أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثائر ابو رغيف - العلاقة بين ألعدمية والفوضوية














المزيد.....


العلاقة بين ألعدمية والفوضوية


ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 18:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العلاقة بين العدميّة والفوضويّة موضوع مثير للاهتمام لأنه يتعامل مع مفاهيم فلسفيّة وأيديولوجيّة تتعلق بالنظام، والسلطة، والوجود.
العدميّة والفوضويّة هما اتجاهان فكريان يتقاطعان في بعض النقاط، ولكنهما في ذات الوقت يعبران عن رؤى مختلفة حول المجتمع والوجود البشري. بينما ترتكز العدميّة على فكرة عدم وجود معنى أو غاية للوجود، تركز الفوضويّة على رفض السلطة والنظام الاجتماعي المفروض، ويظهر التداخل بينهما في مواقف متشابهة حول السلطة والحكم.
أولًا: العدميّة
العدميّة هي فلسفة تنكر المعنى أو الغاية المطلقة في الحياة، وتؤكد على عدم وجود قيمة نهائية أو ثابتة لأي شيء. ظهرت العدميّة بشكل بارز في أعمال الفلاسفة مثل فريدريك نيتشه، الذي عارض الأيديولوجيات التقليدية المرتبطة بالديانات والقيم الاجتماعية
العدميّة يمكن أن تكون تجربة شخصية تهدف إلى التحرر من القيود التقليدية أو قد تُفهم كـ "موقف فكري" ينكر كل شيء تقليدي. بالنسبة للعدميين، فإن غياب الغاية من الحياة لا يعني بالضرورة حالة من الفوضى أو الفشل، بل هو دعوة للبحث عن "معنى" فردي (تتشارك مع ألفكر ألوجودي في هذه ألنقطة).
ثانيًا: الفوضويّة- الأناركية
حركة سياسية واجتماعية تسعى إلى إلغاء كافة أشكال السلطة والهيمنة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو دينية. يعتقد الفوضويون أن المجتمع يجب أن يُبنى على أساس التعاون الطوعي (شبه نظرية ألمشاعة ألبدائية لدى كارل ماركس) بين الأفراد والمجموعات بدلاً من الهيمنة من قبل الدولة أو أي سلطة مركزية فالفوضويّة تتحدى فكرة الدولة وتؤمن بأن الحرية الحقيقية لا تأتي إلا عندما يُلغى النظام القسري
من بين الفلاسفة المعروفين الذين ساهموا في تطوير الفكر الفوضوي: بيتر كروبوتكين (فوضوي وجغرافي روسي معروف بأنه من أنصار الشيوعية الفوضوية - الأناركية رغم أصوله الإرستقراطية) ، ميخائيل باكونيّن (ثوري روسي أناركي. وهو من بين الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الحركة الأناركية وشخصية بارزة في التقاليد الاشتراكية الثورية والفوضوية الاجتماعية والفوضوية الجماعية)، وإيما گولدمان (ثورية أناركية من مواليد ليتوانيا، ناشطة سياسية وكاتبة. لعبت دورًا محوريًا في تطوير الفلسفة السياسية الأناركية في أمريكا الشمالية وأوروبا في النصف الأول من القرن العشرين).

ثالثًا: العلاقة بين العدميّة والفوضويّة
العلاقة بين العدميّة والفوضويّة تظهر بوضوح في بعض الحالات. فالفوضويون يمكن أن يتبنون بعض جوانب العدميّة، خاصة في رفضهم للسلطة والإيمان بعدم جدوى الأنظمة السياسية والاقتصادية التي تحكم المجتمع. من ناحية أخرى، قد يرى بعض العدميين الفوضويّة كأحد الأساليب التي يمكن أن تؤدي إلى "تحرير" الفرد من قيود السلطة ومع ذلك، يمكن تحديد بعض الفروق الجوهرية بين الفلسفتين:
الهدف النهائي: الفوضويّة تسعى إلى إقامة مجتمع مبني على أسس من التعاون والتضامن، بينما العدميّة تنكر أي غاية نهائية أو معنى لأي ترتيب اجتماعي
النظرة إلى الحياة: العدميّة تتسم بالتشاؤم حول وجود أي معنى للوجود، في حين أن الفوضويّة غالبًا ما تركز على إمكانية بناء عالم أفضل من خلال التخلص من النظام القائم
الموقف من السلطة: الفوضويّة ترفض السلطة في جميع أشكالها، بينما العدميّة قد لا تهتم بتشكيل بديل عملي للسلطة، بل تركز على فكرة الوجود بدون قيود معنوية أو وجودية
في ألختام يمكن القول إن العدميّة والفوضويّة قد تتداخلان في بعض الجوانب من حيث النظرة إلى السلطة والوجود البشري، ولكن الفوضويّة غالبًا ما تسعى إلى بناء نظام اجتماعي بديل، في حين أن العدميّة تركز على العدم وعدم وجود غائية واضحة. على الرغم من الاختلافات بينهما، فإن كلا الفلسفتين تشتركان في نقد الأنظمة التقليدية والتأكيد على أهمية الحرية الفردية.



#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترمپ و ماسك حلف ولد ميتاً
- إعادة تصور الأوديسة: تحليل رواية يوليسيس(عوليس) لجيمس جويس
- ما هو المستقبل الذي ينتظر إيران؟
- نشيد ألوطن الأكبر
- ألجولاني بن صهيون
- أبو محمد ألغولاني/ألصهيوني
- سقوط ألحصن ماقبل الأخير
- شرق القلب شرق البصرة
- كامالا هاريس وفشل ألرهان
- نتن ياهو ألنبي أللص والكذاب
- شعراء جيل شعراء ألثمانيات وألتسيعنات فاشلون
- عتاب على سيدي الدكتور
- قواعد الإشتباك
- إيران لقد فات ألوقت
- إيران لقد حان ألوقت
- ألكيان ألصهيوني وتوسيع أللعبة
- إلى قيس الجنوبي؛ ذاك البصري المتلفع بسعفةٍ ليلية ٍ
- لماذا تحتوي الكتب على فصول؟ كيف تغيرت الكتابة من العصور القد ...
- أصابع ألموساد بمقتل رئيسي
- رائعة چايكوفسكي بحيرة ألبجع


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثائر ابو رغيف - العلاقة بين ألعدمية والفوضوية