أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ثورة العودة في الشارع الغزي














المزيد.....


ثورة العودة في الشارع الغزي


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قصيدة " ثورة الطين " للشاعر العراقي " أحمد مطر " قال:
(وضعوني في إناء
ثم قالوا لي تأقلم
أنا من طين السماء
وإذا ضاق أنائي
ينمو ويتحطم " )
هذا ما أخذت أردده عندما رأيت الآلاف، تلك الجموع الراجلة ، الوجوه المشققة من شدة الشوق المتطلعة بفرح ، تلك القامات التي سجدت وقبلت التراب ، ها هم أهالي غزة الذين نزحوا يعودون إلى شمال غزة ، إلى بيوتهم المدمرة وأراضيهم التي حرثت ليس للزراعة بل لجعلها غير قابلة للعيش.
هذا المنظر التاريخي الباهر، المقلق للذين ينامون تحت فراش رسم الخرائط الجديدة ـ أؤكد لهم لا يستطع أي مخرج سينمائي ، هوليدي ، عربي مهما حشد من الكومبارس والفنانين أن يُخرج مثل هذه اللقطات والصور العابرة للقارات والإنسانية ، لم تكن تلك الوجوه إلا برقيات للذين يجلسون في المكاتب المكيفة ، أننا أقوى من كل شيء .
ثورة الشارع " الغزي " الناعمة ، ثورة العودة إلى البيوت ، ثورة القرار النابع من عمق كل واحد حمل ثورته مع امتعته البسيطة ، ليس مجرد الماشي على قدميه ويغوص في الرمال بعد تجريف الشوارع بل هو كان يسير ومع كل خطوة يمزق قرارات ذلك المهرج " ترامب" التي أصبحت نكتة ، وهناك من يحلم بأن تصبح حقيقة . الم يعرف أن الفلسطيني تعلم درس التهجير والخروج معناه بطاقة رحيل دون عودة ، ألم يعرف أن الغزي تسيل من مسامه ومن أطراف أصابعه القدرة على البناء بأقل من القليل .
علمنا التاريخ أنهم يذهبون ، كم رئيس أمريكي وأوروبي وعربي مر على القضية الفلسطينية ، وكل واحد يأتي ومعه المخطط أو الحلم الذي يحمله ، ولكن سرعان ما يذهب ويأتي الذي بعده ويبقى الشعب الفلسطيني شاهداً من يعبثون بأحلامه وتطلعاته .
عندما رأيت رؤساء أمريكا الأحياء مع زوجاتهم خلال تنصيب " ترامب " ضحكت من أعماقي ، ها هم بلا قيمة الآن ، مجرد أسماء مرت ، كانوا يخططون ويأمرون و ها هم ذهبوا إلى غير رجعة ، لكن الشعوب بقيت تتطلع إلى أحلامها .
في الحرب على غزة وضعوا الشعب الغزي تحت كل شيء ، لم يبق تجربة حربية ، عسكرية ، أسلحة صناعة إسرائيلية ، أمريكية ، أوروبية ،جميعها قامت بتقبيل الأرض والأجساد ، قتلت ، فتتت ، سحقت ، أسالت الدماء وروت الأرض وبقايا دمار البيوت والمدارس والمستشفيات والجوامع والجامعات والكنائس وملاعب الشباب .
في الحرب على غزة كانت نشرات الأخبار تفتح شاشاتها على وجوه تطل من بين التعب والألم والدموع والكوابيس ، تقرأ في الملامح دروس التاريخ التي لن تدفن ، بل ستكون غداً صفحات ودهاليز سرية ستقوم بفضحها الأيام مهما حاول أصحاب القرار اخفائها .
في عواصم القرارات المدفونة في الثلج ، كنا نرى الابتسامات البلاستيكية ، ولكن بعد رؤية ثورة الشارع الغزي الصامتة ، المشي مسافات طويلة فوق التعب والعجز ، هل رأيتم من يقبل الأرض ، والمرأة العجوز التي تزغرد ، وذلك الذي وضع الارجيلة على سطح بيته المهدم ، هل رأيتم فرح الأطفال والغناء والصلوات، هل رأيتم من رفض الانحناء ورفض موته ، أنها المعجزة .
يحاولون الآن مصادقة الردم والجوع والعطش ، يحاولون لملمة المجهول ، ولكن من الخطيئة أن يفكروا في الرحيل .. " يا ترامب " غزة ليست صالة قمار تملكها .. غزة أرض من الطين إذا ضاق الاناء يتحطم .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر
- مدرستي ما أحلاها
- في غزة أصبح اللون الأبيض رمزاً للوداع
- ما معنى أن تكوني امرأة في غزة


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ثورة العودة في الشارع الغزي