أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - عندما كانت الرسائل شفاعة وجد














المزيد.....


عندما كانت الرسائل شفاعة وجد


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 18:13
المحور: الادب والفن
    


هذا الفيلم يعيد لنا ما أسميته في يوم ما “شفاعة وجد” أو ما أطلق عليه الراحل جبرا إبراهيم جبرا “فشة غل” عندما سألته في تحقيق منشور قبل أكثر من ثلاثة عقود عن دلالة الرسالة المكتوبة بالنسبة إليه. فأنا من جيل عاش قيمة أن يعبر عن نفسه في رسائل مكتوبة يتذوق طعمها في جبهات القتال وفي البلدان البعيدة.
وأجزم أن أبناء ذلك الجيل ومن قبله سيذرفون الدمع حتما عند مشاهدة فيلم “الكتيبة 6888″، يستعيدون فيه زمن الترقب بشغف ولوعة رسائل من يحبون في عالم لم يكن بعد قد تحول إلى قرية صغيرة!
لا يعيد هذا الفيلم، الذي أنتجته “نيتفلكس” وبدأ عرضه منذ أسابيع، القيمة التاريخية للرسالة المكتوبة -ومن قال إنها فُقدت؟- وإنما يفتح نافذة حنين على الدمع والعطر والزهر وسحر الكلمات الكامن في تلك الرسائل حتى وإن كتبت من جبهات حرب مثقلة بالموت والدماء.
الحرب العالمية الثانية لم تنته بعد وإن مر عليها ما يقرب من قرن كامل، لأنها كانت مدونة في رسائل الجنود، هكذا يتناول المخرج تايلر بيري قيمة الرسائل المكتوبة في حرب حصدت ملايين الأرواح، لكنه يجد في العنصرية السائدة داخل الجيش الأميركي حيال السود سببا كي يفتح هذا الصندوق ليرينا كيف يعيش الأسود في الولايات المتحدة حياة مجحفة يملأها الازدراء والاحتقار حتى وإن كان جنديا في جيش بلاده.
يروي الفيلم القصة الحقيقية الملهمة للنساء الشجاعات اللواتي تم إرسالهن إلى الخارج أثناء الحرب العالمية الثانية. لقد كن الكتيبة الوحيدة المشكلة من نساء سوداوات في الجيش الأميركي يعملن تحت معاناة قاسية من العنصرية وكراهية النساء بعد نشرها في مدينة برمنغهام البريطانية.
يتم اختيار كتيبة 6888 المشكلة من النساء السوداوات حصرا في مهمة فرز الملايين من رسائل الجنود من جبهات الحرب، لم يعر قائد الجيش الأميركي أهمية لفرزها وإيصالها إلى أسر الجنود بذريعة أن هناك مهام أكثر أهمية للجيش من تبادل المشاعر مع أسرهم!
أسهمت هذه الكتيبة السوداء في فرز 17 مليون رسالة لم يتم تسليمها على مدار ثلاث سنوات بعد أن وضعت في اختبار عنصري لمجرد أن أفرادها من النساء السوداوات. بيد أن قائدة الكتيبة الرائد تشاريتي آدامز (تمثل دورها كيري واشنطن) كانت تجد الثقة في جندياتها من البنات مع أنها تؤمن في قرارة نفسها بأن الكثير من الرجال البيض داخل الجيش لا يريدون لها النجاح بدوافع عنصرية، ولكن كما هو مثبت في ملصق الفيلم “علينا أن نثبت أننا قادرون على تحقيق الكثير.”
وهذا ما فعلته نساء الكتيبة بالضبط. فبعد أن مُنِحن مهلة ستة أشهر لإكمال المهمة، أنجزت المهمة في أقل من تسعين يوما بعد شهور من فرز الرسائل في مستودعات بنوافذ معتمة، باردة وقذرة ومليئة بالقوارض، فرفعت الروح المعنوية للجنود وأسرهم بمجرد وصول الرسائل إلى وجهتها، عندما كانت الولايات المتحدة في أمس الحاجة إليها.
قيمة هذا الفيلم تبدو مزدوجة لمن يشعر بالحنين إلى الرسائل المكتوبة، وتبدأ من كشف العمق الآسن للعنصرية ضد النساء السوداوات داخل الجيش الأميركي والمجتمع برمته، ومن ثم تعيد إلينا الجوهر العميق للرسالة عندما كانت تكتبها أقلام مرتعشة تحت وطأة الخوف أو متلهفة لإيصال مشاعر العشق وربما الوداع عندما يقترب الموت، ثم ترقب وصول الرسالة.
في النهاية هو فيلم إنساني لا يتعلق بالعنصرية حيال السود وحدها ولا كيف تتم كراهية النساء داخل المجتمع الأميركي، بل عندما يقوم المرء بمهمة إيصال خبر أو أمل للأمهات، فإن أولادهن ما زالوا هناك على خط النار وعلى قيد الحياة.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟


المزيد.....




- مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - عندما كانت الرسائل شفاعة وجد