|
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 16:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم :- راسم عبيدات من نتائج المعارك والحروب التي خاضتها اسرائيل على جبهتي قطاع غزة ولبنان،حرب السابع من اكتوبر/2023،قالت بشكل واضح بان اسرائيل استخدمت فيها كل فائض قوتها العسكرية والتسليحية والتدميرية،وما رافقها من "توحش" و"تغول" غير مسبوقين، حيث عمدت في لبنان الى تدمير الحاضنة الشعبية للمقاومة "عقيدة الضاحية" ،أما في قطاع غزة فقد استخدمت " عقيدة جباليا" ،إبادة الحاضنة الشعبية،تلك العقدتين التي تعمل اسرائيل على تطبيقها في حربها العدوانية على مدن وبلدات شمال الضفة الغربية ومخيماتها. نتائج تلك المعركتين قالتا بشكل واضح بأن اسرائيل،رغم كل ما امتلكته من اسلحة دمار وتكنولوجيا متطورة وذكاء صناعي وشبكة استخبارية وتجسسية متطورتين ودعم عسكري وأمني واستخباري ومالي امريكي- واوروبي غربي ،لم تتمكن من تحقيق ما سماه نتنياهو بالنصر الساحق ولا تحقيق الأهداف الإستراتيجية للحرب على الجبهتين،رغم ان اسرائيل نجحت في توجيه ضربات مؤلمة وكبيرة لحزب الله والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي قلبها حماس،ولكن اهداف الحرب الكبرى الإستراتيجية المتطرفة والموجهة للداخل الإسرائيلي،لم تتحقق،ومشاهد الصور التي تنقل من قطاع غزة،في عمليات التبادل للأسرى في دفعاتها الثلاثة من المرحلة الأولى، احدثت حالة من الصدمة والإرباك في داخل اسرائيل، صدمة عرضت حكومة نتنياهو لمخاطر السقوط من داخلها،حيث استقال بن غفير من الحكومة والإئتلاف،هو ووزراء حزبه،وقال بأن ما حصل في عمليات التسليم لتبادل الأسرى، والمشاهد والصور المنقولة، قالت بشكل واضح من هو المنتصر ومن هو المهزوم، وبأننا لم نحقق نصراً مطلقاً بلغة نتنياهو،بل ما تحقق فشل كبير وذريع وشامل،وهو لا يشكل فقط خطر على الأمن القومي لإسرائيل،بل هو وسمة عار وطني لكل مواطني الدولة،وكذلك وسائل الإعلام والمحللين والمعلقين الإعلاميين والعسكريين والأمنيين،قالوا اي نصر مطلق تحقق ..؟؟؟وماذا كان يفعل جيشنا طوال 15 شهراً،في ظل الظهور والتواجد والحضور العسكري والمدني الكثيف للمقاومة الفلسطينية،بكتائبها المختلفة،وفي ظل ترتيب وتنظيم وانتشار على درجة عالية من الدقة والتنظيم، لا تستطيع القيام به سوى دولة متطورة،ولذلك ما جرى هو اخفاق كبير،يضاف للإخفاق العسكري والأمني في السابع من اكتوبر/2023 ،وفي النهاية اضطررنا لقبول اتفاق لتبادل الأسرى،يقود الى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب اسرائيلي شامل من القطاع،والعودة الى التساكن مع قوى المقاومة على حدود قطاع غزة،إتفاق كان يمكن انجازه قبل تسعة شهور وتلافي المزيد من الخسائر في الجنود والضباط والمعدات العسكرية والإقتصاد والروح المعنوية . المشاهد والصور المنقولة في عمليات التبادل للأسرى التي تقول بإنتصار المقاومة في حرب الصورة والتفوق في الجانب الأخلاقي،تؤكد بأن حركة حماس لم تختف عن المشهد لا عسكرياً ولا مدنياً،بل هي حاضرة عسكرياً وشعبياً وجماهيرياً وسياسياً،وبإعتراف قادة اسرائيل عسكريين وامنيين، بأنها الجهة الوحيدة القادرة على حكم قطاع غزة. أما على الجبهة اللبنانية،فرغم الخسارات الثقيلة التي لحقت بحزب الله،والتي طالت امينه العام نصرالله ونائبه هاشم صفي الدين،لكنها لم تنجح في تفكيك الحزب لا سياسياً ولا عسكرياً ولا ميدانياً،ولم يفقد السيطرة على منظومة القيادة والسيطرة والتحكم،وجهازه العسكري العامل في الميدان بقيادته ،وجه ضربات قاسية الى اسرائيل، منها استهداف قاعدة لواء جولاني "النخبة"بمسيرة انقضاضية بالقرب من حيفا نتج عنها عشرات القتلى والجرحى من الجنود والضباط ،وكذلك مسيرة انقضاضية اخرى استهدفت منزل نتنياهو في مدينة قيساريا ،ولتصيب شباك غرفة نومه. اسرائيل قبلت بوقف نار اضطراري في لبنان،ولم تتمكن في فرض شروطها لوقف إطلاق النار،وقبلت بالقرار 1701، محققة امتيازات في هذا القرار،حيث اللجنة المشكلة والمشرفة على تطبيق القرار،هي من لون سياسي واحد،امريكا وفرنسا واسرائيل واليونفيل الدولي،بالإضافة للدولة اللبنانية،وهذا القرار اممي،يفترض كان ان يتم طرحه على مجلس الأمن الدولي الذي اتخذه،لكي يتشكل لجنة جديدة تشرف على تطبيقه،تشارك فيها دول اخرى. الحرب على الجبهتين ،ضربت المشروع الإستعماري في ركيزتين من ركائز قوته،القدرة على مواصلة الإحتلال والقدرة على التهجير،وكذلك هذه الحرب قضت على أمال المتطرفين والتلمودين والتوراتيين بتحقيق حلمهم، بإقامة ما يعرف بإسرائيل"العظمى" و" اسرائيل" العظيمة. اسرائيل الأن امام حقيقتين استراتيجيتين،الأولى عدم القدرة على العودة الى حرب شاملة،في ظل ما تعيشه دولة الإحتلال من صراعات وإنقسامات وأزمات،تتصاعد وتنذر بفرط عقد حكومة نتنياهو من داخلها،وخطر تفكك المؤسسة العسكرية،على ضوء ما تشهده من "مجزرة " استقالات على خلفية الفشل العسكري والأمني في السابع من اكتوبر،ولذلك وجدنا بأن امريكا تسع من أجل أن تعقد صفقة شاملة،يكون مرتكزها الأساس التطبيع بين اسرائيل والسعودية،حتى تتمكن من ان تصبح مكون جغرافي " شرعي" من مكونات جغرافيا المنطقة،والذهاب نحو حل سياسي ينقذ اسرائيل من ذاتها وأزماتها،يقوم على اساس اقامة دولة فلسطينية على جزء من ارض فلسطين التاريخية،في حدود الرابع من حزيران/1967 وعاصمتها القدس،وحق العودة للاجئين وفق القرار الأممي 194،ولكن هذا الحل سيصطدم ،بسيطرة قوى اليمين والتطرف على الحكم والحكومة والقرار السياسي،حيث دولة الإحتلال بكل مكوناتها علمانية ودينية تزداد تطرفاً،وهناك تماهي بين المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة الحاكمة،وبات يمسك ب"عنق" القرار السياسي، من اغتالوا رابين في عام 1995 ،وبن غفير وسموتريتش افرازات لذلك. ولذلك في ظل انسداد أفق أي حل سياسي،وعدم وجود أي استعداد اسرائيلي لملاقاة هذا المشروع السياسي ،وأيضاً عدم القدرة على العودة للحرب الشاملة على جبهتي قطاع غزة والجنوب اللبناني، وخوف وهاجس نتنياهو، بأن توقف الحرب على قطاع غزة وانسحابه الشامل منها،قد يدفع نحو مقامرته بمستقبليه السياسي والشخصي ،في ظل إمساك بن غفير وسموتريتش ب"عنق" قراره السياسي،والتهدي المستمر بتفجير حكومته من داخلها،ولذلك هو سيسعى الى ان يستمر في حروبه العدوانية على قطاع غزة وجنوب لبنان،ضمن ما يعرف بنظرية " المعركة بين حربين،وفرض معادلات ردعية جديدة،فهل سينجح نتنياهو في تحقيق ذلك،في ظل دعم ومشاركة أمريكية لهذا المشروع.
فلسطين – القدس المحتلة 31/1/2025 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
-
بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
-
هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
-
الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
-
هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
-
ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي
...
-
سوريا بين الأطماع الإستعمارية ومخاطر التقسيم
-
هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية..؟؟
-
2024 عام الزلازل وعام 2025 عام الهزات الإرتدادية
-
نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن
-
نحن في حالة ضياع وتيه
-
في ارض الميلاد للسنة الثانية تغيب عنها احتفالات الميلاد
-
سوريا يعاد صياغتها بالحديد والنار ودخلت مرحلة التقسيم
-
بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي
-
اما -كرت- احمر في وجه التركي،وإلا فالخسارة كبيرة وشاملة
-
أنقرة تنوب عن تل ابيب في الحرب على سوريا
-
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الإحتلال..
...
-
ما الذي سيتغير بعد الإنتخابات الأمريكية ...؟؟
-
لا وقف إطلاق نار قريب على الجبهتين اللبنانية وجبهة قطاع غزة
-
زيارات هوكشتين وبلينكن لزوم ما لا يلزم
المزيد.....
-
قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها
...
-
فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط
...
-
حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز
...
-
قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف
...
-
أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن
...
-
اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح
...
-
بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال
...
-
أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل
...
-
بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز
...
-
الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|