|
كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...
أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 22:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علي عبد الفتاح السيسي - من وجهه نظر الغرب - فواتير كبيرة لابد له في يوم ما من تسديدها ، واول هذه الفواتير انه هو الرجل الذي اوقف أكبر مشروع للولايات المتحدة وحلفاءها في منطقتنا ، وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير ، وبمقتضاه عملت امريكا والغرب لإيصال تنظيمات الاسلام السياسي الي السلطة في المنطقة العربية ، وكان المشروع يسير بوتيرة ممتازة - من وجهه نظر صانعيه - اعوام ٢٠١١ و ٢٠١٢ - حتي تلقي ضربته القوية بإفلات مصر من قبضة هذه المشروع المدمر في صيف ٢٠١٣ بعد ان كانت قد دخلت اليه في العام السابق عليه ...
ومن يومها والي هذه اللحظة لم يكف الغرب عن محاولة عقاب عبد الفتاح السيسي ... وتعددت صور العقاب :
١ - قام الغرب بدعم خصومه الرئيسيون من الاخوان المسلمين بالمال ، والدعم السياسي ، والقنوات والمنصات الاعلامية ، وتوفير الملاذات الامنة في اكبر دول الاقليم واكبر دول الغرب ...
٢ - قام بفتح جبهة الحرب الاقتصادية علي مصر ، اولا بضرب المورد الثاني للعملات الصعبة وهي السياحة ، وكان ذلك بتفحير الطائرة السياحية الروسية عام ٢٠١٥ ، ثم الايعاز الي شركات السياحة الغربية الكبري بوقف التوجه الي السوق السياحي المصري ، ولولا بعض السياح من الخليج العربي صيفا ؛ وبعض السياح الاسيويين شتاء لتوقف قطاع السياحة عمليا في مصر ...
وكان ذلك متزامنا مع خلخلة المورد الاكبر للعملة الصعبة في مصر وهو تحويلات العاملين المصريين في الخارج ، ومن يتذكر كيف كان يتم اغراء المصريبن في دول الخليج بعدم تحويل اموالهم الي مصر لتخفيض قيمة الجنيه عام ٢٠١٦ وما بعده سوف يكتشف اي جهد بذل في هذا الملف لتوجيه ضربة قاصمة للاقتصاد المصري ...
وجاء ذلك مع حبس الاستثمارات الغربية عن الاقتصاد المصري ، واقتصار الاستثمارات الخليجية علي الاستثمار العقاري والخدمي ... ثم جاء تلاشى حوالي ثلثي ايراد قناة السويس كنتيجة للحرب في قطاع غزة ليوضح اي ضغط مستمر يعيش في ظله الاقتصاد المصري من عقد ونصف تقريبا ...
٣ - عمليات ارهابية في سيناء وفي الداخل المصري ، قامت بها تنظيمات مثل انصار بيت المقدس وتنظيمات الاخوان المسلمين المسلحة كالعقاب الثوري وغيرها ...
وفي واحدة من هذه المحاولات كاد ان يحدث في مصر ما حدث في سوريا والعراق من سيطرة داعش علي جزء من الارض المصرية ، فقد كاد ان ينجح - لولا بسالة الجيش المصري - الهجوم الكبير لداعش - او المجموعات التي تسمي نفسها كذلك - في ١ يوليو ٢٠١٥ في شمال سيناء ...
٤ - الايعاز الي تركيا بالضغط علي اعصاب المصريين ، ومن هنا قصة دخول الاتراك ليبيا مع فصائل مسلحة تابعة لهم ، ومحاولة تركيا وضعهم علي حدود مصر لولا الخط الاحمر الشهير الذي وضعه عبد الفتاح السيسي لاردوغان في ليبيا ، والا - في حالة عدم التراجع - فهي الحرب .. وكان ان تراجع الاتراك ...
٥ - كل ذلك كان متزامنا مع محاولات لا تنتهي لخلخلة الداخل المصري ، والدعوة السنوية - والشهرية في بعض السنوات - للثورة ، واشهرها ثورة ١١/١١/ ٢٠١٦ ، وثورات الفنان المقاول محمد علي اعوام ٢٠١٩ و ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ ثم محاولة خلخلة الامور في مصر بتأثير ما حدث ويحدث في غزة من اكتوبر ٢٠٢٣ ، وتصوير الامر ان مصر تحاصر غزة ، وانها وافقت علي التهجير ، لعل ذلك ذلك يدفع المصريبن للخروج ضد النظام الحاكم الذي يشارك في قتل اخوانهم !!
كل ذلك فعله الغرب - وكل محاولة كان لها ادواتها المختلفة - للتخلص من عبد الفتاح السيسي ...
... ووصلنا الان الي ما جعل الامر يخرج عن السيطرة ، وجعل الوكيل يتواري امام تقدم الاصيل ، وبلغ الامر الي تهديد عبد الفتاح السيسي بالقتل ، في تلميح اشبه بالتصريح ...
والتهديد بأن اسرائيل فعلتها مع رئيس دولة كبري في الشرق الاوسط ، هو الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ، الذي فجرت طائرته الصيف الماضي في ايران ، ومات الرجل ومعه كل من كان معه في الطائرة ...
ومن أيام نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية تقريرا عن رد الرئيس السيسي علي الرئيس الامريكي ترامب ورفضه لطلبه بتهجير الفلسطنيين الي مصر والاردن ...
وكان التقرير كله عن طلب ترامب بالتهجير وعن رفض السيسي لذلك الطلب ، ولم يكن بالتقرير كلمة واحدة عن ايران ، ولم يكن في السياق ما يوجب ذكر ايران من الاساس ، ولكن الصحيفة الاسرائيلية - وهي قريبة من دوائر صنع القرار في اسرائيل وخاصة من جهاز الموساد بالتحديد - نشرت مع التقرير صورة للرئيس السيسي وهو يصافح الرئيس الايراني المقتول ابراهيم رئيسى !!!
والاشارة اوضح من اي بيان ، والتهديد صريح بأقوي من اي لغة ... وهو ان رفضك للتهجير من الممكن ان يجعل مصيرك كمصير من تصافحه في الصورة ...
هل سيخاف عبد الفتاح السيسي ...
من فهمي للرجل لا .. لن يخاف ، ولن ترهبه هذه الوسائل ، والرجل تعرض في العشر سنوات التي حكم فيها مصر لمحاولات اغتيال كثيرة ، بعضها معروف ومنشور وبعضها غير معروف ...
والمشكة ليست في عبد الفتاح السيسي ، فهو رجل مؤمن ومصيره - ومصير اي انسان في النهاية - في يد الله وحده ، وهو القادر علي حفظه ...
لكن المشكلة ان التهديد يكاد يكون رسميا ، اي ليس من تنظيم معارض او من فصيل ارهابي ، بل من دولة ، ومن دولة قوية ، ولها صلاتها النافذة مع اقوياء العالم ، وكل ما تفعله بإذنهم او بتكليفهم ...
وهؤلاء لن يكون تخطيطهم للتخلص من عبد الفتاح السيسي الا مقدمة مرحلة ستجد مصر نفسها في اوضاع الله وحده هو العليم بكيف يمكن أن تفلت من عواقبها المدمرة ...
ليس معني ذلك القول ان عبد الفتاح السيسي رجل لا يمكن الاستغناء عنه او في ذهابه انتهاء لمصر ... ولكن القصد القول ان من يخطط - ويعلن - نيته قتل رئيس دوله معينة ، هل ستأخذه - بعد التخلص من رئيسه - الشفقة او الرحمة بشعبه او ارضه ؟!!
هل سيتوقف ترتيب اسرائيل - او امريكا اذا اردنا الكلام جدا - علي قتل عبد الفتاح السيسي وازاحته ؟!
ان عبد الفتاح السيسي مطلوب ازاحته لتحقيق خطط معينة ، وليس لأنه حاكم ثقيل الظل ، او لانه يمنع الديموقراطية في مصر كما يقولون ، وامريكا واسرائيل لا ينامون الليل حزنا علي غياب الديموقراطية عن مصر !!
وبالتالي هل هناك " ابو محمد الجولاني " اخر يعدونه وراء الغرف المغلقة لمصر ؟!
وهل سيكون ثمن وصوله الي السلطة ترك سيناء لاسرائيل كما ترك جولاني سوريا الجنوب السوري كله لاسرائيل ، ولم ينتقدها حتي بكلمة... نظير تركه يحكم سوريا ...
وحتي قصة الديموقرطية التي سيسوقونها لبعض المصريين لابتلاع ما سيحدث - كما جري مع السوريين - سيثبت انها اوهام ، كما فعل الجولاني أمس ونصب نفسه رئيسا بدون انتخابات ولا اخذا لرأي أحد !!!
هكذا يرسمون مستقبل العرب ، والشعوب لا حول لها ولا قوة ، وبعض منها خدعته اوهام رماها له الغرب كالديموقراطية والحكم المدني والحرية ، وعندما تهلل الشعوب لما يحدث وتمني نفسها بالوصول الي ما اقنعوها به لا تجد بين يديها سوي اطلال دول ... فلا هي حافظت علي بلادها موحدة ولا مستقرة ، ولا هي وصلت الي الديموقراطية الموهومة او الحكم المدني الموعود ...
حفظ الله بلادنا من كل من يريد بها السوء ...
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وسائل متجددة للمقاومة... والحياة...
-
دروس المأساة السورية (4) الاسلاميين والديموقراطية ...
-
دروس المأساة السورية (3) تنشيط الحياة السياسية...
-
دروس المأساة السورية (2) التوازن في العلاقات الاقليمية والدو
...
-
دروس المأساة السورية (1) طول بقاء الحاكم في مقعده ....
-
الألهة التي تفشل دائما ...
-
هل كان استخدام القوة افضل الخيارات العربية في هذه المرحلة ؟!
-
وقف الحرب في غزة...
-
الجندول....
-
أعطني الناي ... وغني.
-
يامه القمر علي الباب ... وكيف كانت الأغاني الخليعة قديما !!
-
ثورة الشك ...
-
هل الخطر من الداخل ... أم من الخارج ؟!
-
مصر ... وسوريا الجديدة .
-
أنور السادات ...
-
قنوات الاخوان ... وهل نحن خائفون مما حدث في سوريا ؟!
-
فصل جديد ...من قصة طويلة !!
-
محمد مرسي .. وأحمد الشرع !!
-
فيم واين اخطأ بشار الاسد بالضبط ؟!
-
اسئلة اليوم التالي ...
المزيد.....
-
وزير الداخلية الفرنسي يتمسك بملف الهجرة ضد الجزائر
-
إصابة طفل سوري في ريف القنيطرة برصاص الجيش الإسرائيلي وغارات
...
-
الانسحاب من فيلادلفيا وإعادة الإعمار.. متى ستنطلق مفاوضات ال
...
-
شولتس يشدد على حل الدولتين بعد خامس عملية تبادل بين إسرائيل
...
-
بغداد تؤكد تثبيت موعد الانسحاب الأجنبي
-
الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب بشكل كامل من محور -نتساريم-
...
-
روسيا وعمان.. 40 عاما من الصداقة
-
76 نائبا في مجلس النواب الليبي يدينون مخططات تهجير سكان غزة
...
-
-لم تصب بأذى-.. سائقة ثملة تصطدم بدبابة من الحرب العالمية في
...
-
ليبيا.. النيابة العامة تحرك دعوى جنائية ضد خفر السواحل بتهمة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|