خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 02:56
المحور:
الادب والفن
أنا الفكرةُ العالقةُ بينَ الصدى والرجع،
وجهُ السؤالِ الذي نسيتهُ المرايا،
والظلُّ الذي لا يطأُ الأرض،
يعلو… ثم ينحني للفراغِ كي يملأهُ بالصدى.
أيّها الكونُ المُحدّقُ في ذاتِهِ،
أيّها اللغزُ الذي نسجَ مِن صمتهِ الأبديِّ قصيدةً،
أتراكَ تهربُ من ضوءِ عينيكَ،
أم أنّكَ تخشى أن ترى وجهكَ العاري؟
أنا الحرفُ الذي تمردَ على شفتيهِ،
والنبضُ الذي لم يُطِق قيدَ الضلوع،
أنا المسافةُ بين أولِ شهقةٍ وآخرِ زفرة،
وما بينهما... هوامشُ لا يقرؤها الوقت.
أيّها اللاشيء المزدحمُ بالأبد،
هل كنتَ حُلُمًا أغفلتهُ يدُ الآلهة،
فأفقتُ، وغرقتُ في يقظةِ الخيال؟
أم كنتُ فكرةً شرَدتْ عن ذهنِ المعنى،
فأصبحتُ وزنًا مكسورًا في بحرِ الأزل؟
أنا مَنْ فقدَ اسمهُ في زحامِ الأسماء،
ومَنْ تلاشى ليكونَ… كُلَّ شيء،
ومَنْ كَتبَ نَفسَهُ بِنَفسِهِ،
ثمّ قرأَها العَدَم.
ألمحُ ملامحي في عيونِ السراب،
أسألُهُ: أين ينتهي الطريق؟
فيبتسمُ… ويقولُ:
حيثُ يبدأُ التيهُ فيكَ.
أنا الفكرةُ الهاربةُ من عقلِ الإله،
أحملُ على كتفيَّ يقينَ الضياع،
وأوزِّعُ أنفاسي على اللازمن،
كأنّي أقايضُ الوجودَ… بالنسيان.
أيّها العالمُ العالقُ بينَ جُرحِ البدايةِ وندبةِ النهاية،
هل كنتَ أنتَ… أم كنتُ أنا؟
أم كنّا معًا…؟
أم أنّنا… لم نكن؟
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟