أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - مرتكزات انتخابات حرة ونزيهة في سورية الجديدة















المزيد.....


مرتكزات انتخابات حرة ونزيهة في سورية الجديدة


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعرف الشعب السوري انتخابات حرة ونزيهة وتعددية منذ أربعٍ وخمسين عاماً، إذ كان القانون الانتخابي مصمماً لضمان احتكار السلطة من قبل رأسي سلطة حافظ وبشار الأسد، على المستويات كافة (التشريعية والتنفيذية والقضائية). وبعد عملية التغيير والدخول في مرحلة انتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، يُعَدُّ إجراء انتخابات من الخطوات الأكثر أهمية لتأسيس السلام الأهلي الدائم، وذلك من خلال إيجاد بيئة ديمقراطية، من شأنها دفع الأطياف السياسية والاجتماعية إلى التنافس ضمن الحلبة السياسية وصناديق الاقتراع.
مهام المرحلة الانتقالية لترسيخ النظام السياسي الجديد
بعد قرارات اجتماع المجلس العسكري في 29 كانون الثاني/يناير، وإعلان رئيس الجمهورية يوم 30، فإنّ دور المجلس التشريعي والإعلان الدستوري المؤقتين في المرحلة الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني مهمة للانتقال من " الشرعية الثورية " إلى " الشرعية الدستورية "، أي من الثورة إلى الدولة، خاصة بعدما قال الرئيس " حتى نصل إلى انتخابات حرة ونزيهة "، بما يفرضه ذلك من إصدار مجموعة قوانين ممهدة لإجراء هذه الانتخابات منها: قانون تشكيل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وقانون انتخابي، وتشكيل هيئة مستقلة للإشراف على كل مراحل الانتخابات. كل ذلك من أجل ضمان إجراء انتخابات تعددية، تمثل مختلف المكوّنات المجتمعية والسياسية، انطلاقاً من أنّ السيادة للشعب، ولا يجوز لفرد أو جماعة أو حزب احتكارها، يمارسها عبر الانتخابات الديمقراطية التي يضمنها قانون انتخابي عادل، يعتمد التمثيل النسبي الذي يضمن أوسع مشاركة سياسية واجتماعية.
وتلعب المؤسسات الانتقالية دوراً بارزاً في ترسيخ النظام السياسي التعددي الجديد الدائم، خاصة قدرتها على تشجيع تشكيل ائتلافات وطنية عريضة لمختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، من خلال نظام انتخابي يساعد على تشاركية الجميع، عبر تمثيل نسبي، في إعادة بناء سوريا المستقبل. ذلك لأنّ السنوات الأربعة عشرة لثورة الحرية والكرامة أظهرت الاستقطابات الحادة في المجتمع السوري، بل الشروخ القومية والطائفية، مما يجعلنا نبحث عن أفضل السبل لضمان تمثيل عادل لمختلف الأطياف.
إنّ لتصميم المعايير الانتخابية أثر إيجابي على السلم الأهلي في مجتمعات ما بعد الصراع، وتظهر أدبيات الانتقال الديمقراطي إجماعاً كبيراً على أنّ نظام التمثيل النسبي يُعَدُّ نظاماً ذا أفضلية، لما ينطوي عليه من إمكانية إعادة إحياء الحياة السياسية
ومن أهم مؤسسات المرحلة الانتقالية، ذات الصلة بضمان انتخابات حرة ونزيهة:
• هيئة الحكم الانتقالي بقيادة رئيس الجمهورية: تقوم بتهيئة المشهد الوطني، سياسياً وإعلامياً وأمنياً، لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والبلدية التي تنقل سورية إلى الحالة الدستورية. أي يتمثل دورها في الإشراف على إنشاء المؤسسات الانتقالية، لوضع الدولة على طريق الاستقرار، الذي ينتهي إلى مرحلة ترسيخ النظام السياسي الديمقراطي. ومن أجل الوصول إلى هذه المرحلة يجدر بهيئة الحكم الانتقالي أن تحرص على تشكيل ائتلافات واسعة لمختلف الأطياف السياسية والاجتماعية.
• مجلس تشريعي مؤقت، يشكله رئيس المرحلة الانتقالية من أصحاب الخبرة القانونية والاقتصادية والرموز الاجتماعية والسياسية، بشكل توافقي يراعي وجود كافة مكوّنات المجتمع السوري. ويكون من مهامه العمل على إعداد إعلان دستوري انتقالي، وأيضاً إعداد دستور دائم يعرض للاستفتاء الشعبي، وقانون انتخابي على أساس تقسيم جغرافي للدوائر الانتخابية على قاعدة التمثيل النسبي يضمن أوسع مشاركة في الانتخابات، وصياغة قانون تشكيل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وقانون الإعلام، على أن يتم إقرار كل القوانين السابقة من قبل المجلس التشريعي.
• هيئة مستقلة للانتخابات: يشكلها المجلس من قضاة ومحامين وناشطين في الشأن العام، المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية والكفاءة والوطنية، تشرف على كل مراحل الانتخابات، بدءاً من سجل الهيئة الناخبة إلى عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج، طبقاً لقانون الانتخابات المقر من قبل المجلس، بحيث يكون مركز مجلسها التنفيذي في العاصمة دمشق ولها فروع في كامل المحافظات السورية.
معايير ومؤسسات ضمان انتخابات حرة ونزيهة
إنّ التوافق على نظام انتخابي جديد يتطلب الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الحالة السورية، بعد سنوات المقتلة التي أودت بحياة مئات آلاف السوريين، إضافة إلى تشظّي البنى الاجتماعية. والهدف هو التمثيل النسبي للمكوّنات كافة في هياكل السلطة المختلفة، على قاعدة المصالحة الوطنية، إضافة إلى الأداء الحكومي الفعّال. ومن أجل ضمان ذلك يجب أن تتوفر المعايير التالية:
1 – التمثيل النسبي، إنّ لتصميم المعايير الانتخابية أثر إيجابي على السلم الأهلي في مجتمعات ما بعد الصراع، وتظهر أدبيات الانتقال الديمقراطي إجماعاً كبيراً على أنّ نظام التمثيل النسبي يُعَدُّ نظاماً ذا أفضلية، لما ينطوي عليه من إمكانية إعادة إحياء الحياة السياسية، وبالتالي زيادة نسب المشاركة في الانتخابات، وإنتاج سلطة تشاركية تضمن لكل الأطراف مشاركة في عملية اتخاذ القرار، مما يولّد توازناً ضرورياً تتمخض عنه سياسات معتدلة ومجدية. وبناء على ذلك، فإنّ تبنّي التمثيل النسبي سيساعد سورية على بداية جديدة، ليس في الحياة السياسية والتنمية المستدامة وإعادة الإعمار فحسب، وإنما في تجاوز العثرات البنيوية التي اتسمت بها دولة آل الأسد، والتي أدت إلى الحراك الشعبي من أجل الحرية والكرامة في آذار/مارس 2011.
إنّ نظام التمثيل النسبي يضمن حصول كل قائمة انتخابية على عدد من المقاعد يتناسب مع عدد الأصوات، التي حصلت عليها في صناديق الاقتراع في الدائرة الانتخابية التي تجري فيها الانتخابات. ويساعد هذا النظام في تمثيل أكبر عدد من الأحزاب والمكوّنات الاجتماعية في المؤسسة التشريعية، إضافة إلى أنه يسهم في جذب الناخبين على التصويت. وما أحوجنا في سوريا إلى عودة السياسة إلى المجتمع، بعد ديمومة التصحر السياسي لعقود من الزمن. بينما يؤدي نظام التمثيل الأكثري، أو نظام الأغلبية، إلى استحواذ من يحصل على أغلبية الأصوات على جميع المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية، مما يفرض قيوداً على مشاركة الأحزاب الصغرى، ويقلّل من الإقبال على صناديق الانتخاب، وربما تكون له الأفضلية بعد استقرار النظام السياسي الجديد.
ومن مزايا مبدأ التمثيل النسبي أن يكفل التعددية، ويفسح في المجال لقوائم المستقلين عن الأحزاب، إذ تشير لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في تفسيرها للمادة 25 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية إلى أنّ " حق الأشخاص في الترشح للانتخابات لا ينبغي أن يقتصر بشروط غير معقولة، بأن يكونوا أعضاءً في أحزاب أو أحزاب بعينها ". وهكذا، يتميز نظام التمثيل النسبي بأنه يفتح في المجال لمشاركة كل مكوّنات الشعب السوري، إضافة إلى الأحزاب الصغيرة والناشئة، وهو يحفّز على قيام التحالفات السياسية.
كي تكون الانتخابات حرة ونزيهة، يجب الحرص على تمكين المواطنين السوريين، في كل أماكن وجودهم، من المشاركة في إنجاز الانتخابات على كافة المستويات: البلدية، والبرلمانية والرئاسية
2 – نزاهة الانتخابات، وهي مرتبطة بمراقبة تنظيمها في مراحلها المختلفة، بحيث يجب ألا يتولى موظفو الدولة الإشراف عليها، أو المشاركة في تعداد وفرز أصوات الناخبين. ويعتبر التلاعب في الانتخابات أحد معوّقات التحوّل الديمقراطي، وبالتالي العودة إلى النظام الاستبدادي. ومن أجل منع ذلك يجب الحرص على: الشفافية، والدقة، والمساءلة في كل مراحل العملية الانتخابية.
ومن أجل ضمان حرية ونزاهة الانتخابات يجب الالتزام بالمعايير الدولية المتعارف عليها، ومنها:
• إقرار الحق في الترشح والتصويت لكل المواطنين.
• سرية الاقتراع ووضع ضمانات لذلك.
• وجود إدارة مستقلة للانتخابات.
• توفير الرقابة المستقلة على كل مراحل العملية الانتخابية من قبل منظمات المجتمع المدني، المحلية والإقليمية والدولية، بما فيها إشراف هيئة الأمم المتحدة.
3 – المبادئ التوجيهية لإدارة الانتخابات، حيث يُعتبر قانون الانتخابات هو الإطار القانوني الذي ينظم العملية الانتخابية بكافة مراحلها، الذي تعتمده الهيئة السورية المستقلة للانتخابات في كل مراحل العملية (تسجيل المرشحين والناخبين وإعداد بيانات اعتمادهم، تحديد الدوائر الانتخابية، إنشاء صناديق الاقتراع، توزيع الصناديق على الدوائر الانتخابية، التصويت، الفرز، التدقيق).
ومن أجل ضمان كل المراحل السابقة، كي تكون الانتخابات حرة ونزيهة، يجب الحرص على تمكين المواطنين السوريين، في كل أماكن وجودهم، من المشاركة في إنجاز الانتخابات على كافة المستويات: البلدية، والبرلمانية والرئاسية.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات التغيير السوري على التوازنات الإقليمية
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (3 - 3)
- ضمانات نجاح الانتقال إلى دولة الحق والقانون في سورية
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (2 - 3)
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 - 3)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (4 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (3 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (2 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (1 - 4)
- تحديات مرحلة ما بعد التغيير في مستقبل سورية
- أسئلة ما بعد سقوط نظام آل الأسد
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية (3 - 3)
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية (2 - 3)
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية
- في الحاجة العربية لمقاربات نقدية
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (3 - 3)
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (2 - 3)
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (1 - 3)
- جدل العلاقة بين الحريات الأكاديمية والنسق السياسي في العالم ...
- جدل العلاقة بين الحريات الأكاديمية والنسق السياسي في العالم ...


المزيد.....




- كاميرا مثبتة داخل سيارة توثق لحظة اصطدام شاحنة بها وهروبها م ...
- أمريكا: الموافقة على بيع أسلحة محتمل لصالح مصر بقيمة 625 ملي ...
- ماذا نعرف عن لقاء أردوغان والشرع؟
- أردوغان: ناقشت مع الشرع اتخاذ خطوات ضد المسلحين الأكراد
- سيد أحمد غزالي - السياسي الجزائري الأنيق الذي لاحقته الأزمات ...
- ترامب: لا بديل للفلسطينيين سوى مغادرة غزة
- أول ظهور رسمي لزوجة الرئيس السوري أحمد الشرع في تركيا وسط تف ...
- جمعية أطاك المغرب ترفض القانون التكبيلي للاضراب، وتعلن عن مش ...
- ترامب: هل يريد قطبا واحدا ولماذا يقطع المساعدات؟
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إن الفلسطينيين ليس لديهم ب ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - مرتكزات انتخابات حرة ونزيهة في سورية الجديدة