أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أمين أحمد ثابت - توهمات فكرية ( ذاتية ) سابقة / نحو أدبيات ثورة فبراير 2011م. الشعبية . . اليمنية














المزيد.....


توهمات فكرية ( ذاتية ) سابقة / نحو أدبيات ثورة فبراير 2011م. الشعبية . . اليمنية


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 15:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أخذ الربيع العربي طريقه وصولا إلى اليمن ، وعلمت محمولات مضمونه التاريخية بالحاجة والضرورة الاجتماعية للتحرر الشعبي من طبيعة النظام العربي الحاكم وجوهره المرتد إلى سيطرة الفرد المطلقة على المجتمع وحياته ومستقبله ، وتحديدا إذا ما كان هذا الارتداد موسما بإنهاء الدولة واستبدالها بسلطة الحكم المطلقة للفرد الحاكم وأسرته الجينية – وهو ارتداد إلى عهود سابقة إلى ما قبل تأسس الدولة البسيطة الحديثة – وثاني سمة لذلك الارتداد إذا ما كان مطبوعا ذلك الحكم بالفساد الشامل ، وإشاعة فعل الإفساد الامتدادي إلى المجتمع ، بحيث يكون هذا الأخير صورة منسجمة مع الأول ، ولكونه كذلك فإنه يصبح منتجا تاريخيا لإعادة إنتاج ذات سلطة الحكم جوهرا ، ويساعد على استمرار ذات الحاكم في قبضته على سلطة الحكم ، بل ويمنح صكا تاريخيا شعبيا لقبول التوريث – وهو ما لوحظ عند الحكام العرب بتجهيز أبناءهم لتورث الحكم في ظل طابع نظام سياسي – اجتماعي علم بالنظام الجمهوري ، أما الوجه الآخر لذلك المحمول ألمضموني التاريخي للربيع العربي ، والذي يقف وراء ما ذكر سابقا ، يقوم على حقيقة نزعة التغيير للنظام السياسي والواقع الاجتماعي إلى ما هو متساوق مع طابع العصر – كحاجة ملحة لنيل العدالة الاجتماعية - والمتمثلة هذه النزعة بالتحول إلى المجتمع المدني والدولة المدنية الحديثة المركبة . من هنا نلاحظ ان الحراك الشعبي الثائر – في بلدان الربيع العربي – لا يختلف كثيرا بين بلد وآخر من حيث المطالب والنزعات ، بل حتى في موصفات السلوكية اليومية – الشعبية للثورة .
وحتى الآن لم تهتم – إن لم نقل لم تدرك – النخب العربية المشاركة في الحراك الثوري الشعبي إذا ما كانت هذه الثورات قد أفرزت ثقافتها الخاصة – النوعية الجديدة – أم لا ، حيث يبرز جليا اختلاط الأمر عليها بين التسجيلية اليومية لإيقاعية أحداث الثورة الشعبية كمتنوع مجموعي جديد للسلوك الاجتماعي - الطابع المستنهض المغاير للعبودية الطوعية السابقة التي علمت بها الشعوب العربية المعاصرة – وبين التجليات العاطفية والانفعالية لمعبرات الوعي العاطفي الشعبي والنخبوي في مسألة الثورة ، والحقيقة أن هذه الثورات الحراكية المجتمعية الشعبية حتى الآن لم تعلم لنفسها ثقافة تعبر عنها ، والثقافة هنا بمعنى الرؤية والنهج ومنتجات الوعي المنطقي والعلمي المحركة للمسار الاجتماعي – بشكل متزن ومعقلنا – بما يقود إلى تحقيق ما قامت من أجله هذه الثورات العربية . وعلى سبيل المثال ثورة فبراير اليمنية 2011م. ، يجمع اليمنيون بصورة شاملة حول مسألة بناء الدولة المدنية ، ولكن الجميع لم يفكر في كيفية اقتلاع جوهر نظام الحكم التاريخي القديم لما قبل نشوء الدولة عبر حامله الاجتماعي حتى يتم التمكن من البدء أو الشروع في بناء مداميك التحويل إلى الدولة المدنية الحديثة ( المركبة ) ، ولذا لم يفكر أحد بأن سقوط رأس الحكم لا يعني سقوط النظام ، وتغيير جهاز حكم بآخر لا يعني انتهاء لجوهر النظام القديم ، وبالتالي تصبح الثورة التي قامت لا تعي شيئا حول لماذا قامت ومن أجل ماذا ! سوى تلك المجموعة من الشعارات التي تناقلتها ألسن وكتابات بعض الحالمين من النخبة السياسية والأدبية العربية ، كموضة مصطلحات تأثريه - نقليه ، ومن جانب آخر كمخرجات راديكالية تغييريه أساسها ردود فعل ضد التعسف الذي طالهم لفترات طويلة من قبل هذه الأنظمة الاستبدادية ، خاصة لؤلئك الذين لم يقبلوا بيع أنفسهم للحكام ، أو تم تجاهلهم لأزمان طويلة من عصابات الحكم السياسي .

وعودة لثورة فبراير الشعبية – اليمنية ، يجمع اليمنيون على أن الثورة الشعبية سلمية ، ومع ذلك هناك الكثير من الأطراف والتكوينات المختلفة من مكونات الثورة تدعو للشرعية الثورية بالسلاح ، وهو أمر صارخ التناقض مع ذلك الإجماع حول مبدأ سلمية الثورة التي لا تقبل بأي شكل من الأشكال بمثل هذه الشرعية المروج لها ، كما ويجمع اليمنيون على مبدأ الشراكة المجتمعية في الثورة وبناء التحول ، ونجد الكثير من الأطراف والمكونات المختلفة من مكونات الثورة مازالت تمارس بشكل مادي – يومي على الصعيدين السلوكي والقراراتي فعل الإقصاء لكل طرف أو مكون للطرف الآخر ، فمثلا المجموعة الإسلامية - السياسية في الثورة ( الإصلاح ) لا يقبل إلا أن يكون مسيطرا واقعيا على مسار الثورة وقرارات الانتقال ، ومن جانب آخر يطالب ويصارع الحداثيون على فعل السيطرة بكون أن التوجه هو معبر في نهجهم – وكلهم يجمعون على الشراكة ! ، ويذهب عدد من الحالمين من النخب الثورية المتجاهلة سابقا لنيل فرصة الاستثمار التعويضي عن الفترات السابقة التي فرض عليها البيات الشتوي والصيفي معا ، وأيضا تلك الانتهازية التي اعتادت التعيش على مراحل الانتقال ، وذلك بفتح ملفات الكتب التي أغلقتها من أزمان طويلة ماضية – ومنها الالكترونية – لصناعة التهجئة الشعبية لفهم معنى الدولة المدنية ونهجها الفيدرالي والكون فيدرالي أو الاتحادي ، وصور التقسيم الإداري لنظام المحليات في الحكم وماهو الانسب أيكون على أساس جغرافي طبيعي أو سكاني أو تخطيطي أو سياسي أو تنموي ، وإلى كم إقليم يمكن أن يقسم الوطن ، وهذا غير لؤلئك الاستباقيين في تفسيخ معطيات المعلومات الإخبارية اليومية لاستعراض قدراتهم كمنظرين للثورة ومصالحها – وهم لا علاقة أخلاقية لهم أو قيمية أو معرفية تربطهم بحقيقة حدث ثورة الحراك الشعبي ، بينما يقوم مشروع الحداثة بمدلوله الأولي على ثلاثة مبادئ أساسية تمثل صلب مدخل التحول قبل كل شيء ، وهم : الديمقراطية ، التنمية والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وليس الدخول والامتلاك والانتماء القروي أو القبلي الضيق ، وهي مبايء سنتناولها لاحقا بالتفصيل ، ومن ثم سندخل إلى بناء المؤسسات الفكرية للتحول إلى النظام التاريخي الجديد المنشود والدولة المدنية الحديثة ( المركبة ) المنشودة . . وذلك في كتابات قادمة .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 - العبقرية – المعجزة ، ظاهرة استثنائية منفردة ، أم هي ظاهر ...
- بعد ارتحالي . . من يحملك بعدي
- من ديوان مزق الوقت الآسن / المزقة 4
- 6 / من نظرية التغير الكلية - 2 ) تحليل محتوى نتائج المعرفة ا ...
- 4 / من نظرية التغير الكلية - مبررات الطبيعة النظرية لمبحث ظا ...
- 5 / من نظرية التغير الكلية - تحليل محتوى نتائج المعرفة النظر ...
- مزق الوقت الآسن / مقطعات ليال مجهدة - من قصيدة المزقة الثالث ...
- مزق الوقت الآسن . . لليال مجهدة
- 3/ من نظرية التغير الكلية - مؤلف شخصي لم ينشر بعد - 2018م
- 1’2 من / نظـرية التغـيـر الكلــية - والجوهر الحي المطلق للم ...
- آآآه . . يا موطني القديم 1/مارس2024م. ...
- ألم يفوق الحنين
- فرخني وافرخك . . لنا عالم حب جديد ( اقصوصة خاطرة )
- موت ولا موت . . معلن
- الجسم الحي والمعادن الملحية والماء - من كتاب دفاتر فسيولوجية ...
- وجع مداوم
- ح 26 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال ...
- ملخص كتاب نظرية التغير الكلية والجوهر الحي المطلق للمادة - م ...
- خريف تواهي عدن
- ح 25 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال ...


المزيد.....




- سياسات ترامب وموقع الرأسمالية الامبريالية الامريكية في العال ...
- إختفاء القيادي العمالي شادي محمد عن جلسة تجديد حبس شباب “بان ...
- 46 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن يوسف
- “تي أند سي” تفصل تسعة عمال على خلفية الإضراب
- تجديد حبس شادي محمد 45 يومًا دون حضوره
- الفصائل الفلسطينية ترفض مخطط التهجير
- أبو عبيدة يكشف عن هوية جثامين الإسرائيليين ممن ستسلمهم الفصا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أمين أحمد ثابت - توهمات فكرية ( ذاتية ) سابقة / نحو أدبيات ثورة فبراير 2011م. الشعبية . . اليمنية