أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب














المزيد.....

خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما إن وضعت حرب غزة أوزارها وأُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وتبادل الأسرى، حتى ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الساحة الدولية ليعلن عن خطته الخبيثة لتوطين فلسطينيي قطاع غزة في مصر والأردن. بذريعة أن قطاع غزة أصبح "مدمراً بنسبة 85%" وغير صالح للعيش، وأن الولايات المتحدة قد قدّمت الكثير لهذين البلدين وأنهما سيفعلان ما يُطلب منهما، كرر ترمب في السياق ذاته أن "إسرائيل" لا بد أن تتوسع، مشيراً إلى أن مساحتها "صغيرة جداً".
ويبدو أن خطة ترمب لم تكن سوى ترجمة واضحة لخطة نتنياهو الرامية إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين منذ عام 1967، في خطوة تتناغم مع مخطط استعمار جديد يستهدف الحقوق الفلسطينية وأرضهم.
الرد العربي كان سريعاً وقوياً. فقد رفض الشعبان الأردني والمصري هذا المخطط التهجيري، وجاءت مواقف القوى والتنظيمات السياسية في كلا البلدين على نحو حازم، منددةً بهذه الخطوة، ومطالبةً بإعادة إعمار غزة بدلاً من دفع سكانها إلى الشتات. كما استنكرت بشدة فصائل المقاومة الفلسطينية أي فكرة تتعلق بالتوطين.
لكن ترمب لم يكتفِ باستهداف مصر والأردن فحسب. فقد صرّح مؤخراً أنه على الدول الخليجية استيعاب 100 ألف من فلسطينيي غزة ذوي الكفاءات، مع عائلاتهم، وتوفير فرص عمل لهم مع إقامة دائمة في تلك البلدان. وأيضاً، أوعز إلى لبنان وسوريا بمنح اللاجئين الفلسطينيين الجنسية بهدف استبقائهم في هذين البلدين بشكل دائم، ليتم بذلك القضاء على حق العودة، الذي تضمنه قرارات الأمم المتحدة ويعد جوهر القضية الفلسطينية.

السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل ستنجح خطة ترمب؟
الإجابة تكمن في أن عرقلة هذه الخطة لا تعتمد فقط على الزعماء العرب الذين لطالما خضعوا للإملاءات الأمريكية، فغالبية هؤلاء الزعماء صعدوا إلى الحكم بقرار أمريكي، وهم في أغلب الأحيان غير قادرين على قول كلمة "لا" لسيد البيت الأبيض.

لكن هناك أمل في أن يتضافر نضال الشعوب العربية، وخاصة في الدول المستهدفة، لتصعيد المقاومة بمختلف أشكالها لإفشال هذا المخطط الجهنمي. ففي النهاية، عندما يواجه هؤلاء الزعماء الأمريكيين، سيتعين عليهم قول ما لا يريدون قوله: «كما ترى، نحن معك تماماً في فكرتك الرائعة؛ لأننا كنا نريد التخلص من فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل"، ونرتاح من مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ولكننا لا نستطيع مخالفة إرادة شعوبنا؛ فقد يطيحون بنا ويأتي من لا ترغب في بقائه.»

إن النضال يجب ألا يقتصر على الشعوب العربية وحدها. بل يجب أن يتضافر مع جهود جميع الدول، والقوى والمنظمات والأحزاب المناصرة لحقوق الشعوب. فالقضية الفلسطينية ليست فقط قضية العرب، بل هي قضية إنسانية تمسّ الضمير العالمي.
ليس كل ما يشتهيه البيت الأبيض يصبح واقعاً؛ وإذا كان التاريخ قد علمنا شيئاً، فهو أن الشعوب القادرة على الوقوف في وجه الظلم، لن تعجز أبداً عن تغيير مصيرها وتحديد مستقبلها، مهما كانت التحديات. فالمستقبل لن يُصنع إلا بيد من يملكون الإرادة والعزيمة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
- ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت
- دعوة للعيش المشترك واحترام التعدد الديني والطائفي
- لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة
- دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب