علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 06:59
المحور:
الادب والفن
في تلك القرية النائية، حيث امتزجت ألوان البساتين بعبق الأزهار، وحيث رسم الربيع في عينيه لوحته الأبدية، نشأ كغيره من أبناء القرية، يلهو بين الحقول ويرسم أحلامه على صفحة السماء الصافية. كان رحيق القدّاح يسري في روحه، يبعث فيها نشوة الحب الأولى، ويطبع في مخيلته صورة لعشق لم يكن يعلم أنه سيلازمه حتى النهاية.
وحين طرق الحب بابه، لم يكن غريبًا عليه، بل كان كأنما انتظره طويلاً، كأنما كان يعرفه منذ الأزل. التقت روحه بروحها، فتوجت الأيام حلمهما بزواج مقدس، ازدانت له السهول ورقصت له السنابل. تعالت زغاريد المحتفلين، وامتزجت ضحكاتهم بأصوات الطبيعة، حتى كان في الجوار صياح بني آوى، ينسج مع البشر والشجر معزوفة مكتملة، كأن الكون كله يشهد ولادة هذا الحب.
استمرت الحفلة حتى ساعات الليل المتأخرة، وظل صدى الفرح معلقًا في الأجواء، كأنما يأبى الرحيل. لكن الأيام تمضي كما تمضي الرياح فوق الحقول، ولم يبقَ من تلك الليلة سوى ذكرياتٍ تحنّ إلى ماضيها، وإلى تلك المعزوفة التي لم تكتمل. في المساء، حين يخيم السكون، لا يزال صوت ابن آوى يتردد في الجوار، عويلاً يلامس أطراف السماء، وكأنه يعاتب القدر على حلم لم يكتمل، أو ربما يرثي قصة عشق ذابت في غياهب الزمن.
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟