أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الأدمان .














المزيد.....


مقامة الأدمان .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


مقامة ألأدمان :

صبحنا احد الأصدقاء ببيت شعر يقول : (( دربٍ لا يعز ممشاك , أقصر خطاك عنه )) ,ترى كيف وانا المدمن على الخسارات ؟ وهمستي تسرق من الروح روحها , وخلجات النفس تتمردني كسرب من نايات , تعزفني كصلاة شجون للعصافير ؟ وأنا تعودت أن
لا أحد منا يسامح الحياة , حين تطعمنا المرارة , فتشتد المكابرة.

يزيد على البيت نصيحة تقول : (( لا تعتنق شيئًا أنت غير مُؤمن به , ولا تمشِ طريقًا لم تختَره )) , فأرد وأقول : (( ليس من السهل تقفي صوتك , وتلجني مدايات أفقك اللامنتهي حد دوار دهشة الأغنيات , فيقشعر لها البدن , ليساقطني ثمرات الوجد , وأخرى يتشظاني ازدحام ذاكرتي , كنغمة فريدة الايقاع بها , تصيخ السمع لتهجداتك )) , فكيف السبيل و اللغة ثرية , والفكرعانق زمن الأنبياء في صحو وحرية منسيين .

لايقتنع بخذلاني , فيضيف : (( لا تُضيع وقتك في مَا لا تَحب , ولا تعِش مُجبرًا ولا تضحِّ براحتك لمن لا يقدر قيمتك )) , ليسمعني أردد : (( ثمة أشياء من ضرورات اكتمال الوجود, معه تتحول إلى نقيضها , وأظل ابحث عن السبيل إليه , وبعد الضياع , أئشنق الفراق ؟ أم أستعيذه من همزاته ؟ فأن غيابه أصابني بالفقد وبهزة قلبية , وهطلت الروح بعدها أمطار الحزن , فهل لي بليل لا يعرف الوسن ؟

لازال مصرا , هاهو يؤكد : (( لا تحمل هم شخص لا يهتم بمشاعرك , ولا تجتر الألم من أجل إقناع أحد برأيك )) , فأجيبه بمرارة ألآثمين : ((بت مدمنا على الخسارات , ومن بعدي يتناسخ الخاسرون , وهناك المكتظون بالانتظارات لصفعات الغربة المباغتة لأرواحنا , ربما سأبلغ عنه أقرب واقعة قلب ,عن وجود ( لو) في أمنية , ومن طقوس نواياك العاشقة سيرفض مجلس أمن الواقعة انعقاده , هربًا من تفاقم الغيابات , حينها ستكون الخديعة , أن ألقي برأسي بين الخصلات)) .

حنانيك ياصديقي , وأنت تضيف : (( لا تشتت تركيزك على من لا يهمه أنك على صواب , لا تتعذب في محادثة مع من لا يريد فهمك )) , فأرد بخيبة : ((عندما يلوكني لظى الغياب , يجعلني أتحسس وشمه على شغاف القلب , وأتشبث بضلعه , وأنا أحسده فهو كالشمس , تلقن النهار بالصمت , وتورث الليل بنوره , وتهدهد الفجر بهسهسات نهار , ليصيح بي : أيها الحاسد , كف أنفاسك عني , ستحرق ظلي )) .

لا يكل ولا يمل , هاهو ينادي : (( لا تتنازل عن سلامك الداخلي لأجل شخص إختار الظلام )) , ماذا أقول له وأنا أرتل اسمه كترنيمة قداس , تخضر لها جدب القلوب حروفه بلون قوس قزح , أنادمها كعاشق تحتسيه انثيالات القصائد , ليته ينثرني بعضه , لأعمد صوتي الحزين بغياباته الناشبة في الروح , التي تعثرت برسالة بائتة منه , فكانت تعج بالصوفية وقداسة الحرف , وقد أروت القلب والفكر من ضمأ )) .

وقيل أنهُ كان يَرى ولا يُرى , وزادَ ثقاةٌ رعاةٌ من طرف المدينة أنهم شاهدوه وهو يعبر البحر العظيم ماشياً فوق الماء مستقيماً حتى تلاشى وغار بعين الشمس , فكيف أقصر خطاي وأنا أدمنه مع كل هذا الصهيل من القلب , وذاك الغناء الندي الذي لا يزيدني إلا اشتعالاً , كل ذاك الحديث الشفيف , كأنما أشعة الشفق تخترق عتبة القلب , فهو لم يكن يزيدني إلا ذوباناً , يا من تركتَ في الصمتِ بقاياك , سأُعيدُ للكونِ طيفَ رؤياك , مهما نُفيتَ عن الحلمِ قسرًا , ستعودُ يومًا , ويبقى صداك , وأنا علمني مولانا جلال الدين الرومي : (( هروبك مما يؤلمك سيؤلمك اكثر , لا تهرب تألم حتى تشفى , لقد تعودنا ان نصف كل مرحلة دقيقة نمر بها بأنها اخطر المراحل , والذي يدفعنا إلى ذلك هو الخوف من المعلوم لا من المجهول )) , وكل الناس تسمع صوتي إلا أنت تسمع قلبي .

صدق مولاي : (( لا يُعرضُ عنك صَادقٌ في ودِّهِ إنَّما يهجُرُك من كانَ ودُّهُ مكذُوبًا )) .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الطمأنينة .
- مقامة الثمل .
- مقامة الحريق .
- مقامة الحزن .
- مقامة العذل .
- مقامة التدفق .
- مقامة التستخج .
- مقامة حق الكسل ( الأوبلوموفية ) .
- مقامة اللي مضيع وطن .
- مقامة الخوخ الزردالي .
- مقامة انكسارات الروح .
- مقامة الوجع الطيب .
- مقامة النديم .
- المقامة العجلية .
- مقامة سجن الحب .
- مقامة التشبيه الراكب .
- مقامة اللحية .
- مقامة الغناء بالهمس .
- مقامة القهوة والحب .
- مقامة دمشق .


المزيد.....




- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...
- من هو ضحية رامز في 13 رمضان؟ .. لاعب كرة قدم أو فنان مشهور “ ...
- فنانون يبحثون عن الهوية بين أرشيف التاريخ وصدى الذاكرة
- أمير كوستوريتسا: الأداء الأفضل في فيلم -أنورا- كان للممثل ال ...
- جماعة تحت السور التونسية.. أدباء ساخرون من المجتمع والاستعما ...
- وفاة المؤلفة الموسيقية الروسية البارزة صوفيا غوبايدولينا


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الأدمان .