أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق حسن الناصري - ماذا بعد… تأخير رواتب الموظفين!!














المزيد.....


ماذا بعد… تأخير رواتب الموظفين!!


صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)


الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد مشكلة تأخر صرف رواتب الموظفين في العراق واحدة من أبرز المظاهر المزمنة للأزمات الاقتصادية والإدارية التي يعانيها البلد منذ عقود وتؤثر هذه المشكلة بشكل مباشر على ملايين العراقيين الذين يعتمدون على الرواتب الشهرية لتأمين احتياجاتهم الأساسية مما يزيد من حدة الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي وتتفاعل هذه الأزمة مع عوامل سياسية واقتصادية معقدة تجعل حلها تحديًا كبيرًا للحكومات المتعاقبة.

ومن أسباب تأخر الرواتب في العراق هو الاعتماد شبه الكلي على إيرادات النفط حيث يعتمد العراق بنسبة تصل إلى أكثر من 90% من موازنته العامة على عائدات النفط مما يجعله عرضة لتقلبات الأسعار العالمية عند انخفاض أسعار النفط (كما حدث في أعوام 2014 و2020) وتواجه الحكومة عجزًا كبيرًا في الميزانية مما يعرقل قدرتها على توفير السيولة اللازمة لصرف الرواتب في مواعيدها.

ومن الاسباب ايضا الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية حيث يلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم الأزمة بعد تحويل الأموال المخصصة للرواتب إلى مشاريع وهمية أو حسابات شخصية أو تُهدر في عمليات شراء غير ضرورية بأسعار مبالغ فيها مما يؤدي إلى نقص في السيولة.

وتعاني المؤسسات العراقية من إجراءات معقدة وبطيئة لصرف الرواتب حيث تتطلب عمليات التوثيق والموافقات في مرور الأوراق عبر عشرات الدوائر مما يتسبب في تأخيرات متكررة وخاصة مع وجود موظفين وهميين أو أشخاص يتقاضون رواتب دون عمل فعلي بسبب المحاصصة الحزبية والأزمات السياسية وعدم الاستقرار بين الكتل الحاكمة وتعطيل إقرار الموازنات السنوية (كما حدث في عامي 2021 و2023) يؤديان إلى شلل في العملية المالية بما في ذلك تأخير صرف الرواتب.

حيث تكون آثار تأخر الرواتب على المجتمع العراقي بتدهور الأوضاع المعيشية ومعاناة الموظفون من عجز في تغطية نفقات الأسرة مثل الإيجار والعلاج والتعليم مما يدفع الكثيرين إلى الاقتراض بفوائد مرتفعة أو بيع ممتلكاتهم وهو ما يزيد من معدلات الفقر .

لذلك يجب على الحكومة ان تضع حلولا لهذه المشكلة وإصلاح النظام المالي وتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط عبر تنشيط القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة وجذب الاستثمارات الأجنبية في مشاريع تولد فرص عمل وتزيد الإيرادات وايضا محاربة الفساد وتفعيل دور هيئة النزاهة ومحاسبة المسؤولين عن اختلاس الأموال وإلزام المؤسسات بنشر تفاصيل الإنفاق بشكل دوري عبر منصات مفتوحة وإجراء مسح شامل لعدد الموظفين الحقيقيين وإلغاء الوظائف الوهمية.

ولابد من تبسيط الإجراءات المالية وإقرار الموازنات السنوية في وقتها وضمان تخصيص نسبة ثابتة للرواتب وهذا لايأتي إلا بتخفيف الخلافات الحزبية التي تعطل العملية التشريعية وأن لاتتعمد بعض الكتل الحاكمة إبقاء الأزمة مستمرة لاستخدامها كورقة ضغط سياسي حيث أن تأخر رواتب الموظفين هو مشكلة معقدة ويجب على الحكومات والمؤسسات تحمل مسؤولياتها في ضمان صرف الرواتب في مواعيدها مع تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وفي الوقت نفسه يحتاج الموظفون إلى دعم مالي ونفسي لمواجهة التحديات التي يمرون بها. فقط من خلال التعاون بين جميع الأطراف يمكن التغلب على هذه المشكلة وتحقيق الاستقرار المالي والاجتماعي للموظفين وأسرهم.

وكما نؤكد بأن تأخر رواتب الموظفين في العراق ليست مجرد مشكلة مالية عابرة بل هو نتاج تراكمات سياسية واقتصادية تحتاج إلى إصلاحات جذرية تعالج جذور الأزمة وان يكون هناك بعض المبادرات الإيجابية وقوانين مالية تخصص لموازنة الرواتب وتنفيذها ولايوجد فيها تعقيدات وإن إنقاذ الموظفين من براثن هذه الأزمة يتطلب تعاونًا بين الحكومة والمجتمع المدني والدول الداعمة مع ضرورة وضع المواطن في صدارة الأولويات بعيدًا عن المكاسب السياسية الضيقة . وحمى الله العراق والعراقيين من الفاسدين .



#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الفاسدة.. سرطان ينخر جسد الدولة والمجتمع
- الجفاف التحدي البيئي والاقتصادي والاجتماعي
- طريق الحسين طريق العزة والكرامة طريق الاحرار
- شحة المياه وتقصير المسؤول
- الامام علي الانسان .
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الشعب يريد وطن
- مبادىء الحسين
- موعد من خلال الشباك
- الاحزاب السياسية وعقدة التفرد بالسلطة
- رفحاء بين الظلم وسرقة اموال الشعب
- الحريات في العراق ... الى أين
- متى يتخلص العراق من الخونة والمتأمرين
- ال سعود وعقدة الشرف
- ماذا بعد قرار منع استيراد الخمر
- هل فهم العراقيون الدرس ...
- المستقبل المجهول بين المواطن والمسؤول
- الحشد المقدس والاعلام المأجور
- هل أعدتم هيبة الدولة بدماء الابرياء
- هل هذه عقوبة من أنتفض ضد الفاسدين


المزيد.....




- بعد 45 عاما.. العراق يعتقل قتلة رجل الدين الشيعي محمد باقر ا ...
- إمدادات الغاز الروسي عبر -السيل التركي- إلى أوروبا تصل لأعلى ...
- شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالد ...
- -كلفتنا دموعا ودماء-: تهديد ترامب لقناة بنما يثير ذكريات الم ...
- الموت يغيّب أسامة الخليفي، أيقونة -الربيع العربي- في المغرب ...
- تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
- دراسة تكشف علاقة الذكريات الغذائية بالإفراط بالسمنة
- الصحة السودانية: مقتل العشرات في هجوم الدعم السريع على سوق ب ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن أنه سيكشف عن انظمة صاروخية ودفاعي ...
- برلماني مصري يطالب الدول العربية بالتوجه إلى مجلس الأمن ردا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق حسن الناصري - ماذا بعد… تأخير رواتب الموظفين!!