فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 10:17
المحور:
الادب والفن
في اللحظة التي تتثاءب فيها العتمة، ينبثق الفجر كحلم يتسلل بين أصابع الليل، ليس نورًا فحسب، بل ولادة ثانية للزمن، تمتد خيوطه كأذرع مجرة تبحث عن مداها، تبعثر شظايا الضوء في مدارات غير مأهولة، تغسل الأرض بندى سرمدي، لا يُرى، لكن يُحسّ. الضوء لا يأتي دفعة واحدة، بل يتسلل همسًا، كأن الكون يتريث قبل أن يكشف عن سره، كل ذرة غبار تتوهج، كل قطرة ندى تعكس مجرة، في أفق بعيد، يرقص الزمن على إيقاع ذهبي، يُعيد ترتيب النجوم، يُنقش الحلم في زوايا السديم. كانوا يقولون: الفجر ابن الليل، لكنني أراه لغة مستقلة، لا تولد من العتمة، بل من جوهر الأشياء، من الذكرى الأولى للضوء، قبل أن يكون ظلاً، قبل أن تنطق العيون اسمه، وقبل أن تُرسم حدوده. الفجر ليس مجرد إشراق، بل إشعارٌ بأن الزمن ما زال يتحرك، بأن الغد ليس فراغًا، بل صفحة تنتظر المداد، بأننا، رغم كل شيء، ما زلنا نملك القدرة على البدء، كضوء نقيّ يخرج من رحم الغموض، يُعلن للحياة أن النور لا يُهزم أبدًا. هذا هو الفجر المضيء، حيث ينبت الأمل ككوكب جديد في مجرة لا تعرف الانطفاء.
ميشيغان
2025/2/1
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟