أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - معتز نادر - ( التنظير الأخلاقي ) بوصفه معيار طبقي ؟! : مفارقة الهوية بين ماركس والماركسية ..















المزيد.....



( التنظير الأخلاقي ) بوصفه معيار طبقي ؟! : مفارقة الهوية بين ماركس والماركسية ..


معتز نادر

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 20:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لطالما نظرت مؤخرا بشكل خاص إلى أن أهمية المفكر والإقتصادي الأممي كارل ماركس تنبع من كوننا كأفراد وكمجتمعات نستطيع أن نأخذ ونستثمر ونستفيد من أفكاره في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والفلسفية من دون أن يكون ملزم علينا الإيمان المطلق في كل ما قاله ونطق به وألفه على الأقل كما أراه من زاويتي
ومن هذه النقطة بالذات تنبثق أهمية كارل ماركس وقدرته الفذة بالتالي على قراءة حركة تاريخ الصراع الإنساني وتناقضاته واستنباط نتائجه عبر ملحمة الديالكتيك والصراع الطبقي
وأيضا لأنه إنسان عالمي أممي غير قومي أو *وطني* وهذا يمنحه ميزة إضافية بالنسبة لي شخصيا وفي اعتقادي تحرره من التصنيفات السياسية النرجسية
وبالتالي جعل أفكاره شديدة الإشعاع والألق
عندما تستمتع وتستفيد من فكر إنسان دون أن يعاملك ويمتلك ويعاملك كسلعة رخيصة من خلال ما يكتبه ويفكر به عندها بالذات تصبح حراً بطريقة تفكيرك ويصبح تأثيره على الأجواء لا ينتهي .
وهنا أيضا تكمن روعة خلاصة أفكاره وأحلامه بأنها تجعل المرء هاجس حي في عقل إنسان اخر ومعه تتمدد الأفكار والاحتمالات وتتفاعل عبر الجدل طولاً وعرضاً اقتصاديا واجتماعيا وتأخذ بالتحول إلى هالة وحلم وصيغة *مثالية مادية* بغرض التشوف لحياة تُعاش بشكل معقول ومحتمل.
لكني لا أكتب هذه المقالة لأقوم بمديح مفكر يصدّق أفكاره ملايين الناس ومئات الكتاب ذو الإختصاص عبر العالم يكتبون عنه بطريقة ربما تفوقني بكثير في الرؤية المادية الرياضية والتحليل الاقتصادي فأنا لست كاتب ماركسي *إيدلوجي* كما أن فكر ماركس بعد كل هذا التراكم المعقد لطبيعة التطور البشري لا يحتاج لمديح فلقد ضرب أطنابه
وما سبق لا يعني ولا يجب بطبيعة الحال أن يكون فكره غير قابل للنقد حتى بالنسبة لليساري الراديكالي ذلك لأن مذهبه الديالكتيكي الجدلي قائم أصلا على النقد وعلى تطور واستنتاج الفكرة من قلب الفكرة نفسها بطريقة تصاعدية مذهلة
إن جوهر أفكاره تتفاقم وتتفاعل مع سابقاتها بسرعة وفاعلية رهيبة لتمنحنا إستنتاج مثالي نقي ومتألق عن طبيعة العلاقات وتعقيداتها الإنتاجية المتناقضة من جهة وعن محاولة تفسير هشاشة تلك العلاقات فيما بينها وبحثها المستميت عن الخلاص المادي الاقتصادي العادل *الأبدي* من جهة
أخرى .
بالنسبة لي كشاعر و بالرغم أن عالمي الشخصي مهتم أكثر بالفنون وبالاستنتاجات النفسية أكثر من اهتمامه بالاقتصاد السياسي إلا أني أجد نفسي معجب كبير بسيرة ماركس كإنسان ثوري و متمرد عموما وبفكره الفلسفي المادي التاريخي واعتباره الصراع الطبقي بوصفه المحرك الأساسي للوعي وللتاريخ البشري نحن أمام مثالية مادية مهولة وشديدة النزق والتأثير.
بالنسبة لي أصدقها بإعجاب أي * المادية التاريخية * فهي ملهمة بحق وواقعية وعادلة وأيضا محاطة بحلم جدير ونقي وخيال جامح من صاحبها ولكن فكرة *الحتمية التاريخية* التي ينتهي من خلالها الصراع الطبقي للإنسان عبر الوصول لطبقة واحدة عادلة مثلما يعتقد الكثير من الماركسيين أو الثوريين الشيوعيين تثير حفيظتي وهذه قناعة ونقطة يجب الوقوف عندها كثيرا بالمستقبل لأني لم ألقاها بشكل واضح في العملين السابق ذكرهما
أقول جعلتني ممهورا بالتفكير بها والحوم حولها من زاوية نقدية فأنا أبدو كمن يريد أن يعرف أكثر عنها ويتصارع معها بالرغم كل ما كتبه وقدمه المفكر الجبار !!
إنها تبدو أي الحتمية التاريخية إن كان هناك فعلا حتمية تاريخية تبدو غامضة وبعيدة أيضا وأخشى أنها كانت مغامرة استنتاجية شديدة اللمعان والثورية لكنها حسب اعتقادي اعتمدت على الخيال الخصب العميق القابل للتصديق على أساس مادي أكثر من اعتمادها أصولاً على استنتاجات ماركس المادية السابقة النابعة من الظرف التاريخي وطبيعة العلاقات الإنتاجية المتناقضة القريبة الحدوث والتي ستقود بطبيعة الحال للحتمية الإقتصادية حسب وجهة النظر تلك والتي هي شديدة الإشعاع بطبيعة الحال إنها بحق أكثر مراحل التفكير الماركسي خصوبة ومثالية ونقاء
لماذا أقول ذلك؟ أي حول نظرة الشك لدي ، أقول ذلك لأن هناك فراغ زمني بين المادية التاريخية وأساسها المتين وبين نتيجتها الإقتصادية المتبلورة من خلال الوصول المنهجي العادل للطبقة المستهدفة أصولا والتي لا نملك تصور زمني دقيق لحدوثها
وذلك بسبب غياب الفترة الزمنية الواضحة بكتابات ماركس وهذا أمر لا يستهان به من وجهة نظري والسبب الأخر والشديد الأهمية حسب اعتقادي هو لأن ثمة نزوع نفسي غريزي ومدمر لدى الكائن البشري يتم تفعيله بشكل خاص عند حصوله على السلطة والنفوذ وعليه فإن القفز فوق هذه النقطة في الواقع لا أعرف كيف سيتم التعامل معه في حال سيطرت طبقة واحدة على وسائل الإنتاج لوقت طويل إذ أن تفاقم نفسي غريزي مدمّر واحد عند فرد ما في السلطة البروليتارية ممكن أن يؤثر على الطبقة الحاكمة العاملة بأكملها وبالتالي ممكن أن نشهد في أي لحظة زمنية تسيطر بها البروليتاريا على السلطة بمعناها السابق بزوغ ديكتاتور تقليدي قومي شوفيني أخر
وهنا بالذات لا يمكن النأي بالجدلية الفكرية جانباً بمعناها المبدئي العملي وليس بمعناها الأخلاقي النظري وذلك لأن العدالة الاقتصادية وبروز الطبقة العاملة بوصفها قائدة للمجتمع ستحتاج بالضرورة لقيم معينة إضافية ذات طابع مبدئي ملتزم بعيدا عن الأدلجة الحزبية ذلك لأن الطبقة السائدة الشيوعية ذات النفوذ ستضطر لاحقا بغرض الحفاظ على طول أمد نظامها إلى التملص من تلك القيّم الإضافية أي التي لها علاقة بالشفافية وحرية النقد والتعاطف وحتى الرحمة بين هلالين على حساب استمرار نوع الإنتاج الاقتصادي واستقرار المجتمع وهذا ما حدث عمليا مع الأنظمة الشيوعية التي حكمت بالقرن العشرين وبالتالي يؤدي تراكم المشاعر المكبوتة لسنوات عديدة عاملاً حاسماً في التغيير والإنقلاب على مفهوم كبير كان يكرّس وضع إجتماعي معقول وجدير ومُلهم للعدالة الإقتصادية والمجتمعية
أما عن تلك القِيَم المًساعدة فإنها تكون بمثابة محفز وبإمكانها أن تسير جنبا لجنب مع نوع العدالة الإقتصادية السائد وخطه المُتبنى بشكل صارم
نحن لا نتحدث عن حلول نحن نتحدث هنا عن وجود إنساني أي عن أهمية الكائن البشري وأحلامه وهو محور القضية برمتها أي إنها مفترض أن تكون جوهر الماركسية
وهي المادة البشرية المتجمعة بطبيعة الحال وكل شيء لا معنى له بدونها وفق المنطق الماركسي وبالتالي لا يمكن الإستخفاف وتجاوز ماهية الإنسان كفرد يمتلك نزعات وسلوكيات بالغة التعقيد والخصوصية أو غض النظر عن رغبته المستميتة بالنفوذ والسلطة وبالأخص عندما يصل إليها ويغدو المعبّر الأول عنها
لأنه عندما تغض النظر عن سلوك نوعي غريزي ومهيمن في شخصية الإنسان فنحن بذلك نلغي جوهر هذا الإنسان كقيمة و التي من المفترض أن تعمل الماركسية كنتاج إقتصادي عادل لوضعه في ظرف اقتصادي أكثر عدالة حتى لا يتحول ذلك السلوك الغريزي لوحش وبالتالي يفتقد للقواعد المبدئية الأساسية التي تقوم عليها فكرة ما معنى أن تكون إنسان يحب ويضحك ويكره ويتحرك ويفكر
إذا لا يمكن تجاوز ماهية الفرد إذا كنّا نستهدف وضع جماعي وإجتماعي أكثر رُقي وعدالة وهنا يقع التناقض بين ما أريد طرحه وبين الكثير من المنظرين الماركسين لأنهم لا يؤمنون بالذاتية كفرد وكيان مستقل أو كمنطلق لطبيعة تفكيرهم لأن هذا لا يهم بل ويؤذي جوهر الفكرة خاصتهم ويؤثر سلبا على الإنتاج الجماعي
إن المهم بالنسبة لهم كيف تتطور المادة التي هي الأساس وكيف تعبّر هذه المادة عن نفسها عبر بناء إقتصادي مجتمعي عادل ومتين يحفظ كرامة الفلاحين والعمال الذين تعتمد النظرية برمتها على جهودهم وعلى طريقة فهمهم وتبنيهم لأهمية تلك المادة وجمال دورها الأخاذ عبر طبيعتها المتغيرة المتناقضة
أستطيع بوضوح تصوّر فكرة أن الماركسية ترى البشر كمجتمعات متحركة أو كتل مجتمعية تتحرك وتتغير وتتقدم في إطار ظرف مادي إقتصادي تقدمي عادل وبالتالي تغدو النزعة الفردية كجوهر مستقل هي نقيض لها أو لنقل عائق أمامها لأنها ببساطة لا تمثّل موضوعا لها
فقيمة الماركسية لا يعبّر عنها الفرد كتفاصيل كثيرة وإنما يعبّر عنها المجتمع كطبقة وكعلاقات وتناقضات و الطبقة العاملة هي الإغراء العزيز الخالد وتقدّم هذه الطبقة وتألقها هو تتويج للماركسية كما هو معروف
ومما سبق ومن جانب أخر يغدو تساؤلي على الشكل التالي :
إذا كانت حقيقة أن أغنى ٢٥٠ عائلة في العالم تساوي ما يملكه مليار شخص حول العالم وهذا يعطينا صورة واضحة عن الجشع والعبث المكتنز بالعالم من جهة وعن أن رغبة التملك والسيطرة وحب إثبات الذات عند البشر عموما تمثل دافع أساسي للنتاج الإنساني و هي جوهر العلاقات الإنتاجية من جهةٍ أخرى
إذا كانت تلك الحقيقة الإقتصادية البائسة واقع لا لبس فيه فما الذي سيتغير فعليا وبعمق إذا وصلت الطبقة العاملة لرأس الحكم وبالتالي أُلغيت الطبقات ولم يعد هناك دولة بالمعنى السياسي المعاصر الذي نراه حاليا *وأنا مع ذلك بطبيعة الحال * وبالمقابل بقيت تلك الغريزة الإستحواذية الشهوانية المتعطشة لإثبات الذات تفرض نفسها على دواخل بعض الأفراد وعلى المشهد البشري من الناحية العملية الإقتصادية ؟
أقصد أنه مع الوقت سنحصل على نفس النتيجة السابقة والتي نرفضها وهي الحالة الرأسمالية أو الليبرالية الجديدة
برأي المتواضع البسيط لا أرى أن ثمة صراعا سينتهي يوما ما ، ربما تخف وطأته وحدة التعبير عنه نعم هذا وارد
وبالتالي لا يمكن الإستغناء عن تكريس منطق مبدئي يُزرع منذ البداية في داخل المجتمع الشيوعي الناشئ ويتغذى على الشغف والإبداع والتعاطف واحترام قيمة الإنسان كحالة واقعية شاملة بكل ما تحمل من مشاعر وإرهاصات وتعقيدات وليس التركيز فقط على كون الإنسان كمادة حية وكقوة إنتاج مجردة تتمركز حولها نوعية العلاقات وتناقضاتها
وأيضا لأن تلك القيم التي أعنيها تساهم في احتواء النزعة الشهوانية إلى حد ما دون إلغائها تماماً في صفوف الطبقة المهيمنة لاحقا والتي هي الطبقة العاملة
والشعار هنا : الإبداع والشغف ضد الأنانية والرخص والتملك الصبياني
التني تعبّر عنه الرأسمالية بشكلها البشع وتلك القِيم التي أتحدث عنها لا تساهم بأن تجعل ماركسيا
أو شيوعيا يقف ويساند الأنظمة الديكتاتورية بسبب أنها تتقاطع وحسب مع أفكاره الإيدلوجية عن الماركسية فيقوم بتشجيع ودعم أطراف وحكومات سيسعى هو نفسه للوقوف في وجهها ومحاربتها إن اقتضى الأمر في حال وصول أتباعه للسلطة وبالتالي هو يحاكم الوقت الحاضر وينسجم مع المرحلة الراهنة على حساب جوهر الفكر الثوري المبدئي وعليه يصبح وجها أخر للإمبريالية بدل من أن يكون معارض مبدئي لها
شيء كارثي وساذج جدا دعم نظام ديكتاتوري في بلد كسوريا أو كوريا الشمالية فقط لأنهم يشتمون إسرائيل وأمريكا في الإعلام أو حتى يعادونها ذلك لأنك كماركسي أو شيوعي عندما تدعم تلك الديكتاتوريات فأنت ببساطة تدعم الولايات المتحدة و بشكل غبي جدا لأنها تعزز وتساند وجود تلك الديكتاتوريات وهنا يقع التناقض والانفصام عند إولئك
لأن الأنظمة الاستبدادية تلك لا يهمها ضمنيّاً إن كانت أمريكا عدوهم
بقدر ما يعنيها بأن هناك عدو موجود على الأرض وبقدر ما يكون ذلك العدو موجود
تكون هي موجودة ومستمرة هذا هو الموضوع ببساطة وبالتالي تلك الأنظمة تحتاج الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر من حاجتها للماركسية أو لليسار أو لأي شيء أخر وفي حال عدم وجودهما ستقوم باختراع عدو كي تستمر هي ببسط سلطتها وجبروتها .
نحن نتحدث هنا عن المستقبل وعن الأمل أكثر من كوننا نتحدث عن الحاضر كما نتحدث عن الإنسان الذي هو المحرك الأساسي المعبّر عن الفكرة بأكملها أي الفكرة الماركسية النبيلة
وأيضا أعتقد أن فكرتي السابقة عن القِيم تقلل الحاجة إلى العنف في المستقبل
وتحجّم أيضا فكرة أنه يجب أن يكون ثمة ثمن بشري كبير مقابل تطبيق فكرة عادلة لأنه إذا عبّرت الفكرة مهما كانت عادلة عن نفسها بمزيد من العنف والقمع فإننا لن نحقق فائدة تّذكر وستكون في وعي جيل قادم ما بوصفها فكرة شريرة وهدامّة إذا كان ثمنها الكثير من الأرواح والبؤس
فمثلا قبل الحرب العالمية الثانية كان الفكر النازي بمثابة شيء طبيعي
عند الألمان وعموم الأوروبيين مجرد حزب سياسي قومي وصل السلطة وماذا بعد ؟!
ولكن بعد الحرب العالمية الثانية والمحرقة وما أرتُكب خلالها عموما أصبحت النظرة للنازية في غاية التقزز والأجيال الأوروبية اليوم تعتبر النازية شيء في قمة الشذوذ السياسي وقمة العدوانية والعنف على المستوى الإنساني واليوم لا يُسمح بوجود هذا الحزب في ألمانيا على الإطلاق
وفي الإتحاد السوفيتي في عهد الزعيم السوفيتي ستالين كانت شعارات محاربة الشر وحقوق العمال والفلاحين والعدالة الإجتماعية والتطور التقني الصناعي بمواجهة الغرب الصناعي تملأ الدنيا وكل هذا جميل وطُبِقت على نطاق ليس بالقليل في بعض المجالات ولكن إذا كان الثمن على الدوام هم البشر أنفسهم فما الفائدة من تلك العدالة بمعناها الاقتصادي المادي أي بمعناها الماركسي ولصالح من ستؤول !!!
أقصد إذا نُفذت بعض الأفكار والأشياء الجيدة العادلة مقابل الكثير من البؤس والفقر والقمع فما الفائدة من تلك العادلة ؟
عندما يكون الثمن أكبر بكثير مما تتطلبه تلك العدالة فإن قيمة تلك العدالة يتأكل تتدريجيّا وبالتالي ينتفي دورها كعدالة وتتبدل إلى ظلم لأنها تفقد جوهرها كتطبيق عملي
والذي سيحصل عندها هو أن الشر الرأسمالي المقابل والذي من خلال الصدفة لم يحتاج لذلك الكم من الضحايا والإضطهاد بمعناه الفاقع الواضح سيصبح هو الناطق باسم الخير والعدالة وهذه هي بالذات مهزلة العصر والتاريخ لأن خُبث الرأسمالية أدى إلى أن كارثة بشرية بكل معنى الكلمة مثل رمي الولايات المتحدة قنابل ذرية على مدينتين في اليابان وابادة سكانهما يتم تجاوزها بانسيابية خبيثة لا مثيل لها لقد تم نسيانها ببساطة لكم أن تتخيلوا ذلك ،نعم من المهم والضروري تجاوز الماضي السيء والأحقاد وكوارث الحروب ولكن ليس والعقلية الرأسمالية تلك ما زالت مستمرة ومستعرة بشكلها الإقتصادي البشع وعديم الرحمة
أنت تستطيع النسيان عندما تنتهي الكارثة ولكنك لا تستطيع تجاوز الأمر بينما الكارثة ما زالت مستمرة وبطرق أخرى
*
لنعد للفكرة الأولى ..
كما أن شكي لا ينبع من رفضي لفكرة الحتمية بشكل محدد ومنهجي
وإنما لنقل بهدف الرغبة بالجدل معها مثلما يقول ماركس نفسه و حول كيف ستتحق في خضم التعقيد الغير ممسوك لطبيعة النفس البشرية ورغبتها المستميتة للنفوذ والسلطة
مرة أخرى أقول هذه الجزئية برأي البسيط في غاية الأهمية ومثلما الجشع الرأسمالي لديه رغبة بالتحكم ووضع يده على رقاب العمال والطبقة والمتوسطة وزرع الأنانية التافهة لدى الأجيال من خلال مكنة الإعلام كذلك عندما يصبح المجتمع شيوعي بالكامل بالمعنى السياسي العسكري سيكون هناك بالضرورة أشخاص لديهم نزعة سلطوية ذات منشأ نفسي سلطوي وسيرغبون بتغيير بعض الأشياء حسب رغباتهم لأنه بالمحصلة لا يستطيع أحد التحكم بكل سلوك للإنسان ولا يمكن التنبؤ بالارهاصات التي من الممكن أن تخرج من النفس البشرية
لأنه في أوقات كثيرة إن لم لم تكن دائما فإن السلوكيات الغريزية الدفينة تتفوق على الأفكار في الكثير من القرارات والأفعال لأن دافع القرارات داخل كل إنسان منّا إنما هو دافع غريزي يعتمد على مدى الأمان والحماية التي يؤمنها ذاك القرار وروعة أي فكر مُحتمل تكمن بقدرة هذا الفكر أو ذاك على منع التشوهات السلوكية العنيفة بالظهور للسطح وبالتالي تحويلها إلى عنف ممنهج ينسجم ويكرّس مفهوم الإيدلوجية بمعناها القبيح
إذا لم ينجح الفكر أي فكر بتخفيف العنف المتراكم في العالم فلا قيمة له ! إذ ما الفائدة منه ؟!! ومثلما هناك عنف عسكري ثمة أيضا عنف إقتصادي سياسي وإعلامي وهذا ما تبرع به دولة مثل الولايات المتحدة على وجه الخصوص
وبالتالي لا يمكن لأي فكر أن ينجح في التعبير عن نفسه لفترة من خلال إستخدام العنف
لا أريد أن أبدو متنافضا ولكن أكرر مرة أخرى نحن نتحدث عن قيمة حياة الإنسان وليس عن طريقة زواله عبر تخيّل كيفية إنتاج حياة أخرى غير جديرة به
وعندما أضع *الحتمية التاريخية* في السياق الذي نتحدث من خلاله فإني أجدها مسألة في غاية الهامشية والتعقيد في ذات الوقت لأني أكون بالوقت ذاته أتحدث عن تعقيد الكائن البشري نفسه وعدم القدرة على التنبؤ دائما بما يصدر عنه
ما أتخيله أنه دائما سيكون هناك طبقة تخرج من رحم طبقة أخرى بشكل متناوب وأعتقد أنه من الطبيعي أن يكون هناك عديد من الأشخاص يصلون إلى إستنتاجي هذا لأن بدوره ماركس لم يحدد فترة زمنية واضحة أو متوقعة للوصول لتلك النتيجة الحتمية كما ذكرت سابقا ، إن جمال فكرته لا يصدّق بل أنها تصل أحيانا لحد البراءة الطفولية العميقة ولكنها تلك البراءة المكتنزة حساسية وذكاء واحساس عميق ببشاعة الاستغلال والظلم الممتلئين في العالم والذي يرمي بثقله على الأخرين
لكننا هنا لا نتحدث عن الجماليات وحسب
وأفهم بأنه لا يملك القدرة على تحديد تواريخ واضحة حول ذلك
نعم ، ربما سأنسجم مع الحتمية التاريخية وسأكون قريب منها إذا عرفت تماما أنها ستحدث لنقل مثلا بعد خمسة ألاف عام أو ألف سنة أو بعض مئات السنين أو بعد مئتين سنة
لأنها حسب المنظور البعيد ممكن أن يحدث أي شيء في الحياة وممكن أن تتطور مجريات الحياة على الكوكب بطريقة غير متوقعة مثلما يحدث الأن مع ثورة الإتصالات والذكاء الصناعي التي غيرت مستقبل البشرية عبر سنوات قليلة وبالتالي
ربما ماركس لم يتحدث مباشرة عن الحتمية مثلما يقول بعض المنظرين الماركسيين ولكن أجواء هذه القناعة تسيطر أو تتحكم نوعا ما بما تنبىء به جوهر النظرية نفسها لاحقا
لأنها تمثُل الإغراء الواقعي الطويل الأمد لجوهر الفكر الماركسي
ولأنه بالنتيجة يوجد هدف واضح وعملي لذلك الفكر ألا وهو الوصول للعدالة العمالية ذات الواقع التقدمي
وبالنسبة لماركس فإن تلك التقلبات المتعلقة بثورات الإنتاج ستحدث في إطار النظام الشيوعي وهذا أيضا لن يكون مقروءا في الوقت الحالي كشيء ممكن أن يصدق غالبية الكوكب بحتمية حدوثه وهنا علي القول أنه ليس مطلوب بالوقت الحالي تصديق فكرة الحتمية عموما من كافة سكان الكوكب أو من الماركسيين أنفسهم أو مني أنا كاتب هذه الورقة وإنما الهدف أن تعبر الفكرة عن فعالية وجودها من خلال الأشخاص الذين يؤمنون ويصدقون أن خلاصة تفاعل الأفكار لدى فكر ماركس يمتلك المحاولة لصنع بيئة بشرية أكثر عدلا وأقل ظلما وهذا شيء في غاية التميّز والعظمة
..
ودعونا من جهة أخرى أن لا ننسى أن ماركس لم يُصب بكل ما وصلت إليه استنتاجاته فهو لم يكن موفقا بتوقعه بأن الثورة الشعبية العمالية ستنطلق من المانيا أو إحدى الدول الصناعية المعروفة في زمانه كانكلترا كما أن جل استنتاجاته لم تأخذ شأنا لروسيا *والتي أنجزت التجربة الأولى للشيوعية * بكونها لم تكن ضمن إطاره التفكيري حول تطبيق نظريته كمنطلق ثوري بل أنه كان يرى روسيا في بعض الأوقات كخصم أرثوذكسي متمترس ورجعي
ولكن هذا أيضا طبيعي نوعا ما لأن المرء لا يمكن أن يكون مصيبا بكل شيء والحقيقة أن مثل ذلك الاستنتاجين لا يمكن وضعهما في إطار نقد جدي يمس جوهر النظرية الإقتصادية لماركس في خضم زلزال الأفكار العظيمة التي قدمها
برأي المتواضع
أنا أرى أن ماركس أكثر مرونة بشكل واضح * وإن كان صلبا جدا ومتماسكاً في عرض أفكاره بالأخص في البيان الشيوعي الذي حفل ببعض الإشارات العنفية الصريحة *من الأنظمة الشيوعية العسكرية التي جاءت وتبنت فكره و نظريته المادية

أعتقد بأن النزعة الجدلية الصادقة والشُجاعة جدا لديه والوصول لنتائج عبر تلك النزعة من خلال الصدام والجدل معها تغلبت عنده في كصير من اللحظات على واقع ضرورة التصلب الايدلوجي لطبيعة أفكاره وهذا يجعل فِكره مميزاً ومغرياً وجَعله بالتالي يصل إلى استنتاجات مذهلة وعميقة الغور و بالتالي هو بعيد نوعا ما عن التقوقع السياسي *العسكري* التي اتسمت بها تجربة الأنظمة الشيوعية السياسية بالقرن العشرين بالأخص فمثلا استطاع أن يكشف دور الرأسمالية المهم كحالة اقتصادية ثورية في مرحلة مبكرة قبل أن يقوم برفضها والقيام بطرح ثورة أشمل وأوسع وأكثر عدالة وكفاءة وإبداع ومن ثم بتحليلها وتفنيدها ودعا للثورة عليها وأيضا تأكيده في كثير من الأوقات على أهمية هيغل بالنسبة له على الدوام عبر الدور الذي لعبه الأخير من خلال الديالكتيك بالرغم أن ماركس انقلب فكريا عليه بشكل كامل تقريبا فيما بعد
ومع ذلك ظل هيغل مثل بيئة ينطلق منها عن جدارة وقد اتسم عرضه في كل مرة يذكر بها هيغل بالصدق المعرفي والمرونة الفكرية وظل يقول مع صديقه أنجلز أنهم تلميذان لهيغل لأجل ذلك تجدني منجذب للماركسة كفكر فلسفي حيوي إستنتاجي متألق أكثر بكثير من انجذابي للشيوعية كعقيدة إيدلوجيّة سياسية عسكرية بالرغم من ارتباطها الواضح بالماركسية كأساس بل هي تعبير عنها مثلما حدث في الثورة البلشفية اكتوبر ١٩١٧ والتي كانت تمثل حلمٌ عظيم وحدث تاريخي إستثنائي لدى الكثيرين عند انطلاقتها
و لأني أرى أن الايدلوجيا * المجتمعية* بشكلها الصارم المتعنّت تقتل الإنسان تدريجيا وببطء ومع ذلك أستطيع القول أنه لا يمكن نزع الإحساس الايدلوجي من نفس الكائن البشري بطرق قمعية أو دفعة
واحدة وتقنيّا ليس هناك مشكلة حقيقة إذا كان لدى الفرد حالة إيدلوجية اتجاه قضية يطبطب عليها بحنان دون أن يكون هناك جذور للعنف أو الشر
ومن أجل ما سبق أعتقد بأن الماركسية سيظل بريقها يخفت أحيانا ويلمع أحيانا أخرى على الدوام لكن ذلك سيحدث في ظل تأثيرها ووجودها الدائمين كفكر يتم تداوله بالجامعات والمؤسسات الإقتصادية الكبرى وستظل تمنح الأمل وتحفّز العقل التحليلي الحر حتى تصل لغايتها مع أفضل صيغة ممكنة .
وفي حديثنا عن الإيدلوجيا
سنجد مثلا بأن الولايات المتحدة تمثل ايدلوجيا رأسمالية تفقّر الإنسان الأمريكي وتدعم النزعة الفردية الأنانية من جانبها التجاري الرخيص وليس من جانبها المتعلق بالشغف والإبداع أو من جانب الحصول على الفرص لكافة فئات المجتمع
كما أن تلك الإيدلوجيا تضع المال بيد أقلية وهذه الإيدلوجية تدعم الأنظمة المستبدة حول العالم حتى الموت بصرف النظر عن من سيربح بالإنتخابات سواء الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي وهذ أيضا توجه سياسي ايدلوجي عريق
لدى أمريكا شكل ديكتاتوري مخفف وناعم من الناحية الشكلية عبر تقاليد قديمة عريقة تجعل السلطة بين حزبين مع حرية للأفراد بانتقاد رأس السلطة *فقط إذا كنت كفرج تعمل بشكل مستقل * ولكن إن كنت تعمل لدى الشركات فالنقد محصور جدا ولكن من الناحية العملية ومن خلال المنطق الذي نتحدث به هنا فهي ديكتاتورية لأن نظامها الاقتصادي والإعلامي يدوس على الإنسان ويقتل أحلامه بشكل واضح وصريح وأنا مؤمن بأن هذا النظام يجب أن ينهار
واكذوبة أن أمريكا أرض الفرص مثلما يروج لها الإعلام والمرئيات إنما هي فكرة بغاية الهشاشة والبؤس وهي أيضا صيحة إعلامية تافهة لأن إذا كان هناك بعض الأفراد يستطيعون النهوض والتعبير عن أنفسهم في دولة عدد سكانها يفوق ثلاثمائة وثلاثين مليون إنسان فإن هذه الدولة لا خير ولا عدالة فيها
يكفي أن نعرف بأن هناك أربعين مليون أمريكي لا يحصلون على التأمين الصحي وهنا تكمن الفضيحة الفاقعة أمامنا وهي أن أمريكا صاحبة أكبر اقتصاد في العالم وأكبر ميزانية عسكرية في العالم لديها مشكلة في ذات الوقت مع التأمين الصحي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!١
صحيح أني لم أزور أمريكا بعد ولكن هناك عشرات الشهادات والمعارف والمواقف والوثائقيات التي تؤيد وجهة النظر هذه حتى إعلامهم نفسه يكرّس الحقيقة التي أتحدث عنها وهو يقوم بذلك بطريقة غير مقصودة و إنما بطريقة غبية وأيضا السينما الأمريكية تقوم بنفس الدور التنويري العكسي أي أنها تجعلك ترى قبح أمريكا أكثر مما تجعلك ترى جمالها
وهذا لا يعني مثلما نوهت سابقاً دفاعا أو تبريرا لوجود نظام عسكري إستبدادي قمعي مثل كوريا الشمالية التي ربما لا تعترف بوجود إنسان يملك حق التفكير فكلاهما أي أمريكا وكوريا الشمالية وجهان لعملة واحدة
إذ لا يمكن أن أقبل كإنسان أو ككاتب أو كثوري بأن تكون الماركسية كفكر وكنهجٍ إقتصادي بوصفها تبريراً للديكتاتورية أو شرح أو عنوان لها لأن ذلك يعني تفريغ الماركسية من محتواها الثوري التمردي بالمقام الأول وبالتالي نسف واضح وصريح لتمرّد الفكر الذي يحوم حول فكرة الثورة
ومن هنا أنادي بالبلاهة وانعدام الإحساس وجفاف الوعي لدى غالبية الماركسيين أو الشيوعيين أو القوميين الذين يرون أن الأنظمة الإستبدادية العربية أو غيرها ك سوريا أل الأسد أو إيران أو كوريا الشمالية أو العراق صدام حسين على أنها أنظمة تحررية تقدمية لمجرد أنها تعادي إسرائيل وبالتالي يجب التحالف الايدلوجي معها من وجهة نظر ماركسية
اولئك الماركسيون أو الشيوعيون واقعون في فخ إيدلوجي أخلاقي كبير وبالتالي يجب تحرير أنفسهم من رغبتهم الملحة بالديكتاتورية والعسكرة فهُم لم و لن يستطيعوا فهم طبيعة الاستبداد والأذى الذي يمكن أن يُلحقه بكافة فئات المجتمع وبطبقة العمال والفلاحين بشكل خاص ذلك لأن *الوعي العكسي* لدى إولئك يعيش في قلب ذلك الاستبداد وهو راضي به بوصفه يُطبق عليه ويحاصره
إن القبول بالديكتاتورية والاستبداد عند ذلك الوعي هو بمثابة كمّاشة نفسية قديمة تخلق عنده حالة من الإمتنان الايدلوجي *الوهمي* بشرط أن يظل خاضع لتلك الكماشة النفسية وداعم لها مهما حصل
وبالتالي الموضوع عند اولئك ليس مسألة إدراك فكري إنما هو حاجز نفسي ضخم وكبير يمنعهم من الرؤية أو الإحساس بمفهوم التمرّد والثورة … ببساطة هم لا يستطيعوا أن يكونوا أحرار
إن مشكلة اولئك هي مشكلة الأنظمة الديكتاتورية نفسها في التعامل مع مسألة الحُريَات والتعبير عن الرأي
أنهم أسرى لحاجز بيئي وتربوي وتاريخي ضخم يمنعهم أن يكونوا متمردين بحق.
وبمناسبة الوعي العكسي وهذه نقطة جانبية في حديثنا سنجد في أوروبا على سبيل المثال وعي عكسي مخيف ومرعب أيضا فعلى سبيل المثال
سنجد مصطلح أو جريمة معاداة السامية التي توُجَه للأشخاص المعادين للسامية والذي يُحاسَب من خلاله الأفراد ويُضَعون بالسجون هو نفسه مصطلح عنصري انتقائي يفرق بين الناس ويجعلهم طبقات والوعي العكسي يوافق ويقبل على أن الطرف الذي ينتقد السامية هو العنصري بينما الواقع الحقيقي يقول أن مصطلح معاداة السامية بحد ذاته تفوق عنصريته عنصرية الذي ينتقد السامية لأنه بذلك أي مصطلح معاداة السامية يكون هو من أخترع مُسبقا البيئة التي تنمو العنصرية من خلالها وبالتالي عندما تقول حكومة أو رئيس وزراء أو محكمة لشخص ما بأنه متهم بمعاداة السامية تكون هي نفسها عنصرية أكثر من صاحب الفعل نفسه لأنها تمتلك القوة التنفيذية لترسيخ هذه العنصرية .

*
في العودة للفكرة التي بدأنا من خلالها الحديث أعتقد أني مؤيد للنظام الإشتراكي الديمقراطي
الملهم في جوهره والذي يسمح بالوصول للسلطة للإشتراكيين أو اليسار الراديكالي المنحاز أو الأناركيين أو أحزاب الخّضر من دون إراقة دماء وبشكل طبيعي مثلما حدث ويحدث ببعض دول أمريكا الجنوبية عن طريق وصول يساريين أقحاح إن جاز التعبير ومُلهمين إلى الحكم مثل الأورغواياني المتقاعد خوسيه موخيكا والبرازيلي لولا دي سيلفا و الشاب التشيلي الحالي غابرييل بوريك .

ماركس والأخلاق :

من المعروف والشائع أن ماركس لم يكتب بشكل خاص بفلسفة الأخلاق لكن فكره الإقتصادي وجوهر فلسفته تشتملان ضمنا على أساس أخلاقي متين لا يلين ولا يهادن ومن وجهة نظري أن فكر الرجل المركب والشديد الخلق والابتكار قدّم معنى ثوريا للأخلاق من دون أن يكتب حول هذا بشكل منهجي وفحوى تلك الأخلاق لا تنبثق من التفلسف والتحدث حولها بقدر من كونها سلوكيات وترجمة لأفعال عملية حتى يكون من الجدير تسميتها أخلاق وذلك يتم من خلال عدالة إقتصادية تنبثق أصلا من تناقضات العلاقات الإنتاجية ونبذ الجشع ، ولا أريد بطبيعة الحال نكران ما قدمته فلسفة الأخلاق عبر تاريخها من مجهود لكونها فتحت الطريق للوصول لمعنى أخلاقي جديد لكن ايضا ما تراه بعينك وتلمسه بتجربتك سيكون له معنى مختلف عنه عندما تسمعه أو حتى حين تقرأه من أحد ما
باعتقادي لا تكفي القناعة القائلة أن الأخلاق : هو فعل الخير
والإحساس به
كي نصل للمثال العادل النسبي والذي يجعل الحياة أكثر نوعية وإبداع وسلام وهذا يعني من وجهة نظري أن الأخلاق لا تكون راسخة عندما تكتفي بفعل الخير حتى نطلق عليها أخلاق ذلك لأن هناك الكثير من السلوكيات الإيجابية التي نقوم بها وتكون مرتبطة بالخير أو السلوك الإيجابي ولكن بذات الوقت لا ترتقي لتكون أخلاق ثورية بحق أي أن تكون سلوكيات شجاعة إبداعية أي أن تعبّر عن الحق والإرتقاء إن جاز التعبير ذلك لأنها تفتقر للحس الإبداعي الجمالي في عمقه والذي يصل في جوهره لمحاربة الظلم والإستغلال
نحن لا نحتاج للأخلاق وإنما نحتاج لأن يفهم الإنسان نفسه
*الأخلاق* : هي التي تجعل الوعي يمتلك قراءة ثورية عميقة لمفهوم الظلم والإستغلال وبالتالي تجعلنا نرتقي كقيمة جوهرية
فمثلا هل الإمتناع عن القتل والسرقة تعتبر أخلاق ؟ قطعا لا هذا توصيف ساذج ، لأن الوضع الطبيعي البدائي لتصرف الكائن البشري أن لا يقوم بالسرقة والقتل كي يكون هناك فرصة لاستمرار العيش بشكلها الطبيعي بين الناس لكن مفهوم *الأخلاق* هو بمثابة قيمة مضافة تقدمية ترتقي بجوهر المادة البشرية
ولنفس السبب أعتقد متواضعا أن الدين بكافة أشكاله خال تماما من مفهوم الأخلاق ولا يتعاطى معه أصلاً لأن التعاليم الدينية قائمة على مفهوم الثواب والعقاب وعلى مفهوم التسليم والتصديق وبالتالي لا علاقة لها بإرتقاء الوعي أو خلق بيئة مهتمة بالإبداع والفن والفكر والشغف والعاطفة الغير متحيزة وهذه مواضيع كانت ركائز للأخلاق الكلاسيكية بأوروبا
والحقيقة لا أريد أن أقع في الفخ بمعنى أن اعتبر من خلال هذه المقالة بأن أن أجعل من الأخلاق حالة تنظيرية طوباية يصعب الوصول إليها أو شكل رمزي مثالي لا يمكن الوصول لنتيجة معه أو أنه من المستحيل الولوج إليها مهما فعل الإنسان إلا فقط عبر محاججات كتابية أو مقالات نظرية لن تنتهي حتى نهاية التاريخ
ولا أبتغي أن اخترع صيغة جديدة تعرّف الأخلاق من خلالها وبالتالي يستمر النقاش حول مغزى الأخلاق وهكذا الخ …..
على العكس تماما أن اتشوف من خلال هذه الكلمات للتخلص تماما من الشكل التنظيري الفوقي للفلسفة الأخلاقية وتعريفها السابق عبر الفلسفات السابقة ودثر تلك الأخلاق رفقة ربطها الدائم بالأفعال الخيرة السطحية وبالمثال الميتافيزيقي وإنما الهدف تبديلها إلى سلوك عملي خلاق وواضح يُظهر جماليتها وقوتها على حساب ضعفها وشكليتها ومن أجل ذلك تطرقت لعلاقة فكر كارل ماركس بفكرة الأخلاق ومن أجل ذلك أنا عاشق لماديته الجدلية التي هي محكومة بمحاربة الظلم والرغبة بالعدل والإرتقاء أي أنها محكومة بالنهاية الأخلاقية إن صح التعبير دون تصنيفها مرحليّاً
والأخلاق حسب مفهومي ليست التي لا تحتوي على نقاط ضعف وإنما التي تتصالح مع نقاط ضعفها وبذات الوقت لا تنكر إمكانياتها وقوتها وقدرتها على التغيير
أنت تشعر بجمال افكار ماركس حتى لو كنت تعارض بعضها وهذا انتصار آخر له ،
مادية ماركس هي أخلاق عملية صرفة وأجمل ما تنضوي عليه هذه الأخلاق أننا لا نحتاج للحديث عنها أو التطرق لها بشكل خاص ومحدد لأنها نقية مثل الشمس
ومن هنا تنتهي الأخلاق بمفهومها القديم وتتبدل لشيء تم تجازوه لصالح المعيار العملي ذا الخصائص الإبداعية والذي هو أرقى من الأخلاق كفلسفة نظرية وكشيء تتم كتابته على الورق .
وفعليا وهذه حقيقة أنه بعد ماركس اختلف التعاطي مع مفهوم الفلسفة بشكل جذري بسبب ثورة الأفكار التي برع في نشرها ولم يكن وحيدا في ذلك بالطبع هناك شريكه فريدريك أنجلز وهيغل العظيم
*الديكالكتيكي البارز* وفيورباخ من قبله *والذي لم أقرأه* وبقية المنظرين الإقتصاديين الذين كان يعارضهم وغيرهم
لقد استفاد من الكثير من المفكرين ليقدم لنا خلاصة إستثنائية طرزتها إرهاصات إبداعية وتداخلات ذاتية عميقة من نوع جدا خاص .
الأخلاق الحيّة مرتبطة بالضرورة بالوضع الإبداعي والجمالي العملي الذي يجب أن يتسم به التاريخ الشخصي لدى كل إنسان بشكل عام وليست بأفعال خيرة بسيطة تصدر عن ذلك الإنسان من هنا وهناك .

والأن ما علاقة المعيار الطبقي بكل ما سلف مع المعيار الأخلاقي ؟

أنا أسأل نفسي هذا السؤال مع الأخذ بالاعتبار أن الحديث عن الأخلاق لم يعد يجذب أحدا مثلما كانت تفعل زمن الفلسفة الكلاسيكة الغربية والألمانية بوجه الخصوص والتي خفت دورها كفلسفة نظرية من الناحية العملية بعد أن قامت بواجبها
الأخلاق الطبقية اليوم هي التي تفرز سلوكيات لها شكل واضح في منطقة حساسة ومحورية في العالم وهي بريطانيا وكندا وأوروبا الغربية وتلك الأخلاق لها علاقة بالذوق العام واللطف ورغبة واضحة بالتحضر أكثر من كونها أخلاق فعلية وهذا لا يعني أنه شريرة بل على العكس أنها تقدم خدمات عديدة وتساهم في استقرار خاص وراحة نسبية لدى سكان تلك الأماكن وعلى الأرجح هي أفضل من غيرها على المستوى المعيشي والسلم الإجتماعي
وذلك يظهر عن طريق الإعلام بالدرجة الأولى ومن خلال تدجين الناس
والسؤال هنا ما الذي تكرّس في الفكر الأخلاقي الذي قُدم منذ ثلاثمائة عام حتى الأن ؟! هذا تساؤل جوهري يجب الخوض فيه
برأي الشخصي إن اللحظة الأكثر إشراقا في الفلسفة الأخلاقية لنقل أخر ثلاث مائة سنة هي اللحظة التي لم يتم الحديث بها عن الاخلاق كنظرية أو كمصطلح أو بشكل منعزل ومحدد عن ما يفعله الإنسان عموما وهذا بالذات
ما قدمته وعبّرت عنه النظرية العلمية المادية لدى عدد من المفكرين بمعنى أن الأخلاق لم تكون الموضوع الرئيسي لفلسفتهم لكنها كانت جوهر فلسفتهم أي لم يتم ذكرها والتطرق إليها بشكل خاص أو شكلي وإنما اشتملت ضمنيا على نوعية متماسكة وثورية متجددة من القيم عندما تم ربطها بشكل بمكافحة الظلم وحق الفرد بالعدالة الإجتماعية وخلق مساحة للعامل في التفكير من خلال تقليص ساعات العمل
في الحقيقة
جوهر الماركسية هو أكبر إستثمار صحي بفكرة الأخلاق بمعناها العميق والمجدي .

ومتى يكون المعيار الأخلاقي معيار طبقي شكلي ومقزز ومثير للشفقة ؟

يكون كذلك على سبيل المثال عندما تعتقد وتعمل وتفهم عقلية حكومية اقتصادية صناعية مؤثرة في العالم من الدرجة الأولى كألمانيا في أن يكون لديها موقف دائم وهذا الموقف يجب أن لا يتعارض مع دولة إسرائيل مهما فعلت الأخيرة من جرائم أو قصف جماعي للسكان هنا وهناك وهذا الكارت الأخضر كما هو معروف يعتبر كرد فعل تبريري بسبب المحرقة التي قام بها النازيون والذين هم ألمان بطبيعة الحال أثناء الحرب العالمية الثانية
بل أن ألمانيا وهي ليست وحيدة في ذلك فأوروبا كلها بصورة عامة تتهم أي شخص ينتقد السلوك العسكري الإسرائيلي بأنه معادٍ للسامية أما بالنسبة لألمانيا فهي من أكثر الدول تشددا في منع أو عرقلة أي مظاهرة للفلسطينين أو لدعم المدنيين الفلسطينين
وتصبح النتيجة هنا أن الذهنية الألمانية ارتكبت مجزرة في السابق
وتدعم حدوث مجازر أخرى في الحاضر والذي تغير وحسب هو الضحية وتغيّر الضحية لا يغير من الذهنية الألمانية السياسية في شيء ومن حقيقة أن ألمانيا تستجلب الوعي الدموي السابق لماضيها لتبرر به موقفها اللاحق وبالتالي لم ترتقي أخلاقيا ولا بذرة من هذه الناحية على وجه الخصوص وهذا بالضبط ما يتعلمه الطفل الألماني كأن يتحول درس المحرقة إلى جلسة تطهير جماعي للأطفال وكأنهم هم من قام بالمحرقة وليس أجدادهم !! وهنا إشكالية أخرى فما علاقة الطفل الألماني الذي يعيش اليوم بما فعله أجداده ؟ !!!!!!!!!!!!!١ إن التلاميذ في المدارس الأوروبية يتحملون عبء زائد حول موضوع المحرقة بالرغم من بشاعته ورمزيته في ذهن الأشخاص اليهود وأنا أقدر ذلك ..
أنا مع أن يتعلم الأطفال بشاعة قتل الأخرين ولكن بعقلية مختلفة وليست بعقلية تأنيبية مهزومة ومخادعة للذات قبل أن تكون مخادعة للأخر بمعنى أن لا تتحول تلك الذكرى البشعة إلى وسواس قهري في ذهن الوعي الألماني والأوروبي لتبرير كل ما تفعله دولة إسرائيل من تجاوزات ..
من المهم أن يتذكر العالم ما حدث لليهود سابقا ولكن هذا ليس معناه أن يتم استثمار المحرقة على الدوام وفي أي حدث وتفعليها كي يتم تبرير إي إجرام إسرائيلي عسكري يعمل بدوره على تكرير المأسي بصور مختلقة على الدوام
لكن السلوك *الأخلاقي* العملي الفعال في مثال ألمانيا هو أن تعارض ألمانيا دولة إسرائيل عندما تقوم الأخيرة بسلوك عسكري وحشي لأن حكومتها قامت هي نفسها بمثل هذا السلوك بالسابق فتعتذر عن دعم عمل هي قامت بشيء قريب منه وبالتالي تأخذ موقف الرفض مسبقا
ربما أبدو طوباوي قليلا من خلال هذا المثال ولكن هذا لا يغير من حقيقة الفكرة شيء والتي تتمحور حول الأشياء التي نتشوف إليها وحول طبيعة الإنسان التي تطمح بالإرتقاء
ومن خلال المثال الألماني تتبدل الفكرة الطبقية إلى إسلوب باطني سيء النية ومبرمج مسبقا مفاده إحتقار الطرف الأخر الأضعف والأقل شأناً وتبرير الأذى والعنف الواقع عليه.
النظرة الفوقية هي أيضا نظرة طبقية والطبقية ليست حالة إقتصادية وفقط بالرغم من كونها كذلك وإنما أيضا حالة مكانية جغرافية وإعلامية ومجتمعية والإعلام في زمننا هذا في غاية الأهمية لأنه يقوم في توجيه تفكير الناس وتحييده متى شاء والدور الأساسي للإعلام هو
إما تعظيم الحدث أو جعله تافها
فمثلا عندما يقود ملك السويد دراجة هوائية فإن تعاطي الإعلام يختلف عنه عندما يقود شخص عادي نفس الدراجة الهوائية
كذلك عندما ينظّف ولي عهد بريطانيا مطبخ إحدى المطاعم ويصبح بطلا بسبب ذلك فإن ذلك يختلف عندما يقوم به عامل التنظيف مثلا
وهذه أيضا حالات طبقية .

خاتمة :

بالنتيجة إن الهدف من كتابة هذه المقالة هو ليس نقد ثغرة متراكمة في الفلسفة الماركسية بقدر ما هي بحث عن ما يمكن أن يجعل المادية الماركسية مثالية وصافية تماما عبر مناهضة المواقف والتشوهات التي لا تفتأ تستثمر بالفلسفة الماركسية من خلال تبنيها لمواقف سياسية مرحلية لا تتقاطع في مداها البعيد مع جوهر الماركسية وإنما تعارضها وتشوه جدواها بشكل متزايد بصرف النظر إن كانت تلك الصورة غير مكتملة أو واضحة أصلاً أو أنها لم تكن كذلك أنها دعوى بأن تنظف الماركسية نفسها من المهووسون بالقمع ودعم الديكتاتوريات والاستنجاد بالفكر القومي أو الوطني الشوفيني
ولا اقول هذا لاني أعتبر بأن الماركسية ليس بها ثغرات أو لا يجوز نقدها
بالعكس تماما لا يوجد شيء مقدّس أو غير قابل للنقد والتجديد
لكن النقد شيء والإنقلاب عليها واستثمارها بما ليس فيها في الوقت الذي يعُرف الشخص نفسه بكونه ماركسيٌ شيء أخر تماماً
ما أعنيه بكل ما ذكرته سابقا هو :
أنه يحق لأصغر عامل أو فلاح أو متعيّش يومي بالعالم بنقد ماركس والماركسية ذلك لأنه ببساطة يمثَل محورها وجوهرها وهو الطرف الذي تستمد وتستثمر من خلاله المادية التاريخية أفكارها واستنتاجاتها وقوتها .



#معتز_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الدكتور هشام غصيب والأستاذ عمرو حديفة حول سوريا :
- طفيلي ...محاكاة دموية لصراعات وجودية بنكهة طبقية
- مقطوعات أبدية
- جوهر الفن والنزعة الطرزانية
- خمسُ مقالات في الحضارة العاكِسة
- الأخلاق الحرّة نظرة نقدية للأخلاق الإقتصادية
- 2011 مدخل لمفهوم الثورة النقيّة *البداية *:
- العنكبوت الأرملة
- شِعر حُر- الحياة غريبة والجمال بسيط
- النظرة العكسية للِنتَاج الإنساني
- المثليين بين الإضطهاد التاريخي وعُقم النظرة *الأخلاقية* :
- شِعر حر - * من ديواني عواطف الشرق -سمفونية الغزل *
- قصص قصيرة جداً
- ثورة ضد الحكومات * الفصل بين الميلشيوي والثوري
- شِعر حر -مذكرات عام 2008
- من الثورة السورية إلى الأزمة الأخلاقية الكبرى :
- في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :
- ملخص وفكرة فيلم - النهاية المحتملة- ( قصة سَعيد ):
- شِعر حر
- فاعلية وجَمال المرض النفسي ؟!


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - معتز نادر - ( التنظير الأخلاقي ) بوصفه معيار طبقي ؟! : مفارقة الهوية بين ماركس والماركسية ..