|
سوريا لا تقبل القسمة على واحد، نقولها مجدداً!
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 19:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقناعتي ما يجري في سوريا عموماً يسير وفق ما رسم له في دوائر الاستخبارات الدولية وذلك منذ الاتفاق، أو التوافق على اسقاط النظام الأمني المافيوي البعثي العروبي العنصري وهروب رمز الطاغية، نعم بالتأكيد هناك مخاوف وسلبيات كثيرة حصلت وتحصل هنا وهناك في عدد من المناطق، وبالأخص الساحل السوري حيث الجبان الفارّ ترك أهل الساحل بدون أي حماية سياسية أو عسكرية، إلا نوع من الحماية الدولية من خلف الستار بعدم إرتكاب مجازر بحق السكان، وفعلاً نجحت الهيئة في ضبط عناصرها وعناصر الميليشيات المتحالفة معها وعدم التورط في ارتكاب المجازر حيث كانت العواقب الوخيمة بانتظار الجميع؛ يعني بالمحصلة تخلص الشعب السوري من أسوأ تجربة استبدادية ومن دون الانزلاق لحرب أهلية، كما كان يتخوف منه الكثيرين، وذلك بالرغم من المناخات والاستقطابات الطائفية.
وبقناعتي هذه سوف تسجل لنا كسوريين وليس فقط لجماعة هيئة تحرير الشام، بالرغم من إنهم قاموا بالدور والعبأ الكبير للحفاظ على السلم الأهلي وعدم الانزلاق للثأر والحرب الأهلية، كما أسلفنا، وبالتالي تحقق أكبر إنجازات الحراك العسكري والسياسي حيث سقوط وهروب الطاغية من جهة وعدم الدخول في مستنقع حرب أهلية وتكللت يوم أمس بعدد من القرارات الإيجابية مع ضم كل الفصائل في جسد عسكري وحل الميليشيات مع بعض المآخذ على العملية وبعض فصائلها وقاداتها والتي يجب أن يحالوا للمحاكم لإرتكابهم جرائم حرب بحق المدنيين في مناطق سورية مختلفة، وبالأخص المناطق الكردية المحتلة تركياً إخوانياً ميليشاوياً! كما أن مؤتمر النصر والذي انعقد يوم امس اتخذ عدد من القرارات الهامة وعلى رأسها هو قرار حل حزب البعث الشوفيني وكذلك العمل بدستور النظام المافيوي البعثي.
أما كردياً فأعتقد الأمور جيدة حيث يتم التعاطي مع الملف بطريقة منفصلة عن باقي الملفات، ونقصد تحديداً العلاقة بين دمشق بسلطتها وقيادتها الجديدة مع قوات سوريا الديمقراطية ومناطق الإدارة الذاتية وعموم الملف الكردي حيث ستكون هناك مفاوضات بين دمشق وقامشلو بخصوص مختلف الملفات السياسية والأمنية والعسكرية وشكل النظام السياسي وعلاقة قسد مع المنظومة الدفاعية السورية، والأهم الدستور القادم وحقوق الكرد وباقي المكونات الإثنية والدينية وهوية البلاد حيث ما زال البعض مصرّ على "عروبة" سوريا مع أن العلم الحالي قد رفع في ظل دستور للبلاد كانت تعرف بالجمهورية السورية ومن دون العربية التي أتحفتنا بها الناصرية في ظل الجمهورية العربية المتحدة ومن بعدهم جماعة الانفصال والذي أضافوا العربية لمسمى البلاد السورية، يعني وبإيجاز سنجد هناك حلحلة للملف الكردي وطبعاً لن تسير بسلاسة تامة وخاصةً ذهنية الإدارة الجديدة هي ذهنية دينية أيديولوجية تختلف عن علمانية المناطق الكردية ومن جهة أخرى خطر التدخل التركي في الملف السوري عموماً والكردي بوجه الخصوص، لكن وبقناعتي القرار الدولي سيكون هو الأهم وله الكلمة الأخيرة.
باختصار وبقناعتي الأمور تسير بحسب ما خطط ورسم لها في مراكز القرار الإقليمية والدولية ولكي ندرك بأن الأمور بخير، علينا أن نراقب ما يجري على الأرض من جهة حيث عدم شن أي أعمال عدوانيه ضد قسد، بل حتى ما كان يجري من أعمال عسكرية عدوانية على سد تشرين قد توقف تقريباً وكذلك وعلى المستوى الإعلامي هناك نوع من الهدوء في التجييش ضد قوات سوريا الديمقراطية والكرد عموماً، لكن الأهم هو ما نجده من خطاب سياسي منزعج ممن كانوا يلقبون أنفسهم بحاخامات وقساوسة وأئمة الثورة السورية؛ أمثال كمال اللبواني مثالاً وليس حصراً، حيث تجدهم يشنون خطاباً معادياً لما يجري في الساحة السورية وبأن البلاد ذاهبة للفيدرالية والتقسيم، كما يريدها إسرائيل مع العلم هو أول من زار إسرائيل، لكن والحق يقال؛ كان يريد أن يساعده الإسرائيليين لبناء سوريا "الجديدة" بهوية عروبية إسلاموية مركزية، بينما هذه الجماعة الجديدة يبدو إنهم قبلوا باللامركزية وهو ما يزعجه ويزعج كل من يريد من يبقي على النظام المركزي الاستبدادي.
خلاصة الكلام؛ سوريا ذاهبة لدولة تعددية تشاركية، طبعاً ليست لدينا أحلام وردية وبأن الأمور بين ليلة وضحاها ستكون بخير وأن الديمقراطية السورية ستكون أفضل مما هي عليها في سويسرا، بل ستكون هناك الكثير من العقبات والعوائق التي سوف تعرقل مسيرة البناء وإعادة الإعمار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا بالتأكيد، كما حصل في العراق وخاصةً مع محاولات بعض الدول العربية والإسلامية بالسيطرة وبالأخص تركيا وقطر، كما فعلت إيران بالعراق وبالتالي ستكون هناك أزمات ولكن الإرادة الدولية ومصالحهم في سوريا من جهة وتعدد القوى ليست فقط العسكرية؛ قسد وبعض فصائل الجنوب وحتى في الساحل السوري، والأهم التنوع الثقافي السوري المجتمعي، لن يسمح باعادة النظام المركزي ولذلك قلنا سوريا لا تقبل القسمة على واحد؛ قومي ولا ديني، بل وللعيش المشترك، فلا بد من سوريا ديمقراطية تعددية تشاركية والكرد سيكونوا شركاء حقيقيين، بمن فيها كرد عفرين أيضاً وذلك من خلال نموذج سياسي لا مركزي يجعل أبناء كل منطقة يديرون مناطقهم، كما حال النظم الاتحادية في الدول الأوروبية حيث للبلديات صلاحيات واسعة في رسم وإدارة مناطقها!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضاءة حول الدور التركي في سوريا ومستقبل البلاد!
-
الكردي عندما يبرر سلوك تركيا العدواني؛ هل هو جبن سياسي وجلد
...
-
إقرار البرلمان العراقي إعادة أراضي الكرد وقضية -الحزام العرب
...
-
ملاحظات حول لقاء مظلوم عبدي لقناة العربية
-
مظالمنا لم تكن واحدة يا سيد دالاتي!!
-
رد على أكاذيب أردوغان!!
-
أردوغان إن كان يحاول إعادة نجاحات أجداده، فإننا نحن الكرد عل
...
-
تركيا “الرجل المريض”؛ لا ترموا بحبل النجاة لها مجدداً!
-
يا مجلسنا الكسيح؛ بكم بعتم بضاعتكم؟!
-
أيها العنصريون؛ لا تنسفوا ما تبقى من جسور بيننا!
-
كرد(نا) والترويج لمقولات الاستخبارات التركية
-
أهمية عفرين الإستراتيجية تركياً، قطرياً وأوروبياً!
-
يا حيف يا كردو!!
-
تظاهرة دمشق وسلوك بعض المثقفين القمعي
-
ذكريات وملاحظات عن نظام الأسد المافيوي
-
حركة التآخي الكردستانية الإسرائيلية
-
تركيا هل تكوّع مجدداً وهذه المرة مع قسد؟!
-
لماذا أدافع عن قسد والإدارة الذاتية
-
نداء لكل القوى والإدارات المحلية في سوريا، وبالأخص لكل من قو
...
-
هل تريد أن تعرف كيف سقط نظام الأسد؟!
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|