أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) . الحل المفقود أم الخطر ؟














المزيد.....


-الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) . الحل المفقود أم الخطر ؟


ماهر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8241 - 2025 / 2 / 2 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد مصطلح أكثر إثارة للجدل من “الفيدرالية”. تلك الكلمة التي تثير ذعر البعض وتفتح أبواب المخاوف على مصراعيها، لكن لماذا كل هذا الرعب؟ هل “الفيدرالية” حقًا تهدد وحدة سوريا، أم أنها الحل الذي يعجز البعض عن رؤيته بسبب الخوف من المجهول؟

دعونا نُجزّئ الأمور : إذا كانت الفيدرالية مرادفًا للتقسيم، فلماذا لا نراها تُستخدم في دول أخرى كانت تعيش في صراعات وتوترات مشابهة؟ و لم تتحول هذه الدول إلى ميدان حرب بين أجزائها. على العكس، كانت الفيدرالية هي العامل الذي حافظ على توازنها وأدى إلى تطويرها. إذن، لماذا يخاف البعض من أن الفيدرالية في سوريا ستؤدي إلى نهاية؟ عند الحديث عن الفيدرالية: يبدو وكأنك قد قذفت بفكرة خارجة عن المألوف. البعض يرى في الفيدرالية تهديدًا مباشرًا للوحدة التي يعتقد أنها الأساس الوحيد لاستقرار البلاد. في ذهنه، هي مجرد خطوة نحو التقسيم والتمزق، وعندما يذكر “سايكس-بيكو”، يصبح كل شيء واضحًا بالنسبة له: الفيدرالية هي أصل كل شر محتمل. هو يرى في توزيع السلطة بين المناطق خطوة نحو الفوضى، وتخليًا عن التماسك الذي يجب أن يظل قائمًا 

المشكلة في بعض العقول السياسية هي أنها ترى في كل مطالبة بحقوق المنطقة أو الأطراف “خيانة” أو “محاولة لتفكيك الدولة”. وكأن الحديث عن الحقوق هو دعوة للانفصال، وكأن المطالبة بالعدالة هي أمر يهدد استقرار الوطن. في الواقع، أن الاحتكار الكامل للسلطة في يد المركز هو الذي أضعف الدولة السورية وأدى إلى حالة من الإهمال والتهميش في مختلف المناطق. المركزية التي يفترض أنها تضمن وحدة البلاد، هي نفسها التي غرقت في الأزمات، ولم تكن قادرة على تقديم حلول لمشاكل المناطق المختلفة.

أليس من الأجدر أن يشعر كل فرد في سورية بأنه شريك حقيقي في صياغة مستقبله، وأن يكون له دور فاعل في بناء وطنه، بدلاً من أن يُعامل كأنه مواطن من الدرجة الثانية، محصور في دائرة الإقصاء؟ كيف يمكن لأي مجتمع أن يتطور ويتقدم إذا كانت بعض شرائحه مُستبعدة عن المشاركة في صناعة قراراته الوطنية؟ إنَّ المساواة والعدالة في الحقوق ليست رفاهية، بل هي الأساس الذي يقوم عليه بناء أي دولة حرة ومستقرة. وبدلاً من أن يشعر المواطنون بأنهم يعيشون في دولة لا تعترف بتنوعهم الثقافي والجغرافي، يجب أن يشعروا بأنهم جميعًا شركاء في هذا الوطن، يساهمون في تطوره وتنميته بطرق متساوية.

أليس النظام الفيدرالي هو النموذج الذي يضمن لكل جزء من سورية أن يعيش بسلام وحرية، ويحقق تطلعاته؟ إنَّ الفيدرالية ليست تهديدًا للوحدة الوطنية، بل هي أداة لتعزيزها، من خلال منح كل منطقة المساحة الكافية لإدارة شؤونها بطريقة تتناسب مع خصوصياتها الثقافية والاجتماعية، دون المساس بالوحدة الوطنية التي ترتكز على التفاهم المتبادل والتعايش المشترك. إنَّ النظام الفيدرالي يخلق توازنًا دقيقًا بين المركز والأطراف، مما يسمح بتوزيع عادل للثروات والفرص، ويقوي أواصر التلاحم بين مكونات المجتمع السوري المتنوعة، في إطار من الاحترام المتبادل والتعاون المستمر. هذا النموذج من الحكم يعزز التنوع باعتباره مصدر قوة، ويجعل سورية أكثر قدرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشترك يعكس تطلعات جميع أبنائها.

إذا كانت سوريا لم تستطع أن تتوحد تحت “المركزية المطلقة”، فهل سنظل نتمسك بفكرة بائدة لم تعد قادرة على حل مشاكلنا؟ الفيدرالية ليست البديل عن الوحدة الوطنية، بل هي وسيلة لحمايتها.

إن الأعداء الحقيقيين لسورية هم أولئك الذين يعتقدون أن الحكم المركزى هو الحل الوحيد، والذين يرون أن أي فكرة جديدة هي تهديد للوحدة. في النهاية، الفيدرالية ليست مؤامرة، بل هي طريقة عقلانية لتوزيع السلطة بما يضمن حقوق الجميع. إنها ببساطة فكرة تدعو إلى العدالة والتوازن، وهي لا تضعف سوريا، بل تقويها.

إذا كانت الفيدرالية تخيفكم، فربما يجب أن تخافوا أكثر من استمرار الوضع الحالي، الذي عانى منه الجميع لسنوات. ربما حان الوقت لتغيير التفكير والنظر إلى المستقبل بعينين مفتوحتين، لا بعين واحدة خائفة من التغيير.

يتبع ..



#ماهر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير . ا ...
- -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير 
- الكورد في سوريا، من الضحية إلى المتهم. الجزء الأول
- تحرير الأرض أم اغتصابها؟ زيف الشعارات وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- -لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم ...
- فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول ...
- الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
- الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة ...
- ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي ...
- توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط ...
- وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال ...
- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر حسن - -الفيدرالية” في نظر خريجي معهد الوحدة الأبدية، شر مستطير(3) . الحل المفقود أم الخطر ؟