أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - المقاربة الأمريكية الصهيونية في ظل الهدن الحالية: هل تتجه المنطقة نحو حرب جديدة؟















المزيد.....


المقاربة الأمريكية الصهيونية في ظل الهدن الحالية: هل تتجه المنطقة نحو حرب جديدة؟


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مقدمة

‎منذ تولّي دونالد ترامب الرئاسة في 2016، تبنّت الولايات المتحدة نهجًا غير مسبوق في دعم الاحتلال الإسرائيلي، بلغ ذروته بقرارات مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشرعنة المستوطنات، وطرح "صفقة القرن" التي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل. واليوم، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، يتضح أن هذا الدعم ليس موقفًا شخصيًا لرئيس أمريكي بعينه، بل هو استراتيجية ثابتة للدولة العميقة الأمريكية، تسعى إلى فرض واقع جديد، يقوم على إنهاء القضية الفلسطينية كملف سياسي قابل للحل، وتحويلها إلى مجرد أزمة إنسانية يتم إدارتها دون حلّ جذري.

‎ولكن في ظل تصاعد المقاومة الفلسطينية، وتغيّر معادلات القوة، هل تتجه المنطقة إلى حرب جديدة؟ أم أن الولايات المتحدة تسعى فقط إلى إعادة ترتيب الأوراق وفق رؤية جديدة للهيمنة؟

لماذا تريد أمريكا تصفية القضية الفلسطينية؟

1. حماية المشروع الصهيوني وتثبيته كقوة إقليمية

‎منذ نشأة إسرائيل، كانت واشنطن ترى فيها امتدادًا استراتيجيًا لمصالحها في المنطقة، ولهذا جاء الدعم المطلق ماليًا وعسكريًا، بهدف إبقائها متفوقة على كل جيرانها. فوجود كيان إسرائيلي قوي يخدم واشنطن في عدة جوانب:
* إبقاء المنطقة في حالة توتر دائم يمنع نشوء قوى إقليمية منافسة.
* ضمان سوق مستمر لبيع الأسلحة الأمريكية لدول المنطقة تحت ذريعة التهديد الإسرائيلي.
* استخدام إسرائيل كأداة ضغط على الأنظمة العربية لضمان تبعيتها السياسية والاقتصادية

2. أي انتصار للمقاومة يهدد الهيمنة الأمريكية

‎تدرك الولايات المتحدة أن أي انتصار للمقاومة الفلسطينية، حتى لو كان جزئيًا، لن يكون مجرد هزيمة عسكرية لإسرائيل، بل هو كسر مباشر لهيبة واشنطن وهيمنتها على المنطقة. فأي نجاح فلسطيني، سواء بفرض شروط في هدنة، أو كسر الحصار، أو حتى بالصمود في وجه العدوان، يعني:
* إثبات أن واشنطن ليست قوة مطلقة لا تُهزم.
* إلهام باقي الشعوب وحركات التحرر بأن المقاومة مجدية.
* فتح الباب أمام قوى إقليمية أخرى (مثل الصين وروسيا) لدخول المنطقة ومنافسة النفوذ الأمريكي

3. إشغال المنطقة بحروب دائمة

‎الولايات المتحدة لا تريد سلامًا حقيقيًا في الشرق الأوسط، بل تفضل حالة من الفوضى والصراعات المستمرة، تضمن إبقاء الدول العربية ضعيفة ومشغولة بنزاعاتها الداخلية، بحيث تبقى إسرائيل القوة الوحيدة القادرة على ضبط الإيقاع. ومن هنا، نرى أن كلما هدأت جبهة، أُشعلت أخرى:
* حرب العراق، ثم سوريا، ثم اليمن، كلها ساهمت في إضعاف الدول العربية الكبرى.
* التحريض على صراعات طائفية داخلية، مثل السُنّة والشيعة، أو العرب والأكراد، لتفكيك أي جبهة موحدة ضد الاحتلال.
* خلق تهديدات مستمرة، مثل استخدام إيران كفزاعة لدول الخليج، لضمان بقاء المنطقة تحت الحماية الأمريكية.

هل تتجه المنطقة إلى حرب جديدة؟

‎في ظل الهدن الحالية، قد يبدو أن المنطقة تتجه نحو تهدئة، لكن الواقع عكس ذلك تمامًا. فالاحتلال الإسرائيلي، ومن ورائه الولايات المتحدة، لم يحققا أهدافهما في العدوان الأخير، مما يعني أن التصعيد قد يكون مسألة وقت فقط. هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية للمستقبل القريب

1. تصعيد جديد في غزة

‎رغم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي، لم تحقق تل أبيب انتصارًا حاسمًا، ولم تستطع القضاء على قدرات المقاومة، التي أثبتت أنها لا تزال قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي. وهذا قد يدفع الاحتلال إلى جولة جديدة من الحرب، بهدف:
* استكمال مخططاته العسكرية بعد الفشل في تحقيق أهدافه.
* فرض شروط جديدة على المقاومة من موقع قوة.
* تحسين صورة الجيش الإسرائيلي التي تضررت بسبب الأداء الضعيف في الحرب الأخيرة.

2. توسيع الحرب نحو لبنان وإيران

‎مع ازدياد التوتر مع حزب الله، واحتمالية اندلاع مواجهة على الجبهة الشمالية، قد نشهد تصعيدًا إقليميًا أوسع، خاصة إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة استباقية للبنان أو حتى لإيران، تحت ذريعة منع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة. وهذا قد يؤدي إلى:
* فتح حرب متعددة الجبهات، مما يغير موازين القوى تمامًا.
* إدخال قوى كبرى مثل روسيا والصين على الخط، مما قد يوسع الصراع ليشمل نطاقًا عالميًا.

3. إشعال الداخل العربي

‎إذا لم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها عسكريًا، فقد تلجأ الولايات المتحدة إلى استراتيجية بديلة، وهي تفجير الأوضاع داخل الدول العربية نفسها، عبر:
* إثارة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لإشغال الشعوب عن القضية الفلسطينية.
* دعم حركات انفصالية أو إثارة حروب أهلية داخلية كما حدث في سوريا والعراق.
* استهداف الأنظمة التي لا تسير بالكامل وفق الأجندة الأمريكية، لإجبارها على التطبيع الكامل مع الاحتلال.

الدور العربي: بين العجز والتواطؤ

‎في ظل هذه المعادلة، يبدو الموقف العربي متأرجحًا بين العجز والتواطؤ. فبينما تعلن بعض الدول دعمها للقضية الفلسطينية، نجد أن كثيرًا منها إما صامت أو منخرط في مسار التطبيع الذي يمنح الاحتلال شرعية مجانية.
‎كذلك، تحاول بعض الأنظمة العربية تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد "أزمة إنسانية" تستوجب الإغاثة، لا قضية تحرر وطني تستوجب دعمًا سياسيًا واستراتيجيًا حقيقيًا. وهذا الطرح يخدم الرؤية الأمريكية التي تريد تفريغ القضية من بعدها السياسي، وتحويلها إلى مسألة مساعدات وإدارة أزمات، بدلًا من كونها صراعًا وجوديًا.
‎لكن في المقابل، أثبتت الشعوب العربية والإسلامية أن فلسطين لا تزال قضيتها المركزية، وأن محاولات تفكيك الوعي الجمعي لم تنجح، كما ظهر جليًا في المظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت العواصم العربية والغربية دعمًا لغزة والمقاومة.

الخاتمة: بين التصعيد والمقاومة

‎المقاربة الأمريكية الصهيونية لا تسعى إلى حلول، بل إلى فرض واقع استسلامي جديد، حيث تُمحى فلسطين من الخارطة السياسية، ويتم دمج إسرائيل في المنطقة كقوة عظمى لا ينازعها أحد.
‎لكن هذه الرؤية تصطدم اليوم بجدار صلب من المقاومة، التي أثبتت أن الاحتلال لم يعد يستطيع فرض إرادته كما كان في السابق. المعركة القادمة لن تكون فقط في ساحات القتال، بل أيضًا في الوعي، والسياسة، وفي قدرة الشعوب على إفشال المخططات الأمريكية الصهيونية.
‎السؤال لم يعد "هل ستحدث حرب جديدة؟"، بل "كيف ستنتهي الحرب المستمرة منذ عقود؟"، ومن يملك القدرة على تغيير موازين القوى؟



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العابرون إلى السراب
- المواطنة بين التخييل السياسي والواقع الكولونيالي: مقاربة نقد ...
- ليلُ الوجودِ وأقمارُ العدم
- العلا
- رحلة بلا مسافات
- حين يصبح التحرير جريمة!
- غير المتوقع: من رماد الدمار إلى أجنحة النصر
- ظاهرة التعميم المعاييري: نقد منهجي وتحليل نظري معمق مع أمثلة ...
- سِفر الوجود
- في سماء الفكر: نصّ فضائي راقٍ
- الموت السريري …أنا الحيلة الكبرى؟
- مدائن في اللازمان
- ‎قراءة متكاملة لاستراتيجية اليمن الإقليمية وتأثيرها على الصر ...
- ‎ مقاربة حول التصعيد في الضفة الغربية ورؤية ترامب لغزة: تناق ...
- صباح الخير
- صرخة الكائن المنهك
- الإرادة الفلسطينية: انتصار رغم الحصار
- غزة... حكاية الأرض التي لا تنحني
- في حنجرة الطين تنام الريح
- لسان حال أطفال فلسطين: يا دنيا، لنا الله


المزيد.....




- دمار هائل في بلدة الطيبة جنوب لبنان
- الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى تركيا للقاء أردوغان
- موكب الشرع يتحرك من مطار أنقرة إيسنبوغا الدولي نحو المدينة ل ...
- مصطفى البرغوثي: إسرائيل منفلتة العقال في الضفة الغربية وتكرر ...
- عملية -الجدار الحديدي- تحول جنين إلى مدينة أشباح
- غلطته مع أبستين ولقاءاته المشتعلة مع ترامب.. بيل غيتس يفتح ص ...
- ما رسائل عملية حاجز تياسير وما تداعياتها المتوقعة؟.. محللان ...
- لاكروا: لماذا لا أحد يقرأ الكتاب المقدس؟
- غارديان: تصاعد الضغوط على الاتحاد الأوروبي لتعليق اتفاقية ال ...
- دراسة تكشف منافع ومخاطر عقاقير خفض الوزن


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - المقاربة الأمريكية الصهيونية في ظل الهدن الحالية: هل تتجه المنطقة نحو حرب جديدة؟