فاروق الصيّاحي
كاتب وباحث وشاعر
(Assayahi Farouk)
الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 22:47
المحور:
الادب والفن
انتصرنـــــا.. !
================
ها قد انتهت الحربُ.. فكبّرْنا
زغردت نساؤنا في كلّ حيّ
ركض الأطفال في الشّوارع
فتح دكّان الحيّ أبوابه
ليبيع حلوى العيد والهدايا
للأطفــال والصّبايا
رقص حنّا السّكران
على دماء الأموات المسكوبة
تحت أنقاض الأحياء المقصوفة
أطلقنا رصاصا في الهواء.. زمّرنا
من أبواق السيّارات وزمجرنا
ثمّ قال القائد: لقد أشهرْنا سيف القدس
أحدى عشر يوما..
وخضنا الحرب حتّى انتصرنا..
***
كنتُ مهووسا بصور الصّواريخ
على الشاشات تنطلق بالعشرات
ومكتئبا من أعداد القتلى..
وصور بقايا القصف والنّسف
حتّى فاجأني صوت القائد..
انتصرنا.. انتصرْنا
قلت: يا قائد الحرب ! أخبرنا،
كم شبرًا أعدتَ إلينا..
من أرضنا المسلوبة
كم قطرة من مياهنا المنهوبة
ستتدفّق في سواقينا التي جفّت
هل أحصيت كم جريحا، كم مشرّدا
كم شهيدا قبرْنا ؟
قل لي: كم حيّا أو بيتًا حرّرنا
من القدس..
بسيف القدس الذي أشهرنا ؟
***
يا قــائد الحربِ ،
إليْك كلّ ما حصلَ :
قبل الثّانية فجـرًا،
كان اسمها فلسطين المحتلّة
بعد الثّانية فجـرًا،
صار اسمها " غزّه المستقلّة "
اُعذروني أصدقائي !
قد سقطت هذه الجملة:
كدتُ أصدّق أنّ..
هذا فعلا ما حصـلَ
-----------------------
تونس، 21 ماي 2021
#فاروق_الصيّاحي (هاشتاغ)
Assayahi_Farouk#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟