عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 10:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كتاب: (ألقلّة مُقابل الأمّة)
هذا الكتاب يضمّ عناوين كبيرة و رَئيسيّة تختبئ ورائها مسيرة مجموعة من آلعاشقين ألكونيّن الذين رغم أنهم ضحوا لأجل العدالة و كرامة الأمة و الناس الذين بَدَل أن يُشكروهم؛ لكنهم كَسَروا و الحكومات قُلوبهم, لكنهم لم يكسروا بآلمقابل قلب أحد منهم - من الأمة – و فوقها كان جزائهم(القلّة) القتل و التشريد و الحصار, لأنّها(الأمة) لا تعرف قدر الفلاسفة و المفكرين بسبب الجهل و الغباء آلمُقدّس!ّ
لقد كانت مواقف تلك القلّة التي لا يلد الزمن بمثلهم, بطولات عظيمة و نادرة مثّلت تأريخ عظيم و مشرقٌ و مظلومٌ في نفس الوقت .. وسط أمّتنا التي ضيّعت أخلاقها و قيمها و عقائدها بسبب تركهم للقراءة و الحكومات التي ترشّحت منها بسلطة المال الحرام!
فأمّتنا لم تعد اليوم خير أمّة .. بعد ما وشمت جبينها بالعار و آلشنار لخيانتهم و قتلهم أولياء الله الذين مثّلوا الفئة المؤمنة التي ضحت لأجلهم بكل شيئ, لكنهم على العكس نصروا الحُكّام و الأحزاب الظالمة, فهذه الدّنيا الملعونة كانت هكذا دائماً تميل نحو الباطل .. ضدّ آلمؤمنين .. و إلّا مَا كانت تخون الأنبياء و الأوصياء الذين هم أطهر الناس وأتقاهم و وصل عددهم لأكثر من 124 ألف نبي إلى جانب مأساة عاشوراء وسط أمّة خانعة ركنت لهيمنة المستكبرين, و (الدنيا سجن آلمؤمن و جنّة الكافر), فكان خيارهم؛ مواجهة الأنظمة التي إنتخبتها و حَمَتْها المال الحرام و الأمّة بغباء مفرط و مقدّس ليخلو الأرض منهم, و من أهم ألتحدّيات والمحن التي واجهتهم و ما زالت هي:
التواصل مع الجّماهير و التأثير فيهم؛ حيث إن المثقفين كانوا يواجهون صعوبة في التواصل مع الجماهير وتقديم رؤاهم بشكل فعّال لأن الأنظمة الحاكمة التي جاءت لنهب الفقراء, تعتبر تثقيف الأمة ثورة ضد فسادهم.
التحديات الاقتصاديّة والاجتماعيّة:
الظروف الاقتصادية والاجتماعية و الحروب الصعبة تُؤثر على دور المثقفين وقدرتهم على تقديم الحلول وأداء واجبهم المقدس.
التحولات الثقافيّة و التعليمية: يواجه المثقفون تحديات في تحديث أساليبهم و مهاراتهم لتثقيف المجتمع.
النقاشات حول الهوية والتراث و العقائد تؤثر على توجهات المثقفين.
المثقفون و السلطة:
يجد المثقفون أنفسهم في مواجهة مع السلطة التي تريد دائما فرض رأيها عليهم، بينما يحاولون الحفاظ على استقلاليتهم و تقديم رؤاهم دون التأثير المباشر من السلطة لأدلجة الحقائق.
التحديات الفكرية والتحولات الثقافية:
على المثقفين أن يعلموا بالتحولات الثقافية والفكرية الحديثة للتأثير بشكل فعّال, والقدرة على التأقلم مع التحولات والتحديات المعاصرة لتطوير المجتمع وتحقيق الهدف.
و للأسف ألشديد كلما حاولتُ نشر مثل هذا المقال عن الفكر و القيم؛ ظهر التحذير التالي من حكومات العالم :
]In response to Canadian government legislation, news content can’t be shared[.
هذا إلى جانب موضوع أخطر من كل ما ذكرنا وهو؛
(أنصاف المتعلمين في الحكم و السياسة أخطر من الجّهلاء, لأنّ شهادة جامعية لوحدها لا تؤهل حاملها ليكون رئيسا أو وزيرا ومسؤلاً و قادة و حكام في آلبلاد و العباد في دول العالم, فهذا المعيار في التقيّم أسفر عن الكثير من الخراب والفساد والظلم و أذى الناس, فما يُميّز هؤلاء الأنصاف المتعلميّن, أو مثقفين(نصف رِدن) كما أسميتهم؛ هو أنهم يمتلكون بعض المعرفة و العلم و ليس كل الثقافة و يفتقرون إلى الوعي الكامل و القوانين الأساسيّة, إنهم يمكن أن يكونوا مثقفين في مجال مُعيّن، لكنهم يفتقرون إلى الرؤية الشاملة والتفكير الاستراتيجي , إلى جانب الفلسفة الكونيّة لتحديد معالم المستقبل المشرق, لهذا أنصاف المثقفين يكونوا عادة أخطر من الجّهل نفسه, لأنهم قد يمتلكوا أدوات المعرفة، لكنهم لا يستخدمونها بشكل صحيح, و ربما يكونوا قادرين على الكلام بمصطلحات العلماء، ولكنهم يفتقرون إلى فهم عميق لهذه المصطلحات و إرتباطها مع العلوم الأخرى و تطبيقاتها.
لذلك؛ أنصاف المثقفين يمكن أن يكونوا مُدمرين للأُسر و الحكومات و المجتمعات معاً.
قد يكونوا أطباءً يعرفون الدواء، لكنهم لا يعرفون قوانينه و التأثيرات الجانبية.
قد يكونوا مهندسين يخططون لبناء مشاريع و أنظمة، لكنهم يسببون الخراب بسبب نقص المعلومات فيما يخصّ علاقة المشروع بمجالات الحياة الأخرى و بتطورات و عوارض المستقبل.
و قد يكونوا سياسيين يستخدمون مصطلحات العلماء، لكنهم يفتقرون إلى الرؤية الشاملة للعواقب و الأفرازات الممكنة, لذا، يجب أن نحذر و نعمل على تعزيز التعليم و الفهم الواعي العميق للقوانين والمفاهيم, إلى جانب إتصافهم بآلتقوى والأمانة و إمتلاك البصيرة.
و يا لمصيبة الجّهل و آثاره التخريبية في كل حدب و صوب, حين أُغلقت الأبواب بوجوه(القلّة) الرائدة و تمّ تشريدهم و محاربتهم وكما حدث مع أهل الكهف بآلأمس بسبب الملك (دقيانوس) حتى لم يبق أمامهم خيار سوى اللجوء إلى الكهف, و كما يفعلون اليوم مع أهل الفكر و الفلسفة صمدوا, كما أصحاب الحسين(ع) و أصحابنا بآلأمس القريب و حتى اليوم, حيث صمدوا حين أُغلقت الأبواب بوجوهم فإختاروا الصمود و الشهادة بدل الهروب و اللجوء في الكهوف و السكوت كما هو حال الأمم و الناس مع علماؤوهم و مفكريهم!
فما هي تلك المظلوميّة التي لم ينتصر لها أحد للآن .. وآلتي سنضع ملامح منها بين أيديكم عسى و لعلّ مَنْ يُدركها و يَعيها ليخبر الآخرين عبر المنابر و المنتديات الفكرية و إن فات الأوان لنصرة الحقّ والعدالة, بعد ما سيطر الشيطان و جنوده على الدّنيا؟
و الجدير بيانه أيضاً؛ هو إنّه لم يكن بآلخاطر كتابة شيئ من ذلك التأريخ الكونيّ ألعظيم و ألمُحزن و ألدّامي الذي كُتب بآلدّم والدموع للأعلام العام و حتى الخاص حصراً, رغم مضي أكثر من نصف قرن عليه لأسباب أهمّها:
كيف يُمكن لـ 28 حرفاً عربيّاً فقط أن يستجمع و يبرز كل معاني و أبعاد تلك آلبطولات و الأسفار العظيمّة والنادرة التي لا تضاهيها جميع الفتوحات الأسلامية و المواقف البطوليّة عبر التأريخ, جتى سبقوا العالم و العلماء في مسار الإيمان و المعرفة وطيّ آلأسفار وغمار المواجهة وهم يقودون جبهات غير متكافئة!
ألمهم كتبناه, (فما كان لا يدرك كله لا يترك جلّه أو كلّه), لجملة أسباب منها:
أوّلاً؛ للوقوف أمام الذين حرّفوا الحقائق من طلاب الدّنيا, حين إدعوا بعد سقوط النظام العراقي عام 2003م بأنهم مجاهدون و أعضاء في الحركة الأسلامية ضد النظام, بينما كانوا و الأمة و الشعب العراقي منافقين يغطّون بنوم عميق, بل و يدعمون الحكام الجّهلة المتوحشين ضمن جيوشهم و مؤسساتهم!؟
ثانياً؛ حرصنا كي لا ندخل في الرياء فيذهب مجمل ثواب تلك الملاحم و القصص الكونيّة في حال عرض ولو القليل منها على آلناس لأنّ أكثرهم لم يعشها ولم يدركها في سنوات الخوف و الجّمر ألعراقي!
لذا صمّمنا بيان ولو عناوين الملاحم كي لا يضيع كله وتُطوى مع التأريخ بعد ما ضاع الكثير منها في الزنازين والجهاد والعمل السّري!
أما السّبب ألثالث و الأهم الذي دفعني لكتابة عناوين تلك الملاحم الكونية و جمعها في هذا الكتاب؛ فهو:
حين رأيت إستمرار الظلم و ألفساد و الكذب و النفاق و آلفوارق الطبقيّة و الحقوقيّة و تنمّر الحكام وآلمتاصصين الجُدد الذين أخذتهم العزّة بآلأثم و حَكموا بآلباطل في بلادنا بعد نظام آلبعث 2003م الذي تمت إزالته بواسطة قوات الحلفاء و هكذا في سوريا و لبنان و غيرها, فبدل أن يُؤسسوا دولة عصرية عادلة, صبّوا جهودهم لسرقة المال و الثراء و إفراغ الشهوات وهضم حقوق الفقراء و تعميق الطبقية والرواتب المليونية بآلتحاصص و العمالة و بيع الأوطان بعنوان آلدّيمقراطيّة و العمليّة السياسية تارة و بآلوطنية حيناً آخر و بالأسلام و باسم الله في أحيان أخر و ما زالوا مستمرّين بغيّهم و فسادهم منذ ربع قرن و هم يسعون الآن لإكمال الأشواط الأخيرة لفسادهم وخرابهم الذي وصل كل شيئ و بات قاب قوسين أو ادنى من الزوال, بحيث إنّ رئيس آخر حكومة عراقية حالية ذهب لبريطانيا مؤخراً بداية عام 2025م يشكو أمريكا لأبو ناجي بقوله؛ [لقد نفّذنا كلّ شيئ طُلِبَ منا و لكنها – أمريكا - رغم ذلك لا يتركونا و حالنا]!
وفوق كل ذلك الفساد الشامل؛ بدأ الحُكّام الجُدد مع بداية هذه الألفية الثالثة و لعدم نزاهتهم؛ بكتابة ذكرياتهم الملفقة و المزوّرة و عرضها للتباهي أمام الناس و بلا حياء أو خجل بعد ما تقاعدوا ليستمر فسادهم و نهبهم للملايين و المليارات و بلا رحمة عبر الصفقات و الرواتب التقاعدية الحرام 100% لأنها عكس معايير العدالة الكونيّة, لذلك تصدّيتُ و تجرّأت لكشف و بيان حقيقة المعارضة العراقيّة(القلة) المظلومة التي ضحت وحدها ضد آلظلم, ولا ينتمي لهم أعضاء الحكومات القائمة التي لا تعرف ما تقول ببياناتها التي تتغيير كل يوم و أحيانا كل ساعة بسبب الغباء و الجهل, و حقاً ما قيل: [إذا كُنت لا تستحي فإفعل ما شئت]!
و ساعة الصّفر قريبة لبدء معاقبتهم من قبل الظالمين أنفسهم الذين أتوا بهم للحكم [و كذلك نولي بعض الظالمين بعضاً] حسب الوعد الألهي الثابت, [ربّنا إغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بآلأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للّذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم](ألحشر/10). و أهدي هذا الكتاب لأهل القلوب الذين المسوني بحنّيتهم .. روحي في بضعة أوراق.
عزيز حميد مجيد الخزرجي
تحميل كتاب القلة المقاومة للأمة pdf - مكتبة نور
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟