علي مارد الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 21:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن النبذ الممنهج، والقمع الشديد، والاضطهاد الشامل المبني على العداء والإقصاء والكراهية، الذي تتعرض له الأقليات الدينية الشيعية المعارضة منذ بدايات نشوء الإسلام وحتى عصرنا الحالي، قد أدى مع مرور الزمن إلى انحرافات وتشوهات في الهوية الثقافية والعقائدية الأساسية لتلك الأقليات المستهدفة. ونتج عن ذلك تحولات وسلوكيات وقيم وأنماط انفعالية مختلة وغريبة ودخيلة، من بينها:
1. تهشم وتفكك وعدم وضوح الهوية العقائدية للأقلية المضطهدة، وتراجعها أمام جميع الهويات الثانوية الأخرى.
مثال: عدم التصريح بالهوية الشيعية لضحايا التفجيرات الطائفية في العراق.
2. الخضوع والانهزامية والتبعية الثقافية والاجتماعية والسياسية تجاه الآخر.
مثال: اعتماد الفقه الشيعي على الفقه السني في أغلب الموارد.
3. طغيان المثاليات المفرطة والزائفة لإثبات الذات، والتي قد تصل إلى حدود التنازل عن الحقوق الأساسية لإرضاء الآخر.
مثال: قبول شيعة العراق ثلث المناصب السيادية فقط، رغم أنهم يشكلون ثلثي سكان العراق.
4. الانسلاخ عن الجذور العقائدية في محاولة فاشلة لتجنب العداء أو لضمان حق البقاء والقبول، ويصل التماهي أحيانًا إلى حدود الانسحاق مع قيم ورموز الأغلبية، لدرجة تبني قضاياها وتوجهاتها، بل أكثر من ذلك، التضحية بالغالي والنفيس من أجلها، وخوض المعارك الميدانية نيابة عنها.
مثال: إهمال الشيعة لمقدساتهم المدنسة في البقيع، وانشغالهم بقضايا العرب السنة والتراث الأموي في فلسطين.
5. نشوء صراعات وانقسامات داخل الأقلية، حين يسعى البعض للاندماج مع الأغلبية على حساب المصلحة الجماعية، مما يؤدي إلى ضعف التضامن الداخلي.
مثال: الأحزاب والتيارات الشيعية العراقية المختلفة فيما بينها حتى في وحدة الموقف تجاه القضايا الوطنية والمصيرية الكبرى.
6. تطور هويات جديدة مشوهة وغير متماسكة نتيجة لضغوط التكيف ومحاولات الاندماج القسري، حيث تجمع هذه الهويات بين عناصر متناقضة، مما يؤدي إلى غياب الاستقرار الثقافي والاجتماعي والسياسي.
مثال: المناكفات والصراعات بين التيارات الدينية الشيعية المختلفة المرجعيات والتوجهات في العراق.
#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟