أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو















المزيد.....



قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. عن علاقة السياسة بالغرائز
هناك فئة خاصة من يصعد للسلطة ويصبح حاكما لبلدة ممن يمكن دعوتهم "معتوهي السلطة " ،أي عشاقها ، ويراد بهم من المصابين بمرض يدعى "التسلط "، وهو مرض غريزي مشخص سيكولوجيا ، ويمكن اختصاره انه يضم كل من يعتبر نفسه انه ذو قدرة على قيادة قطيع ، وقيادة قطيع لاتحتاج عمليا الا مخاطبة الغرائز، كون المخاطبة بالعقل والمعرفة هي اما لاتهم القطيع اساسا (كونها لاتحرك غرائزه )، او فوق قدرته على هضمها ( كونها ليست علفا مباشرا بل تحتاج لجهد ومعرفة لتصبح طعاما ) ، ومن دراسة هذا الظاهرة نشأ مايعرف بعلم النفس السياسي الذي يجمع ثلاثة علوم في الواقع النفس ، السياسة ، وعلم التسويق، حيث انه يبحث في الوسائل التسويقية للتأثير بالجمهور، والاحرى ،ولو اريد مس الحقيقة، ان يدعى هذا العلم ومايوفره من جانب معرفي ب"علم قيادة القطيع". والواقع ان هناك ثلاثة امور تجب توفرها وتتفاعل معا لخلق ظروف قيادة القطيع، اولها الفكرة السياسية ( الايديولوجيا ) ، ثم قائد يخاطب الجمهور ذو كاريزما ( اي مصاب بالمرض الذي دعيناه معتوهي السلطة ) ، والة اعلامية تسويقية تخلق هذه الكاريزما اولا ثم تربطها بالقطيع بمخاطبة الغرائز فتحرك القطيع للالتفاف حول الكارزما ، واحيانا تصبح مستعدة حتى للتضحية والموت في سبيل المعتوه ( الكاريزما) او ارتكاب اي موبقات يأمر بها المعتوه سلطويا بما يعرف "اخلاق القطيع " وهي تختلف عن الاخلاق والقيم الفردية التي ربما يحملها حتى افراد القطيع.
ولتناول ظاهرة او مرض معتوهي السلطة فقد لوحظ ان الابرز والاكثر جماهيرية ونجاحا من هؤلاء المرضى السياسيين هو ليس ذلك الذي يتناول معالجة قضايا المجتمع بطروحات العقل والعلم والمعرفة ،بل من يخاطب الملموس من الغرائز وبه يكسب القطيع ، فلغته مفهومة وملموسة كونها لغة قطيع ، مثلا توعدهم وعودا واوهاما كاذبة تطربهم ( بينما هي واقعا وعند العقلاء هي ضحكا على الذقون ، ومنه اتت كلمة "شو " في عنوان المقالة الخاصة بترامب، فمن يستمع له من العقلاء سيشبع ضحكا، واصل السخرية هو ان تأتي بشيئ مخالف للعقل وتطرحه عقلا وتبرهنه من خلال شهادة انبهار القطيع ، اي اجماع القطيع على انها عقلا وحكمة فيسكت العقل ).
ان واحدة من الحقائق التي يطرحها هذا العلم الذي بدأ منذ قرابة مئة عام ( منذ ان طرح غوستاف لوبان فرضياته في سيكولوجيا الجماهير) تقول ان من بين يتمكن من قيادة القطيع فعلا ( أي بين مرضى معتوهي السلطة )، هو من تقوده الغرائز التي يخاطبها في القطيع ، فهو الاكثر التصاقا بها في كل لحظات حياته ونشاطه ، مترسخة متوصفة متربعة ومتجسدة فيه ولاتنفصل عن وجوده ولو للحظة، بل هي معنى وجوده نفسه، اي انه وجوبا ان يكون اردء مافي القطيع تعرضا لهذه الغرائز ، ولن يحتاج الامر لطاقة كبيرة للبرهنة عليه وليس امرا صعبا على الاطلاق ، وهل يوجد خير من يخاطب الناس بالغرائز الا من يصاحب هذه الغرائز باشدها ويعيشها بجموحها دوما ولاينفصل عنها ابدا. بل وتجدها حتى في كل ظواهر الحياة والناس ، فاكثر الناس حبا للمال سيكون اكثرهم مرشحا ان يصبح غنيا ، العشاق مثلهم فاكثرهم عشقا وشاعرية انما سيقود جموع العشاق ، وهكذا لكل منحى وطائفة وقوم وجماعة ، ومنه ليس غريبا ان يتبوأ قيادة جماعة اهل الغرائز اكثرهم هياما وانصياعا لغرائزه ،مهماكانت هذه الغرائز . ومايميزها في عالم السياسة ( الذي يتناول هدفه قيادة المجتمع) ، ان الشخصية المحمومة تقودها غريزتان "النرجسية والتسلط " وتصبح هدفا ومنه الميل لفرض التسلط باية وسيلة كانت ، وسمها ماشئت الكذب والفبركة والتبرير والرشي والتامر والنصب والاحتيال والغدر والتصفية والاجرام بكل انواعه..اية وسيلة كانت ،وتصبح جميعها مشروعة لارضاء العقدة الشخصية للقائد الغريزي المعتوه بالجاه والسلطة حتى ربما لوتطلب قتل صديقه ان زاحمه ( كحال صدام بقتل ابن خاله بمجرد انه اصبح اكثر جماهيرية منه عند القطيع ).
ان غريزة التسلط تختلف عن بقية الغرائز، كونها مرضا وغريزة بان واحد. ،فحب المال ، او حب الجنس او حب الظهور او حب التملك، لاتعني انها امراض بل هي غرائز لاغير ويمكن تحقيقها بوسائل نظيفة لاتخالف ولاتخل بالقوانين والاعراف،اما التسلط فهو يبيح كل الغرائز والوسائل وكل انواع الكذب والموبقات والجرائم ليبلغ هدفه ( فحب المال او التملك كمثال لايعني بالضرورة ان يدفع صاحبها لارتكاب هذه الموبقات ليحققها ،بل ربما مثابرة واجتهادا بالعمل ونجاحا في الاعمال ) ،اما التسلط السياسي فهو يبيح كل الغرائز والموبقات وهذا هو الفرق.
ان السبب لتسطير هذه المقدمة لمقالتنا هو لفهم شخصية بطل الشو ، المصاب بمرض "معتوهي السلطة " الذي ناقشناه اعلاه، السيد دونالد جي ترامب ، الذي انتخب ديمقراطيا وفاز بعد سيطرة على قطيع واسع لاسباب تعود لمخاطبة غرائزه ( ساجعل سعر البنزين بنصف قيمته، ساجعل امريكا عظيمة من جديد، ستعيش اميركا عصرها الذهبي، ساطرد الدخلاء المجرمين من غزا حدودنا ونحن نائمين ، وهلمجرا) ، ونصب مؤخرا رئيسا جديدا للولايات المتحدة ، وهو يمارس اعماله منذ اسبوعين تقريبا وما يميزه انه يوقع يوميا على عشرات الاوامر التنفيذية الرئاسية ( ابو الأوردرات ) مما جعل اميركا تبدو كجمهوريات الموز تديرها اوامر كالتي كان يصدرها صدام و عيدي امين او معمر قذافي. وفي كل مرة يوقع على مجموعة منها يجلب حوله الصحفيين ليصرح او يجيب على اسئلتهم ، وهذا هو واقعا السبب باطلاق كلمة "شو" التي تشير الى الاستعراض الكوميدي المضحك . على ان هناك سببا اخر لاطلاق كلمة شو على استعراضات ترامب وهي حبه الجامح للظهور والتصريح وتنظيم لقاءات يومية للتحدث للصحفيين والاجابة على كل ماخطر لهم من اسئلة ، وتستغلها كبريات القنوات الاميركية لاشباع مشاهديها من جميع الاصناف ، منهم من القطيع ليستمتع بالاطراء والطرب لامامه ومولاه يوميا ( فهو الامام الحجة المهدي قد ظهر امامهم لينقذ اميركا ويقيم العدل كما ويوفر الخير والرفاه ) ، والطرف الاخر ( ومنهم كاتب هذا المقال) يتابعون شو التواقيع يوميا والضحك المتواصل ( انظروا كيف ان هذا الافاق الدجال قد صدقه هؤلاء انه الحجة المنتظر وتفوق رواياته لما يمكن ان يسمعه منه بما يفوق وصف الف ليلة وليلة وغرام وهيام ولف ودوران بما لاينطلي على ابسط من هو ذو بنان ),وينبع الضحك فطرة ومن نفسه وانت ترى كيف ان البهلوان يتقول ما لايقوى اللفظ به علنا اتباعه من القطعان.وهكذا فيوميا هناك شو حقيقي مضحك يظهرعلى التلفزيون فيه الريس وجمعا غفيرا من الصحفيين يتبادلون السؤال والجوب واصبح اهم فقرات المتابعة للقنوات الكبيرة CNN ‏ ‏وNBC و MSNBC و ABC عدا العشرات من القنوات المحلية والاجنبية ، فما ان تغادر طائرة الرئيس واشنطن الى منتجع مار ا لوغا في فلوريدا حتى تتبعها اربعة او خمسة طائرات محملة بهم لتحيط بمنتجعه ، وما ان يعود اليوم التالي للبيت الابيش حتى يسبقه اسطول صحفيي القنوات اعلاه ، واختارت القنوات اعلاه شابات ذكيات صغيرات متخصصات بطرح اسئلة من نوع بالفطرة من المتفوقات في دراسة الصحافة والاعلام في السنة الاخيرة من الجامعات تختارهم القنوات وتدفع لهن مبالغ خيالية لاستدراج الغرائز المضحكة للامام المنتظر ، وفي كل شو تتبدل الاوجه على الريس كي لايتذكر ماقاله او يعرف ان هؤلاء ناصبين عليه ، والواقع ان ترامب وجماعته يعتقدوو انهم ناصبين عليهم ،نحن الرئيس الامام المنتظر غصبا عنكم ، اي كلا منهما يعتقد انه ناصبا على الاخر ، وكمثال اذا صرح الريس انه سيعاقب كولومبيا لانها لم تسمح لطائرة مرحلين من اميركا ان تحط بها فيجابه بسؤال وماذا عن البرازيل هل ستعاقبها ، فان اجاب نعم تضحك ، وان اجاب لا ، ايضا تضحك، وان اجاب ربما ، يأتي سؤال ومتى تقررون ذلك؟ قريبا. فهو يعتقد انه سيد العالم وزعيم الرؤساء بكل اصنافهم من بوتين الى سلطان برونو فهم اما يخافونه او يحترمونه، كما قال مرة ، ومنه اعلن نفسه زعيم الزعماء من لكل الاقوام والاجناس.
والقضية التي لابد من كشفها للقارئ جليا وموازيا لما هو مضحك حقا من تصريحاته في هذه الشو بتوقيع اوامر تنفيذية تصدر يوميا بالعشرات فهي تقول حقيقة ان اميركا قد خطت اولى الخطوات للتحول لنموذج الدول الفاشية ، فالقوانين والقرارات تصدر اساسا من الكونغرس وفق الدستور الاميركي، وهكذا يريد ترامب اثبات نفسه قائدا مطلقا تخضع له كل السلطات وفوق كل المؤسسات ،هكذا تقول اوامره التنفيذية التي تصدر يوميا وتشابه قرارات مجلس قيادة الثورة بعد الانقلابات في بلداننا العربية ، والواقع ان ترامب فعلا يقود انقلابا ( ويكفي ان عصابات اليمين المتطرف وعصابة ماسك تقوم بغزو مؤسسات الدولة تحت تفويضات وزارة وهمية انشأها ترامب باسم اصلاح كفاءة الحكومة DoGE تقوم بالاستيلاء على سجلات المؤسسات وترسل عروضا لغرماء اليمين المتطرف فيها بالاستقالة مع تسلم رواتب تسعة شهور ، او مواجهة الطرد بعدم الكفاءة ، انه تماما مشابها لما يحدث في انقلابات العالم الثالث ، ويراد منه استيلاء اتباع ترامب من اليمين المتطرف على مؤسسات ووكالات الدولة ، وكمثال تم تنصيب اثنين ممن ساهموا في اجتياح الكونغرس بعد خسارة ترامب عام 2020 ولهم صورا وفيديو بتحطيم زجاج نوافذ الكونغرس واحدة في منصب ادارة الوكالة الوطنية للمخابرات واخر لرئاسة وكالة التنمية الدولية وتم اعلانه اليوم بعدما تم اغلاقها عنوة منذ ايام ) . نعم ، انها اولى الخطوات للتحول لنموذج الدول الفاشية اثارت الضحك الواسع وعدم التصديق عند صعود اكثر المرضى متهوها بالسلطة هتلر ( لا احد اخذه بجد حتى سنتين واصبح سيد المانيا وشعاره انها فوق الجميع) واليوم معتوها بنفس النسخة يثير السخرية بشعار ارجاع اميركا عظيمة ( أي فوق الجميع ) . تنصيب معظم قرارات ترامب على تثبيت نفسه انه فوق السلطات وتحديا للدستور، واغلب قراراته واقعا اما منافيا للدستور الاميركي او لقوانين شرعها الكونغرس ولايحق الغاؤها الا منه ولايحق لرئيس الغاؤهااو تغييرها وفق الدستور اوالقوانين المشرعة من الكونغرس، عدا ان بعضها اخذ يناقض البعض الاخر وضاعت عليه وعلى الناس لكثرتها ( مثل قرار بفرض تعريفات على البضائع المستوردة وقرار اخر يأمر الوزارات بخفض التضخم ، او قرار بوقف التمويل الحكومي لبرامج اجتماعية حكومية واخر يأمر الحكومة يأمر بتحسين احوال العائلة الاميركية ،وهكذا ) وما ان يصدر امرا فيه تلك الخروقات تقدم في اليوم التالي دعاوى للمحاكم حول لاقانونيته من ولايات او جمعيات وتجمعات مستندة للدستور والقانون الاميركي المشرع من الكونغرس بخرقها من هذا الثور الهائج بغرائزه بحيث صار يضرب شمالا ويمينا ،من له ومن عليه بان واحد، ما اوعد به يصدر امرا به ، وهو امرا يثير الضحك طبعا، ولكن الضحك الفطري يأتي من متابعة مايقوله ترامب عند اجابته للاسئلة بعد كل توقيع على أوردر جديد او تبعات اوردر قديم ، وهذا هو الشو، فتأتي اجاباته لتفصح عن غرائزه ، وهي ليست كما مكتوبا في مقدمات القرار من حيثيات عامة مثل ارجاع اميركا عظيمة او الدفاع عن التقاليد العائلية للشعب الاميركي او لاسترجاع مكانة اميركا وماشابه من التقليعات مما يرد في المقدمات.
2. قراءة في علاقة غرائز ترامب بقراراته
لا بد هنا من التوقف قليلا لمناقشة غرائز ترامب الخاصة والتي تقف وراء اصدار معظم أوامره الرئاسية الكثيرة ، ففي غالبها تقف وراءها غرائزشخصية تتخذ شكل اوامر سياسية لخدمتها ، وتتضح اكثر جلاء بتدقيق غرضها كما وتتوضح عند اجابته على الاسئلة الفطرية ،حيث الفطرة هي افضل ماكشف سلوك الغرائز بعد العقل ، وتظهر وقوفها رغن تغليفها بالشعارات والمقدمات والكلمات التي تخفي الهدف الغريزي من اصدار الاوامر ويغلفها للقطيع باسم ارجاع اميركا عظيمة والى العصر الذهبي وغيرها.
لاطرح للقارئ ثلاثة من هذه الغرائز فقط ( وفي جعبة المحللين له 25 منها ولكن ساكتفي باهمها تلك التي تقف مباشرة وراء اهدافه السياسية) رغم ان جميعها اشكال متحورة لمرض واحد اساس في "معتوهي السلطة"، المرض المشخص عند كل العتاة الديكتاتوريين سواء من اليمين القومي المتطرف ( هتلر وموسوليني امثلة) او من صعد منهم باسم اليسار ( ستالين وماو امثلة)، فالمرض واحدا ولكن ذرائعه مختلفة وحتى اشكال ممارسته ، فبعضهم يحب عروض الشو ( مثل هتلر وموسوليني وترامب ) وبعضهم ينكفئ ولا يخرج للناس والعالم الا نادرا وبمناسبات محدودة ( مثلا ستالين لم يغادر الكريملين ربما غير تسع مرات مثلما يوثقه مؤرخوه كانت ثلاثة منها للقاء تشرشل وروزفلت ومثله ماو) ، ولكن الاكثر قربا لترامب ثورا هائجا مغرما بالقاء الخطابات الحماسية بملايين الجماهير هم هتلر ( وامثاله عندنا هو عبد الناصر ) ، ولكن لترامب افضليته عليهم، انه يحب عقد المؤتمرات الصحفية والاجابة على اسئلتهم لتكون على شكل "شو" يرجعها المحلون انها لينفس يوميا بها عن عقدة عظمته ( عقدة خاصة به عكس هتلر وناصر مثلا الذان يفضلان الظهور بين الفينة والاخرى ليخطبا بالملايين الاستعراضية ولايحبان المؤتمرات الصحفية) ، حتى ان المتحدثة الجديدة للبيت الابيض قالت في اجابتها عن سؤال فطري من احدى شابات القنوات لماذا تبدو تصريحات الرئيس صريحة جدا ؟ اجابتها لان الرئيس يقول ما لايستطيع الناس قوله وتأتي شجاعة الرئيس ليقوله ومنه يحرص ان يظهر يوميا (اي ان ما يخجل الناس التفوه به فيأتي ترامب ليتفوه به، وهنا دوره كزعيم للقطيع فهو لايتردد مثبتا شجاعته بالافصاح عن غرائزه امام الناس وبتغليفها باطلاق الكذب والدجل وتزوير الارقام ، ولهذا اصبح زعيما عظيما انتخبته كل الولايات السبع المتأرجحة وكثر من اللاتين ، كونه يتكلم لغتهم، لهذا السبب انتخبوت كما ذكر في احدى مؤتمراته الصحفية مؤخرا).
ان الغرائزالرئيسية الثلاثة لترامب هي اضافة لغريزة او مرض النرجسية (تعظيم الذات )، والتي عنده تتخذ اشكالا خاصة منها انه تحدي اثبات انه زعيما مطلقا لاميركا ذو قرار كبوتين مثلا، ومنها تحدي اثبات انت شاهنشاه زمانه ورئيس كل الرؤساء ، و رئيس كل المليارديرية الاميركية ، ورائد توسيع جغرافيا الامبراطورية ،وغيرها من اعراض تعظيم الذات النرجسية) ، والثانية الوضحة هيغريزة العنصرية ( تفضيله البيض وعداؤه للاتين) ، وغريزة الكره لرائحة اليسار الليبرالي والديمقراطية الاشتراكية ( حتى الكندية) .
وواقعا كل الاوامر تقريبا التي اصدرها ترامب تنتهي بتحليل دوافعها الى واحدة من هذه الغرائز، وتؤكدها كذلك ( او تفصح عنها) استعراضات الشو من خلال تصريحاته الصادرة من داخل اعماق شخصيته تفضح الغرائز التي تقوده ، واما شعاراته انه سيرجع اميركا للعصر الذهبي ( وكأنما هي اليوم في العصر البرونزي) ويقوم بتحويل النحاس الى ذهب ، كما حاول السحار في القرون الوسطى وفشلوا ، ثم اختفوا ، وسيختفي مثلما اختفى معتوهي السلطة قبله، ولكن بعد تحويل بلادهم من ذهب الى صخر ونحاس (وواقعا هذا ماتركه معتوهي السلطة قبله امثال هتلر وصدام وأسد امثلة ).
لنبدأ من النرجسية ( داء العظمة الفارغة) وتجلياتها واضحة في كل استعراضاته وتصريحاته اليومية انه زعيم يهابه الجميع ولو كان في الحكم لما قام بوتين بغزو اوكرانيا او قامت حماس بغزوة الطوفان ، فمن يجرؤ به والكل ترتجف من بطشه ( اثبت ابو البطشات ذلك حينما اسقط اية الله له مسيرة وحمد الله ان لاضحايا ، ومن رده اصبح يرتجف بوتين وانتظر حتى سقوطه ليغزو اوكرانيا نجوا من بطشه دون شك). وفي خطاب التنصيب اشار علنا لاربعة رؤساء سابقين حاضرين في التنصيب كلينتون وبوش واوباما وبايدن انهم هم من جعل اميركا ضعيفة وانه سيعيدها عظيمة من جديد ، أي انه زعيم الزعماء، (وبوش وكل الجمهوريين المخضرمين لايعترفون به اساسا ) فهو لقيطا سيطر على قبيلة الجمهوريين عنوة لتراخيهم عن غرائزهم السلطوية بينما هو فاقهم غريزة وسحب قيادة القطيع منهم بالكامل). اما دعوته للملياردرية رؤساء كبريات الشركات ، وهو امرا غير مألوفا لدعوتهم في حفلات التنصيب ، فهو ليعبر لهم انه الزعيم مطور العقارات وملكيته لاتتجاوز مليار ونصف وهاهي ملياراتهم تحت قدميه وهو زعيمهم ، رئيس الرؤساء وزعيم مليارديرات اميركا ، كلهم تبرعوا بسخاء لحفل التنصيب عربونا لتقديم الولاء والمبايعة ، كما في حفل تنصيب زعيم لكل المافيات .
اما احترامه على مستوى العالم فجاء في شو أخر بعد الفوز بيومين حيث صرح ان فكتور اوربان ابو هنغاريا اتصل به ووصفه انه اعظم قائد وزعيم لاميركا وللعالم باسره ، والعالم لن يستقيم بدونه والجميع ينتظر بفارغ الصبر تسنم منصبه لاصلاح اموره المتدهورة بفضل تسيب الليبراليين ، ووصف ترامب بدوره اوربان حرفيا "هذه شهادة لي من اكبرعبقري سياسي في اوربا" ( وجوهر اوربان ليس الا رائحة عنصرية متكرسة ضد المهاجرين جمعت اليمين القومي المتطرف في كل اوربا) ، واتى الشو الاخر بعده بيومين وصرح فيه لقطيعه "انظروا كيف يحترمني قادة العالم ففي باريس وقف الجميع ينتظرون بالدور الطويل لمقابلتي لتقديم التهاني على رأسه رئيسة وزراء ايطاليا جولياني بنفسها وخلفها صف من الرؤساء كرئيس وزراء النمسا ومستشار المانيا وعشرات غيرهم ليقدموا الاحترام اللازم ..هذا هو عصر اميركا الذهي وترونه قبل تسنمي الرئاسة " ولم يخبر رعيله القطيعي، ولا هم طبعا يعرفون واغلبهم لايقرأون ، ان هؤلاء انما حضروا لباريس بدعوة من ماكرون لافتتاح كاتدرائية نوتردام بعد ترميم 12 عاما ووجهت لهم الدعوة من ماكرون وليس لتهنئته خصيصا ) وله بعد اعتذار بايدن من الحضور. وطرح دوره كمسيح منقذ مخاطبا رعيله " ان الرصاصة التي اطلقت علي في مهرجاني الانتخابي في بنسلفاتيا لم تصبني لسبب الهي ..انها ارادته ان اكون منقذا للامة ، وعلي ان اجعل اميركا عظيمة من جديد..تلك هي ارادته وكلفني بها. التسلط والسلطة كغريزة التوسع القومي الواضحة ، خصوصا في العصر الحديث ، لذوي العاهات من الفكر القومي والديني اليميني المتطرف فمشاريعهم دوما عابرة للحدود لاثبات عقدة نقص نفسية غريزية داخلية انه لن يتوج زعيما حقا ان لم يقم بغزوة يفخر بها امام شعبه حتى لو اتت على هذا الشعب بالحروب والمصائب . يقول بعضهم من منظري القرن التاسع عشر ان التوسع الامبريالي هو ظاهرة للرأسمالية ولكن الادق كما اعتقد انها ظاهرة موجودة عبر التاريخ وقبل نشوء الرأسمالية بعد الثورة الصناعية ، كانت مرتبطة بالاباطرة اساسا وخصوصا المتطلعين دوما لزيادة الثروة والنفوذ والجاه والسلطة ‏ضمن مباراة ايهم الاقوى فهو من يتوسع اكثر وهو الذي يعلو فوق الجميع، فهي ليست ظاهرة حديثة بل قدمها قدم التاريخ ، وفي العصر الحالي فان متلازمة الفكر القومي الشمولي بغريزة التوسع هي مرتبطة اكثر بعقائد اليمين القومي المتطرف سواء في بلدان رأسمالية او نامية اعتلى دست الحكم فيها حكام مرضى بهوس السلطة والزعامة ولعل ناصر وصدام خير امثلة، فلا مصر ولا العراق بلدانا رأسمالية ، كما ان هتلر وموسوليني خير مثال قبلهم على فعل عقائد اليمين القومي المتطرف في تفعيل غريزة الزعامة بالتوسع، وبوتين واوربان الحالمين بارجاع امبراطوريات هادرة اخر امثلة على ترسخ هذه الغريزة في اليمين القومي، وترامب هو الاخير من نادى بكندا وبنما وكرينلاند دفعة واحدة ، وبشأن كندا تحديدا فهو تناغما مع بوتين ( او ربما تمهيدا وتبريرا له لبلع اوكرانيا) ولكن له كذلك له اسبابا اخرى هامة سنأتي عليها. وفي الشو عندما سئل هل اذا رفضت ايا منها ستلجأ لاستخدام القوة؟ قالها بملئ فمه ربما . حتى كندا ؟ اجاب انه خط وهمي على الخارطة ، مجرد خط ومابعده يسمونه كندا. ولماذا نفس الامر مع المكسيك ؟ سنكتفي باعادة تسمية خليج المكسيك الى خليج اميركا ( وبعد يومين وقع امرا تنفيذيا بأعادة تسميته).


اماغريزة العنصرية فحدث ولاحرج ، فقد وقع خلال يومين ستة اوردرات لتخليص الامة من المهاجرين المجرمين المسؤولين عن "مقتل 300 الف اميركي خلال العام الماضي وحده " كما صرح خلال التوقيع (بينما احصائيات ال FBI الرسمية تشير ان عدد جرائم القتل على يد مهاجرين غير شرعيين هي 164 حادثة فقط ‏ ( وهي اقل من 0.1 % من جرائم القتل في اميركا ) ، لنتصور مقدار الكذب الاسطوري والسؤال مالذي يقف وراء هذا الدجل غير الدفع الغريزي للعنصرية تجاه المهاجرين اللاتين خصوصا والذين يلجأون لاميركا هربا اما من القمع او الفقر او كلاهما ، واساسا بدعم المستفيدين اصحاب شركات البناء والمزراع والتنظيفات والبستنة وتجميل الحدائق والصيانة ، وجميعها وظائف لايشغلها احد من البيض الا ماندر، والا لما توجهوا لاميركا حيث تنعدم برامج دعم لهم على غرار كندا واوربا.
في احد أوردراته ( اوامره التتفيذية) جاء امرا بالغاء الجنسية لمن يولد في اميركا لوالدين مهاجرين غير شرعيا مخالفا نصا صريحا من الدستور الاميركي نفسه ، والذي حلف للتو باحترامه عند تنصيبه ، وهذا امرا يدل تحديه الدستور ليثبت انه حاكما مطلقا لاميركا، كما وعلى غريزة الدجل المتاصلة فيه والتي تخوله التخلي عن اي عهد عند الحاجة بعدما حلف عليه وبنفس السهولة ايضا. اما ما يكشف عنصريته واضحا لميله تجاه البيض فقد قال في شو قبله انه يرحب بالهجرة مثلا من بلدان شمال اوربا كالدانمارك والنرويج ..وهل يرحب بها من اسبانيا والبرازيل كما سالته احدى الشابات ؟ اجاب انه يعتمد على المواصفات ( هذا هو ماقاله حرفيا). واخر تجلي لغريزته العنصرية جاء في الشو الذي اعقب كارثة اصطدام طائرة مدنية بهيليكوبتر عسكرية فوق نهر التوماك في واشنطن العاصمة فارجع سببه لسياسة اعطاء الافضلية للاقليات في التوظيف في الاجهزة الحكومية التي اقرت منذ زمن الرئيس الديمقراطي كارتر في السبعينات وتدعى "Diversity Act" وبموجبها ان يتم تمثيل النساء والاقليات بنسب تتناسب وحجمهم في المجتمع الاميركي وتعطى لهم الافضلية بمختلف المناصب في التوظيف الحكومي ، والغى هذا القانون مؤخرا وهو المقر من الكونغرس ( وقانونا كهذا لايجوز له ذلك فالقانون لايلغى الا بقانون من نفس الكونغرس ليثبت انه حاكما مطلقا . وعندما سألته احدى شابات القنوات في هذا الشو هل ان لديه معلومات ان الحادث كان ناتجا عن خطأ بشري نتيجة هذه السياسة ؟ تملص واجابها سيجري التحقيق بالامر ليثبته ، ولما تابعت "هل يعني انكم غير متأكدين الان أن الحادث كان بسبب سياسة الدايفرسيتي ؟ اجابها وكعادة البلطجية الوقحة " انه لغباء في الاصرار لقد اجبتك سنحقق" والواقع انه هو صاحب الغباء واضحا انه استند دون ان يحقق او يتحقق ،وهذه المحادثة المنقولة حرفيا من الشو في الاسبوع الماضي وبعد يوم واحد من وقوع الحادث . اليست هي غريزة العنصرية بربط حادث اصطدام طائرتين بتعيين الاقليات في الاجهزة الحكومية ، هل يوجد اكثر سخرية من رؤية كيف يفسر بلطجي عنصري حادث كهذا ليلقي به على سياسة عامة تحررية سنت قانونا بتعيين الاقليات بنسب التكافؤ العددي والغاها بقرار تنفيذي رغم انها مهمة الكونغرس في توزيع السلطات وفق الدستور الاميركي.


اما غريزة كره اليسار الليبرالي والاشتراكية الديمقراطية ، فلا بد للقارئ ان يعرف ان ليست كل الغرائز جينية ، فبعضها متكسبة واصلها من العقائد فتنبت وتتوطن لتصبح كالجينية . ومن الغرائز الناتجة من العقائد القومية اليمينية المتطرفة هي كره الديمقراطية والفكر الانساني التحرري بكل انواعه ومنابعه ومدارسه التي نشأت منذ عصر التنوير وقامت عليه الحضارة الحالية ،بل وتأسست عليه الولايات المتحدة نفسها ، مبادئ تحريرالعقل والانسان من براثن نظم الحكم الامبراطوريات المطلقة والشمولية واقامة محلها نظم حكم على اقرار الديمقراطية وحقوق المواطنة المتساوية والحريات الفكرية والاجتماعية والسياسية ،وهو مايشكل فكر اليسار الليبرالي عموما الذي تطور بفضل مثقفيه وفلاسفته الكثر، ومنه اتى قول غوبلز مرة " كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي" نيابة عن معتوهي السلطة والتسلط الغريزي المتأصل عند قادة اليمين القومي والديني المتطرف في كل العالم، وترامب خير مثال لهم. وهو يعتبر ان الحزب الديمقراطي الاميركي واتباعه ما هم الا ماركسيين مختفين و كمالا هاريس ماركسية ( والكلمة الاخيرة تعني للمستمع الاميركي انها نموذج لستالين وماوتسي تونغ أو كيم الحفيد) ، وعدائه لاوربا ولكندا تحديدا هوخير مثال ، غهو دوما في استعراضات الشو يسمى كندا انها بلد اشتراكي يسيطر عليها الماركسيون ( بالنسبة له ولليمين المتطرف الاوربي كل ليبرالي او يساري يعني ماركسي ). ومنه لاغرابة ان وقع ترامب في اول اسبوع له السلطة على قرار تنفيذي بفرض تعريفة 25% على البضائع المستوردة من كندا ( ومثلها من المكسيك واعطى تخفيض 10% للصين ،والواقع انه دمج الثلاثة لغرض اخفاء حقده على كندا تحديدا وهي بلد اكثر من حليف لاميركا وعلاقتهما تكاد تكون مثالية بين دول متجاورة ولاتكاد تفرق بينهما ثقافة سوى ان كندا بحزبيها المحافظ والليبرالي تماثل في سياستها الاجتماعية بلدان الاشتراكية الديمقراطية كالتي في بلدان اوربا الاسكندنافية ، كلا الحزبان متوغلا في عمق الاصلاحات والسياسات الاجتماعية بازالة الفوارق الطبقية والعرقية في المجتمع الكندي وهي اليوم مثالا ناجحا على كافة الصعد مما يشكل تحديا كبيرا لليمين الاميركي المتطرف ومنه يصبح حقد ترامب مفهوما. جاء في حيثيات القرار اتهاما لكندا انها ممر لتهريب المهاجرين غير الشرعيين ومخدرات النفتالين وهو اتهاما باطلا طبعا لاتسنده الارقام الرسمية لكلا البلدين ( اقل من 0.2 % من النفتالين الذي يدخل اميركا يأتي من كندا واقل من 1% من المهاجرين غير الشرعيين ،بل تورد الاحصائيات سنوات حدث العكس، ففي بعضها 10 % من النفتالين دخلت لكندا من اميركا ، وهي دوما رحبت باللاجئين لاسباب انسانية وكل من ترفضه اميركا يتوجه لكندا، واميركا واقعا هي مصدر اللاجئين الاساس لكندا . حقيقة الامر ان غريزة الحقد على اليسار الليبرالي هي من دفع ترامب للاتتقام من كندا وهي رسالة موجهة لكل الاتحاد الاوربي ان انتخبتم احزاب الديمقراطية الاشتراكية ستعاملون مثل كندا ، فهو يريد اوربا محكومة من احزاب اليمين المتطرف مثل اوربان العظيم ( كما وصفه مرة) وفيكو في سلوفاكيا ، ويقال انه حتى لايعتبر جولياني من معسكره كونها غير قوية وحاسمة ( كما قال احد مقربيه) ، وبالطبع فانه ضد احزاب المحافظين التقليدية في اوربا كونهم مائعون وليسوا حاسمين مثلها. مالذي على كندا فعله لترفع التعريفات عنها ؟ سألته احدى الشابات الصحفيات في اخر شو ، اجابها بملئ فمه " عندما تقرر الانضمام للولايات المتحدة وتصبح الولاية الواحدة والخمسين. وهل ينطبق نفس الامر على المكسيك ؟ كلا نحن نبني جدارا بيننا، عليهم منع الهجرة وتزال التعريفة، بهذه الصفاقة العرقية اجابها. وقال قبلها انه لايستبعد استخدام القوة العسكرية لضم قناة بنما وجزيرة كرينلاند ،وربما حتى كندا ، ولليوم يستغرق المنجمون هل هي خدمة لبوتين لضم اوكرانيا والصين لتايوان ليجلس الثلاثة على عرش العالم وتقاسمه وحصة الاسد لترامب طبعا فبوتين سيقبل باوكرانيا والصين بتايوان والباقي له يلعب مايشاء.
3. خلاصة الحديث
ربما لم يستوعب الكثيرون معنى واهمية الحدث بصعود ترامب للسلطة وارجو ان يعلم القارئ اني لست هنا بصدد صدمته بل تثبيت حقيقة انه يماثل تماما اولى خطوات حدث صعود هتلر والنازية للسلطة في المانيا عام 1933 . هذا هو الواقع كما هو ، وعليه فهم ان اميركا زمن ترامب قد بدءت تخطو نحو نموذج دول عصر الفاشية ، بدء من رئيس قومي يميني متطرف يريد ادارتها بالاوامر التنفيذية كفوهرر جديد للعالم، وهل ماتم في اوامره واستعراضات الشو لليوم مايشير لغير ذلك . حان وقت استيعاب الحقيقة وهذا الواقع المفاجئ الجديد لاميركا التي كانت تسمى قلعة الديمقراطية وصمدت مع بريطانيا امام هتلر الذي استحوذ على كل اوربا ونشبت الحرب العالمية الثانية ، وصمدا امام ستالين الذي استحوذ على نصف اوربا ونصف اسيا مع رفيقه ماو وخاضت الحرب الباردة ، وهاهي اليوم نفس اميركا تقع في فخ الفاشية القومية لتكمل صورة ثلاثية تجمع هتلر وستالين وترامب رمزا لقادة الغريزة ومعتوهي السلطة والتسلط ، لهم نفس المرض ونفس الاعراض التي لايعترف بها حقل العلوم السياسية رغم انها ظاهرة ماثلة لها قوانينها ووسائلها الملموسة والمتجانسة عند الجميع حول فن قيادة القطيع .
فهل سينجح ترامب في جر امريكا للفاشية ؟ شخصيا اشك بذلك لاسباب موضوعية تخص اميركا تحديدا مشابهة لبريطانيا ، وساقوم بطرحها ومناقشتها منفصلا.
ولكن قبل الختام من عراض ترامب شو وددت القول لهؤلاء العلمانيين العرب من انتخب ترامب في اميركا، او صفق له في المنطقة العربية ، لموقف انتهازي انه سيضرب ايران او حزب الله او حماس او ميليشيات العراق واليمن، لاترموا مبادئكم في سلة الازبال ابدا في معركة داخلية امام موقف ومصلحة لمن يعادي المبادئ التي طالما تشدقتم بها مثل حقوق الانسان والحريات والديمقراطية ، فهي الاسس والمبادئ الاساس ولاتنجروا امام وعود تطلق لمن تعرفون انه يعاديها، من اي كان سواء كان ترامب او ستالين او بوتين او ماو او الجولاني او نصر الله ، فهذه المبادئ المؤسسة للتحرر الانساني هي الامتحان الحقيقي لهم ، ولكم ايضا ، فما عداها سياسية تدار باللعب على الغرائز.
د. لبيب سلطان
3/2/2025



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالعة في نشأة الديانات الابراهيمية
- عرس لبنان ودلالاته الكثيرة
- دستور جولاني
- أرفع راسك فوق انت سوري حر*
- صورتين للصين
- مداولة في وقائع اسقاط نظام الاسد
- ظاهرة هوكشتاين
- مخطط ترامب للانقلاب
- الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا ...
- بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
- تشريح محور الممانعة والمقاومة
- حول كتابين في معرض بغداد الدولي
- تحليل بوتين
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
- في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تحليل للظاهرة الترامبوية
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
- نافالني رمزا لادانة الاستبداد والدولة البوليسية
- الاسس الخمسة لبناء الدول القوية والمجتمعات الناجحة


المزيد.....




- فرقة -البيتلز- تفوز بجائزة غرامي بعد 5 عقود على تفككها
- الشرع في أنقرة: زيارة ثنائية ورهانات إقليمية
- مصدر: لقاء ترامب ونتنياهو سيكون -ملحميًا- بسبب غزة وإيران وا ...
- ما هدف تعميق نفوذ تركيا العسكري بسوريا؟
- هل يريد ترامب شراء أوكرانيا؟
- على خطى ترامب.. أكبر أحزاب ألمانيا يسعى لتشديد سياسية اللجوء ...
- مسؤول أميركي يتوقع استئناف ترامب -الضغط الأقصى- على إيران
- تقرير إسرائيلي: زيادة دراماتيكية بعمليات المقاومة خلال عامين ...
- ويتكوف ووالتز: نبحث مع الشركاء نقل سكان غزة ويمكننا التوصل ل ...
- -ماذا تقصد بآسف؟-.. عائلة فلسطينية تطالب بالعدالة بعد مقتل ط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو