علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 13:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
تمثل زيارات النبي الأكرم (ص) والأئمة والصالحين تمظهرا طبيعيا لإيمان الزائرين بهذه الشخصيات القدوة. ما قدموه من منجزات وتضحيات أسهم بشكل كبير في تغيير حياة هؤلاء الأفراد أو الإضافة إليها، في من جانبي المعتقد والسلوك، لذا وفي كل مناسبة نجد محبي أئمة أهل البيت (ع) يحيون ذكراهم من خلال زيارتهم وتقديم العزاء لهم.
في كل زيارة أو مناسبة دينية جماهيرية تُعد مليونية، تظهر إلى السطح تصرفات بعيدة عن الهدف الأساس لهذه الزيارة، وما تتضمنه من سلوكيات يفترض أنها نابعة من سلوكيات وخطابات أهل البيت (ع)، لكن واقع الحال يؤشر أننا بتنا نلاحظ تطورا في تحويل الزيارة من معتقد إلى طقس، وهذا الطقس يتخلله العديد من المدخلات التي هي في أساسها اجتهادات شخصية لحظية من قبل أفراد لم يفهموا جيدا توصيات ذلك الإمام المُزار، ربما جهلا أو عمدا، عموما، باتوا يأتون بشيء جديد وحتى غريب عن أبجديات الزيارات الدينية والأهداف المرجوة منها، فالمعتقد غير خاضع للاجتهاد إلا من قبل من يملكون ملكة ذلك الاجتهاد، بينما الطقس خاضع لاجتهادات الأفراد وأمزجتهم وثقافاتهم، وهنا مكمن الخطورة في تحول تلك المناسبات من مناسبات عقيدية إلى مناسبات طقسية.
رؤية مواكب الجِمال والخيول تتجول وسط شوارع العاصمة وتزاحم المارة والسيارات، أو نصب المخيمات غير الخدمية وسط الشوارع، أو غيرها من الممارسات التي لا تمثل مظهرا من مظاهر تقديم واجب العزاء لأصحاب الذكرى، كلها بدع دخيلة على هدف الزيارات الدينية وأهدافها الاجتماعية والدينية التربوية والثقافية، فضلا عن تشويهها لتلك الزيارات وترك المجال لاجتهادات وأمزجة أفراد لا يملكون معرفة كُنه تلك الزيارات وأهدافها.
الصمت إزاء تلك المدخلات والبدع في مراسم الزيارات سيشجع على استمرارها وتطورها باتجاه تحولها من عقيدة وفكر إلى طقس احتفالي بعيد عن أخلاقيات أئمة أهل البيت (ع)، لذا فواجب النخبة هو تأشير مكامن الخلل تلك، ودعوة الجهات الدينية والتربوية والمنبرية لمواجهة تلك الخرافات والبدع، والوقوف بوجهها من دون خوف من ردة فعل شعبوية هنا أو هناك، فواجب النخبة هو إنارة الطريق للجمهور لا تركه يتخبط في ظلمة البدع والخرافات.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟