أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أزاد خليل - “من يحكم سوريا غدًا؟ جدل الشرعية والواقع العسكري”















المزيد.....


“من يحكم سوريا غدًا؟ جدل الشرعية والواقع العسكري”


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا بين مطرقة الفراغ السياسي وسندان الشرعية

بعد أكثر من عقدٍ من الحرب والصراع، وفي ظل فراغ سياسي متزايد، أعلن أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، نفسه رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا. هذه الخطوة، التي يعتبرها البعض “محاولة لملء الفراغ”، تثير تساؤلات حول شرعيتها وإمكانية نجاحها في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه سوريا.

يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لترسيخ حكم الفرد، بدلاً من تأسيس نظام حكم قائم على المشاركة والتعددية. وبينما لا يزال الجدل محتدماً حول مدى قدرة هذا الإعلان على تحقيق الاستقرار، فإن أي حل سياسي مستدام يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التعددية القومية والدينية في سوريا، ويؤسس لعقد اجتماعي جديد يضمن حقوق جميع مكوناتها.


1. شرعية متنازع عليها: بين الواقع العسكري والمشروعية السياسية

أ. بين القوة والتفويض الشعبي

يرى البعض أن إعلان الشرع نفسه رئيساً للمرحلة الانتقالية يفتقر إلى التفويض الشعبي، وهو أمرٌ أساسي لاكتساب الشرعية في أي عملية انتقالية.

• الدستور السوري (2012): لا يعترف بأي حكومة تُعلن نفسها دون انتخابات شرعية، حتى في ظل نظام الأسد الذي أجرى انتخابات (وإن كانت صورية) في 2014 و2021.

• القانون الدولي: لا يمنح الشرعية لحكومات يتم تشكيلها دون توافق داخلي ودعم شعبي واسع.


ب. مخاوف من تكريس حكم الفرد
يرى مراقبون أن إعلان الشرع نفسه رئيساً قد يعزز منطق الاستفراد بالسلطة، بدلاً من تحقيق الهدف الأساسي للثورة السورية، وهو الانتقال إلى حكم ديمقراطي تعددي.

• إقصاء القوى السياسية: لم يتم التشاور مع جهات سياسية معارضة مثل الائتلاف الوطني السوري أو المجالس المحلية، مما يثير مخاوف من إقصاء العمل السياسي لصالح العسكرة.

• تعزيز هيمنة الفصائل المسلحة: الاعتماد على القوة العسكرية فقط لإدارة المناطق قد يؤدي إلى إعادة إنتاج الأنظمة الاستبدادية بشكل مختلف.



2. التحديات الداخلية: هل يمكن تحقيق التوافق الوطني؟

أ. حقوق الكرد: قضية جوهرية في مستقبل سوريا

يشكّل الكرد حوالي 15% من سكان سوريا، ولعبوا دوراً محورياً في محاربة الإرهاب وإدارة مناطقهم من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية. لكن مستقبل العلاقة بين الكرد والسلطة الجديدة في إدلب يبقى غير واضح، خاصة في ظل عدم تقديم رؤية سياسية شاملة تعالج حقوقهم وتطلعاتهم.

• الاعتراف بالحقوق السياسية والثقافية: من الضروري ضمان حقوق الكرد في المشاركة السياسية والإدارية، بما في ذلك الاعتراف بلغتهم وثقافتهم ضمن الدستور السوري المستقبلي.

• القصف التركي لشمال سوريا: لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا دون موقف واضح تجاه القصف التركي المستمر لمناطق كردية، حيث تعرّضت أكثر من 200 قرية كردية للقصف في عام 2023، وفقاً لتقارير “هيومن رايتس ووتش”.


ب. الدروز: الحياد تحت التهديد

لطالما حاول الدروز في السويداء الحفاظ على موقف محايد، لكن تصاعد نفوذ الفصائل المسلحة في الشمال السوري قد يشكل تهديداً لاستقرارهم.

• رفض سلطة الفصائل المسلحة: زعماء دروز أعلنوا موقفاً واضحاً بعدم الاعتراف بالشرع رئيساً، وبدأوا في تنظيم قوات محلية لحماية مناطقهم.

• ضرورة الاعتراف بالتعددية: أي حل مستدام لسوريا يجب أن يعترف بالدور التاريخي والسياسي للدروز، ويضمن لهم التمثيل السياسي والإداري دون فرض وصاية من أي طرف.



ج. الحاجة إلى مصالحة وطنية شاملة

لا يمكن تحقيق استقرار طويل الأمد دون عملية مصالحة وطنية قائمة على العدالة الانتقالية. لا بد من تجاوز أخطاء الماضي وإيجاد آلية تضمن العيش المشترك بين جميع السوريين.

• العدالة بدلاً من الانتقام: الحل لا يكمن في محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة، بل في بناء دولة قانون تضمن حقوق الجميع.

• المواطنة أساس الحكم: على سوريا الجديدة أن تكون دولة مواطنة، لا دولة قائمة على الانتماء الطائفي أو القومي، وهو ما يتطلب وضع آليات واضحة للعدالة الانتقالية والحوار الوطني.



3. التحديات الإقليمية والدولية: دعم أم استغلال؟

أ. تركيا: حليف أم مصلحة مؤقتة؟

تركيا تدعم بعض الفصائل المسلحة في الشمال السوري، لكنها لا تقدم دعماً غير مشروط، بل تعمل وفق مصالحها الاستراتيجية.

• تحالف هش: كما تخلّت تركيا عن بعض الفصائل في السابق، قد تتخلى عن أي جهة إذا تعارضت مع مصالحها.

• قضية الكرد: الموقف من الوجود الكردي في شمال سوريا لا يزال أحد العوامل الحاسمة في علاقة تركيا بأي سلطة جديدة في إدلب.

ب. الغرب: تحفظ مشوب بالحذر

الولايات المتحدة وأوروبا لم تعترف بتنصيب الشرع رئيساً، خوفاً من ارتباطه بجماعات إسلامية متشددة. لكن في حال تقديم ضمانات بالتزامه بمحاربة الإرهاب، قد يصبح خياراً مقبولاً للبعض في مواجهة النفوذ الإيراني والروسي.


4. نحو عقد اجتماعي جديد لسوريا المستقبل

سوريا ليست دولة أحادية الهوية، بل هي فسيفساء قومية ودينية تحتاج إلى نظام يضمن حقوق الجميع.

أ. دستور جديد ضامن للتعددية

• الاعتراف القانوني بالتنوع القومي: يجب أن يضمن الدستور تمثيلاً متساوياً للكرد، والعرب، والدروز، والسريان، وغيرهم.

• لا مركزية إدارية: تطبيق نظام لامركزي يتيح لكل منطقة إدارة شؤونها الداخلية، بما يحقق التوازن بين وحدة الدولة وحقوق المكونات المختلفة.


ب. المصالحة الوطنية: ضرورة لا مفر منها

هيئة للحقيقة والمصالحة: على غرار التجربة الجنوب أفريقية، يمكن تشكيل هيئة تكشف الانتهاكات السابقة وتعمل على تحقيق العدالة الانتقالية.

حكومة وحدة وطنية: يجب أن تضم العملية السياسية الجديدة ممثلين عن جميع الأطراف، لضمان شراكة حقيقية في بناء مستقبل البلاد.



سوريا بحاجة إلى رؤية جامعة

إعلان أحمد الشرع نفسه رئيساً للمرحلة الانتقالية هو تطور يعكس تعقيدات المشهد السوري، لكن نجاح أي عملية سياسية يتطلب أكثر من مجرد إعلان، بل يحتاج إلى توافق وطني ودولي على رؤية تضمن حقوق جميع السوريين.

• الاعتراف بحقوق الكرد كجزء أساسي من مستقبل سوريا.

• تمثيل الدروز والمكونات الأخرى في أي عملية سياسية قادمة.

• تبني عقد اجتماعي جديد قائم على المواطنة والعدالة.



إن مستقبل سوريا لا يجب أن يكون رهينة لحكم الفرد أو لمعادلات إقليمية، بل يجب أن يكون مشروعاً وطنياً قائماً على الحقوق والمشاركة. فهل نحن أمام بداية جديدة، أم أننا نعيد إنتاج أخطاء الماضي؟



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفقد الشرق الأوسط أخر مسيحي!
- أكراد سوريا: بين هوية مهددة ومستقبل مجهول
- سورية بعد الحرب: هل يتحول الاستقرار الهش إلى سلام دائم؟
- -المسيحيون في سوريا: إرث تاريخي وحضاري تحت التهديد وخطوات دو ...
- -الفتنة القادمة من منغوليا: سقوط غابة السلام-
- “سوريا بين مطرقة الجهادية وسندان اللامركزية: فرصة ضائعة أم أ ...
- الخوف الذي يهدد وجود الأقليات في سوريا: الكورد ، الآشوريون، ...
- “توقف واقرأ جيدًا: الاستقلال حقٌ مشروع وليس انفصالًا يا هذا”
- الثورات العربية: هل حققت الديمقراطية أم أعادت إنتاج الاستبدا ...
- العنصريةُ في الإعلام العربي: إسكات الأصوات الكوردية وتهميش ا ...
- -السجادة السحرية، الضبع الخسيس، والحمار البسيط صراعٌ على الس ...
- الضباع والثعالب: قصة وادي الأحلام المغدور
- بعد سقوط النظام: سوريا بين العدالة والانتقام
- دراسة بحثية : الربيع العربي في الشرق الأوسط تداعياته الإقليم ...
- قرية على شفا الهاوية
- كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...
- لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة


المزيد.....




- ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت ...
- مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
- غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا ...
- سلوان موميكا.. مقتل حارق القرآن في بث مباشر على تيك توك في ا ...
- هل تمكّنت إسرائيل من إضعاف حماس عسكرياً؟
- كيف استطاع أحمد الشرع أن يصل إلى رئاسة سوريا؟
- من دمشق.. أمير قطر يدعو لحكومة -تمثل جميع الأطياف- في سوريا ...
- ترامب: ليس هناك ناجون في حادثة تحطم الطائرتين فوق مطار ريغان ...
- بن غفير: إطلاق سراح الرشق والزبيدي شهادة على الاستسلام ويجب ...
- حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرج عنهم تغادر سجن عوفر الإسرائي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أزاد خليل - “من يحكم سوريا غدًا؟ جدل الشرعية والواقع العسكري”