سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 18:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ استحواذ عملاء ايران من الميليشيات الشيعية على السلطة في العراق، صاروا يستخدمون بكثرة جملة الغالبية الشيعية. وهم يقصدون بها الغالبية العددية المفترضة للطائفة الشيعية في العراق. وهي جملة يستخدمها ارباب وقادة هذه الميليشيات لتبرير تمسكهم المطلق بالسلطة. وبين الحين والآخر يستخدمون نسبة 70 بالمئة لاسناد تبريراتهم هذه. وبغض النظر إن كانت الغالبية التي يمكن الاستناد عليها عددية ام غير، هل ثمة من اساس يدعم امر هذه الغالبية العددية المفترضة ؟ انه برأينا كلام عام لا يستند على واقع. لكن لننظر في بعض الوقائع مما نعرفه.
برأينا فإن اصل هذه الجملة والرقم المستند عليه هي ارقام تقديرات استعارها هؤلاء المغامرون والمحتالون من كتاب شيعة العراق للباحث اسحق نقاش (انظر اسفل المقالة). ففي فصله الاول حول تكوين المجتمع الشيعي العراقي يورد الباحث في الصفحة 31 احصاءاً بريطانياً اجري العام 1919 لتحديد النسب السكانية في البلد. وخرج الاحصاء التقريبي بنسبة 53 بالمئة للشيعة مع عدد لسكان العراق قدر وقتها باقل من ثلاثة ملايين نسمة. لكن في العام 1932عدّلت هذه الارقام كما قال الباحث واعيد تقدير النسبة التي ارتفعت الى 56 بالمئة لنفس رقم عدد السكان مع فرق زيادة بضعة الوف عليهم ! هكذا يمكن الاستنتاج بان التقديرات البريطانية كانت تفتقر الى الدقة في هذه الامور.
ما نعتقد انه قد حصل بعدها بعد سقوط النظام السابق ووصول الآنفون الى السلطة هو حصول تلاعب بارقام التقديرات هذه. إذ اختار هؤلاء احد هذه الارقام الآنفة للخروج بنتائج مختلفة. فاختاروا الرقم الاكبر من اعلاه وهو ال 56 وعكسوه ليصبح 65 بالمئة وصاروا يستخدموه لفترة لتبرير اغلبيتهم. ثم قاموا بتقريبه ليصبح 70 بالمئة ! بهذه الطريقة خلقوا هذا الرقم لاسناد تبريراتهم الآنفة.
هكذا نرى بان الامر كله هو وكما ذكرنا برأينا في بداية المقالة، كلام عام لا يستند على واقع. ونضيف عليه بكونه مجرد تلاعب بالارقام والحقائق وتجهيل وتعتيم.
مصدر المقالة:
شيعة العراق / اسحق نقاش - ترجمة عبد الاله النعيمي، منشورات دار المدى للثقافة والنشر - 1996
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟