|
(ألفيّة القس جوزيف إيليا) بين هندسة الشكل وجمالية القيَم في الشعرالعمودي المعاصر دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي
عبير خالد يحيي
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 18:41
المحور:
الادب والفن
• مقدمة : تأتي هذه المجموعة الشعرية المعنونة ب "ألفيّة القس جوزيف إيليا" كعمل استثنائي، ليس فقط من حيث حجمها الذي يتجاوز الألف بيت، بل أيضًا من حيث عمقها الفني والفكري الذي يمزج بين الأصالة والحداثة، وبين الذاتي والإنساني. يمثّل هذا العمل وثيقة شعرية شاملة، يختزل فيها الشاعر تجاربه الحياتية، تأمّلاته الفلسفية، وأبعاده الروحية. ويتميّز النص بتوظيف بحر"الرجز التام"، وهو اختيار يحمل دلالات رمزية، حيث يجمع بين القوة الإيقاعية والمرونة التعبيرية، ما يُتيح للشاعر التحليق بحرية في عوالم فنية متعددة. تميّزت الألفية بثرائها الفني؛ حيث قدّمت رؤية متفرّدة للقصيدة من خلال التزامها بالتسلسل الأبجدي، ممّا أضفى على العمل بُعدًا تنظيميًا محكمًا. هذا إلى جانب الاستخدام المكثّف للرمزية والاستعارات التي أثرت النص، ومنحت القارئ مساحةً للتأويل والتفاعل مع النصوص على مستويات متعددة.
• البؤرة الفكرية: الجانب الفكري في مجموعة "ألفية الشاعر" للقس جوزيف أيليا يتميز بعمق التأمّلات الفلسفية والدينية التي تطرأ على النصوص، ممّا يعكس قدرة الشاعر على معالجة قضايا وجودية وأخلاقية معقّدة. والشاعر في هذه المجموعة لا يقصر فكره على طرح الأسئلة، بل يتجاوز ليعرض حلولًا وأفكارًا فلسفية تثير التفكير العميق لدى القارئ حول علاقته بالذات، بالآخرين، وبالكون. وينغمس الشاعر في تفسير المعاناة الإنسانية من خلال منظور ديني، ممّا يمنح القصائد بُعدًا يتجاوز حدود الواقع المادي. التوازن بين العقل والإيمان، والبحث المستمر عن الحقيقة والمعنى، يشكلّان عناصر أساسية في النصوص تشدّ انتباه القارئ إلى معالجة مفاهيم عظيمة تتعلّق بالوجود، وتحفّز على التفكير النقدي حول القيم الإنسانية والدينية. من خلال هذه البؤرة الثابتة، يظلّ الشاعر يسائل القيم الروحية والأخلاقية، ويسعى إلى فهم كيف يمكن للإنسان أن يحقق السلام الداخلي والتوازن في عالم مليء بالتحدّيات. تتجسّد هذه البؤرة في مختلف القصائد، مع تحوّلات فكرية وعاطفية، لكن الهدف يبقى واحدًا: البحث عن إجابات في إطار العلاقة مع الله، ومع القيم الإنسانية الكبرى مثل العدالة والرحمة. أهمية الدراسة: تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على القيمة الفنية والفكرية للمجموعة، وللوقوف عند جوانبها الذرائعية والجمالية التي تجعل منها نموذجًا يُحتذى به في الشعر العربي المعاصر. كما تسعى الدراسة إلى الكشف عن التداخل بين البنية الشعرية والرسائل الإنسانية التي يحملها العمل، مع استقراء تأثيره في القارئ من زوايا متعددة.
• الخلفية الأخلاقية : الجانب الأخلاقي في المجموعة يعكس تأمّلات عميقة في قضايا الحياة والموت، الخير والشر، والعدالة الإلهية. تتعامل القصائد مع الأسئلة الوجودية والروحية من خلال مفاهيم دينية وأخلاقية، حيث يُظهر الشاعر صراعًا بين النقاء والفساد، وبين الحقيقة والتضليل. كما يسلط الضوء على تفاعل الإنسان مع المفاهيم العليا مثل الرحمة والتوبة، بالإضافة إلى تأكيده على دور الإيمان في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي. القصائد في هذه المجموعة تتّسم بالحكمة والتوجيه الأخلاقي، حيث تسعى إلى إحداث تأثير عاطفي لدى القارئ يعزز من وعيه الأخلاقي، ويدعوه إلى التفكير في مواقفه من القيم الإنسانية والدينية.
• المستوى الديناميكي : يتمثّل جانب الديناميكي في المجموعة بالحركة المستمرة بين التناقضات والتطوّرات الفكرية والعاطفية التي تشهدها قصائده. هناك تفاعل دائم بين الماضي والحاضر، بين الأسئلة الوجودية والإجابات الروحية التي يبحث عنها الشاعر. هذا التفاعل يخلق حالة من التوتّر الديناميكي بين الأسئلة الكبيرة حول الحياة والموت، بين الوعي الإنساني والقدرة الإلهية. حركة المضامين : تغطّي الألفية طيفًا واسعًا من الموضوعات، من الحنين للوطن إلى التأمّلات في الحياة والموت، والارتباط بالأبعاد الروحية. يتنقل الشاعر بين محطات طفولته وتجربته مع الوطن والغربة، وينعكس ذلك في تصوير شعري عميق يُجسّد معاناة الإنسان الحديث في ظل الحروب والاضطرابات. التقنيات الشعرية: يستخدم الشاعر تقنيات شعرية تجعل النصوص في حالة حوار مستمر مع القارئ، ممّا يعكس ديناميكية لا تتوقّف في استكشاف القضايا الروحية والأخلاقية. كما أنّ تطوّر الشخصيات في القصائد وتفاعلها مع الواقع والطموحات الروحية يعكس ديناميكية فلسفية، حيث يسعى الفرد دائمًا نحو البحث عن المعنى في سياق متغير. الزمكانية: يظهر الجانب الديناميكي في العمل عبر تفاعل مستمر مع الزمن والمكان، ممّا يضفي على النصوص بعدًا حركيًا يجعلها أكثر تأثيرًا في القارئ.
تحليل بعض النصوص : أتناول بعض قصائد المجموعة بالتحليل : القصيدة الأولى : " قافية الألف" يبدأ الشاعر ألفيّته بها، وهي افتتاحية للعمل. يمكن ملاحظة عدّة محاور أساسية فيها: 1. التأمل في الحياة والوجود: تحمل الألفية في طياتها رؤى فكرية عميقة؛ فهي لا تتوقّف عند حدود العاطفة، بل تتجاوزها لتناقش قضايا فلسفية وجودية تتعلّق بالإنسان، المصير، والإيمان. يُظهر الشاعر صراعًا داخليًا بين الشك والإيمان، بين الألم والأمل، ممّا يجعل النصوص انعكاسًا لتجربة إنسانية عميقة تستدعي التأمّل. تبدأ القصيدة الأولى بتوجيه الشكر لله على العطاء، وتبرز تأمّلات الشاعر في دورة الحياة والتغيّرات المستمرة التي يعيشها البشر. يظهر ذلك في البيت الأول : للربّ شكري أوّلًا بما أتى إذ صاغني مِنْ عدَمٍ وقد سخا ثمّ يظهر البُعد الفلسفي، حيث يُبرز الشاعر فكرة استمرارية الحياة وتحولاتها، مع التأكيد على دور الإله في منح هذه الفرصة: مضى الذي مضى ويأتي آخرٌ والدّهرُ يبقى ثابتًا مهما جرى 2. تأريخ التجارب الإنسانية: يعبّر الشاعر عن الموروث الإنساني الذي يتكرّر مع الأجيال، إذ يشير إلى أن الجميع يسعون للعيش، يبنون ويصارعون الحياة، ثم يختفون ليأتي غيرهم، مثلما ورد في الأبيات التالية: عاشوا كما عشنا وكانوا مثلَنا في سعيهم للعيش مسرِعي الخُطى شادوا قصورًا شاهقاتٍ وبنوا مصانعًا وامتلكوا ما يُشتهى ومثْلَنا جاعوا وصانوا خبزَهم وصارعوا وفي أيديهم مُدى هذا الجزء يجسّد نظرة الشاعر الإنسانية للتاريخ كمسرح متكرّر للإنجازات والإخفاقات. 3. التحوّلات الأخلاقية والاجتماعية: يشير الشاعر إلى الصراعات الإنسانية بين الخير والشر، وكيف أن البشر يعانون، يتوحّدون، ثم يتفرّقون نتيجة للأحقاد والخصومات: توحّدوا تفرّقوا تجمّعوا تشتّتوا لبعضهم صاروا عِدى ويظهر الصراع الداخلي والخارجي للبشر في البحث عن التوازن بين القيم المتضاربة. للحُبِّ غنَّوا ورعوا أحقادَهم جاؤوا بفكرٍ ثمّ أهلكوا الرؤى 4. تواضع الشاعر أمام الكتابة: في نهاية المقطع، يعترف الشاعر بعجزه كمجرد إنسان يسعى نحو الأفضل ولكنه ليس معصومًا من الأخطاء: أعرفُ عجزيْ وجفافَ غيمتي وأنّني في السّردِ دون المستوى ولا أنا قاضٍ أدينُ مخطئًا ولا أرى ما ليس غيريَ رأى هذا الاعتراف يمنح النصّ بعدًا صادقًا وإنسانيًا، حيث يعبّر الشاعر عن تواضعه في مواجهة عظمة الحياة وتعقيداتها. إذًا، القصيدة الأولى تؤسّس لموضوعات الألفية، وتظهر رؤية الشاعر للحياة كعملية مستمرة من البناء، الصراع، والسعي نحو المعنى. الأسلوب الشعري هنا يعتمد على لغة مباشرة وبسيطة تحمل في طيّاتها عمقًا فكريًّا وتأمّليًّا يجعل النصَّ قريبًا من القارئ وفي نفس الوقت غنيًّا بالدلالات. القصيدة الثانية:" لا بإرادتي" على قافية الباء تتمحور هذه القصيدة حول تأمّلات الشاعر في نشأته، البيئة التي ولد فيها، وتأثير عائلته عليه. يظهر فيها مزج بين السيرة الذاتية والرؤية الإنسانية العامة. أبرز المحاور في القصيدة: 1. الميلاد والنشأة: يشير الشاعر إلى ظروف ولادته، محدّدًا الزمان والمكان، مع التركيز على عفوية القدر الذي جعله يرى النور في تلك البيئة، قدّم الشاعر لهذه القصيدة بقوله: "ما كان ولن يكون لأحدٍ أيّة إرادةٍ في توقيت ساعة ظهوره في العالم ولا في اختيار موقع مولده ولا جنسه ولا عرقه ولا دينه" وبدأ القصيدة بهذا البيت: ولِدتُ لا برغبتي وإنّما أمّي أرادت وأرادها أبي هذا الجزء يعكس إدراك الشاعر لعدم تحكم الإنسان بمصيره عند الولادة، ممّا يعزّز تأمّله في طبيعة الحياة ككل. 2. الانتماء العائلي: يُبرز الشاعر أثر عائلته عليه، مشيرًا إلى شخصيات أجداده ووالديه الذين كانوا مصدر فخر وأثر كبير في حياته: جدّي قسيسٌ ذاع صِيتُهُ وقد كان حكيمًا عالِمًا بالكتبِ 1. البناء الشعري: استخدام القافية الموحدة: يلتزم الشاعر باستخدام قافية الباء، ممّا يفرض نظامًا إيقاعيًا يعزّز وحدة النصّ الشعري ويمنحه انسجامًا صوتيًا. القافية ليست مجرد عنصر موسيقي، بل تُستخدم بذكاء لخلق تتابع فكري، حيث تنتهي الأبيات غالبًا بفكرة واضحة ترتبط بالقافية. لم يرتعبْ من أحدٍ وسيفُه كانَ على قاسٍ طغى مِنْ لهبِ بحر الرجز التام: نظم الشاعر قصيدته على بحر الرجز، وهو بحر يمتاز بسهولة الإيقاع ومرونته، مما يناسب الطبيعة السردية والتأملية للنص. هذا الاختيار يعكس انسجامًا بين الشكل والمضمون، حيث يمنح البحر انسيابية للنص الشعري ويُبرز التفاصيل السردية. 2. اللغة الشعرية: بساطة اللغة وعمق الدلالات: استخدم الشاعر لغة مباشرة وواضحة، بعيدة عن التكلّف، لكنها تحمل في طياتها عمقًا إنسانيًّا وفكريًّا. هذه البساطة تجعل النص قريبًا من القارئ، خاصة عند وصف الحياة اليومية والتجارب الشخصية: وفي محيط أسرةٍ كبيرة معروفةٍ زهتْ بطِيبِ النّسبِ التكرار والتوكيد: استخدم الشاعر التكرار كوسيلة للتوكيد وإبراز القيم المحورية، مثل الاعتزاز بالجذور والانتماء. هذا التكرار يظهر في الأبيات التي تتناول شخصيات الأجداد وقيمهم، يفخر ويعتز بجدّه قائلًا: وكان حرًّا لا يلينُ عزمُه "لا" قالها كالرّعد للمغتصبِ التوظيف الدقيق للألفاظ: الكلمات في النص منتقاة بعناية لتنسجم مع المعنى العام للنص، مثل "زهت"، "صادقٍ"، "وجيهًا"، وهي ألفاظ تُبرز الفخر والتقدير للماضي والأصول. وقالها : نعم لكلِّ صادقٍ ومخلصٍ مزيّنٍ بالأدبِ 3. الصور الشعرية: التصوير المكثّف للمكان: يتجلى وصف القرية الريفية بتفاصيل بسيطة لكنها مؤثرة: في قريةٍ نائيةٍ صغيرةٍ بيوتُها طينٌ بسقفٍ خشبيّ هذا الوصف يحمل القارئ إلى أجواء المكان ويجعله يتخيّل البساطة والدفء اللذين ميزا حياة الشاعر. الاعتماد على الصور الحسية: النص يعجّ بالصور التي تستهدف الحواس، ممّا يعمّق التجربة الشعرية: على لسانِ الدّهر ترنيماتُهُ تُتلى بلحنٍ مستساغٍ عذِبِ هذا المشهد الصوتي يجسّد الأناشيد الدينية التي نظمها جدّ الشاعر. 4. الأسلوب السردي الشعري: السرد بصيغة شعرية: القصيدة تمزج بين السرد والتأمّل، حيث ينقل الشاعر قصة حياته وعائلته من خلال أبيات موزونة. يُبرز هذا الأسلوب قدرة الشاعر على تحويل السيرة الذاتية إلى عمل شعري: "جدّي لأبي هو القس حنّا إيليا ... شاعر موهوب نظم الكثير من الأناشيد الدّينيّة." جدّي قسيسٌ ذاع صِيتُهُ وقد كان حكيمًا عالِمًا بالكتبِ وجدّي الآخر "موسى" سيّدٌ يعرفهُ من جاءَهُ في طلب التدرّج في الأفكار: الأفكار تتقدّم تدريجيًا، من التأمّل في ظروف الميلاد إلى الحديث عن العائلة ثم القيم الموروثة. هذا البناء يُظهر مهارة الشاعر في تنظيم النص بأسلوب سردي مشوق. 5. التأثير الحداثي: على الرغم من اعتماده على قوالب شعرية تقليدية (بحر الرجز والقافية)، إلا أن الشاعر يُقدّم رؤية حداثية في اللغة والبناء الفكري. الحداثة تتجلّى في تركيزه على الذات وتأمّلاته في القدر والهوية، ممّا يربط النص بقضايا إنسانية معاصرة. الأسلوب في القصيدة يتميز بتوازن دقيق بين البساطة والعمق، حيث يجمع الشاعر بين تقاليد الشعر العربي في الوزن والقافية وبين روح الحداثة في اللغة والرؤية. النص يعتمد على السرد الشعري الغني بالصور الحسية، مما يمنحه بُعدًا إنسانيًا يلامس القارئ بسهولة.
القصيدة الثالثة : "هكذا كانت طفولتي" (قافية الحاء) تتناول هذه القصيدة طفولة الشاعر، حيث يقدم من خلالها تأمّلات حنينية عن نشأته في قرية بسيطة، وما حملته تلك الفترة من تحديات وفرح مختلط بصعوبات الحياة. يرسم الشاعر مشاهد طفولته بعين شغوفة وذاكرة مليئة بالتفاصيل الحسية. أبرز المحاور: 1. وصف البيئة الريفية: يبدأ الشاعر بالحديث عن قريته التي شهدت طفولته، ويبرز بساطة الحياة فيها وتفاصيلها اليومية: في قريتي ظلِلتُ فيها أسرحُ طفلًا بما يرى ويُعطي يفرحُ يُظهر الشاعر كيف كان الطفل يستمتع بأبسط الأشياء، رغم الفقر والافتقار إلى وسائل الراحة. 2. التحديات والصمود: تتناول الأبيات معاناة الطفولة وصعوبات الحياة، ولكنها في الوقت ذاته تُظهر صمود الشاعر وتعلّمه من تلك التحديات: لكنّني سرتُ بما أملِكُ مِنْ عزمٍ ونيرانُ صمودي تقدحُ كانت تقوّي خطوتي أمّي وفي إسنادِها كنتُ بسيري أفلحُ هذه الأبيات توضح دور الإرادة القوية في تجاوز المحن، مع التأكيد على الدعم العاطفي الذي وفرته والدته. 3. الحنين للأم ودورها في حياة الطفولة: تُبرز القصيدة دور الأم المحوري في حياة الشاعر، حيث كانت مصدر قوته ومثابرته: أوجعتُ قلبَها كثيرًا فلكَم كانت بسيفِ ما أعاني تُجرَحُ وكنتُ ألقاها تصدُّ هازئًا عنّي وليْ بابَ النضالِ تفتحُ الأم هنا ليست مجرد شخصية عابرة، بل هي رمز للتضحية والدعم الذي حفظ الشاعر وأعانه على المضي قدمًا. 4. الانتصار الشخصي والذكريات: يختتم الشاعر بالإشارة إلى النجاح الذي تحقق رغم صعوبة البدايات، حيث يصف كيف تمكن من بناء حياته ومواجهة التحديات: حتّى بنيتُ منزلًّ مسوَّرًا فيه طيورُ ما أحبُّ تصدحُ وصرتُ أوّلًّا على صحبي وفي كلِّ الأمورِ كنتُ دومًا أنجحُ هذه الأبيات تعكس التحوّل من مرحلة الطفولة المليئة بالصعوبات إلى مرحلة النضج والانتصار على التحديات. تحليل الأسلوب: 1. البناء الشعري: القافية الموحدة (الحاء): القافية تأتي منسجمة مع الطابع الحميمي للنص، حيث تضفي موسيقى ناعمة تعكس الحنين والحب. التدرج السردي: يبدأ النص بوصف الطفولة والقرية، ثم ينتقل إلى الحديث عن المعاناة، وينتهي بالنجاح. هذا التدرج يخلق بنية سردية واضحة ومتماسكة. 2. اللغة الشعرية: اللغة الحسية والبسيطة: استخدم الشاعر ألفاظًا بسيطة لكنها مفعمة بالحيوية الحسية، مثل: "سُقْمٌ"، "نيرانُ صمودي"، "قريتي"، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش التجربة. الإيحاء والرمزية: استخدم الشاعر بعض الرموز لإبراز المعاناة والفرح، مثل "النيران" للصمود، و"الطيور" للفرح والتحرر. 3. الصور الشعرية: وصف الحياة اليومية: يصور الشاعر الحياة الريفية بتفاصيلها الصغيرة: "بيوتُها طينٌ بسقفٍ خشبيّ." الأم كرمز للحنان والدعم: "أوجعتُ قلبَها... لكنها كانت تقوّي خطوتي." الأم تظهر كركيزة أساسية في رحلة الشاعر من الطفولة إلى النضج. 4. البعد الإنساني: القصيدة تلمس موضوعات إنسانية عامة مثل الطفولة، الحنين، الأمومة، الصمود، والنجاح. هذا يجعل النص قريبًا من القارئ، خاصة لمن عاش في بيئات مشابهة. قصيدة "هكذا كانت طفولتي" هي لوحة شعرية حنينية تصف حياة الشاعر في قريته الصغيرة، مركزة على التحديات التي واجهها والدور الكبير لأمه في دعمه. يمتاز الأسلوب بالسلاسة والوضوح، مع صور شعرية حية تنقل القارئ إلى عالم الطفولة، مما يجعل النص مزيجًا من الحنين والدروس الحياتية الملهمة.
القصيدة الرابعة : "عشتُ في أجوائها" موضوع القصيدة: تتناول هذه القصيدة الانتقال من القرية إلى المدينة وما أحدثه ذلك من تغييرات جذرية في حياة الشاعر. يعكس النص مزيجًا من الحنين للحياة الريفية البسيطة، والاندهاش بالحياة الحضرية المعقدة. يتأرجح الشاعر بين الحنين لدفء القرية والانبهار بأجواء المدينة. أبرز المحاور: 1. ألم الفقد وترك القرية: يشير الشاعر إلى مشاعره عند مغادرة قريته إلى المدينة، وكيف كان ذلك الانتقال مليئًا بالاضطراب والتساؤلات: تركتُ قريتي مع الأهلِ ولمْ أفهمْ وقد كنتُ كمثْلِ الدّائخِ لا أعرفُ المصيرَ أين ينتهي كعاجزٍ لِما أتاهُ راضخِ يعبّر عن صدمة التغيير، وكيف شعر بفقدان الألفة والوضوح في حياة القرية البسيطة. 2. الانبهار بالحياة الحضرية: بعد الانتقال، يظهر انبهار الشاعر ببيئة المدينة، التي تحمل مزيجًا من الجمال والغرابة: وجدتُ نفسيْ قاطنًا مدينةً بوجهِها المُشرقِ غير الشّائخِ أحببتُها وعشتُ في أجوائها مهلّلًا لكلِّ بوقٍ نافخِ يوضّح هذا الجزء تأثير المدينة بما فيها من تطوّر وضوضاء على مشاعر الشاعر. 3. الحنين للقرية: رغم انبهاره بالمدينة، يبقى حنين الشاعر متجذرًا في داخله تجاه قريته: يا قريتي في البالِ أنتِ حيّةٌ دمتِ كما كنتِ كطودٍ شامخِ هذا الحنين يُبرز العلاقة العاطفية العميقة التي تربطه بالمكان الذي نشأ فيه. 4. أهمية الجذور والماضي: يشير الشاعر إلى أن القرية تمثل الأساس والجذور التي لا يمكن نسيانها، مهما ابتعد عنها: إذْ بيتُنا الأوّلُ يبقى حاضرًا مهما سكنّا في مكانٍ باذخِ للانَ أشتاقُ سخاءَ دفئِهِ كياني بشوقٍ في أجمِلْ راسخِ يظهر هنا تأثير الماضي على الحاضر، وكيف تبقى الذكريات مرتبطة بروح الإنسان. تحليل الأسلوب: 1. البناء الشعري: القافية الموحدة (الخاء): تأتي القافية لتوحيد النصوص وربط الأفكار المتناقضة بين القرية والمدينة، حيث تنساب القافية بسلاسة تعكس التأرجح العاطفي بين الحنين والانبهار. التدرّج السردي: يبدأ النص بوصف الانتقال وصدمة الفقد، ثم ينتقل للحديث عن المدينة والاندهاش بجمالها، وينتهي بالحنين للقرية والجذور. هذا التدرّج يُظهر تنامي مشاعر الشاعر. 2. اللغة الشعرية: اللغة الحسية: الشاعر يعتمد على أوصاف حسّية لتجسيد القرية والمدينة، مثل "وجهها المشرق"، "شامخٍ كطودٍ"، "سخاء دفئه". هذه الأوصاف تجعل القارئ يتفاعل مع النص عاطفيًا. المقابلة بين القرية والمدينة: هناك تناقض واضح بين الحياة الريفية البسيطة والدافئة والحياة الحضرية المبهرة ولكن المجهدة. هذا يظهر في: " وجدتُ نفْسي قاطنًا مدينةً" "يا قريتي في البالِ أنتِ حيّةٌ." الإيقاع العاطفي: تنسجم الكلمات مع الإيقاع النفسي للشاعر، حيث تنتقل من ألم الفقد إلى الانبهار، ثم إلى الحنين، ممّا يعكس تقلّبات المشاعر بصدق. 3. الصور الشعرية: القرية كرمز للدفء والبساطة: "إذ بيتُنا الأوّلُ يبقى حاضرًا" "للآن أشتاقُ سخاءَ دفئِهِ." تُجسد القرية صورة الحنين للماضي والمكان الذي يحمل الطمأنينة. المدينة كرمز للتطور والضوضاء: "مهلِّلًا لكلِّ بوقٍ نافخِ." " أحببتُها وعشتُ في أجوائها،." التشبيهات: القرية تُشبه "طودًا شامخًا"، والمدينة توصف بوجهها "غير الشائخ"، مما يبرز التباين بين الثبات والتغير. البعد الإنساني: القصيدة تحمل بعدًا إنسانيًا عالميًا، حيث تطرح الصراع بين الماضي والحاضر، وبين البساطة والتعقيد. تعكس تجربة الانتقال من بيئة ريفية دافئة إلى مدينة مزدحمة، وهو شعور مشترك لدى كثيرين. قصيدة "عشت في أجوائها" تسرد رحلة الشاعر من قريته إلى المدينة، متأرجحًا بين ألم الفقد وصدمة التغيير، وبين الانبهار الحضري والحنين للجذور. تتميز القصيدة بأسلوب سردي بسيط وصور شعرية حسية تلامس وجدان القارئ، مع إيقاع عاطفي متناغم يعكس تجربة إنسانية عميقة.
الاستنتاج الذرائعي عن القصائد الأربعة: التحليل الذرائعي ينطلق من دراسة النص الأدبي بوصفه كيانًا متكاملاً يتداخل فيه الشكل والمضمون، بحيث يتم التركيز على أهداف النص وأثره في القارئ من خلال مستوياته المتعددة: الأسلوبية، الفكرية، النفسية، والاجتماعية. الاستنتاجات وفق المنهج الذرائعي: 1. المستوى الفكري: الهدف التنويري: القصائد تحمل أبعادًا تنويرية واضحة، حيث يركز الشاعر على تقديم تجارب شخصية وإنسانية عامة، مع إبراز قضايا جوهرية مثل: الهوية الفردية والجماعية.
العلاقة بين الأجيال واختلاف الأزمنة. الصراع بين الحنين للماضي والانبهار بالحاضر. الهدف الأساسي لهذه النصوص ليس تقديم إجابات جاهزة، بل إثارة التساؤلات وتحفيز القارئ للتفكير في جذوره، حياته الحالية، ومستقبله. الإرث الثقافي والديني: النصوص تُبرز التأثير العميق للموروث الثقافي والديني على تجربة الشاعر، مثل التأمل في قصة آدم وحواء في "قافية الثاء" أو القيم العائلية الموروثة في "دهرهم لهم". هذا يعكس عمق ارتباط النصوص بالهوية الثقافية. 2. المستوى الأسلوبي: الالتزام بالتقاليد مع الحداثة: النصوص تعتمد على البناء التقليدي للشعر العربي، باستخدام القافية الموحدة وبحر الرجز، لكنها في الوقت ذاته تنطوي على لغة حداثوية بعيدة عن التعقيد، مما يجعلها أقرب إلى القارئ المعاصر. الصور الشعرية الحسية: الصور المستخدمة تمزج بين الحسية والمجردة. الشاعر يُجسد المعاني بتفاصيل من الحياة اليومية (مثل وصف القرية، الأم، المنزل)، مما يمنح النصوص أبعادًا بصرية ووجدانية قوية. التدرج السردي: النصوص تميزت ببنية سردية واضحة، تبدأ بتوصيف الحالة، تتعمق في المشاعر والتأملات، ثم تختتم بخلاصة فلسفية أو شعورية. هذا الأسلوب يُبقي القارئ مندمجًا ومتابعًا لتطور الفكرة. 3. المستوى النفسي: التعبير عن الحنين والصراع الداخلي: النصوص تُظهر صراعًا داخليًا بين الماضي والحاضر، خاصة في قصائد مثل "" و"هكذا كانت طفولتي." الحنين للقرية والطبيعة يعبر عن رغبة في العودة إلى الصفاء والبساطة. التأثير العاطفي: النصوص تخلق أثرًا نفسيًا قويًا من خلال التركيز على مشاعر الحنين، الحب، الاعتزاز بالعائلة، والرغبة في الاستمرار. القارئ يشعر بارتباط عاطفي عميق مع النصوص بفضل الصدق في التعبير. 4. المستوى الاجتماعي: رؤية الشاعر للإنسان والمجتمع: النصوص تعكس فهمًا اجتماعيًا عميقًا للتغيرات الحياتية. الشاعر يُبرز أهمية قبول اختلاف الأجيال، كما في "دهرهم لهم"، مع التركيز على التوازن بين القيم الموروثة والتجديد. تمجيد الأدوار الاجتماعية: الشاعر يُبرز أدوارًا محورية في الحياة الاجتماعية، مثل دور الأم في "هكذا كانت طفولتي" ودور الشريك في "قافية الثاء"، مما يُظهر تمسكًا بالقيم العائلية كأساس لبناء المجتمع. الوعي بالتحولات: في "عشت في أجوائها"، يظهر وعي الشاعر بتحولات المجتمع من البساطة الريفية إلى تعقيد الحياة الحضرية، مما يعكس انفتاحه على استيعاب تأثير هذه التغيرات على الفرد والجماعة. 5. المستوى الذرائعي (الهدف النهائي): النصوص تخدم أهدافًا متعددة: أدبيًا: إبراز جماليات الشعر العربي الموزون مع تضمين رؤى حديثة. فكريًا: تحفيز القارئ على التفكير في العلاقات الإنسانية، الهوية، وقيم الحياة. اجتماعيًا: تعزيز قيم الأسرة، الحنين للأصل، واحترام الفروقات بين الأجيال. نفسيًا: تقديم تجربة وجدانية قريبة من القارئ، مما يخلق اتصالًا عاطفيًا مباشرًا. فالقصائد تمثل تجربة أدبية غنية تجمع بين العمق الفكري والبساطة الأسلوبية. الشاعر يستخدم النصوص كوسيلة لإثارة التساؤلات الإنسانية والاجتماعية، ممّا يحقق البعد التنويري. هذه النصوص ليست مجرد تعبير عن الذات، بل هي دعوة للقارئ للتفكر في هويته ومكانه في هذا العالم، مما يجعلها نصوصًا تنتمي للأدب الذرائعي بامتياز. القصيدة الخامسة : "ويبقى وطني أهزوجتي" لتحليل القصيدة وفق المنهج الذرائعي، أسلّط الضوء على جميع المستويات النصية والتواصلية، ابتداءً من المستوى الحسي وصولًا إلى المستوى الذرائعي الرسالي. 1. المستوى الحسي (الإدراك الجمالي): القصيدة تستند إلى لغة حسّية مؤثرة، تستهدف العاطفة بشكل مباشر عبر صور شعرية مكثفة. يظهر ذلك من خلال وصف الشاعر للحرب وآثارها على الوطن، مع المحافظة على جمال المشاعر تجاه هذا الوطن. المفردات المستخدمة، مثل: "رمال"، "كرمتي"، "أهزوجتي"، تعكس مزيجًا بين الحسية والتجريد. الأثر الجمالي: القصيدة تحمل شحنة وجدانية تجعل القارئ يتعاطف مع الشاعر، ويندمج في حالته الشعورية، خاصة عند تصوير حنينه للوطن رغم الدمار. 2. المستوى اللغوي (التحليل السيميائي): اللغة المستخدمة تجمع بين المباشرة والرمزية. هناك دلالات مرتبطة بالوطن كرمز للأمان والكرامة، في مقابل "الرمال" التي تشير إلى الشتات والضياع. الرموز: "أهزوجتي": تعني صوت الانتماء الذي يرافق الشاعر حتى في أصعب الظروف، ما يعكس الوفاء للوطن. "الرمال" و"الخراب": ترمز إلى التشتت والانهيار بسبب الحرب. الأسلوب: اعتمد الشاعر على التكرار والإيقاع الداخلي لتعزيز التعلق العاطفي بالمضمون. 3. المستوى الفكري (التحليل الفكري والفلسفي): القصيدة تتناول ثنائية الوطن والغربة، والأثر النفسي الذي تتركه الحروب على الإنسان. تُظهر النصوص أفكارًا تتعلق بقدرة الوطن على البقاء رغم الجراح، حيث يمثّل الوطن مصدرًا للحياة والهُوية. التناقض الفكري: يعكس الشاعر التناقض بين واجبه تجاه وطنه وبين معاناته الشخصية نتيجة الواقع المفروض عليه. الأفق الفكري: تُفتح القصيدة على أبعاد اجتماعية وسياسية، حيث تدين الحرب وتستحضر قيمة الوطن كمساحة للأمل والسلام. 4. المستوى النفسي (التحليل النفسي): الشاعر يمرّ بحالة من التمزّق النفسي بين الانتماء للوطن والهروب من جراحه. الحنين للوطن يُظهر تعلقًا قويًا بالهوية، لكنه يمتزج بحسرة الغربة. استخدام الألفاظ المتناقضة مثل "رمال" و"كرمتي" يعكس هذا الصراع النفسي. التمرد النفسي: يظهر في رفض الشاعر القبول بواقع الوطن المدمر، والإصرار على إبقاء صوته الشعري تعبيرًا عن الحب والانتماء. 5. المستوى الذرائعي (الوظيفة والرسالة): وظيفة النص: القصيدة تدعو القارئ للتفكير في العلاقة العميقة بين الإنسان ووطنه، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تفرضها الحروب. الرسالة الموجهة: الوطن هو صوت خالد لا يمكن إسكاته، والحب له يتجاوز الألم والمآسي. الأثر الذرائعي: من خلال التأثير على المتلقي، تجعل القصيدة القارئ يعيد النظر في قيمة الوطن في حياته، كما تحفّز حس المسؤولية تجاه الحفاظ على الهُوية الوطنية رغم الصعوبات. قصيدة "ويبقى وطني أهزوجتي" هي نصّ تواصلي بامتياز، يوازن بين الجمال الشعري والرسائل الفلسفية والاجتماعية. نجح الشاعر في نقل تجربة شخصية تحمل أبعادًا إنسانية عامة، حيث مزج بين الوجدان الفردي والمصير الجماعي. النص يتسم بتعددية القراءة، مما يعزّز قوته وتأثيره على القارئ. القصيدة السادسة: "الخاتمة" قافية الهمزة لتقديم تحليل ذرائعي لقصيدة الخاتمة أركّز على المستويات النصية التالية : 1. المستوى الحسي (الإدراك الجمالي): القصيدة تترك أثرًا عاطفيًا قويًا على القارئ من خلال استخدام لغة شعورية مكثفة. الكلمات المنتقاة مثل "الصواعق" و"الطود" تحمل طاقة تصويرية تعكس عمق المشاعر المرتبطة بالمصير والخلود، مما يجعل النص أقرب إلى لوحة وجدانية. الأثر الجمالي: الإيقاع الحسي الذي تولده الكلمات والصور الشعرية يجعل القارئ يشعر بانسيابية النص وبُعده الرمزي. 2. المستوى السيميائي (اللغوي): الرموز والدلالات: "الصواعق": ترمز إلى الشدائد والاختبارات الحياتية. "الطود": يعبر عن الثبات في وجه التحديات. "الصراع": يعكس طبيعة الحياة كمعركة مستمرة الأسلوب: استخدام الجمل التصويرية والاستعارات يكشف عن رؤية الشاعر الفلسفية للحياة بوصفها ساحة صراع مستمر، مليئة بالتحديات والانتصارات. 3. المستوى الفكري (التحليل الفلسفي): الشاعر في "الخاتمة" يلخص تأملاته في الحياة والمصير. النص يتجاوز الوصف السطحي للأحداث ليغوص في المعنى العميق للصراع الإنساني. تتجلى فكرة مركزية وهي أن الحياة ليست مجرد اختبار بل هي تجربة للتطور الروحي والنفسي. التناقض الفكري: النص يعبر عن تضاد بين الألم والأمل، حيث يُظهر الشاعر أن التحديات جزء لا يتجزأ من عملية البحث عن المعنى. 4. المستوى النفسي (التحليل النفسي): تُظهر القصيدة التوازن النفسي للشاعر بين الارتباط بالماضي والتطلع إلى المستقبل. النص يعكس محاولته للمصالحة مع ذاته ومع ظروف الحياة من خلال لغة شعرية توحي بالأمل والثبات أمام الصعاب. التمرد النفسي: يظهر في رفض الشاعر الخضوع لقوى الإحباط أو الفشل، حيث يبقى الطود رمزًا للتحدي في مواجهة العواصف. 5. المستوى البراغماتي (الوظيفة والرسالة): وظيفة النص: النص يحفز القارئ على التفكير في طبيعة الحياة كمزيج من الاختبارات والفرص. الرسالة: يدعو الشاعر القارئ إلى التحلي بالثبات والإيمان بالذات لتحقيق الانتصار على المصاعب. الأثر الذرائعي: النص يحقق تأثيرًا تحفيزيًا، حيث يوجه القارئ نحو استلهام العبر من التجارب الحياتية. قصيدة "الخاتمة" تمثل تتويجًا لفلسفة الشاعر حول الحياة والمصير، حيث يركز على قوة الإنسان في مواجهة المحن. النص يتميز بتكامله الفني والفكري، مما يجعله مثالًا قويًا للأدب الحداثي الذي يتفاعل مع قضايا الإنسان بعمق وشمولية.
• المستوى النفسي : • الجانب الوعظي في "ألفيّة القس جوزيف إيليا" يتجلّى الجانب الوعظي في مجموعة "ألفيّة القس جوزيف إيليا" بشكل واضح، حيث تمزج القصائد بين الرسائل الروحية، الأخلاقية، والاجتماعية لتوجيه القارئ نحو التأمل، التصحيح، والتغيير. يعتمد الشاعر في هذا الجانب على الأسلوب الشعري المباشر أحيانًا، والرمزي في أحيان أخرى، مستندًا إلى تجاربه الحياتية، معرفته الدينية، وتأملاته الفلسفية. 1. القيم الأخلاقية والإنسانية: التمسك بالمحبة والتسامح: يشجع الشاعر على التحلي بالمحبة كقيمة إنسانية عُليا، كما في قوله عن أهمية نبذ الكراهية وتغليب الروح الجماعية على الأنانية. يظهر ذلك في العديد من الأبيات التي تركز على بناء العلاقات الإنسانية على أسس التسامح والسلام. الصبر والتأمل: يدعو الشاعر إلى الصبر في مواجهة المصاعب، مع التأكيد على أن الأزمات تحمل في طياتها دروسًا عميقة للنفس البشرية. 2. الرسائل الروحية: الإيمان بالله والروحانية: الجانب الروحي حاضر بقوة في المجموعة، حيث يتحدث الشاعر عن الرحلة الإيمانية التي يمر بها الإنسان، مع التأكيد على قوة الخالق وإرادته. يدعو القارئ إلى التمسك بالإيمان كطريق للسلام الداخلي، مثل قوله: "رباه كن إذا أسأتُ غافرًا... كي فيه أدعو للنهوض من غفا." الحكمة من الابتلاء: يقدم الشاعر رؤية مفادها أن الابتلاءات جزء من خطة إلهية تهدف إلى تقوية الروح، مما يعكس توجهًا وعظيًا مبنيًا على التفسيرات اللاهوتية. 3. النقد الاجتماعي والوعظ التوجيهي: أهمية التعليم والوعي: ينصح الشاعر الأجيال الجديدة بالتمسك بالعلم والمعرفة، مؤكدًا دورهما في بناء مجتمع قوي ومتماسك. يظهر هذا الجانب في إشادته بالقراءة والكتابة كوسيلة للتغيير الإيجابي. القيم العائلية: يقدم الشاعر توجيهات حول أهمية الأسرة والتعاون بين أفرادها، معتبرًا أن العائلة هي الملاذ الأول للإنسان ومصدر قوته. 4. الوعظ الوطني: حب الوطن: يعكس الشاعر حبه العميق لوطنه رغم ما عاناه من اغتراب وألم. الجانب الوعظي هنا يظهر من خلال رسائل تشجع على الوفاء للوطن والتضحية من أجله. انتقاد الحروب: يحمل الشاعر رسائل تدين الحرب وآثارها المدمرة، داعيًا إلى السلام كخيار وحيد لبناء المجتمعات. 5. أسلوب الوعظ في المجموعة: الرمزية والاستعارة: يستخدم الشاعر الرموز كوسيلة وعظية غير مباشرة، مثل تصويره الوطن كأهزوجة خالدة، ممّا يضفي بعدًا عاطفيًا وتأمليًا. الأسلوب المباشر: في بعض الأبيات، يعتمد الشاعر على الوضوح في التوجيه والوعظ، مما يجعل الرسالة سهلة الاستيعاب للقارئ. الإيقاع الروحي: الإيقاع الشعري والنغمة الهادئة يُعززان التأثير الوعظي للنصوص، حيث يشعر القارئ بأن الشاعر يخاطبه بشكل شخصي. أمثلة من النصوص: أسقي كما سُقيتُ لا أبخلُ في قولٍ وفعلٍ فيهما زرعُ النُّهى وهنا يدعو الشاعر إلى السخاء في نشر الخير والمعرفة، باعتبارهما وسيلة للنهوض بالمجتمع. وما الحياةُ سوى رسالةِ عاشقٍ للحبّ يهديها وللخير يستعرُ رسالة وعظية تؤكد أن الحياة تقوم على قيم الحب والخير. الخلاصة: الجانب الوعظي في "ألفيّة القس جوزيف إيليا" ليس فقط جزءًا من بنية النصوص، بل هو روحها المحركة. الشاعر يوجه نصوصه لتعميق وعي القارئ بالقيم الأخلاقية والروحية، مع إضفاء طابع إنساني شامل يجعلها قادرة على التأثير في مختلف الشرائح المجتمعية. هذا الجانب يجعل من المجموعة رسالة أدبية وتعليمية تحمل أبعادًا تتجاوز حدود الشعر إلى ما هو أعمق. • المدخل العقلاني : التناص قدّم الشاعر جوزيف إيليا تناصًا غنيًا ومتنوعًا في مجموعته، حيث استلهم أفكارًا ورموزًا من نصوص دينية وأدبية وفلسفية وعلمية. فيما يلي أبرز الأمثلة عن النصوص التي تناص معها: 1. التناص مع النصوص الدينية: الكتاب المقدس: استلهم الشاعر العديد من الصور والرموز من الكتاب المقدس، مثل قصة آدم وحواء، عندما يشير إلى خلق الإنسان، وكيف يتمحور مصيره حول الشهوة والاختبار. في قصيدة "قافية الثاء"، يظهر هذا التناص عندما يستحضر قول آدم عن حواء: "هذه الآن عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي...". هذه الإشارة تدل على الارتباط العميق بين النص الشعري والنص الدينيوح والخلاص:** في قصائد عديدة، يتجلى تأثير اللاهوت المسيحي، خاصة في مناقشة فكرة الخلاص والرحلة الروحية للإنسان. تعكس هذه الفكرة نظرة الشاعر للتجربة الإنسانية كجزء من خطة إلهية أكبر. 2. التناص مع النصوص الأدبية الكلاسيكية والحديثة: أبو العلاء المعري: تناص الشاعر مع فلسفة المعري في رؤيته للحياة بوصفها رحلة شاقة مليئة بالاختبارات، حيث يستحضر تساؤلات وجودية تتعلق بالمصير والموت. ويليام شكسبير: استلهم الشاعر من قول شكسبير: "الذي لا تكمن فيه الموسيقى لا يمكن الوثوق به." يظهر هذا التناص في قصيدة تستحضر الموسيقى كوسيلة لتطهير الروح والتعبير عن الجمال، وهو ما يعكس تقدير الشاعر للفن كقوة تعبيرية . ديستويفسكي: في استحضار لأقوال دوستويفسكي، يناقش الشاعر دور القراءة كوسيلة للخلاص من الفراغ واللامعنى، كما يظهر في أحد مقاطع الألفية: "لولا القراءةُ التي عشقتها... لم ينفتح ليْ في الوجودِ معبرُ." هذه الإشارة تمثل تناصًا واضحًا مع رؤية دوستويفسكي لأهمية الأدب كقوة خلاقة . 3. الصوص الفلسفية: آينشتاين: يظهر التناص مع قول آينشتاين: "الخيال أكثر أهمية من المعرفة." في قصيدة "قافية الراء"، يناقش الشاعر أهمية الخيال في بناء عوالم إنسانية جديدة، ويصفه كأداة لتجاوز قسوة الواقع. محمد عابد الجابري: في قصيدة تناقش الانتقال من الريف إلى المدينة، يستوحي الشاعر من الجابري فكرة أن المدينة هي "فضاء لإنتاج المعرفة والانتقال من الطبيعي إلى المعرفي." 4. التناص مع النصوص العلمية: الخَلْق والصدفة: في قصيدة "قافية الراء"، يناقش الشاعر فكرة الخلق ويطرح تساؤلات فلسفية حول ما إذا كان الخلق إبداعًا إلهيًا أم مجرد صدفة. هذا التناص يشير إلى تأثره بنظريات علمية وفلسفية حديثة تناقش أصل الكون. 5. الحكمة الشعبية: تتجلى بعض الأبيات في الألفية بتناص مع الموروث الشعبي الذي يعزز القيم الإنسانية، مثل الصبر، التمسك بالأمل، والحث على التكاتف المجتمعي. يُظهر جوزيف إيليا تناصًا ذكيًا ومتعدد الأبعاد مع نصوص دينية وأدبية وفلسفية وشعبية، مما أضفى على مجموعته الشعرية عمقًا فكريًا وشعوريًا. هذا التداخل يجعل النصوص متجددة وداعية للتأمل في سياقاتها المختلفة، مما يعزز مكانة الألفية كعمل أدبي مركب وملهم.
• التجربة الإبداعية الشعرية للشاعر جوزيف إيليا : مجموعة "ألفيّة القس جوزيف إيليا" تمثل تجربة شعرية متكاملة تعكس روح الشاعر وتطلعاته الفكرية والوجدانية. تتجلى هذه التجربة الإبداعية في عدة أبعاد رئيسية: 1. البنية الشعرية والحداثة: استخدام البحر الشعري: التزام الشاعر ببحر الرجز في الألفية يظهر قدرته على المزاوجة بين الأصالة والحداثة. اختيار هذا البحر يؤكد إصراره على الحفاظ على الهوية الشعرية العربية مع تقديمها بأسلوب معاصر. التسلسل الأبجدي: استخدام الترتيب الأبجدي في صياغة الأبيات يكشف عن تخطيط دقيق وتنظيم إبداعي، مما يضيف إلى القصيدة بُعدًا منهجيًا جديدًا. 2. تنوع الموضوعات: التجربة الإنسانية: تنعكس حياة الشاعر الشخصية وتجربته الحياتية في مواضيع متنوعة وظفها كتقنيات، مثل تقنية الثيمة، ثيمة الطفولة، الحب، الوطن، الدين، الفلسفة، والموسيقى. تناول هذه الموضوعات يُظهر شمولية الشاعر في التعبير عن التجربة الإنسانية. القضايا الاجتماعية والسياسية: يعالج الشاعر قضايا مثل الحرب والغربة، مما يجعل الألفية شاهدة على تجربة شعورية وإنسانية تعبر عن واقع مؤلم ورؤية تأملية متفردة. 3. الصور الشعرية: الإبداع في التصوير: تميزت التجربة الشعرية بإبداع تصويري حيث يمزج الشاعر بين الواقعي والمتخيل. الصور الحسية مثل "الرمال التي رمت كرمتي" و"أطياف الوطن" تعكس قدرته على استحضار معاناة الغربة وعلاقة الحنين بالوطن. التأمل الرمزي: القصائد تفيض بالرمزية؛ إذ يستخدم الشاعر رموزًا متعددة للتعبير عن الأمل، الثبات، والتحول. 4. الفلسفة والتأمل: الرؤية الفكرية: يظهر في النصوص انشغال الشاعر بالفكر الفلسفي والروحي. فهو يناقش جدليات الخلق، المصير، والخلود بلغة شعرية بسيطة وعميقة في آن واحد، مما يجعل القارئ يتأمل في طبيعة وجوده. التجربة الدينية: تتجلى تجربة الشاعر الدينية بوضوح في أسلوبه الشعري الذي يعبر عن إيمانه العميق والمصالحة مع الذات رغم شكوك الإنسان في مراحل مختلفة## 5. اللغة والأسلوب: لغة غنية بالإيقاع الداخلي: على الرغم من الالتزام بالبحر الشعري، إلا أن القصائد تتسم بانسيابية في التعبير. يعكس ذلك أسلوبًا يجمع بين الرقة والقوة. استخدام الاستعارة والتكرار: الأساليب البلاغية المستخدمة تضفي عمقًا للنصوص، حيث تكرار الكلمات أو العبارات يعزز الرسائل التي يريد إيصالها. 6. الأثر الإبداعي: البعد التفاعلي: تمثل الألفية تجربة تفاعلية تدعو القارئ للتفكير واستكشاف معاني الحياة والهوية. التأثير العاطفي: يترك النص تأثيرًا عاطفيًا قويًا في القارئ، خاصةً في تناوله موضوعات مثل الحنين للوطن، قوة الإيمان، والارتباط بالأسرة. التجربة الإبداعية للشاعر جوزيف إيليا في "ألفيّة القس جوزيف إيليا" تمثل حالة شعرية ناضجة تجمع بين البُعد الشخصي والإنساني. تميزت هذه التجربة بتنوع موضوعاتها، فرادة أسلوبها، وعمقها الفلسفي، مما يجعلها نموذجًا متفردًا للشعر الحديث القائم على التأمل والتواصل الوجداني مع القارئ. • في الختام: تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على القيمة الفنية والفكرية للمجموعة، وللوقوف عند جوانبها الذرائعية والجمالية التي تجعل منها نموذجًا يُحتذى به في الشعر العربي المعاصر. كما تسعى الدراسة إلى الكشف عن التداخل بين البنية الشعرية والرسائل الإنسانية التي يحملها العمل، مع استقراء تأثيره في القارئ من زوايا متعددة. "ألفيّة القس جوزيف إيليا" ليست مجرد تجربة شعرية، بل هي مرآة تعكس روح الإنسان في أسمى حالاته. هي دعوة للتأمل في القيم الإنسانية، ومواجهة التحديات بروح تتطلع إلى الخلاص من الألم عبر الجمال والإبداع. لهذا، فإن دراسة هذه المجموعة تُعدّ نافذة لفهم أعمق لتجربة شاعر قدّم ذاته وهويته في قصيدة متفردة بحجمها وأثرها. #دعبيرخالديحيي الإسكندرية – مصر 31/1/ 2025
#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجزرة حماة 1982: إبادة جماعية بأوامر الأسد وجرح لم يندمل
-
الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذر
...
-
مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إ
...
-
النقد وأدب الذكاء الاصطناعي
-
الميتاقص- أساليبها وتمظهراتها في قصة / رسول الشيطان/ للقاص ا
...
-
ديستوبيا الماسونية الجديدة في رواية (العوالم السبع) للأديب ا
...
-
أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) د
...
-
قراءة في رواية / جبل الزمرد/ للروائية المصرية منصورة عز الدي
...
-
تجلّيات المكان في أدب الحرب رواية / زند الحجر/ أنموذجًا للكا
...
-
اقرئي.. ابحثي.. واكتبي
-
فن الواو.. فن الإيحاء والتجريد بمفهوم ذرائعي الناقدة الدكتور
...
-
جماليات القبح وتجليات أدب الديستوبيا في رواية /العالقون/ للأ
...
-
تجلّيات الأدب التأمّلي في قصيدة الومضة دراسة تقنية ذرائعية م
...
-
تجليات أدب الخيال العلمي في المجموعة القصصية / تشابك سرّي/ ل
...
-
إشهار كتاب /عوالم حياة الرّايس السّردية/ للناقدة السورية د.
...
-
النبوءة والتجليات الملحمية في رواية الأجيال رواية / تاج شمس/
...
-
الروائح عتبة واقعية مثيرة لتيار الوعي في رواية (رائحة الزنجب
...
-
أدب المرايا من الكلاسيكية إلى المعاصرة في رواية / نساء المحم
...
-
الإرهاب.. والتشافي بالحب في رواية / بعض الفرح قد يكفي/ للكات
...
-
تقنيتا البازل والكولاج السردي في رواية / ماتريوشكا من أسوان/
...
المزيد.....
-
لغة الكتاب العربي.. مناقشات أكاديمية حول اللسان والفلسفة وال
...
-
عاصمة الثقافة الأوروبية 2025.. مدينة واحدة عبر دولتين فرّقته
...
-
تحذيرات من تأثير الشاشات على تطور اللغة والذكاء لدى الأطفال
...
-
الأطفال والقراءة.. مفتاح لبناء مجتمع معرفي متطور
-
هل تؤثر الشاشات على ذكاء طفلك؟.. كشف العلاقة بين وقت الشاشة
...
-
-سنجعله عظيما مرة أخرى-.. ترامب يعين نفسه رئيسا لمركز -جون ك
...
-
قناة RT العربية تعرض فيلم -الخنجر- عن الصداقة بين روسيا وسلط
...
-
مغامرة فنان أعاد إنشاء لوحات يابانية قديمة بالذكاء الاصطناعي
...
-
قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائ
...
-
في قطر.. -متى تتزوجين-؟
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|