أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان آريان - بدنا-كمالة- عقب تهشيم الفخار للفخار















المزيد.....

بدنا-كمالة- عقب تهشيم الفخار للفخار


جان آريان

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدنا"كمالة" عقب تهشيم الفخار للفخار!


لا شك بأننا سعدنا كثيرا بكسر الفخار الاسلامي السياسي ذي الجذر الداعشي السلفي الوهابي الاخواني للفخار البعثي الدكتاتوري العنصري وذلك كأداة أتفق عليها أخيرا بعض القوى الدولية والأقليمية لتدفعها لوجستيا أمنيا بالقيام بالهجوم المباغت على جيش السلطة المخلوعة بسهولة فائقة(أقرب إلى عملية تسليم واستلام) عقب اتفاقية الهدنة الإسرائيلية-اللبنانية مباشرة وليس قبلها كإنتباه ومراعاة لئلا يضيع كسب المسلمين السنة والحرب كانت بين الشيعة -حماس وبين اسرائيل، وذلك بعد أن يئس الغرب وإسرائيل من مقولة أهمية بقاء التوازن السني-الشيعي في شرقي البحر المتوسط والخليج لمصالحها الاستراتيجية بحيث ان يكون المد الشيعي الايراني العراقي السوري اللبناني قائما في ردع النفوذ السني التركي-الخليجي ذي الخطر الأكبر لتلك المصالح، هكذا بعد أن تبين أخيرا الخطر الشيعي الواضح منذ طوفان أقصى على اسرائيل(إطلاق آلاف الصواريخ الشيعية عليها) أي الى درجة أن اصبح المحور الشيعي غارقا في الغرور والخطأ
ونسي أهمية السماح الغربي- الاسرائيلي له منذ عقود بالمد المتعاظم في المنطقة رغم معاداته الاعتيادية المتواضعة لهما.

في هذا الاطار وبعد أن بلغ السيل الربى لم يبق للغرب وإسرائيل من مفر سوى العمل ولو مؤقتا مع المحور السني التركي-الخليجي المتعطش منذ عقود لضرب النفوذ الشيعي وليدفع أخيرا بالفخار يكسر الفخار ويكون غير مكلفا لهما مثلما كان ذلك في عملية حرية العراق وسوف يهيأ ذلك ايضا حل الجيش السوري ويسهل لإسرائيل بالقضاء السلس على العتاد العسكري السوري وبكسب المزيد من النقاط والمناطق المهمة السورية المتاخمة معها دون حرب المواجهة المكلفة( بعد عملية حرية العراق سألت مسؤولين غربين: لماذا لا تقومو هكذا بعملية حرية سوريا أيضا فأجابوا إنها ستكون وفق نموذج مغاير).

بصدد سر ولغز قبول الغرب- اسرائيل أخيرا بخيار دفع مجموعات جولاني السنية المصنفة لديهما في قائمة الارهاب الداعشي:
فمنذ أحداث ١١ أيلول الإرهابية حاول الغرب وخصوصا أمريكا وبريطانيا العمل على تحرير بعض الدول الاسلامية ذات الإدارة الدكتاتورية او المتعصبة قوميا ودينيا، فقام بتحرير أفغانستان والعراق عبر حروب مضنية ومكلفة جدا (وحتى السعودية كانت في المرمى وقتها لكن بمقاياضات مليارية نجت)، ولكن وجد هذا الغرب أن البديل كان دائما ايضا متعصبا اسلامويا وقومويا وهكذا جرى في مصر وليبيا ونسبيا في تونس واليمن ايضا، بمعنى أن القوى الاسلاموية والقوموية المتعصبة البديلة كانت هي التي تجهد وتسخر نفسها في الصراع والمعارك أكثر من القوى الديموقراطية المدنية المعتدلة، أي أن الأخيرة تحب الحياة أكثر من الأولى، وأن الأخيرة تفضل دوما قيام الغرب بالمواجهة والحروب لازالة تلك السلطات القمعية والقوى الاسلاموية والقوموية ودون أن تضحي الأخيرة في تلك الصراعات الدموية قيد انملة!
في ٢٠٠٧ مثلا عندما هاجم حزب الله عل قوى ١٤ آذار اللبنانية ناج ونادى اقطابها الغرب على التدخل لصالحهم، فرد الغرب لهم: عليكم انتم الانخراط الجدي والتسخير في مواجهة حزب الله وليس نحن بدفع الاموال والدماء ونحن نحب الحياة أكثر بكثير منكم ولكن لأجل مصالحنا نضحي بالغالي والنفيس، فعندما يصبح الوضع مأساويا جدا لديكم يمكن للمجتمع الدولي عندئذ أن يتدخل أمميا في الموضوع. وقد صرح العديد من المسؤولين والمختصين الغربيين منذ ما بعد حرية العراق قائلين وكأن القوى الديموقراطية والمدنية في الشرق الأوسط يضحكون على الغرب، رغم أن حياة تلك المجتمعات في أيدي هذا الغرب الذي هو نفسه قام بانارة العالم علميا تقنيا واقتصاديا!

هنا في الحالة السورية وجد الغرب خلال ١٣ سنة ايضا، بأن القوى المعارضة الديموقراطية والمدنية هناك تحذو نفس منحى المناجاة فقط بالتدخل الغربي من أجل التغيير وبالتالي تجنب ذلك الخيار اصلا وكذلك بمعرفته المسبقة بحتمية وصول التيار الاسلاموي القومي المعادي للغرب ولاسرائيل كبديل، هكذا إلى أن وصل غرور وخطر المحور الشيعي منذ طوفان الاقصى إلى حد كبير جدا كما ذكر، فلجأ إلى خيار الأمر الواقع وبالتالي إلى قبول العمل مع المحور السني التركي-الخليجي(هنا يخطأ من يصدق معاداة الإمارات المتصنعة لمجموعة جولاني) بدفع مجموعات جولاني وغيره للهجوم على قوات النظام البعثي الفاسد واسقاطه السريع، هذا إلى أن تتمكن اسرائيل من كسب تلك الامتيازات المذكورة سابقا ومن ثم ليتم لاحقا قيام القوى والنخب الديمقراطية المدنية السورية بالاحتجاج والتظاهر المستمر لاحداث التغيير الديموقراطي الممكن هناك، وإنهاء الصمت المريب وكذلك ضرورة تجنب البعض من الوجهاء والنخب الطمع في استلام بعض المناصب والمسؤوليات اليتيمة لدى سلطة احمد الشرع الجولانية.

في هذا السياق وبعد انهاء جبروت السلطة البعثية الفاسدة المستبدة وعقب شبه زوال الأسلحة والعتاد الحربي الثقيل وبوجود دقة أنظار القوى الدولية الديموقراطية للمشهد السوري اصبح الظرف مواتيا ذهبيا لتلك القوى والنخب السورية لقيادة الجماهير سياسيا مدنيا تحت شعار بدنا "كمالة" عقب تهشيم الفخار للفخار والقيام بتنظيم الاحتجاجات السياسية والعصيانات المدنية ضد سلطة تفرد مجموعة جولاني ولاحداث تغيير ديموقراطي مدني وتشكيل نظام قائم على التعددية واللامركزية، تلك المجموعة التي تظل جولانية عقلية وتصرفا رغم تغيير شكل اللحى والقميص ولبس الكرافيته وإطلاق مزاعم عسلوية والتخلي عن فكرهم ومبادئهم المتعصبة فجأة، حيث لا يمكن لعاقل أن يصدق منطقيا بذلك التغيير بين ليلة وضحاها وكذلك أن ذلك الزعم المفاجئ بالكلام المزعوم وتخليهم السريع من بعض مبادئهم وطقوسهم وأزيائهم الاسلاموية يدل على عدم جديتهم حتى في تبني المبادئ التي يبيعوها بسرعة البرق في سبيل الوصولية والمنافع المادية والمعنوية وهذا الشيء بدوره يثبت ايضا عدم الصدقية والحقيقة بما يطلقوه ويزعموه تصرفا وادارة، خصوصا أن تلك المجموعات لا تتقيد حتى بتلك المزاعم التي يطلقها الشرع وبعض اركان إدارته السياسية.

* كمالة: تعبير شامي ممتع، أي الاستمرار وطلب المتبقي



#جان_آريان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكأن النخب السورية غائبة عن الساحة!
- الغرب-اسرائيل والمبتغى الكوردستاني المشروع
- مصيبتنا الذاتية في الظرف الموضوعي المواتي
- مناشدة إلى الإدارة الذاتية لروزآفا كوردستان!
- القلق التركي الحالي..وإمكانية انطلاقة ايرانية جديدة!
- لماذا هذا الحقد اتجاه ادارة روزآفا كوردستان
- إيران الحالية..ونشأة الاسلام الساسانية القديمة
- الإسلام هو تراث ساساني
- ربما نقطة تحول..وامتعاض البعض منها
- ربما ظهور اردشير ساساني إيراني جديد: الرئيس بزشكيان!
- ربماتفوح رائحة الساسانية الإيرانية الجديدة!
- بصدد ارتكاب الإثم الأعظمي/٣١ آب ١٩&# ...
- تكملة ٤: بصدد الإنشاء الساساني الأكبر للإسلام المبكر
- مع تأملات إيرانية سعيدة ممكنة!
- مع تأملات مشتركة سعيدة ممكنة
- تكمل ٣: بصدد التحول الساساني النصراني ثم الريادي الاسل ...
- تكملة: بصدد التحول الساساني النصراني ثم الإسلامي
- وجهة نظر مختصرة حول التحول الساساني الاسلامي
- بيزنطا قادت الحملة على المملكة الساسانية وليس العرب المسيحيي ...
- الأمل البشري والنظام المنشود


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان آريان - بدنا-كمالة- عقب تهشيم الفخار للفخار