أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - اشرف السهلي - كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الرواية مستمرة بين الفلسطينيين والصهيونية















المزيد.....


كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الرواية مستمرة بين الفلسطينيين والصهيونية


اشرف السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 08:06
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تلخص اللوحات التي تم إخراجها للمجندات الإسرائيليات اللواتي بادلتهن المقاومة الفلسطينية في غزة مع الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت ال٢٥ من يناير مقابل ٢٠٠ اسير فلسطيني بينهم ١٢١ من ذوي المؤبدات و٧٩ من أصحاب المحكوميات العالية ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الاولى لاتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة وكذلك مشاهد الأسيرات في ال٣٠ من الشهر ذاته ضمن الدفعة الثالثة، تلخص تلك اللوحات الرواية الفلسطينية لمعركة طوفان الاقصى وتقدم مجموعة متكاملة من الرسائل المهمة وهي الرسائل والرواية العسكرية للمقاومة في الميدان التي تتكامل مع السردية الاعلامية التي قدمها الفلسطينيون للعالم خلال حرب الإبادة الصهيونية على غزة من خلال نشاطهم الاعلامي والرقمي والاجتماعي والميداني في الساحات القريبة والبعيدة وعبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

قبيل الإفراج عن المجندات الإسرائيليات الأربع من قطاع غزة

السبت ٢٥ يناير ضمن صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال كن يلوحن بأيديهن لأهالي غزة من قلب ميدان غزة وسط القطاع وذلك بعد ان تم تدشينهن على منصة اعدتها كتائب القسام لهذا الغرض، ورد عليهن بالمقابل ذوو الشهداء المحتفلون الذين كانوا يتعرضون للإبادة، الإبادة بأيدي زملائهن الجنود والمجندات، ردوا بالتلويح أيضا والصافرات والتكبيرات.

تحيي تلك المشاهد حرب السردية بأساسياتها الأولى وأخلاقياتها بين اصحاب الارض والمحتلين وتبعث برسائل متعددة تلخص الرواية الفلسطينية الميدانية عن المعركة و التي تتكامل مع السردية والرواية الفلسطينية الخارجية المقدمة للرأي العام والعالم عن الإبادة في غزة وعن القضية الفلسطينية ككل وهي السردية التي حققت انتشارا وفوزا غير مسبوق على الرواية الصهيونية خاصة عبر المنصات وفي اوساط الشباب ما ادى لازدياد اعداد مناصري فلسطين حول العالم خلال الحرب على غزة بشكل غير مسبوق وادت لترنح الرواية الاسرائيلية في معظم مراحل الابادة والحرب بعد بروز حقيقة الجريمة المرتكبة بحق الفلسطينيين في القطاع.

تأثير على الداخل الإسرائيلي..

وعلى صعيد التأثير على الجانب الإسرائيلي؛ تؤكد طريقة تعاطي الاعلام الاسرائيلي بل وكثير من الافراد الاسرائيليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه الصور والمشاهد انها

ابعد من مجرد صور ومشاهد، بل هي تصنف من بين الاحداث الاعلامية التي تغيظ قادة مشروعهم الصهيوني وقادة حكومتهم واحزابهم وتعد صادمة لهم، كما انها تعزز الانقسامات والتناقضات الحاصلة داخل مجتمعهم بصفيه المتدين والعلماني كما تضرب الثقة بين المستوطنين كمجتمع استعماري من جهة والمؤسسات الاعلامية السياسية والعسكرية (واعلامها الحربي) والامنية الاسرائيلية التي هي دولتهم من جهة اخرى.

يعلم المواطن الاسرائيلي في قرارة نفسه سواء صرح بذلك او لم يصرح بل يعيش يوميا على مبدأ أن جيشه واعلام جيشه يكذبون بينما ابو عبيدة الناطق الاعلامي لكتائب القسام واعلام المقاومة ككل موثوق ولايكذب وهو ما اثبتته وقائع عديدة خلال ال١٤ شهرا الماضية من الحرب، ثم أتت العروض والمشاهد الأخيرة للمجندات لتكرس كل ذلك في عقله، فكل الكذب العسكري والرسمي ذاك على المجتمع الاسرائيلي والعالم جاء الوقت للرد عليه ميدانيا على ارض غزة من خلال عرض اعلامي سردي واحد مكثف فيه كل شيء، وهو بمثابة حرب ادمغة وروايات لاتتوقف بوقف اطلاق النار، اذ انها معركة غاية في الاهمية، بل ان العناية والدقة باستخدام كل التفاصيل والتقنيات خلالها وعدم نسيان او تجاهل اي منها له تاثير كبير للفوز بها.

تبرز مشاهد الأسيرات المجندات من ميدان غزة ومخيم جباليا الفارق بين رواية المقاوم الذي اغتنم سلاح الاحتلال خلال المعركة

ويحمله مقاتلو نخبته، وبين كذبة جيشهم ونخبتهم بالاستيلاء على معدات واسلحة للقسام من مستشفى الشفاء، المستشفى الذي تم حصاره وتدميره وارتكاب مجازر فيه ضد الاطفال الخدج والمرضى والمصابين والطاقم الطبي وتم اجلاؤهم منه بطريقة اجرامية، كما تبرز المشاهد الفارق بين حقيقة عرض شعارات الكتائب الاسرائيلية التي شاركت في الابادة وخسرت كثيرا من جنودها وضباطها واسلحتها والتي قدمها العرض ووضعت على الطاولات، وكذبة تصدير جداول روج اعلام جيش الاحتلال على انها لاسماء مقاتلين من القسام داخل المستشفيات تبين انها محض افتراءات.

تلك المشاهد بكل تفاصيلها هي خلاصة كل السردية العسكرية بأصدق صورها والتي يصاب الجانب الرسمي في دولة الاحتلال بالصدمة عند رؤيتها ورؤية طريقتها في تفنيد اكاذيبه على شعبه حول اهداف الحرب المزعومة بتحرير الاسرى الذين لم يعودوا بكرامتهم الا عبر صفقة تبادل، ومجريات المعركة وماتم تحقيقه عسكريا بالفعل على الارض ضد القسام والمقاومة وباستثناء التدمير الانتقامي والقتل الجماعي بهدف القتل والابادة بهدف التهجير والاخير هدف لم يتحقق بل ان تجمهر الفلسطينيين واحتضانهم لمقاومتهم وانتشار المقاومين في كل نقطة من قطاع غزة ورسالة الثبات من ميدان غزة ومن امام منزل الشهيد يحيى السنوار أو من تحت ركام مخيم جباليا شمال غزة تؤكد افشال هذا المشروع على الارض، كما تصيب تلك المشاهد المواطن الاسرائيلي بحالة من القلق على مستقبله امام كذب جهاته الرسمية وثبات الفلسطينيين على

موقفهم وثقتهم بانفسهم واحقيتهم.

مجندات يتم اعادتهن في صفقة التبادل مرتديات بزات عسكرية مرتبة ليتم تفنيد كذبة ان المقاومة تأسر المدنيين وأنها كانت تستهدف وتقتل المدنيين في غلاف غزة خلال يوم الطوفان وهي رواية تبناها الاعلام الغربي وسياسيون اميركيون وغربيون من دون ادلة كافية وظلت عالقة في الاذهان لدى المشاهدين الغربيين رغم ان كثيرا من وسائل الاعلام الغربية تراجعت عنها ونفتها لاحقا، وليأتي اليوم الذي تأتي المشاهد المفندة لذلك كله بعد عقد صفقة التبادل ووقف اطلاق النار لتبين من خلاها المقاومة ان هدفها هم مجندو كتيبة غزة وضباط جيش الاحتلال المشرف والمسؤول مباشرة عن حصار القطاع وارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين.

لم يعد يفلح الحديث الرسمي الاسرائيلي على المستوى السياسي عن استئصال و تدمير حماس امام الجمهور الاسرائيلي فهاهي تثبت فرض سيطرتها عسكريا وسياسيا وضباطها يوقعون اوامر التبادل على منصات تدشين المجندات ومن خلال الانتشار الواسع للمقاتلين الفلسطينيين في غزة، وبالتالي فشل هذا الهدف المعلن، كما فشل معه الهدف المعلن بتحرير الأسرى الاسرائيليين بالقوة فهاهم يعودون بصفقة ولوحة تدشين للمجندات وفشل معهما الهدف الاخطر المتمثل باالتهجير والاقتلاع للفلسطينيين من غزة ومنع عودة السكان الى مناطقهم وها هم المقاومون والشعب على الارض مشتبثون بها ويحتفلون ايضا بالعودة وبصفقة التبادل في ميدان غزة، كما ان الهدف بعدم وقف الحرب يرجح انه لم يتحقق ايضا.


كما مثل الاعتناء بكل التفاصيل في المشهد حدثا فلسطينيا احتفى به الفلسطينيون عبر المنصات، فالكوفيات الحمراء والبيضاء على اكتاف المقاومين تشير الى الوحدة الوطنية الفلسطينية في الميدان وعلم فلسطين هو الوحيد الذي على الطاولة وعلى الأبنية ترسيخا للوحدة وفي رسالة للمحتل مفادها ان فلسطين للفلسطينيين وحدهم لاتقبل القسمة على شعبين.

الاحترافية التقنية والفنية ..

ويضاف الى ذلك ان احترافية التصوير والاخراج والمونتاج والاعتناء بالجانب التقني والفني وتطويره كان امرا مثيرا للاهتمام والنقاش، فهو جانب مهم جدا في الحرب الافتراضية مع الاحتلال وهو يغني ويتكامل مع وظيفة الاعلامين الرقمي والتقليدي في نشر السردية الفلسطينية، وكل هذا يلعب دوره في تصدير رواية عسكرية احترافية ومدروسة تتماشى مع الرواية الفلسطينية الانسانية والسياسية عبر مراعاة التطور التقني البشري لتقديم مظلومية الشعب الفلسطيني وقوة مقاومته واحقية نضاله كله في صورة تواكب تطور التكنولوجيا وبمشهد سينمائي وفني قوي ليس تمثيليا بل كله حقيقي يثبت التخطيط والتنظيم العالي والجاهزية التامة على المستويات كافة.

ومن الذكاء ان تقوم بتصدير روايتك وسرديتك عن المعركة

ومجرياتها وتفاصيلها بهذه الطريقة التي سيتداولها كل الاعلام الاسرائيلي والغربي وينقل مشاهدها مجبرا ومقيدا بالتوقيت والتاريخ لانه يمتلك مادة خام مباشرة ودسمة وسبقا في صور المجندات الإسرائيليات قبيل وصولهن بالتبادل الى تل ابيب، بل إن تجاهل المساهد او الانتظار للحظة وصولهن لتل ابيب يجعله مغيبا عن حدث تحريرهن ومتأخرا عن خبرهن الذي امضى شهورا في تداوله وكأنه الخبر الوحيد على سطح الارض، بل سيتعرض إعلامهم لنقد من جمهوره ومن مؤيدي اسرائيل وذوي الاسرى الاسرائيليين.


الشعب الفلسطيني بطل المشهد..

وفضلا عن الحضور العسكري القوي في مشهد تدشين المجندات فوجود المدنيين والاحتفال والفرح هو جزء رئيسي من ترويج سردية المعركة الوجودية التي يجب تقديمها في اي رواية فلسطينية، فهم اكثر من قدم وضحى ويحق لهم الفرح وهم ذوو المقاومين وحاضنتهم الشعبية، كما إن وجود الصليب الاحمر وانتظاره توقيع ضباط القسام اوامر التبادل والافراج عن المنجدات قبيل تسليمهن للصليب الأحمر له رسائل يراد ايصالها وهي المنظمة التي ابدت تمييزا واضحا بالتعامل اللطيف مع الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة خلال تحريرهم سابقا مقابل التجاهل والتلكؤ في التجاوب مع نداءات الاستغاثة من الفلسطينيين تحت الردم والركام في غزة وكذلك التقصير في عدة قضايا تتعلق بالاسرى والمحررين الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

كما ان طريقة التعامل مع الاسيرات وشعورهن بانهن بشر لهن كرامة وليسوا اسرى اورهائن منزوعات الارادة وبأن حريتهن وكرامتهن محفوظة وهذا مانقلته الصور والشكر الموجه منهن للقسام وتلويحهن بالايدي تحية لاهل غزة كله ذو تاثير عميق وبعيد في توطيد الرواية الفلسطينية والمقاومة على مستويات عالمية ويؤدي لتكذيب واضعاف الرواية الصهيونية حول مايجري في فلسطين ولا سيما في حال المقارنة بين حال الاسرى والاسيرات الفلسطينيات سواء المحررات او القابعات في سجون الاحتلال ونظيراتهن الاسرائيليات، وله بالنتيجة تاثير عميق ايضا على نفسية وعقلية المجتمع الاسرائيلي.

ويطرح اي مشاهد لا على التعيين اسئلة ذاتية تعد بديهية بعد مشاهدته تلك اللقطات سواء اكان فلسطينيا او صهيونيا او مجرد متابع لديه بعض المعلومات عن الصراع: ما الذي يجبر هؤلاء المجندات الاسرائيليات على التلويح لاعدائهن من أهل غزة ومدنييها، ويرجح اخر ان الخوف وحده لايكفي لفعل ذلك! بل شعورهن بان كرامتهن كأسيرات ظلت محفوظة وكذلك شعورهن بالاحترام، الاحترام من إنسان يعتقد انه كان مغسول الدماغ تجاه إنسان مظلوم هن شريكات في احتلال ارضه وظلمه وحصاره اتضح لهن انه مظلوم يناضل من اجل حقوقه وذلك بعد التجرية وبعد أن عادت القصة سيرتها الأولى بين الجانبين.


السردية الفلسطينية تبرز والصهيونية تتآكل..


وبخصوص الرواية الفلسطينية المقدمة للعالم من خلال تلك المشاهد؛ تقدم هذه الصور وفقا لكثيرين شعبا حرا لا ينكث عهدا مع أسير حتى ان كان باستطاعته فعل ذلك وشعبا يحسن معاملة اسراه، وليس شعبا حقودا او "متطرفا يحتضن الارهابيين" او متعطشا للدم او الانتقام كما يزعم قادة الاحتلال وكما يحاول الاعلام الاسرائيلي والغربي تنميطه وقولبته، بل كل مايبحث عنه الشعب الفلسطيني هو حريته وتحرير أرضه من الاحتلال وأن يعيش بسلام بعد نيل كل حقوقه وتفكيك المشروع الصهيوني.

ويستذكر في هذا السياق قصة لفتاة فلسطينية مقيمة في كندا نشرت عبر انستغرام قصتها، فصلها رب عملها الذي تبين انه داعم لإسرائيل عندما سألها : “مامعنى هتاف فلسطين حرة من النهر للبحر؟”، فأجابته، “اي أننا نريد تحريرها من المشروع الصهيوني من بحرها إلى نهرها وعندها تصبح حرة من هذا المشروع ومن معتقداته و يتساوى كل من فيها وينتهي الفصل العنصري”.. فصلها بعد هذا الجواب من عملها لانه يرى نفسه اعلى شأنا هو ومشروعه الصهيوني من المساواة بين إنسان صاحب مشروع استعماري وإنسان صاحب أرض او اي انسان اخر بل يرفض الفكرة من اساسها التي تساوي بين الصهيوني وغيره، وهي الرؤية التي كانت ترى تلك الفتاة الفلسطينية عكسها، فتفكيك المشروع الصهيوني يعني تحرير كل اليهود منه ما يجعلهم ويجعل الفلسطينيين متساوين فعليا في الممارسة الفعلية على الأرض كبشر ويصحح العلاقة وينهي

المظالم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني بفعل المشروع الصهيوني الذي يستخدمهم كافراد.


تلك الصور من غزة هي خلاصة نفس القصة بمنظور الفلسطينيين عندما تم تحرير شيء من عقول هؤلاء المجندات من العنصرية الصهيونية ورأوا المشهد بطريقة مغايرة وهو بطبيعة الحال تفكيك لشيء من المشروع والفكر الصهيوني وهو التفكيك القائم على المقارنة بين الإنسان او من يتأنسن في ربوع الفلسطينيين، والوحش على الجانب الآخر الصهيوني، والتفكيك هنا لهذا المشروع يقوم على المستوى الأخلاقي بانكشافه امام العالم وامام نفسه بهذا الشكل السافر، فكيف هو الحال إن تم تحريرهم جميعا أي المغسولة ادمغتهم بهذا المشروع وتحرير فلسطين من كل هذا المشروع المتوحش؟! ولربما تم تحرير شيء من عقول اسراهم من هذا الفكر الصهيوني المتطرف او اجبارهم على ذلك مايجعل عملية الطوفان تحريرية على الجانبين بالمناسبة، فهي تحاول إنقاذ الإنسان او ماتبقى منه لديهم بان يتنازع ويتصارع ماتبقى من انسان سوي فيه مع الوحش الصهيوني الذي في نفوسهم وهذا جانب آخر يسرع تحرير فلسطين ويطهرها فكريا من المشروع الصهيوني بل ويعزل مع الوقت من يحملونه في رؤوسهم داخل مجتمعهم نفسه، وهي اي بداية نهاية المشروع من الداخل وهو ما اشار اليه المفكر اليهودي ايلان بابيه عندما تحدث عن تاثير هذه الانقسامات بكل اشكالها خاصة الفجوة بين الصهاينة القدامى والجيل اليهودي الشاب وكذلك بين المتطرفين والعلمانيين على

مستقبل الاستعمار الصهيوني وهذا تسرعه حالة التناقض والتنافر التي يتم تعزيزها بينهما من خلال اللعب على قضية الاسرى والاسيرات الاسرائيليات.


السردية تسهم في المكتسبات..

صحيح أن التضحيات عظيمة في صفوف اهل غزة ومقاتليها ولكن شكرا لكل الأبطال الذين بذلوا وأسهموا في أن نرى هذه اللوحات العظيمة للمجندات قبيل التبادل الأسرى؛ وهي "لوحة الجكر" الفلسطيني بنتنياهو وكل معتنقي المشروع الصهيوني، وبوركت تضحيات من جعلونا نرى عشرات الأسرى من ذوي المؤبدات وعشرات آخرين من ذوي المحكوميات العالية أحرارا، بل إن ذوي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين هم أكثر من يفهمون تلك المشاعر.

ومن بين المنجزات التي نتجت عن التضحيات الكبيرة والمعركة والجرائم والاستثمار الجيد للرواية الفلسطينية وهي من المنجزات التي تحققت كليا او جزئيا خلال المعركة:
ادانة اسرائيل امميا ودوليا بصورة غير مسبوقة قد تؤدي لعزلها دوليا لاحقا وفتح تحقيقات ضدها في ارتكابها ابادة جماعية ضد غزة في محكمة العدل الدولية واتهامات ضد قادتها واعزة لاستصدار مذكرات اعتقال بحقهم من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكابهم جرائم حرب.


ثانيا: انقلاب الراي العام ضد إسرائيل وتثبيت سردية فلسطينية اممية ميدانية ورقمية واعلامية نوعية يمكن احياؤها وابتزاز اسرائيل من خلالها دائما بل وتحطيم سرديتها وجذب انصار جدد وحقيقيين للقضية الفلسطينية.

وثالثا: اعادة مكانة القضية الفلسطينية للصدارة بين القضايا العربية والعالمية.

ورابعا: كسر حاجز الخوف بالقدرة على مبادرة ضرب اسرائيل امنيا وخلق خلافات وانقسامات داخلية فيها تمهد لتعميقها مستقبلا واضعاف المجتمع الاسرائيلي وتمهد بالمحصلة لتفكيك المشروع الصهيوني من الداخل.

وخامسا إعادة أو تأكيد أحقية ونجاعة مفهوم المقاومة المسلحة والكفاح المسلح في عقلية وذهنية الجيل الفلسطيني والعربي وحتى العالمي الجديد وخلق قدوات حقيقية من رحم النضال المباشر مع اعادة احياء القدوات النضالية والتحررية الفلسطينية والعربية السابقة في الذهنية العربية وفي عقول المناصرين الامميين بكل انواعها المقاتل والمثقف والاغاثي والطبيب والاعلامي والصحفي بل وحتى القدوات النضالية التاريخية العربي منها والاسلامي والعالمي.

وعلى أي حال، كل ماسبق من رسائل للرواية والسردية والمنجزات خاصة المعنوي منها والاعلامي والثقافي غير

المسبوق وكذلك مشهد تدشين المجندات كله يتكامل ولا يعلو في قيمته اطلاقا عن منجز الفرحة والفخر والاعتزاز بمشاهد تحرير وبهجة أسير او أسيرة فلسطينيين بعد نيلهم الحرية في صفقة طوفان الاحرار، ولا تقل عن لقاء أسير محرر بذويه وفرحتهم به وتتكامل مع منجز تحرير أسرى فلسطينيين من ذوي المؤبدات أو الأحكام العالية، فشكرا للشعب الفلسطيني في غزة وكل المقاومين على كل ذلك.

وفي ضوء حرب الروايات بين الضحية والجلاد يوما ما عندما يتم تفكيك هذا المشروع الاستعماري الصهيوني وتحرير فلسطين والعالم منه يجب أن تسن قوانين تعاقب وتحاسب ليس فقط مرتكبي جرائم الحرب وقاتلي أطفال فلسطين، بل أيضا القائمين على الاعلام الغربي والمنصات الرقمية على انحيازهم ضد الرواية الفلسطينية فهو انحياز قاتل كما القنابل والرصاص، ويجب ان يحاسب كل من أنكر وينكر او يضعف ويقوض سردية النضال الفلسطيني والمقاومة ويشيطنهما ويسهم في تغييب التفاصيل التي تقدم الجوانب الاخلاقية للفلسطينيين شعبا ومقاومة ولاسيما في التعامل مع أسراهم، وكذلك يجب ان يحاسب اي من الشخصيات العامة ووسائل الاعلام من ينكر سردية المعاناة الفلسطينية ويحاربها إعلاميا أو لا يتعاطف معها أو من يقفز عن قصص الشهداء ومعاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وذوي الأسرى والشهداء ولا يساوي بين أسير فلسطيني قابع في زنازين الاحتلال الإسرائيلي بأبشع ظروف منذ عقود ومحكوم بالمؤبدات بل لايراها من الاساس ولا يرى قيمة لأرواح هؤلاء وحياتهم، مقابل رفع قيمة أسيرات صهيونيات

أقل عددا بكثير من الاسرى الفلسطينيين لم يكملن 15 شهرا في ظروف اعتقال حفظت خلالها المقاومة كرامتهن الانسانية خلالها وهن بالاساس من المحتلين وسجاني اولئك الفلسطينيين وقاتليهم، وعرض قصصهن على انها القصص الحصرية للبشريات الوحيدات في هذا الكوكب.



#اشرف_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الروا ...
- تشريح موقف الجبهة الشعبية واليسار الفلسطيني من الثورة السوري ...
- عن مصداقية منظمات حقوق الإنسان


المزيد.....




- -ليس سؤالًا ذكيًا-.. شاهد كيف رد ترامب عندما ضغطت عليه مراسل ...
- دعوى قضائية بقيمة 20 مليون دولار ضد شرطية في ألاباما صعقت رج ...
- 10 أضعاف حجم البنتاغون.. الصين تشيد أكبر مركز قيادة عسكري في ...
- مراسلة RT: العثور على صاروخ غير منفجر في شمال لبنان
- طهران تؤيد استقرار سوريا ووحدة أراضيها وتدعم أي حكومة يوافق ...
- أورتيغا وزوجته يحكمان نيكاراغوا بسلطة مطلقة بعد تعديل دستوري ...
- نائب عن -حزب الله-: الغارات الإسرائيلية على البقاع عدوان فاض ...
- مباحثات روسية أمريكية حول نقل جثث ضحايا كارثة مطار ريغان الر ...
- كتائب القسام تنعى قائدها محمد الضيف و-ثلة من القادة الكبار- ...
- مراسلة فرانس24: ما يدور داخل الأروقة الداخلية الإسرائيلية أص ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - اشرف السهلي - كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الرواية مستمرة بين الفلسطينيين والصهيونية