أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ الجزء الثاني. حقيقة “المظلومية”














المزيد.....

الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ الجزء الثاني. حقيقة “المظلومية”


ماهر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم الإعلام العربي السوري، تبدو “المظلومية” حقاً حصرياً للبعض، في حين يفرض على الآخرين الصمت القسري حتى عندما يكونون في قلب المأساة. الكورد، الذين عانوا لعقود طويلة من التهميش، القمع، والإبادة، لا يجدون مكانًا لصوتهم في المشهد الإعلامي السوري، بينما يتم تضخيم كل حادثة تصيب طرفًا عربيًا وكأنها نهاية العالم.

لكن السؤال الذي يجب أن يطرح: لماذا تعتبر معاناة الكورد قضية هامشية أو حتى “مشكوك فيها”، بينما تضخّم كل مأساة عربية لتتحول إلى قضية مصيرية؟ لماذا يسلب الكوردي حقه في رواية واقعه بينما يحتفى بأي مأساة عربية مهما كانت صغيرة؟

الإعلام العربي السوري لا يتعامل مع القضايا بميزان العدل، بل بميزان الهوية والانتماء العرقي. عندما يقتل مدني عربي، تتحول القضية إلى عنوان رئيسي، ويتم استدعاء كل مفردات “الإبادة” و”الوحشية” و”المؤامرة”. أما عندما يقتل كوردي أو يتعرض للتهجير والتهميش، فإنه يصبح “تفصيلاً صغيرًا” في الأخبار، أو يتم تشويهه حتى يصبح وكأنه الجاني لا الضحية.

ما يحدث للكورد في العديد من المناطق، من حصار وتجويع وتهجير، لا يذكر في الإعلام العربي إلا كخبر ثانوي، وغالبًا ما يتم تحميل الضحية مسؤولية ما يحدث لها. يتم تصوير أي تحرك كوردي للدفاع عن حقوقه وكأنه “تهديد” و”مؤامرة”، بينما ينظر إلى التحركات العربية على أنها “مشروعة” و”عادلة”.

هذه العقلية المتجذرة في الإعلام العربي السوري تعني أن هناك فئات يسمح لها بالصراخ والاستغاثة، وأخرى يفرض عليها الصمت حتى لو تعرضت للذبح. الكوردي، في نظر هذا الإعلام، لا يحق له أن يكون ضحية، وإذا تجرأ على الشكوى، فسيتم اتهامه بأنه عميل أو انفصالي أو أداة لمؤامرة خارجية.

أما العرب، فإنهم دائمًا في موقع الضحية المقدسة، حتى لو كانوا في الواقع الجلادين. يمكن للإعلام العربي السوري أن يغضب إذا تم تهديد منزل عربي، لكنه لن يتحدث عن قرى كوردية أُحرقت بالكامل أو سكان تم تهجيرهم قسرًا.

الإعلام العربي السوري ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو صانع للروايات، وعندما يتعلق الأمر بالكورد، فإنه يختار أن يصنع رواية مشوهة تقصيهم من خانة الضحايا وتحشرهم في خانة المتهمين. هناك خوف واضح من الاعتراف بأن الكورد يعانون من اضطهاد ممنهج، لأن ذلك سيهدم السردية التي تحاول تصوير العرب كضحايا دائمين.

إذا تم الاعتراف بمأساة الكورد، فهذا يعني أن هناك خطأ في سياسات الدول التي تهمشهم، وهذا أمر غير مسموح به في الإعلام السوري. لذا، يتم إسكات أي نقاش عن حقوق الكورد، ويتم تقديم أي حركة تحررية كوردية على أنها “مشكلة” و”تهديد”، بينما يحتفى بأي حركة عربية مهما كان هدفها.

لم يعد ممكنًا الاستمرار في هذا التمييز الصارخ. المظلومية ليست حكرًا على أحد، والمعاناة لا تقاس بالهوية العرقية. إذا كان الإعلام العربي السوري يريد أن يتحدث عن العدل، فعليه أن يكون عادلاً مع الجميع. أما إذا استمر في هذا النفاق المفضوح، فإنه يفقد كل مصداقيته.

الكورد ليسوا تابعين، وليسوا ضيوفًا في أرضهم، وليسوا أقل شأنًا من أي فئة أخرى. معاناتهم ليست أقل أهمية، وحقوقهم ليست موضوعًا قابلًا للتفاوض. حان الوقت لكسر هذا التمييز الإعلامي الصارخ، ولإجبار هذا الإعلام المنافق على مواجهة الحقائق التي يحاول التستر عليها.



#ماهر_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ ا ...
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الثاني
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(4)- ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . ا ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير 
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الأول
- تحرير الأرض أم اغتصابها؟ زيف الشعارات وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- يوم دامٍ في أوكرانيا.. لحظة انفجار ضخم في سومي بعد قصفها بصو ...
- مصدر لـCNN: ويتكوف أطلع مسؤولا مقربا من نتنياهو على محادثات ...
- -الكرش- الهندي: من رمز للمكانة الاجتماعية إلى قاتل صامت
- الحوثيون يطلقون صاروخيْن باليستييْن على تل أبيب وغارة أمريكي ...
- رغم القصف والدمار.. فلسطينيون يحيون أحد الشعانين في غزة
- قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد مع الشرع
- الأمن الروسي يعتقل عميلين جندتهما استخبارات كييف في مولدوفا ...
- أكبر مزاد لملابس الأميرة ديانا
- ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي ...
- زيلينسكي يتعهد باستعادة -الأراضي المحتلة- لكنه يجهل الطريقة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - الإعلام العربي وأجنداته الخفية: كيف يُقصى الكورد إعلامياً؟ الجزء الثاني. حقيقة “المظلومية”