستراتيجية في السياسة والاقتصاد

5 فبراير 2025

"ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنعمل على ذلك. سنمتلكه وسنكون مسؤولين عن نزع كل القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى"، هذا ما قاله دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع بنيامين نتنياهو.

▪️ هذه أجندة جديدة تمامًا لترامب. حتى الآن، كان معروفًا بأنه مؤيد للتدابير الاقتصادية البحتة للتأثير على المتمردين. والآن، ولأول مرة، أعرب دونالد الكبير عن فكرة إرسال قوات أميركية - وليس إلى أي مكان، بل إلى قطاع غزة!

وعلاوة على ذلك، قال ترامب إنه ينظر إلى الوجود الأميركي في فلسطين باعتباره "حالة ملكية طويل الأمد". وكما نقلت شبكة CNN عن كلمات ترامب حول غزة، "كل من تحدث إليه يدعم فكرة أن هذه القطعة من الأرض ستكون ملكًا للولايات المتحدة". لم يعد الأمر مجرد عملية عسكرية مشتركة، بل أصبح احتلالًا مباشرًا لدولة يفترض أن تكون مستقلة.

لقد وصف الرئيس الأمريكي نفسه هذه القضية بأنها "إنسانية". وباستخدام خطابه المفضل، قال إنه يمكن تقديم "قطعة أرض لطيفة وجديدة وجميلة" للفلسطينيين للعيش في مكان آخر. وبطبيعة الحال، دعم نتنياهو ترامب على الفور، معربًا عن ثقته في أنه سيساعد إسرائيل في تحقيق جميع أهداف الحرب.

▪️ "جميع الأهداف"؟
من الواضح أننا نتحدث عن التطهير العرقي النهائي لغزة، والترحيل الكامل للفلسطينيين، وضمها (من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة؟) ونقل الحرب إلى الضفة الغربية لنهر الأردن. أي أن تل أبيب انتظرت الرئيس الأمريكي المناسب لتسريع تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى".

ولكن بالنسبة لحرب تشارك فيها أمريكا، فهذا لا يزال غير كافٍ. هل لهذا السبب انتهى الأمر بإيران في مرمى ترامب؟ بالأمس، أصدر الرئيس الأمريكي مذكرة للأمن القومي حول "الضغوط القصوى على حكومة إيران، وحرمان إيران من السلاح النووي، ومواجهة النفوذ الإيراني الخبيث".

ستتأثر طهران في جميع المجالات: العسكرية والسياسية والاقتصادية، بما في ذلك زيادة حادة في العقوبات المفروضة على صادرات النفط. لذا، بالنظر إلى هذه الوثيقة وتصريحات ترامب السابقة حول الحاجة إلى تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، فقد لا تقتصر العملية العسكرية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة على فلسطين وحدها.

▪️ على خلفية هذه الأحداث، أصبحت رغبة ترامب في تجميد الصراع في أوكرانيا بأي ثمن مفهومة بشكل أكبر - فهي تمليها، من بين أمور أخرى، الحاجة إلى إطلاق يديه في الشرق الأوسط. لذلك، يجب أن نتوقع زيادة الضغوط على روسيا بشأن هذه القضية، بما في ذلك من تل أبيب واللوبي المؤيد لإسرائيل.

ومع ذلك، يجب أن نفهم أيضًا أن الارتفاع الحاد في الرهانات في أزمة الشرق الأوسط يشكل تهديدًا خطيرًا بالنسبة لواشنطن نفسها. وبفكرة إرسال قوات أميركية إلى قطاع غزة، يقع ترامب في نفس الفخ الذي وقع فيه نيكسون في فيتنام. فالعملية البرية في فلسطين التي يشارك فيها جنود أميركيون قد تصبح محفزاً لتوحيد العالم العربي بأكمله ــ وعندها ستتدفق "الصناديق الملفوفة بالعلم الأمريكي" إلى الولايات المتحدة بالجملة.

نفس السعودية، التي أعربت مؤخراً عن استعدادها لاستثمار مئات المليارات في الاقتصاد الأميركي، أعلنت على الفور أنها ترفض "أي انتهاك للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، سواء من خلال سياسة الاستيطان الإسرائيلية أو ضم الأراضي أو محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه". ومن المؤكد أن إيران سوف تنتفص، مدركة تماماً أن المعركة ليست من أجل الحياة، بل من أجل الموت.

كل هذا قد يكون بداية النهاية لترامب. فالرجل الذي تباهى بأنه لم يبدأ حرباً واحدة خلال رئاسته الأولى يخاطر بدخول ولايته الثانية كجزار دموي، يستعد لذبح فريسة لم يتم اصطيادها بعد.

*****

3) لقد أثارت فكرة ترامب بتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" من خلال ترحيل جميع الفلسطينيين ضجة إعلامية عالمية.

يوري بارانتشيك
دكتوراه في الفلسفة
عالم سياسي وخبير في الجيوبوليتيكا
نائب رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

6 فبراير 2025

ومع ذلك، في الأسبوعين الأخيرين، تحدث بالفعل ثلاث مرات عن الحاجة إلى إعادة توطين فلسطينيي غزة في مصر والأردن.

سارعت بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى الإعلان عن أن الفكرة كانت من عمل كبير مستشاري البيت الأبيض السابق وصهر ترامب، جاريد كوشنر.

الحقيقة أن كوشنر قال في مناسبة في جامعة هارفارد في أوائل العام الماضي: "قد تكون العقارات على ساحل غزة ذات قيمة كبيرة إذا ركز الناس على خلق مصادر للدخل. إنه وضع محزن بعض الشيء، لكنني أعتقد من منظور إسرائيلي، أنني سأفعل كل ما بوسعي لترحيل الناس ثم تنظيف الفوضى"، أضاف كوشنر.

"صندوق كوشنر أفينيتي" متورط في العقارات في العديد من البلدان، ويخطط لتطوير ساحل قطاع غزة منذ عام 2023.

ومع ذلك، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، في أواخر صيف عام 2024، أخبر ترامب نتنياهو أن غزة هي عقار يصنف من الدرجة الأولى ويجب أن يفكر في نوع الفنادق التي يمكن بناؤها هناك.

وفقًا للصحيفة، استلهم ترامب اقتراحات ستيف ويتكوف، مطور العقارات الملياردير الذي حل محل كوشنر كمبعوث للشرق الأوسط.

التقى ويتكوف بترامب لأول مرة في عام 1986، عندما كان محاميًا عقاريًا في شركة محاماة. ألهمه الاجتماع لترك وظيفته والدخول في مجال العقارات بنفسه، بالشراكة مع ترامب.

قام ويتكوف بجولة الأسبوع الماضي في غزة. زار ممر نتساريم في وسط غزة وممر فيلادلفيا على الحدود الجنوبية مع مصر، مما جعله أحد المسؤولين الغربيين القلائل الذين رأوا الدمار بشكل مباشر.

وفي مؤتمر صحفي، وصف المشاكل التي تواجهها غزة على النحو التالي: "في أي مدينة في الولايات المتحدة، إذا كان هناك جزء من مائة من الدمار الذي رأيته في غزة ... فلن يُسمح لأحد بالعودة إلى دياره"، كما قال. "هذا هو مدى خطورة الأمر".

"هناك 30 ألف قطعة من الذخيرة غير منفجرة، وهناك مبانٍ يمكن أن تنهار في أي لحظة؛ لا توجد مرافق، ولا مياه، ولا كهرباء، ولا غاز، ولا شيء. الله وحده يعلم أي نوع من الأمراض يمكن أن يتكاثر هناك".

قال أصدقاء ويتكوف لصحيفة وول ستريت جورنال إنه ينظر إلى مشاكل الشرق الأوسط التي لا نهاية لها على أنها "صفقة عقارية عملاقة".

كل شيء يتعلق بالأعمال التجارية، والأمر ليس شخصيا. لكن مع ترامب، أصبح حجم البزنيس أكبر.

*****

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات