محمد بلمزيان
الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 14:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف يمكن تصور عالم تحكمه قطبية واحدة، بعين واحدة وعقلية واحدة، وكيف يمكن تصور وضعية هذا العالم اذا كان محكوما بعقلية غارقة في التسلط وحب الهيمنة ،لا شك أن هذا السيناريو قد يكون محتمل الحدوث في ظل هذه المفاجآت والتصريحات المليئة بالعنجهية والعدوانية ازاء الشعوب الضعيفة، لسبب بسيط هو أن كل المؤشرات والخطابات التي تتزاحم في الساحة الدولية ذات بعد واحد يتجه نحو تنفيذ خطط يتم إنجاز بعضها خلف الكواليس وبعضها ظاهر للعيان كلها تصب في بوتقة الطحن والحرق لكل من يخرج عن الطاعة الإسرائيلية، ويتم تجريف كل محاولة للتأسيس لقطبية أخرى نتيجة طغيان الشعبوية والفكر اليميني المتطرف في العالم، وحينما تلتحم السلطة والمال وتتعانقان يتداعى العقل والمنطق فتسود قوانين الغابة بكل حذافيرها وتهيمن عقلية التسلط والسيادة، شأن ذلك شأن الغابة حينما يكون جميع الحيوانات بمختلف أحجامها وأنواعها خاضعة للأسد ، الذي بمجرد أن يزأر تختبيء في جحورها ولن تغادرها الى أن تشعر بأن الأسد قد غادر المكان، أو أصيب بوعكة صحية ، ولن يتغير المشهد في ظل الإستكانة والرضوخ للسياسة الرعناء السائدة في العلاقات الدولية، في مقابل ذلك لم تظهر أية بوادر قادرة على عرقلة هذه المشاريع العدوانية والحروب الضروس التي تشن على أعلى مستوى ولم يسلم منها البر والبحر والسماء، في تحد سافر لما تبقى من ماء وجه ما يسمى باّلأمم المتحدة التي تبقى عاجزة لحد الآن الوقوف في وجه الدول الكبرى في تنفيذ مشاريعها التوسعية والإستعمارية، فلم تعد شعارات احترام الديمقراطية ، أو حقوق الإنسان ذات معنى وفقدت قيمتها بعدما أصبحت شعارات فضفاضة يتم استعمالها حينما تريد المتكالبة في أيجاد الأرضية وإضفاء الشرعية على اعتداءاتها أو تدخلاتها السافرة في سيادة الدول والشعوب الضعيفة، وأصبحت المنظومة مدعوة الى مراجعة الأنظمة التي بموجبها تدار القضايا الدولية بما يضمن العدالة والشفافية ووضع الجميع في قفص المحاسبة والمراقبة لدرء التغول والتسلط التي يعاني من تبعاتها العالم اليوم في ظل الهيمنة المطلقة للقطبية ذات البعد الواحد الغارقة في الشعبوية وحب السيطرة بعد تناغم وعناق السلطة بالمال،
#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟