أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: ملحمة -الأوديسة- لهوميروس/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري















المزيد.....


إضاءة: ملحمة -الأوديسة- لهوميروس/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


مقدمة عامة مبسطة؛
تُعد "الأوديسة"() لهوميروس (المولود في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد) () . صدرت في عام 1488() ونُشرت بالإنكليزية في عام 1614()، والتي من المفترض أنها ألفت في القرن الثامن قبل الميلاد، إحدى الأعمال المؤسسة للأدب الغربي ومعلمًا بارزًا للشعر الملحمي. تعتبر هذه الملحمة بمثابة النقيض لملحمة "الإلياذة"، وتروي المغامرات الفاشلة التي تعرض لها أوديسيوس في رحلته الطويلة عائداً إلى إيثاكا بعد حرب طروادة. تتجاوز هذه القصيدة، التي تتألف من 12110 أبيات، والمقسمة إلى 24 مقطعًا، الحكاية البطولية المجردة، وتقدم تأملات حول موضوعات عالمية مثل النضال من أجل البقاء، والشوق إلى الوطن، والإخلاص، والمكر، ودور الإله في الوجود الإنساني. إنها ملحمة خالدة متعددة الطبقات والابعاد. من حيث السياق التاريخي والأدبي. إن شئتم.

- البنية السردية والتعقيد الزمني؛
على عكس "الإلياذة"()، التي تركز على الأحداث من حرب واحدة، تقدم "الأوديسة" سردًا غير خطي، يتميز بالاسترجاع والأصوات السردية المتعددة. تبدأ البنية في دقة دورة المرتكز، أي مع غياب أوديسيوس عن إيثاكا لمدة 20 عامًا، بينما لا يزال البطل مسجونًا في جزيرة كاليبسو. يكشف هذا الاختيار البنيوي عن التعقيد الأدبي الذي يتمتع به هوميروس، لأنه يسمح للقارئ باكتشاف ماضي أوديسيوس في جميع أنحاء القصيدة، بينما يتابع تطور رحلته.

- تنقسم الملحمة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
1. المقاطع الأربعة الأولى (والتي تسمى " تيليماكوس")، والتي تصف بحث تيليماكوس، ابن أوديسيوس، عن معلومات حول مكان وجود والده. يقدم هذا الجزء موضوع الهوية والخلافة، كما يطلق نقدًا للانحطاط الأخلاقي الذي يرمز إليه خطاب بينيلوبي.
2. الأغاني المركزية (الأغاني الخامسة إلى الثانية عشرة)، والتي تروي لقاءات أوديسيوس مع الشخصيات الأسطورية وتجاربه، مثل السيكلوب، وسيرس، والحوريات، وسكيلا وكاريبديس. تتضمن هذه الحلقات عناصر من الخيال والأسطورة، ولكنها ترمز أيضًا إلى الحالة الإنسانية وتحديات الحياة.
3. الأغاني الأخيرة (الأغاني الثالثة عشرة إلى الرابعة والعشرين)، التي تحكي عودة أوديسيوس إلى إيثاكا، وإعادة اندماجه الاجتماعي والعائلي ومعاقبة الخاطبين، والتي بلغت ذروتها في استعادة النظام.

- الموضوعات المركزية وأهميتها الخالدة؛
1. المكر كفضيلة بطولية؛
على عكس أخيل، نموذج البطل المحارب في "الإلياذة"، يجسد أوديسيوس البطل الذي يتميز بالذكاء والمكر (الميتيس) والقدرة على التكيف. إن انتصاراتهم لا تعتمد على القوة البدنية، بل على الإبداع، كما تجلى في حادثة حصان طروادة (المذكورة في العمل) والهروب من العملاق بوليفيموس. ويعكس هذا الاستبدال لـ "البطل المحارب" بـ "البطل المثقف" تحولاً في القيم الاجتماعية والثقافية، مما يوحي بأن البقاء يعتمد على العقل أكثر من العنف.

2. البحث عن الهوية والعودة إلى الوطن؛
رحلة أوديسيوس إلى إيثاكا هي استعارة للبحث عن الهوية والكمال. إن عودته ليست جغرافية فحسب، بل وجودية أيضاً: يتعين عليه أن يعيد تشكيل مكانته كأب وزوج وزعيم. ومن ثم، يمكن قراءة «الأوديسة» باعتبارها رحلة اكتشاف للذات، حيث لا يواجه البطل وحوشاً خارجية فحسب، بل أيضاً إغراءات داخلية تختبر ولاءه للقيم التي تحدد من هو.

3. الوفاء والمقاومة الأنثوية؛
بينما يواجه أوديسيوس العديد من التحديات في رحلته، تقاوم بينيلوبي زوجته الخاطبين في إيثاكا، وتحافظ على إخلاصها. ومن خلال ذكائها (الذي يتجلى في حبكة "النسيج غير المكتمل") وقدرتها على الصمود، تظهر بينيلوبي كنقطة مقابلة لزوجها، وترمز إلى الاستقرار والولاء الضروريين لاستمرارية النظام العائلي والسياسي. إنها ليست شخصية سلبية، بل هي عنصر فعال في الحفاظ على ذكرى أوديسيوس وشرفه.

4. دور الآلهة والقدر؛
تقدم لنا رواية "الأوديسة" عالماً يمارس فيه الآلهة تأثيراً مباشراً على الأحداث البشرية، لكنها تسلط الضوء أيضاً على الوكالة الفردية. يحظى أوديسيوس بمكانة مفضلة لدى أثينا، إلهة الحكمة، لكن رحلته تعتمد على اختياراته وقدرته على التحمل. هذا التوتر بين القدر (المصير) والإرادة الحرة يعطي الملحمة عمقًا فلسفيًا، ويتأمل دور الإلهية والجهد البشري في بناء المصير.

- البعد الأخلاقي والسياسي؛
ترمز عودة أوديسيوس إلى استعادة النظام الاجتماعي والسياسي في إيثاكا، التي أفسدها وجود الخاطبين. إن انتقامه وحشي، لكنه ضروري ضمن السياق الأخلاقي في ذلك الوقت، حيث كان لابد من الحفاظ على الشرف والتسلسل الهرمي. وتشير الرواية إلى أن العدالة يجب أن تكون قاسية لضمان استقرار المجتمع. وفي الوقت نفسه، فإن المشهد الأخير، الذي يتدخل فيه زيوس وأثينا لتهدئة الوضع، يوحي بالانتقال إلى نموذج حكم قائم على التفاوض والسلام.

- الأثر الثقافي والأدبي؛
لقد تجاوزت "الأوديسة" عصرها، وألهمت المؤلفين والفلاسفة والفنانين على مر القرون. ويظهر تأثيره بشكل واضح في أعمال متنوعة مثل ("يوليسيس". 1920)() لجيمس جويس (1882-1941)() و("أوديسة الفضاء". 1968)() لآرثر سي كلارك (1917 - 2008) ()، مما يدل على أن الموضوعات الهوميرية لا تزال ذات صلة في السياقات الحديثة. وتشكل الملحمة أيضًا مصدرًا لا ينضب للدراسات الأكاديمية، من التحليلات اللغوية إلى التفسيرات النفسية والنسوية، التي تبحث في تعقيدها النصي والرمزي.

- الخلاصة؛
يمكننا الخلاص. إلى ورد أعلاه. بأن "الأوديسة" ليست مجرد رواية مغامرة ملحمية؛ هو تأمل عميق في الحالة الإنسانية. يستكشف عمل هوميروس أبعاد الذكاء والهوية والأخلاق، بينما يبني صورة لعالم يتعايش فيه الرجال والآلهة في توتر.

لذا تظل أهميتها حية، لأنها تتساءل وتسلط الضوء على المخاوف العالمية التي تحدد الروح البشرية: الرغبة في العودة، والنضال ضد الفوضى، والبحث عن المعنى وسط عدم اليقين في الوجود. وهكذا فإن "الأوديسة" هي أكثر من مجرد قصيدة؛ إنها رحلة لا تزال تتردد أصداؤها في قلب الإنسانية. إنها ملحمة خالدة متعددة الطبقات والابعاد. من حيث السياق التاريخي والأدبي. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 02/01/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنجلز ودوستويفسكي: الإدمان على الكحول والفقر/الغزالي الجبوري ...
- إلى الغائب أوزوالدو إسكوبار/بقلم روبرتو ارميخو
- الشاعر روبرتو ارميخو... بين العزلة والمنفى/إشبيليا الجبوري - ...
- DeepSeek تهز وول ستريت: بداية تحول الصراع في الهيمنة التكنول ...
- إضاءة: عمل -الليفياثان- لتوماس هوبز/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- نزفي بطيء/بقلم روبرتو ارميخو - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- إضاءة: رواية -أيام ضائعة- للوسيو كاردوسو/ إشبيليا الجبوري - ...
- الضياع / بقلم هيرمان هيسه - ت: من الألمانية أكد الجبوري
- إضاءة: -الفردوس المفقود- لجون ميلتون/ إشبيليا الجبوري - ت: م ...
- إضاءة: رواية -عش النبلاء- لإيفان تورغينييف/ إشبيليا الجبوري ...
- -اليسار ليس مستيقظا” وفقا لسوزان نيمان/الغزالي الجبوري - ت: ...
- إضاءة: رواية -الإنسان بلا صفات- لروبرت موزيل/إشبيليا الجبوري ...
- الصهيونية: نظرة إلى الوراء/ بقلم حنة آرندت -- ت: من الألماني ...
- أعود إلى وطني/بقلم روبرتو ارميخو - ت: من الإسبانية أكد الجبو ...
- إضاءة: رواية -المراهق- لفيودور دوستويفسكي/إشبيليا الجبوري - ...
- الصهيونية: نظرة إلى الوراء/ بقلم حنة آرندت - ت: من الألمانية ...
- العزلة الباهرة/ بقلم فلورا أليخاندرا بيثارنك* - ت: من الإسبا ...
- إضاءة: رواية -العمى- لجوزيه ساراماغو / إشبيليا الجبوري - ت: ...
- مراجعات: مراجعة كتاب:-مشكلة الدلالة في فلسفتي كانط وهوسرل- ل ...
- إضاءة: رواية -الغريب- لألبير كامو/إشبيليا الجبوري -- ت: من ا ...


المزيد.....




- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: ملحمة -الأوديسة- لهوميروس/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري