أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الثاني 














المزيد.....

مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الثاني 


ماهر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 06:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن البعض يعتقد أن الكورد جاءوا إلى سوريا منذ خمس دقائق فقط، مثلهم مثل أي زائر عابر، مجرد طارئين على “الوطن” الذي يدّعون أنه ملك لهم وحدهم. هل يظن هؤلاء أن الكورد سقطوا من السماء أو جاؤوا على ظهر قمر؟ الحقيقة أن الكورد عاشوا في هذه الأرض قبل أن يولد هؤلاء “الوطنيون” المزيفون، الذين يتفننون في تزوير التاريخ كما يتفننون في تغيير مواقفهم السياسية.

والأغرب من ذلك، أن أولئك الذين يهاجمون الكورد اليوم هم أنفسهم من كانوا “أبطالًا” في التطبيل للعثمانيين ثم للفرنسيين، وتوَّجوا “مآثرهم الوطنية” في العقد الأخير بشعارات فارغة من البعث، قبل أن يركبوا قطار “الثورة” بمجرد أن عرفوا أن فيه “فائدة شخصية”. هؤلاء أنفسهم لا يترددون في التصعيد ضد الكورد، في الوقت الذي يظهر فيه الكورد ثباتًا في مواقفهم ورفضًا للتغيير من أجل السلطة أو المصلحة

هل يعتقد هؤلاء “الوطنيون” أن التاريخ يبدأ من حيث تبدأ أهواؤهم؟ بالطبع لا. هم يتجاهلون الواقع الذي يقول إن الكورد كانوا هنا قبل أن يصبح مفهوم “الوطن” جزءًا من القاموس السياسي. الكورد كانوا يعيشون في هذه الأرض عندما كانت سورية مجرد بؤرة صغيرة من حياة تعج بالشعب المتنوع. هم موجودون هنا قبل أن يكتشف بعض هؤلاء “الوطنيين” أنفسهم في فضاء البلاد، وقبل أن يطالبوا بالتخلي عن أي شيء من هذه الأرض لمصلحة “الهوية الوطنية” الزائفة التي يصنعونها على مقاس مصالحهم

وإذا أردنا الحديث عن خطاب الكراهية الذي يحيكه البعض ضد الكورد، فإن السخرية تتجسد في أنهم لا يقدمون أي بديل. بدلاً من التفاعل مع الواقع بمرونة وتقبل التنوع، يجدون في الكورد مصدرًا للهجوم. لماذا؟ لأن الكورد لا يقبلون أن يكونوا مجرد دمى في يد أحد، ولا يقدمون ولاءاتهم لأحد. هذه هي مشكلتهم؛ يعتقدون أن الكورد يجب أن يكونوا مثلهم، يتغيرون بسرعة ويتحولون حسب المصلحة. ولكن، كما يبدو، هذا لا يعجبهم، لأن الكورد ثابتون على مبادئهم، وهذا أكثر ما يخيفهم

لا يخفى على أحد أن هناك دائمًا من يروج لأفكار محاربة الكورد بغية وتحت ذريعة حفظ سورية من التقسيم والتفتيت كحل للمشاكل القائمة. هذه الأفكار عادة ما يتم الترويج لها من قبل أطراف خارجية مثل تركيا أو حتى من بعض الأطراف الداخلية التي ترى في تقسيم سوريا فرصة لتحقيق مكاسب سياسية وأمثلة ماثلة أمام العين، عفرين أو اقتصادية على حساب المصلحة العامة. ولكن من المؤكد أن التوصل إلى حلول سلمية ومجتمعية حقيقية يتطلب بناء تحالفات وطنية تستند إلى الاعتراف المتبادل بحقوق جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الكورد.

لكن السؤال هنا: ماذا يعرض هؤلاء المتحدثون ضد الكورد كبديل؟ الإجابة بسيطة: لا شيء. هؤلاء الذين يروجون لخطابات الكراهية لا يقدمون حلًا ملموسًا للواقع الذي تعيشه سوريا، بل يواصلون البحث عن أعداء وهميين، بينما يتركون المشاكل الحقيقية دون معالجة. بدلاً من التعامل مع التنوع وتقبله، يجدون في الكورد مجرد حجة للهجوم، لأنهم لا يستطيعون مواجهة الثبات الكوردي في المبادئ.

أحد الأسباب التي تجعل الكورد هدفًا لهذه الهجمات هو أنهم لا يتغيرون بسهولة. في زمن يتسم بتقلبات سياسية كبيرة وتحولات مفاجئة في الولاءات، يبقى الكورد ثابتين في مطالبهم. لا يتنقلون بين القوى كما يفعل البعض من “الوطنيين المزيفين”، بل لديهم رؤية واضحة لمستقبلهم وحقوقهم. وهذه الثباتية هي ما يخيف البعض، لأنهم يعتقدون أن التغيير السريع في الولاءات هو الطريقة الوحيدة للبقاء في دائرة السلطة



#ماهر_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الأول
- الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ ا ...
- الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ ا ...
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الثاني
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(4)- ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . ا ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير 
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الأول
- تحرير الأرض أم اغتصابها؟ زيف الشعارات وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- يوم دامٍ في أوكرانيا.. لحظة انفجار ضخم في سومي بعد قصفها بصو ...
- مصدر لـCNN: ويتكوف أطلع مسؤولا مقربا من نتنياهو على محادثات ...
- -الكرش- الهندي: من رمز للمكانة الاجتماعية إلى قاتل صامت
- الحوثيون يطلقون صاروخيْن باليستييْن على تل أبيب وغارة أمريكي ...
- رغم القصف والدمار.. فلسطينيون يحيون أحد الشعانين في غزة
- قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد مع الشرع
- الأمن الروسي يعتقل عميلين جندتهما استخبارات كييف في مولدوفا ...
- أكبر مزاد لملابس الأميرة ديانا
- ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي ...
- زيلينسكي يتعهد باستعادة -الأراضي المحتلة- لكنه يجهل الطريقة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - مهرجو البلاط: أمراء الكراهية ضد الكورد- الجزء الثاني