طوفان الأقصى 483 – ترامب يجسد إمبراطورية الشر الأمريكية بدون قناع

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية *


كيتلين جونستون
كاتبة صحفية وناشطة سياسية استرالية

21 يناير 2025

خلال خطاب تنصيبه، كان الرئيس الجديد للولايات المتحدة صريحًا بشكل منعش بشأن حقيقة أن واشنطن هي مركز إمبراطورية تتوسع باستمرار يحكمها مليارديرات أثرياء.

كما ركز جو لوريا Joe Lauria في موقع Consortium News، على خطاب الرئيس ترامب الذي تضمن إشارات إلى "القدر المحتوم" لأمريكا، قائلاً إنه تحت رئاسته ستعتبر الولايات المتحدة نفسها دولة "توسع أراضيها". لقد تحدث بحنان عن الماضي الاستعماري الاستيطاني الذي أسس البلاد على حساب الناس الذين كانوا يعيشون هناك بالفعل، وتعهد بالسيطرة على قناة بنما.

ألقى ترامب هذا الخطاب أمام جمهور حيث جلس أغنى الناس على وجه الأرض جنبًا إلى جنب مع حكومته في أفضل المقاعد في المجلس. شوهد إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرغ والرئيس التنفيذي لشركة غوغل سوندار بيتشاي معًا في الحشد بين العديد من الأعضاء الرسميين في الإدارة القادمة. لقد شوهدت ميريام أديلسون، وهي متبرعة إسرائيلية أميركية كبيرة لترامب، والتي ساعدت وفقًا لترامب في إملاء السياسة الأميركية تجاه إسرائيل خلال ولايته الأولى، جالسة بين جو بايدن وكامالا هاريس وكلينتون في حفل التنصيب. ويقال إن هناك ما لا يقل عن 13 مليارديرًا لديهم أدوار رسمية في إدارة ترامب الجديدة.(ميريام أديلسون تبرعت في 2016 لحملة ترامب بمبلغ 100 مليون دولار مقابل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ZZ).

إذا كنت تريد أن تلوي ذراعي وتجبرني على قول شيء إيجابي عن دونالد ترامب، فهذا هو النوع من الأشياء التي سأشير إليها.
إنه يجعل الإمبراطورية الأميركية أكثر شفافية ووضوحًا. إنه يزيل قناعها ويكشف عن الوجه المشوه تحته.

المليارديرات لم يبدأوا بحكم الولايات المتحدة فجأة الآن بعد أن أصبح ترامب رئيسًا؛ لقد كانت بالفعل دولة يحكمها مليارديرات. لم تصبح الولايات المتحدة فجأة إمبراطورية عازمة على الهيمنة العالمية الآن بعد أن أدى ترامب اليمين الدستورية؛ كان هذا هو الحال بالفعل. لكن لا يُفترض بك أن تخرج وتفصح عن ذلك بصراحةً.

حسنًا، يخرج ترامب ويقول ذلك صراحةً. إنه يقول الأجزاء الهادئة بصوت عالٍ. إنه الرئيس الوحيد الذي يتفاخر علناً بأن القوات الأميركية موجودة في سوريا للحفاظ على النفط أو يندب فشلها في الاستيلاء على النفط في فنزويلا، أو يخرج ليخبر الجميع أنه تم شراؤه ومملوك من قبل الأوليغارشيين الصهاينة. إنه يبذل جهدًا أقل بكثير في إخفاء الطبيعة الحقيقية للإمبراطورية الأميركية مقارنة برؤساء آخرين.

هذا هو السبب الوحيد وراء اعتراضات فصائل مختلفة من "الحكومة الدائمة غير الرسمية" في أميركا على رئاسة ترامب على مر السنين. ليس لأنه يمثل تهديدًا للمؤسسة أو لأنه يحاول إسقاط الدولة العميقة، بل لأنه يُنظر إليه على أنه وصيّ ضعيف على الإمبراطورية. إما أنه لا يفهم أو لا يهتم بأهمية الحفاظ على وجه مهذب للآلة الإمبراطورية.

إذا أُجبرت على قول شيء إيجابي عن ترامب، فسيكون هذا هو - الشيء الذي لا يحبه بعض مديري الإمبراطورية الأميركية فيه هو الشيء الوحيد الذي أحبه فيه: أنه يجعل الإمبراطورية الأميركية شرًا أقل فعالية بسبب مدى كشفه عن الميكانيزمات الداخلية للآلة. يظل الغطاء مفتوحًا طوال الوقت، ليُظهر للعالم أجمع كيف تُصنع "النقانق الإمبراطورية".

ليس الأمر وكأننا لم نشهد الكثير من لحظات نزع الأقنعة أثناء الفوضى التي أحاطت بإدارة بايدن بسبب الخرف الذي عانى منه.
إن مقالًا جديدًا في مجلة تايم بعنوان "لماذا كان فوز بايدن في أوكرانيا خسارة لزيلينسكي" هو مثال جيد على ذلك؛ يستشهد التقرير بعضو سابق في مجلس بايدن للأمن القومي يقول إن انتصار أوكرانيا لم يكن أبدًا جزءًا من خطة إدارة بايدن.

"عندما غزت روسيا أوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، حدد الرئيس جو بايدن ثلاثة أهداف للاستجابة الأمريكية. لم يكن انتصار أوكرانيا من بينها أبدًا. كانت العبارة التي استخدمها البيت الأبيض لوصف مهمته في ذلك الوقت – دعم أوكرانيا "بأي ثمن" - غامضة عمدًا. كما أثارت السؤال: "بأي ثمن؟"

"لم يكن انتصار أوكرانيا من بينها أبدًا".

تحدث عن لحظة خلع القناع. لقد كان من الواضح منذ فترة طويلة أن الولايات المتحدة دفعت أوكرانيا إلى حرب غير قابلة للربح بهدف استنزاف موسكو وإشغالها، وأنها عملت بنشاط على تخريب مفاوضات السلام في الأيام الأولى من الحرب من أجل متابعة هذه الأهداف. الآن بعد أن تم إنجاز المهمة وخروج الدمية الادمية المجنونة من منصبه، نسمع ذلك أخيرًا من مشغلي بايدن في إدارته.

وبالطبع كانت غزة، حيث أمضى العالم 15 شهرًا يشاهد أول إبادة جماعية في التاريخ تُبث مباشرة أمام وجوههم بينما كان المسؤولون الغربيون يقدمون أعذارًا متواصلة تتصف بضعف المصداقية حول الأحداث. وإذا كان هناك أي خير يمكن أن يأتي من هذا الكابوس المروع الذي لا يمكن فهمه، فهو أنه أظهر للجميع الوجه الحقيقي للإمبراطورية.

كلما زادت معرفة الناس بالوجه الحقيقي للإمبراطورية، أصبحت الدعاية الإمبريالية أقل فعالية، لأن الدعاية لا تعمل إلا إذا كنت تؤمن بها. والعقبة الأساسية أمام التغيير الثوري في ظل الإمبراطورية الغربية هي حقيقة أن مواطنيها تم شحنهم بنجاح لقبول الوضع الراهن. وكلما فتح الناس أعينهم على حقيقة أننا نحكم من قبل مختلين عقليًا يقودوننا إلى حتفنا على جبهات متعددة، كلما اقتربنا من حركة جماعية نحو عالم صحي.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات