أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات















المزيد.....

سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات

مقدمة :
الدول تبني علاقاتها مع باقي الدول الأخرى ، وفق محددات ، وهي / وفق رأي الشخصي - وهو المعروف ضمن العرف الدولي : أولوية المصالح الإقتصادية للدولة ذات العلاقة ، مصالح الدولة مع الدول الأخرى وفق موقعها الإقليمي ، وموقف الدولة السياسي مع / من ، الدول العظمى .. عجبا سوريا أين من مصالحها الإقتصادية ! - هذا مدخل تمهيدي للموضوع .

الموضوع :
* بعد صراع إمتد منذ 2011 لغاية 8 ديسمبر 2024 ، أنهار حكم آل الأسد - المرتبط بالحديد والنار ، الحكم الذي أدى الى وقوع عشرات الألاف من الضحايا ، وتغييب مثلهم بالسجون .. حكم جعل من الفرد والجندي ، يعيش بأقل من حد الكفاف ، فقد جاء بموقع / الحرة ، التالي " يغطي راتب الموظف الحكومي السوري ، الذي يعادل حوالي 20 دولارا شهريا ، أقل من 15% من تكلفة السلة الغذائية الأساسية لعائلة مكونة من خمسة أفراد ، والتي تبلغ 136 دولارا . أما راتب موظف القطاع الخاص في سوريا ، والذي يبلغ 50 دولارا شهريا ، بالكاد يغطي 37% من هذه التكلفة .. " - وآل الأسد وبطانتهم ينعمون بالملايين .. أي أن الشعب كان مسحوقا ، والتساؤل هل الشعب سيبقى مسحوقا ، أم سينهض ! .
* إستلم أبو محمد الجولاني حكم سوريا في 8 ديسمبر 2024 ، بعملية غامضة - غريبة عجيبة !! ، بعد أن إنهار الجيش والدولة معا - وذلك بعد أن هرب بشار الأسد الى روسيا .. أما المنتصر - قائد المليشيات الجولاني ، فقد غيير أسمه الى أحمد الشرع ونزع لباس المجاهدين ، وأرتدى بدلة بربطة عنق .. وبصدد ربطة العنق ، ووفق موقع / العربية نت ( أن الشرع كان يبدل ألوان ربطة العنق ، وفق ألوان أعلام ، من سيقابل من رؤوساء الدول : قطر - كان رباطه أحمر ، والسعودية - كان رباطه أخضر ، وتركيا - كان رباطه أحمر غامق ) وكما انه خفف من لحيته .. * أما بخصوص المليشيات - فقد إنسحبت الإيرانية واللبنانية وغيرها من سوريا ، وتحجم الدور الروسي / قواعد وخبراء .
* من ثم بدأت وفود الدول تتوافد على سوريا . ثم توالت التحركات الستراتيجية / هذا عدا زيارة وزراء وممثلي الدول العربية والأجنبية .. أول زيارة ستراتيجية بدأت من قطر ، ممثلة بأميرها تميم ، فقد ورد في موقع / الجزيرة نت في 30/1/2025 التالي ( دمشق- مثلت زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، اليوم الخميس ، إلى العاصمة السورية دمشق ، كأول زيارة لرئيس دولة عربية إلى البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي ، نقطة فارقة في سياق العلاقات بين البلدين كما يرى محللون .. ) ! .. ثم بدأ الشرع بأول زيارة له خارج سوريا / والتي تدل من جهة على عمق العلاقة بين سوريا والسعودية ! ومن جهة أخرى ، على أن الأمن مستتب بشكل أو بأخر في الداخل السوري ، فقد جاء بموقع بي بي سي في 2 فبراير/ 2025 ، التالي ( التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع ، الذي يزور المملكة العربية السعودية في أول وجهة خارجية له ) .. كما زار الشرع تركيا / التي تعتبر المساند والممهد لإستلام الشرع للحكم في سوريا ، فقد جاء في موقع / الأخبار - الأربعاء 5.2.2025 التالي ( وصل الرئيس السوري خلال المرحلة الإنتقالية ، أحمد الشرع ، لإجراء لقاء مع الرئيس التركي ، رجب طيب إردوغان ، الذي تتولّى بلاده إدارة الملف السوري ، بتزامن مقصود مع زيارة يجريها وزير الخارجية المصري ، بدر عبد العاطي ، إلى العاصمة التركية ، لبحث ملفات عديدة على رأسها سوريا .. ) . إذن أرى أن تركيا هي المحرك الرئيسي ، لسيطرة الشرع على الحكم في سوريا ، وهي التي ستكون المؤثرة في رسم خطط سوريا المستقبلية ! .

ومضات :
* الزيارات المتبادلة بين قطر والسعودية وتركيا .. تدل على وجود تنسيق ودعم وترتيب لإسقاط نظام الحكم في سوريا ، من قبل هذه الدول تحديدا .. ومن جهة أخرى ، أن نظام الحكم السوري المستقبلي / وفق تصريحات الشرع ، من إنه سيكون شامل لكل مكونات الشعب .. ولكن المؤشرات تبين من أنه ، سيبتعد عن المعسكرين الروسي و الإيراني ، ويقترب من تركيا إقليميا .. ولكني أرى بالمحصلة ، أنه سيكون ذا توجه إسلامي .
* تبقى مشكلة الأكراد ، ومنظمة " قسد " وهي ( قوات سوريا الديمقراطية يشار إليها باختصار قَسَدْ ، هو تحالف متعدد الأعراق والأديان للميليشيات التي يغلب عليها الطابع الكردي ، وكذلك للميليشيات العربية والآشورية / السريانية ، وكذلك لبعض الجماعات التركمانية والأرمنية والشركسية والشيشانية .. التي شاركت في الحرب الأهلية السورية .. ) ، و" قسد" مستهدفة من قبل الأتراك - لكنها مدعومة أميريكيا ، فكيف سيتم التعامل معها دستوريا ! .. وتركيا لا تتسامح مع الأكراد .
* أما المسيحيون فإجمالا ، هم لا حول لهم ولا قوة ، فهم متأملين بدعم الغرب / لتعرض كنائسهم لبعض الإعتداءات من قبل بعض المليشيات التكفيرية مع مضايقات مجتمعية ، أما الغرب فيؤمن بمصالحه أكثر من حماية الاخرين ! . فهل سيكون هناك فسحة أمل للمسيحين في سوريا المستقبل ، أم أن الحكم الجديد / مدفوعا من تركيا وقطر ، سيقضي على هذا الأرث .
* الولايات المتحدة الأميركية حاليا منشغلة / في بداية عهد ترامب ، بقضايا أهم أخرى ، كالمشاكل مع " كندا والمكسيك وبنما وغزة .. " ولكنها لا تترك سوريا للأخرين ! ، وممكن أن تعمل من تحت الطاولة ، لوضع موطأ قدم في سوريا .
* هناك تغيير في التوجه الإسلامي في سوريا / بعيدا عن تجربة أبو بكر البغدادي ، فمثلا : رافقت زوجة الشرع - لطيفة الدروبي زوجها ، في زيارتيه للسعودية وتركيا ، وظهرت للإعلام لأول مرة - وهي غير منقبة .. نحن أمام عهد جديد سوف لا تبان خفاياه وأسراره في المنظور القريب ، خاصة إذا علمنا ، أن الدستور يحتاج لسنوات ، فقد ورد في موقع / تلفزيون سوريا ، التالي ( بدأت سوريا مرحلة جديدة مليئة بالتحديات يعد ملف صياغة الدستور في طليعتها ، باعتباره الركيزة الأساسية لتأسيس نظام جديد يلبي تطلعات الشعب السوري ويضمن حقوقه .. ومع تأكيد قائد الإدارة الجديدة ، أحمد الشرع ، أن صياغة الدستور الجديد قد تستغرق سنوات ، أثير جدل واسع في الأوساط السورية ، بين من يرى المدة طويلة وغير مبررة ، وبين من يعتبرها ضرورية لصياغة دستور يعكس توافقا حقيقيا بين مكونات الشعب السوري ) .
فبعد أربع سنوات ليس من أحد يضمن ما سيحدث لسوريا ، شعبا وحكومة ونظاما .. وما سيحدث للشرع ذاته ! .

خاتمة :
إنه من عملية التخطيط لإسقاط الحكم في سوريا ، الذي قال الشرع : أنها بدأت من قبل خمس سنوات ، الى واقعة إستلام الحكم في سوريا بمعركة بيضاء ، الى التوافد الدولي على سوريا ، الى برقيات التهاني .. الى زيارات ورحلات الشرع ، من والى خارج سوريا .. ففي المنظور الحالي ، سوف لم ولن تظهر ، ما هي المسببات والعوامل والدوافع ، التي أدت الى إنقلاب الوضع في سوريا من الأسد الى الشرع ، ولكن سنعرف بعضا من ذلك ، عندما سنعرف حالة ووضع ، ما سيكون أو تؤول إليه مؤسسات الحكم وسياسة الدولة وحراك المجتمع وما ستسن من قوانين في سوريا .. في السنوات القادمة ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين بين المعجزات وبين الهلوسات
- أضاءة .. حول ( القندرة ) في المفهوم العراقي
- أضاءة حول حديث - لا تكتبوا عني شي سوى القرآن ، ومن كتب فليمح ...
- بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة ثانية
- سوريا الى أين !! ..
- قراءة أولية للآية : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ ...
- أضاءة حول تطبيق الشريعة الأسلامية
- قراءة للآية - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ...
- قراءة .. بين ما ينطق عن الهوى وبين أنا بشر مثلكم
- سوريا - فركش -
- أضاءة بين مسارات المسيحية والأسلام
- الأنجرار الى الظلام
- قراءة لحديث الحوت - أن الأرض مرتكزة على قرن ثور .. -
- قراءة لحديث محمد - خير القرون هو قرني ثم الذي يليه -
- قراءة للآية 194 من سورة البقرة
- أضاءة للآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَ ...
- ما قيل وما يقال عن زواج الرسول بخديجة ودور القس ورقة - اللغز ...
- قراءة للآية - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّ ...
- قراءة للآية 67 من سورة الأنفال - مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَك ...
- قراءة لحديث ( لا يموت مسلما الا ادخل الله النار مكانه يهوديا ...


المزيد.....




- -أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي ...
- إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت ...
- تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
- باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ ...
- لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا ...
- بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا ...
- آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
- محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - سوريا من الأسد الى الشرع .. ومضات