أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - تدمير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (SAID). الثورة المحافظة لترامب وماسك مستمرة














المزيد.....

ألكسندر دوغين - تدمير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (SAID). الثورة المحافظة لترامب وماسك مستمرة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
موقع تسارغراد

3 فبراير 2025



إن تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) حدث لا يمكن المبالغة في أهميته. عندما ألغى الاتحاد السوفياتي الكومنترن (الأممية الثالثة) ثم الكومنفورم لاحقًا - الهياكل التي دافعت عن المصالح الإيديولوجية للاتحاد السوفياتي على نطاق عالمي - فقد كان ذلك بمثابة بداية نهاية النظام السوفياتي الدولي.
على الرغم من وجود مجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة (CMEA) ومنظمة حلف وارسو (WTO) حتى عام 1991، إلا أن نهايتهما كانت محددة مسبقًا في عهد خروشوف.

يحدث شيء مماثل اليوم في أمريكا، لأن USAID كانت الهيكل التشغيلي الأساسي لتنفيذ المشاريع العالمية. في الأساس، كانت القوة الدافعة الرئيسية وراء العولمة كأيديولوجية تهدف إلى بناء الديمقراطية الليبرالية في جميع أنحاء العالم، واقتصاد السوق، وأيديولوجية حقوق الإنسان، مع تفكيك الدول ذات السيادة والإطاحة بالأنظمة القادرة على مقاومة ذلك على نطاق عالمي.

ومن خلال هذه الوكالة، تم زرع العولمة في جميع البلدان. ونتيجة لهذا، تم تمويل USAID بنسبة كبيرة من الميزانية الفيدرالية الأميركية ــ نحو 1%، أو 50 مليار دولار سنويا. وبالإضافة إلى ذلك، تشير الإعانات المقدمة إلى هياكل عالمية أخرى إلى أن هذا الرقم يمكن أن يتضاعف على الأقل. ولا يسع المرء إلا أن يتخيل الموارد المادية التي تمتلكها هذه المنظمة. وعلاوة على ذلك، كانت متكاملة بشكل وثيق مع شريحة معينة من وكالة الاستخبارات المركزية СIA.(كانت معظم فروع USAID في جميع بلدان العالم بمثابة غطاء لأفعال CIA، والتي تغلغلت فيها الأفكار العولمية بنشاط).

بعد الإطاحة بالقيادة السياسية الأميركية السابقة ــ العولميين العتاة ــ بدأ دونالد ترامب في تطهير CIA من ممثلي هذه البنية العولمية. إن حظر USAID يشكل خطوة أساسية حاسمة، ولا يمكن المبالغة في أهميتها، كما أكرر. ويرجع هذا جزئيا إلى أن دولا مثل أوكرانيا، التي تمول بشكل كبير من خلال USAID ، تعتمد على هذه الوكالة. وكانت جميع وسائل الإعلام الأوكرانية والمنظمات غير الحكومية والهياكل الإيديولوجية على قائمة رواتب USAID. وينطبق نفس الشيء على كل المعارضة الليبرالية تقريبا في الفضاء ما بعد السوفياتي، فضلا عن الأنظمة الليبرالية في بلدان مختلفة، بما في ذلك نظام مايا ساندو في مولدوفا والعديد من الأنظمة السياسية الأوروبية، التي تم تمويلها أيضا من قبل USAID.

وفجأة، ينهار كل ذلك. بطبيعة الحال، سيستمر بعض الليبراليين المؤدلجين في التصرف عن قناعة، لكنهم يشكلون نسبة صغيرة جدًا.
في الغالب، تعمل الليبرالية وجميع الشبكات الليبرالية العالمية على مبدأ "نعم، مقابل المال". ولكن من هي الأموال التي يقول الليبراليون "نعم" لها؟ إنها أموال USAID. لذلك، إذا لم تعد USAID موجودة - وقد وصفها إيلون ماسك بأنها "منظمة إجرامية تستحق الموت" - فلن يكون هناك المزيد من الأموال لهذا النشاط التخريبي. هذه ضربة للبيئة الليبرالية العالمية بأكملها. في الأساس، إنها ضربة صاروخية على مقر العولمة. وهذا ما فعله ترامب وماسك.

في رأيي، ستكون عواقب هذا ملموسة بشكل لا يصدق في جميع البلدان. سوف ندرك فجأة أن الضغوط الهائلة على مجتمعنا الروسي تقترب من نهايتها. ليس سرا أن USAID كانت وراء صياغة دستور يلتسين في عام 1993، ومن خلاله سيطرت على روسيا. قبل ذلك، لعبت الوكالة دوراً في تفكيك الاتحاد السوفياتي لإنشاء الاتحاد الروسي على أنقاضه، حيث خططت في البداية ليكون جزءاً من هذا العالم العولمي تحت السيطرة المباشرة لUSAID والنخب العولمية بشكل عام.

بدأ فلاديمير بوتين في التمرد ضد هذه السيطرة الخارجية بمجرد وصوله إلى السلطة في عام 2000، فبدأ في تعزيز السيادة. ومع ذلك، استمرت USAID في العمل في روسيا حتى عام 2012، عندما بدأ بوتين ولايته الرئاسية الثالثة. حينها فقط تم حظر USAID في بلدنا. بالطبع، استمرت في العمل بشكل غير مباشر بعد ذلك - كانت المعارضة السياسية بأكملها والعديد من ممثلي "الطابور السادس" مرتبطين بها ارتباطًا وثيقًا. الآن فقط انتهى هذا الأمر أخيرًا.

(الطابور السادس: مصطلح نحته دوغين، ويقصد به ليبراليي النظام في روسيا، والمدراء الفعالين، والمسؤولين النشطين والأوليغارشيين المخلصين، والبيروقراطيين التنفيذيين، وحتى بعض "الوطنيين المستنيرين". وفي العادة فإن بوتين يثق بهم ويعتمد عليهم. ولكنهم يعملون وفقاً للانماط الغربية-ZZ).

أعترف بأن هذا الخبر كبير في أهميته لدرجة أنه من الصعب فهمه. لأننا حتى وقت قريب كنا نعتقد أن العولميين سيبقون إلى الأبد، وكانت USAID هيكلا شبه أبدي، وأن الولايات المتحدة ستظل دائما طليعة العولمة. وأن لا شيء يمكن فعله حيال ذلك ولا يمكن لأحد أن يغير أي شيء. ولكن اتضح أنهم قادرون على ذلك. وقد غيروا الأمر بالفعل.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى487 - قطر ضد السعودية - من سيحدد سياسات سوريا ال ...
- ألكسندر دوغين – في روسيا، نحتاج إلى إلغاء ديكتاتورية الفاشلي ...
- طوفان الأقصى 486 – ترامب – سنقوم فقط بتنظيف هذا المكان!
- طوفان الأقصى 485 – ترامب وصنع السلام الوهمي للتغطية على خطط ...
- طوفان الأقصى 483 – ترامب يجسد إمبراطورية الشر الأمريكية بدون ...
- طوفان الأقصى 484 - لقد أدى تدمير غزة إلى تقويض أسس دولة إسرا ...
- مخاطر الإقتصاد الإفتراضي - وكيف خسرت امريكا تريليون دولار في ...
- طوفان الأقصى 482 – بتدمير غزة، وقعت إسرائيل على حكم الإدانة ...
- ألكسندر دوغين – هناك تغييرات كبيرة في معسكر العدو، ويجب فهمه ...
- طوفان الأقصى 481 – معركة الإتفاقيات في الشرق الأوسط
- طوفان الأقصى 480 – ترحيل الفلسطينيين من غزة – إلى اندونيسيا ...
- ألكسندر دوغين – إصلاحات ترامب تستبعد العودة إلى القيم السابق ...
- طوفان الأقصى 479 – حول إتفاق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ...
- الأقصى 478 - حول إتفاق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران ...
- ألكسندر دوغين – روسيا وإيران – تحالف عسكري سياسي شمال - جنوب
- طوفان الأقصى 477 - حول إتفاق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ...
- طوفان الأقصى 476 - أخطاء اتفاقيات أبراهام
- ألكسندر دوغين – النخبة الليبرالية خطيرة عشية المفاوضات المحت ...
- طوفان الأقصى 475 – لماذا جنين الآن؟ - ملف خاص
- ألكسندر دوغين - وصول روسيا إلى المحيط الهندي بفضل الاتفاق مع ...


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - تدمير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (SAID). الثورة المحافظة لترامب وماسك مستمرة