يا اولي الالباب، ترامب سيغلق عليكم جميع الابواب

محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نفترض جدلا أن أحدا من أولي الالباب، من الحكام العرب، ما زال على قيد الحياة في عالم السياسة. رغم صعوبة تشخيصه بدقّة متناهية، فعليه أن يكون حذرا جدا من هذا الثعلب الماكر المسمى دونالد ترامب. الذي انتخبه شعب مجنون على شاكلته ليكون نقمة وكارثة على الدول والشعوب الأخرى.
لقد اشهر ترامب بوجه الجميع سيف العقوبات البترار مصقول بسياسة "الضغط الأقصى" والتهديد باستخدام القوة، لجعل العالم حديقة خلفية للولايات المتحدة الأمريكية، تلعب فيها كما تشاء. تصدر شهادات حسن سلوك لمن يعجبها، وهم قلة في كل الأحوال. وتلصق تهمة الإرهاب بمن لا يعجبها أو لا يخضع لسياستها المبنية على الغطرسة والاستبداد.
ان الرئيس ترامب عازم، بدفع وتحريض وتشجيع من مجرمي الحرب الصهاينة وغلاة المتطرفين اليهود. على تهجير سكان غزة باية وسيلة ممكنة، وربما يخطط لضمّ الضفة الغربية إلى دويلة اسرائيل. واعتبار هضبة الجولان المحتلة ارضا اسرائيلية. بل يطمح إلى احتلال غزة بعد تفريغها من سكانها الفلسطينيين وتحويلها إلى "منتزه" أو منتجع للمستوطنين المتطرفين ولأثرياء اليهود الامريكان. بحجة أعمارها وتطويرها لتصبح "واحة غناء" في الشرق الأوسط !
يا ترى من يمنعه من تنفيذ خطته الشيطانية في تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة؟ لا احد على ما اظن. طالما نحن نعيش في حالة المرغوب المرتبك الخائف. وبتعبير شعبي حالة "الخايف من خياله أو من ظله" لا نجرا على قول كلمة "لا" مدوّية لا تقبل التأويل لها وقع وصدى وتأثير ملموس في عالم السياسة. بدلا من تكرار نفس العبارات الجوفاء من قبيل: "ندين ونشجب ونرفض ونستنكر وووو...الخ". وهي مفردات افرغت من محتواها منذ زمن بعيد. لكن الحكام العرب وغير العرب ما زالوا يعلكونها بشراهة من أدمن منذ صباه على شيء لذيذ لا يستطيع العيش بدونه.
أن الحكام العرب، ومعظمهم ليسوا من اولي الالباب، أعلنوا عن رفضهم القاطع لخطة ترامب دون أن يطرحوا ما لديهم من بدائل او أوراق ضغط، ان وجدت اصلا، لوضع حد لهذا الترامب المجنون الذي يتعامل مع العالم وكأنه ملكية خاصة تابعة لامريكا.
اما جامعة الدول العربية، ونصفها مرتبط بعلاقة تطبيع "حميمية" مع دويلة اسرائيل، فقد هدّدت، كما يقال خلف الكواليس، دونالد ترامب بقصف امريكا بعشرات البيانات الرنانة والخطب العصماء والتهديد المشحون بالنفاق اذا تجرّأ على ذكر خطة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة !
لقد سمعنا وراينا وقرانا عن عشرات التصريحات والبيانات المنددة والرافضة وبعبارات "شديدة اللهجة" لخطة المجنون دونالد بن ترامب اليانكي، فيما يخص غزة وسكانها الفلسطينيين.
ولكن ما العمل؟ يا ناس يا عالم يا بشر. ما العمل؟
يا رئيس مصر ويا ملك الأردن ويا خادم الحرمين وولي عهده. ويا فلان ابن فلان. قولوا لنا بربكم ما العمل؟
دونالد ترامب قال ان اسرائيل سوف تسلمنا غزة بعد انتهاء القتال. ومجرم الحرب نتنياهو قال: ان ترامب أعظم صديق عرفته اسرائيل في البيت الابيض.
هل سمع احدكم هذا الكلام يا اصحاب الفخامة والجلالة والسمو؟

#محمد_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات