أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد بكور - مواطنون ام رعايا - المطالبات الاجنبية بحقوق الاقليات والمرأة في سوريا















المزيد.....


مواطنون ام رعايا - المطالبات الاجنبية بحقوق الاقليات والمرأة في سوريا


محمد أحمد بكور

الحوار المتمدن-العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان هذه اليافطات التي اشتد سعيرها و علا لهيبها بعد تحرير سوريا ذات مغزى كبير جدا، يوجب التوقف عندها و تسليط الاضواء على ابعادها و مغزاها، التي لا تحتاج كثيرا من البحث والتقصي، بل العودة إلى الوراء قليلا، لكشف المعايير المزدوجة، وان هذه الدعوات ظاهرها العدالة و باطنها مصالحها الاستراتيجية على حساب الشعب السوري وسلب سيادته. فلو كانت تغريدات على وسائل التواصل، لما توقفنا عندها، لكنها تصدر عن مسؤولين بقمة الهرم السياسي ماكرون و وزير خارجيته و وزيرة خارجية المانيا....
ان التاريخ القريب و البعيد كشف انها ليست بريئة و تخفي وراءها اهدافا استعمارية. وتثير تساؤلات - هل ينظرون للشعب السوري مواطنين ام رعايا؟ - ما الدوافع والذرائع
- وهل هم يحترمون حقوق الإنسان؟
ان سياستهم وممارساتهم في منطقتنا بالماضي و الحاضر تكذب ادعاءاتهم. واقرب مثال تجيشهم وتحريك اساطيلهم على غزة المحتلة التي لا تتجاوز /٣٦٠/كم مربع و محاصرتها من جهاتها الاربعة برا و بحر و سماء. كما انتهكوا حقوق مواطنيهم الذين استنكروا أفعالهم الشنيعة المناقضة للقوانين السماوية والارضية.
ولماذا لم نر هذا الاندفاع ضد مجازر الابادة الجماعية و ضد الانسانية للعائلة الاسدية، التي تعرض لها الشعب السوري واللبناني. هل كانوا فاقدي القدرة؟ وامتلكوها فجأة بعد اغتيال المرحوم رفيق الحريري في ١٤/٢/٢٠٠٥. فاصدروا من خلال مجلس الأمن قرارا بتشكيل المحكمة الدولية و القرار /2005 بسحب القوات السورية من لبنان فانصاع ذليلا خانعا و امرها بالتنفيذ في 5-3-2005 و انجزه في/٣٠/٤/٢٠٠٥.فلوطلب منه الانسحاب خلال ٤٨ ساعة لنفذ تاركا اسلحته وعدته وعتاده كما فعل والده عندما سلم الجولان ببيانه سيء الصيت رقم/٦٦/ بالانسحاب الفردي والكيفي تاركا الدبابات و المدفعية والمعدات.... أدراكا منه أن عمله الخدمي ومهمته انتهت. بعد قضائه على المقاومة الفلسطينية و الحركة الوطنية اللبنانية.
ان سياسات الغرب التقليدية و روسيا القيصرية و السوفياتية ثم البوتينية، بنيت على مبدأ التدخل، بدوافع التوسع و النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية ولا تخلوا من الباعث الديني. في حالات الضعف التي تحل بدولة تستهدفها. ففي القرن السابع عشر لما ضعفت الدولة العثمانية اقتصاديا، وجدت هذه الدول فرصة ذهبية للحصول على امتيازات وصلاحيات، تبدو بسيطة ظاهريا. لكنها كشفت عن موازين القوة و الضعف الذي اصاب مفاصلها الرئيسية. فعينت فرنسا قناصل لهم قانون خاص لا يخضع لقوانين الدولة. وحصلت بريطانيا و روسيا و النمسا على حماية المسيحيين...
تلاه اتفاق على تقاسم تركة الرجل المريض. فكانت الضربة القاضية بعد الحرب العالمية الاولى. ان المسيرة الى امام او التراجع للخلف يبدأ بخطوة. التنازل عن الحقوق السيادية ضعف وانحراف يؤدي للسقوط إلى الهاوية.
ان موقع سوريا الجيو- سياسي كان وسيبقى محط انظار الدول الأجنبية شرقا و غربا و الدول الإقليمية. و لادراك هذه الدول ان الاحتلال المباشر صار مرفوضا دوليا، وبنفس الوقت معقدا و تكاليفه البشرية و المادية باهظة جدا و اعباء الحفاظ عليه أصعب، والأمثلة كثيرة فيتنام، أفغانستان، العراق.
لقد برهنت الوقائع ان الثابت في ممارسات الدول الاستعمارية هي سياسة فرق تسد، و المتغير اشكالها و ادواتها. فالادعاء بدعم حقوق الاقليات ومغازلتهم و دغدغدة عواطفهم. لن تجد صدى الا عند ضعاف النفوس وذوي النزعات الانفصالية ممن استضافهم وطننا او قلة من العملاء المأجورين. و حقيقة الامر ان هذه الدول لا تهمها اقلية او اكثرية قومية او دينية. في لبنان دعمت الاسد ضد الشعب اللبناني بكل مكوناته, واستعانت أمريكا والتحالف الدولي بالمليشيات الشيعية المشكلة في إيران لاحتلال العراق، و عندما تعثرت شكلت الصحوات السنية. وفي سوريا تستغل الظروف وتراكمات /٦٢/سنة متلبسة بمناصرة الاقليات للحصول على بعض التنازلات قبل أن يسود الامن و الإستقرار.
الأكراد السوريون مواطنون تمتعوا بكافة الحقوق والواجبات. وشغل موقع رئاسة الجمهورية عدد منهم، حسني الزعيم، فوزي سلو، و نتجنب ذكر اخرين لكي لا نثير جدالا يبعد الموضوع الأساسي، ونحن ايضا لسنا خبراء بعلم الأنساب. أما المظلومية التي يدعي بها البعض، لقد شملت الشعب السوري بكل مكوناته و ما اصاب الأكراد الا اقلها. ففي قرية سرمدا التي كان تعدادها حوالي ١٥٠٠٠نسمة قدمت من الضحايا ما يفوق ما خسره الأكراد بخمسين سنة ناهيك عن حماة التي فقدت حوالي /٤٠٠٠٠/ألف ولم تخل منطقة سورية من خسائر. ان الانفصاليين من الأكراد هم للأسف من اللاجئين الذين احتضنتهم سوريا، و ان الأكراد السوريون يعتدون بوطنيتهم ومنهم مسؤولون وضباط و ادباء و شعراء و الكرد عامة يتكلمون العربية و يتقنونها اكثر من الكردية. ان الأكراد الانفصاليين هم ضحايا بريطانيا و فرنسا، اللتان حرمتهم من حق انشاء دولة بإلغاء معاهدة سيفر و استبدالها بمعاهدة لوزان. وبريطانيا و فرنسا و بدعم أمريكا، هم من اسقط عام ١٩٤٦ جمهورية مهاباد بعد/١١/ شهرا من تشكيلها.
وسيريهم المستقبل القريب كيف ستتخلى عنهم، لان وظيفتهم الخدمية قد انتهت. ان التنافس الأمريكي الصيني الاقتصادي, وعلى قمة الهرم الدولي هي الأهم، و هذا فرض عليها كما نعتقد تفويض بعض ملفات المنطقة العربية و تركيا و ايران والشرق الأوسط عامة لبريطانيا فرنسا و المانيا. فعاد هؤلاء لسياستهم التقليدية.
ستعمل هذه الدول خدمة لمصالحها الاقتصادية وثروات المنطقة من الطاقة النفط والغاز، لتوظيف الانفصاليين الوافدين من تركيا جراء الصراع مع الحكومات الاتاتوركية المتعاقبة... ثمPkk من جبال قنديل... وكذلك من العراق خلال صراعهم مع سلطاته المركزية بعد ثورة ١٩٥٨.
لقد وثق الكاتب جمال باروت في كتابه التكوين التاريخي الحديث للجزيرة السورية الصادر عن المركز العربي للأبحاث بشكل جيد مفصل تواريخ الهجرات المتتالية من اين اتت واين استقرت... وان سكان المنطقة، هم عرب وسريان وآشوريون موضحا هذا بالأرقام. من خلال تقصينا و متابعاتنا ان ما ذكره باروت صحيحا، وتؤيده الوقائع. ففي عام ١٩٣٦شكل المندوب السامي الفرنسي بيو حكومة الحسكة التي سميت حكومة قريو- شو من المسيحيين مؤيدة من حاخام يهود المنطقة، الذي ارسل لرئيس جمهورية فرنسا ليون بلوم يطالب بفصلها عن سوريا، واصبحت بعد اقامة الكيان الصهيوني عام١٩٤٨هدفا استراتيجيا لتجزئة سوريا حفاظا على امنه واستمراره. ان تشكيل هذه الحكومة من الاقلية مسيحية فقط دليل قاطع بعدم وجود كردي ملموس، و يؤيد ما ذكره باروت عن الهجرات وكذلك الخريطة التي قدمتها عام ١٩٤٨ جمعية خوبيون الكردية، لم يذكر فيها الا جيبا صغيرا بجبل الأكراد.
لقد استشعرت الحكومات السورية خطر المهاجرين وطموحاتهم الانفصالية. فاجرت حكومة خالد العظم احصاء عام ١٩٦٢لتحديد الكرد السوريين. فاعتبرت كل مسجل في السجلات المدنية قبل عام١٩٤٥سوريا وما عداهم مهاجرون، وهم حاليا دعاة الانعزال. و لعبت سياسة حافظ اسد و اجهزته الأمنية، دورا كبيرا في وجودهم المسلح فسمح لعبدالله اوجلان بتشكيل فصائل مسلحة شمال شرق سوريا وفي البقاع اللبناني، الذي كان خاضعا لسيطرته. ومنح الجنسية لثلاثين ألفا بدوافع اوهامه بخطر تركي . فازداد نفوذهم بسوريا و خطرهم على تركيا التي هددت باجتياح المنطقة. مما اضطر الاسد البراغماتي للاستدارة ١٨٠درجة، فرحل اوجلان عام ١٩٩٨لايطاليا و انتقل منها لكينيا، حيث اختطف منها. و عقد اتفاقية اضنا اهم بنودها منع المخيمات لتدريب الإرهابيين، عدم تزويدهم بالأسلحة الوثائق والهويات المزورة ومنعهم من التسلل للأراضي التركية و سمحت لتركيا بالدخول لمسافة 5 كم بالأراضي السورية.
استغل الانعزاليون ضعف النظام بعد سيطرة المعارضة عام ٢٠١١على معظم المناطق السورية, فاستغلوا الظروف و أعلنوا إدارتهم الذاتية الانفصالية, مما أضعف النضال الوطني التحرري. ان من مصلحة الاكراد السوريون، العودة لحاضنتهم الوطنية و منع الوافدين من ممارسة الأعمال الارهابية او الخروج عن القانون وتسليم اسلحتهم والانضواء تحت راية الجيش الذي يجري إعادة تشكيله، اذ لامجال في سوريا الجديدة الا لجيش وطني واحد. وان الشروط او المماطلة ليست من مصلحتهم فمن باعهم بالأمس يبيعهم اليوم. ان اوهام إقامة منطقة انعزالية، لا تتطابق مع الواقع، إذ لا وعاء جغرافيا يجمعهم وموزعون على الساحة السورية. وعليهم وعي وادراك ان المناطق التي يسيطرون عليها حاليا هي عربية بحتة حتى القامشلي ذات الاغلبية الكردية، لم تكن منذ مائة عام كما هي عليه الآن بسبب تزايد اعداد اللاجئين. واكثرية مقاتليهم عربا... و تصورهم بفرض اوهامهم بالقوة عدا عن كونه مرفوضا دوليا و اقليميا، فهو خارج قدراتهم وامكاناتهم وعليهم اليقظة من أحلامهم اليوم وليس غدا.
المسيحيون: ان الورقة الثانية التي يحاول الأجنبي توظيفها هي المسيحيون. ناسيا او متناسيا العيش المشترك والسلام والوئام و الاخوة بين المسلمين والمسيحيين خلال مئات السنين. بالإضافة لكونهم مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، فقد جعلهم الرسول محمد في ذمة المسلمين ومن يؤذيهم يؤذيه َ...
و تذكر كتب التاريخ عن الصلح او العهدة العمرية التي ابرمها عمر بن الخطاب في بيت المقدس مع البطاركة. تضمنت حرية ممارستهم حياتهم المدنية الدينية.
وتوطدت علاقات الطرفين أكثر في العهدين الأموي و العباسي. فميسون زوجة معاوية مسيحية وطبيبه الخاص سرجيون مسيحيا وعينه وزيرا للمالية، وابن آثال واليا على حمص وشاعر البلاط الأخطل و قائمة الوزراء والشعراء تطول... واعتنى الامويون بالحفاظ على الكنائس وترميمها.
و في العهد العباسي ازدهر التعاون بين المسلمين والمسحيين، فتقارب الخلفاء و البطاركة و اصبح بطريرك الشرق في بغداد. والمسلمون والمسيحيين يشكلون نسيجا مجتمعيا واحدا في سوريا تسوده المحبة و التوادد عبر عصور خلت، وتربطهم علاقات وصداقات على كل الأصعدة، يحتفلون بأعياد بعضهم، ففي عيد الصليب لا يختلف فرح المسلمين عن للمسحيين و لا يمكن ان تميز احدهم عن الاخر, و المسيحيون يتحتفلون بعيد النبي محمد صل الله عليه وسلم. و قد واسى القرآن يوم سيطر الفرس على الصليب و بشر المؤمنين بالنصر الذي إعاده لهم. في سورة الروم الآية ١٧.
((الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ببضع سنين لله الأمر من قبل و بعد يومئذ يفرح المؤمنون)). و قدم المسيحيون السوريون شهداء بإعدامات جمعية الاتحاد و الترقي التي نفذها جمال باشا السفاح فكان منهم رفيق رزق من حمص والشقيقان انطوان وتوفيق زريق من طرابلس يوم كانت جزءا من سوريا قبل ان يشكل لبنان الحالي الجنرال غورو
وناضل السوريون جميعا ضد الانتداب الفرنسي و كان للرمز الوطني الكبير عضو الكتلة الوطنية فارس الخوري و هو بروتستانتي من أقلية الأقلية التي تشكل % من المسيحيين صفحات مجيدة سجلها له تاريخ سوريا الحديث بفكره ومواقفه. لقد رفض كل ما عرضه عليه الجنرال غورو و باءت جهوده بأثارة النعرات الدينية بفشل ذريعة وعجز عن اقناعه بأن فرنسا جاءت لحماية المسيحيين، عندما ذهب يوم جمعة الى المسجد الاموي، و صعد المنبر و خاطب المصلين اذا كانت فرنسا تدعي انها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فانا كمسيحي اطلب الحماية من شعبي السوري و انا من هذا المنبر اشهد ان لا اله الا الله. فحمله المصلون على الأكتاف بمظاهرة حاشدة مسلمون ومسيحيون. طافت احياء دمشق والجميع يهتف لا اله الا الله. فتاريخنا القريب يفترض ان يكون منارة للحاضر و المستقبل. و رفض اي تدخل خارجي، و الابتعاد عن التصرفات التي تمس الوحدة الوطنية و سيادة البلاد قولا او عملا. فالأجنبي تهمه مصالحه ويحاول تجنيد ادوات سورية لتحقيقها. ولبنان شاهد على ذلك عندما قدمته أمريكا و حلفائها على طبق من ذهب لحافظ اسد ليعيث فيه فسادا و قتلا و تنكيلا و تدميرا واطلاق يد العدو الاسرائيلي باعتداءاته المتكررة احتلالا و قصفا و تهجيرا وترويعا. ماذا فعلت الدول التي تطالب بحماية الاقليات. ونحن على يقين بأن الشعب السوري بمخزونه التاريخي الثقافي والوطني سيتغلب على التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد و يسود الأمن و العدالة و الاستقرار تحت ظل دولة القانون بأسرع مما يتصوره الأعداء.
والمكون الاخر الاصيل الموحدون الدروز، فهم يدركون مخاطر التدخل الخارجي وتكاليفه التي دفعوها عام١٨٦٠في لبنان، ويذكرون تاريخهم المجيد، و ما حققته اللحمة الوطنية، حين اجمع قادة سوريا الوطنيين على تسليم قيادة الثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥و رايتها لسلطان باشا الاطرش، فكانت مواقفه السياسية كشجاعته في ساحات القتال. فعندما سأله الفرنسيون كم نسبة المسلمين السنة، اجابهم١٠٠/١٠٠،استغربواجوابه، و قالوا له انت زعيم درزي، فقال كلمته التي سجلها التاريخ، عندما تستهدفون السنة نصبح كلنا سنة. لقد استمر رجال جبل العرب على مواقفهم الوطنية المشرفة من الحراك السوري عام ٢٠١١ لقد رفضوا الانخراط مع قوات الاسد لقمع المعارضة....
واخواننا بني معروف لا ينسون معاناتهم واساءات النظام البائد بالتشكيك بوطنيتهم في حرب ١٩٦٧ و ما بعدها، و نعتقد ان قيادة الشيخ حكمة الهجري ورجال الكرامة و أحفاد الاطرش وجميع أبناء الجبل الشامخ ستحبط كافة محاولات تدخل اوروبا العجوز وسيتواصل حاضرهم مع ماضيهم. كما قال الشاعر معروف الرصافي:
و خير الناس ذو حسب قديم - أقام لنفسه حسبا جديدا
ان ما يصدر عن بعض العلويين بالدعوة لتدخل الأجنبي أو الشكوى للأمم المتحدة مخيب للآمال, كنا نتمنى لو ارتفعت هذه الأصوات احتجاجا على ممارسات العائلة الأسدية في القتل و السلب و النهب التي ذهب ضحيتها حوالي مليون شهيد و هجر أكثر من 10 ملايين. و على هؤلاء ان يتذكروا ان فرنسا التي جندت ابناءهم في جيش الشرق، مستغلة الاوضاع الاقتصادية و الجهل، و محركة المخزون الثقافي السلبي، فاستخدمتهم كجزء من اداتها لتحقيق مصالحها و غرس فكرة الانعزال. لكن ثورة الشيخ صالح العلي احبطت مخططها التقسيمي وتجييش الطائفة ضد السنة، لقد اخفقت فرنسا عندما لوحت له بخطر السنة فأجابهم لو اقتضى الأمران اكون سنيا فانا اول سني يدافع عن سوريا رغم الممارسات الخاطئة فترة الانتداب من شيوخ و وجهاء.
فبعد الاستقلال لم يتم اقصاء اي مواطن لدينه او مذهبه. و تم تجاوز خيانة جد حافظ أسد و الموقعين معه على وثيقة تطالب بالانفصال. و الدليل انه كان احد ثلاثة من العلويين قيادة اللجنة العسكرية و نفذوا انقلاب ٨آذار(محمد عمران، صلاح جديد، حافظ أسد)، فهم من خريجي العهد الوطني. و للأسف وظف الثلاثة الطائفية السياسية بأبشع صورها، ترغيبا و ترهيبا. فحولوا الجيش والمؤسسات الأمنية إلى أدوات طائفية والجمهورية لوراثية، وفي عهد بشار لشركة مساهمة مفتوحة مع إيران وروسيا، على الجزء الذي يسيطر عليه من سوريا، وسماها بسورية المفيدة. فأعاد للذاكرة مقولة المستعصم بالله آخر خلفاء العباسيين، عندما قالوا له لقد احتل المغول كذا كذا من العراق، فأجابهم بغداد تكفيني...
على النخب العلوية اعادة النظر و اجراء مراجعة شاملة للمصالحة مع الذات والتاريخ. والتخلي عن أفكار التسلط والتحكم، أو هاجس الخوف فالوطن للجميع. و اخذ الدروس و العبر مما خلفه حكم عائلة الاسد و عليهم عوضا عن التهديدات التي لا تسمن و لا تغني من جوع, تقديم الاعتذار للشعب السوري عامة و لذوي الضحايا خاصة.
ويجب التخلي عن اضغاث احلام من يتحرك عبثا لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، و الابتعاد بنظرة واقعية عن نشر الفوضى والاخلال بالأمن والاستقرار بوهم إعادة النظام المقبور. ويجب على من لديه سلاح الإسراع بتسليمه. و لتذكير من خانته ذاكرته.
لقد كان تحت تصرف بشار الاسد رئيس المليشيات و المافايات جيشا منظما و اكثر من خمسين الف ضابط علوي و٢٧٥٠دبابة و٤٥٢ طائرة وعشرات الالوف من المليشيات الايرانية و العراقية، وقواعد بحرية وجوية روسية، مع ذلك فرّ هاربا لا يلوي على أحد حتى على أخيه وعضده. فهل تستطيع شرذمة من المهزومين استعادة سلطته؟ وعلى من يلوح بعصيان سكان الجبل، ان يمعن النظر ان فأكثرية ضد آل الأسد، كما ان طبوغرافيا المنطقة تغيرت خلال المائة عام، وشوارعها وطرقها تضاهي العاصمة دمشق. فعلى من يلعب بنار الفتنة و يتاجر بالبسطاء مدعوما من هذه الجهة او تلك ان يتقي الله، وينصحوهم. بتسليم اسلحتهم وتسوية اوضاعهم حالا والعودة لمظلة الوطن.
والتوقف عن الدعوات للأجنبي والأمم المتحدة للتدخل. وسبق لنا ان رفضنا الدعوة للتدخل بعد الحراك عام ٢٠١١عندما دعت التنسيقيات ما سمي بجمعة الغضب بمقال لنا على وسائل التواصل وادنا الشعار و شككننا بمن وراءه مستغلا عفوية و براءة الجمهور
ان ارسال الغرب لوزراء ومسؤولين هدفه التسلل و الابتزاز، لتحقيق اجندته بذرائع حقوق الاقليات والمرأة. عليهم أن يتذكروا ان سورية كجزء من الامة العربية فالمرأة لها حرمة و محترمة من حيث الجوهر و تمتع بحريات اساسية كالذمة المالية واحتفاظها بلقبها طيلة حياتها قبل الغرب وامريكا بإلف واربع مائة سنة. وان الدساتير أكدت على المساواة دون تمييز و القوانين المدنية و الاحوال الشخصية صانت حقوقها.
و سياسيا منحت المرأة السورية التصويت في الانتخابات عام ١٩٤٩ بينما منحته في دول غربية بعدها بسنوات :سويسرا ١٩٧١استراليا١٩٦٢مموناكو١٩٦٢وكذلك اليونان...
والتعليم فرض على الذكر والأنثى منذ اربعة عشر قرنا، و امريكا اقرت مساواتها بالتعليم عام ١٩٧٢. وهناك شهادات غربية تؤكد ان حقوق المرأة في سوريا افضل من عدد من الدول الغربية. ونحن على ثقة بأن الدستور الذي سيوضع لن يبخسها حقا. ان شعبنا باناثه وذكوره يدركون ان وراء هذه الشعارات نوايا خبيثة للتدخل من جهة و لاستلاب شخصيتها من جهة بامور تافهة وليست جوهرية. متسترا بشعار الحرية ليفرض على النساء العربيات والمسلمات فقط قيودا تناقض مع قيمنا المجتمعية.
ان الدستور السوري لعام ١٩٥٠ و ما تلاه كلها تؤكد على المساواة امام القانون والحقوق الثقافية والدينية وحرية ممارستها، التي عطلها و صادرها نظام الأسد صنيعة الغرب وحاميه
فالمواطنون يتمتعون بحقوقهم المتساوية و لا امتياز لمواطن على اخر اما من يعتبرون نفسهم رعايا يجب ان يطبق عليهم قانون إقامة الاجانب.
يجب الحذر و اليقظة من الانسياق وراء مخططات الغرب بقيادة امريكا, التي أصدرت قانون حماية الأقليات, لاتخاذه ذريعة للتدخل و لتجنيد بعض ضعاف النفوس لتنفيذ اجنداتها.



#محمد_أحمد_بكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض ملامح و رؤى بعد إسقاط جمهورية أسد الوراثية الأمنية
- التطبيع مع الكيان الصهيوني - مآلات و دلالات الجيوسياسية والع ...
- المشروع الروسي - السوري
- معارضون سوريون يتصارعون و الشعب هو الضحية
- دراسة مقارنة بين الدساتير الديموقراطية والاستبدادية الدستور ...
- العام الخمسون لإنفصال سورية عن مصر
- الحراك السوري: بين التغيير – والتبرير
- القضية السورية...لا يملك احد حق التصرف بها
- قراءة سياسية في خطاب الرئيس السوري بتاريخ 20-6-2011
- اقتراح عقد مؤتمر في السفارة السورية بالقاهرة
- تنظيم اللجنة العسكرية و أنقلاب 8آذار1963 في سوريه - دراسة مو ...
- المؤتمر القطري العاشر....... فشل و عجز و أشهار أفلاس
- حالة جديدة للطوارئ لترشيد التعذيب
- القيادة للشعب و ليست لفرد أو حزب
- صحوة الموت ـ و رفسة المحتضر
- المؤتمر القطري بين الصحوة (الوطنية) و ساعة الصفر


المزيد.....




- تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس ...
- مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن ...
- فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد ...
- كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
- اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب ...
- يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا ...
- إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب ...
- تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال ...
- عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط ...
- ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد بكور - مواطنون ام رعايا - المطالبات الاجنبية بحقوق الاقليات والمرأة في سوريا