فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8241 - 2025 / 2 / 2 - 10:19
المحور:
الادب والفن
في ليلة أزلية، حيث ينام الزمن على كتف الأبدية، وجدت نفسي في ممر من ضوءٍ وظلال، ممر يلفّه صمت الكون كوشاحٍ ثقيل. ظهر أمامي رجلٌ ذو ملامح خفية، كأن وجهه لوحة طواها الغبار، وقال بصوتٍ يشبه هدير المحيط: “هل أنت الباحث عن النور أم الهارب من الظلال؟”
ترددتُ، لكن قبل أن أجيب، انشق الفضاء عن أبواب عظيمة، كل واحدة تفتح على مشهد من العوالم المنسية. كانت الأرواح هناك تسير في طواف دائري، بعضها يغني بحنين مفقود، وبعضها يبكي بصمت. أشار الرجل إلى بابٍ مظلم على الطرف، وقال: “هذا باب الذاكرة الأولى، حيث تختبئ الإجابة التي لم تُسأل بعد.”
تقدمتُ، وعندما عبرت العتبة، وجدت نفسي في ساحة واسعة، ملأى بأشجار تحمل ثمارًا من نور، وأصوات تهتف: “كل إنسان يحمل في داخله هذا البستان، لكنه لا يدخله إلا عندما يواجه مرآة الكون.” اقتربت من إحدى الأشجار، ومددت يدي لأقطف الثمرة، فإذا بها تتحول إلى مرايا لا نهائية، عكست وجهي بأشكالٍ لا أعرفها.
خلفي عاد الرجل يقول: “هذا هو اختبار الذات، أن ترى كل أوجهك وتختار من تكون.” شعرت أن الزمن ينحني لي، كأنني أكتب فصلاً جديدًا من حكاية لم تنتهِ. حينها، أدركت أن النور والظلال، الصعود والسقوط، ليست إلا انعكاسات لحقيقة واحدة: نحن نسير في دوائر لا تتوقف، حتى نجد الباب الذي يعيدنا إلى أنفسنا.
ميشيغان
20252/2
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟