ألكسندر دوغين – إصلاحات ترامب تستبعد العودة إلى القيم السابقة

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
وكالة ريا نوفوستي للأنباء


25 يناير 2025

يقول ألكسندر دوغين إن التغييرات السياسية التي أدخلها ترامب تحدث تحولات عميقة للغاية بحيث لا يمكن العودة إلى القيم السابقة، حيث من المرجح أن يتبنى جزء كبير من السكان أفكاره.

زعيم الحركة الأوراسية الدولية، عالم السياسة ألكسندر دوغين يتحدث إلى الصحفيين قبل حفل افتتاح المؤتمر التأسيسي للحركة الروسية الدولية في متحف بوشكين الحكومي في موسكو، روسيا، حسب أسوشيتد برس.

قال الفيلسوف السياسي الروسي ألكسندر دوغين لوكالة ريا نوفوستي إن التغييرات التي أدخلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السياسة الأمريكية عميقة للغاية بحيث لا يمكن العودة إلى القيم السابقة.

"إن المخاطر عالية للغاية بحيث لن يكون هناك أي عودة للخلف في أي حال من الأحوال. على الأقل نصف، أو حتى أكثر من نصف السكان ... سوف يدافعون ببساطة عن هذه الأساليب، هذه الأفكار، خاصة وأن [ترامب] اختار فريقًا شابًا، والذي سيبقى في مجال العمل السياسي لفترة طويلة"، كما قال دوغين.

وتوقع الفيلسوف أن تؤثر إصلاحات ترامب أولاً على السياسة والمجتمع، لتصل في نهاية المطاف إلى العلوم والتعليم والثقافة. وفي الوقت نفسه، ستكون هذه التحولات "ديناميكية للغاية، وجوهرية للغاية" لدرجة أنها ستواجه "مقاومة هائلة"، كما قال دوغين.

كما لاحظ دوغين أن مواجهة خطيرة تلوح في الأفق بين أوروبا والولايات المتحدة تحت حكم ترامب، حيث أن الزعماء الرئيسيين للدول الأوروبية الكبرى متحالفون بقوة مع الأيديولوجيات الليبرالية والعولمية اليسارية. ووصفهم بأنهم "متعصبون للرقابة الليبرالية" وأنصار التنوع والعدالة والمشاركة DEI : Diversity Equity, and Inclusion.

وأشار أيضًا إلى أن ترامب لديه حلفاء في أوروبا، بما في ذلك رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وغيرهما من السياسيين اليمينيين الذين يشاركونه وجهات نظره.

الأوامر التنفيذية الموقعة

وقع ترامب العديد من الأوامر التنفيذية بعد مخاطبة ما يقرب من 20 ألف مؤيد في ساحة "كابيتال وان" في 21 يناير، بعد تنصيبه بساعات فقط، قائلاً إنه سيوقع أوامر تنفيذية لوقف 80 أمرًا أصدرتها الإدارة السابقة.

بعد الخطاب، جلس ترامب على مكتب أمام أنصاره لتوقيع العديد من الأوامر، في خطوة غير مسبوقة. ووفقًا لوكالات الأنباء، وافق الرئيس على سياسات لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لتغير المناخ وإنهاء "العمل من المنزل" للموظفين الفيدراليين، من بين قرارات أخرى.

ثم بدأ ترامب في التوقيع على سلسلة من الوثائق عندما وصل إلى المكتب البيضاوي. وشمل ذلك مذكرات وسياسات بشأن قضايا تتراوح من الهجرة إلى الاقتصاد.

واشنطن بوست – إن طموحات ترامب الاستفزازية تشير إلى تحول استراتيجي أوسع

ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 30 ديسمبر أن ترامب أثار اهتمامًا عالميًا بتصريحات تشير إلى طموحات إقليمية وتحركات غير تقليدية في السياسة الخارجية قبل ولايته الثانية. ومن بين تعليقاته الأخيرة، اقترح ترامب شراء غرينلاند، وضم كندا باعتبارها الولاية الأمريكية رقم 51، والمطالبة بالسيطرة على قناة بنما - وهي تصريحات جريئة أثارت الدهشة على المستوى الدولي.

على الرغم من عدم توليه منصبه بعد، فقد دافع ترامب عن هذه الأفكار كجزء من استراتيجية أوسع نطاقًا "أمريكا أولاً" تهدف إلى تعزيز قوة الولايات المتحدة ونفوذها. أعلنت المتحدثة باسم ترامب في فترة انتقاله آنا كيلي، "عندما يتولى منصبه رسميًا، ستفكر الدول الأجنبية مرتين قبل نهب بلدنا، وستحظى أمريكا بالاحترام مرة أخرى، وسيكون العالم كله أكثر أمانًا".

إن اقتراحه لشراء غرينلاند، وهي منطقة دانماركية شبه مستقلة، ليس جديدًا تمامًا. في عام 2019، استكشف ترامب الفكرة، بدافع من وريث إستي لودر رونالد لودر. كما كرر هذا الموقف على منصته للتواصل الاجتماعي، Truth Social، وكتب: "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة". ومع ذلك، يظل قادة غرينلاند ثابتين على رفض الفكرة، حيث صرح رئيس وزراء الجزيرة سابقًا بأنها ليست للبيع.

وبالمثل، أثارت تعليقات ترامب حول قناة بنما الجدل. واتهم ترامب بنما بفرض أسعار شحن مبالغ بها وزعم وجود عسكري صيني في المنطقة، وأعاد إشعال نقاش طويل الأمد حول تورط الولايات المتحدة. رفض الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو هذه التأكيدات ووصفها بأنها لا أساس لها، قائلاً: "لا يوجد جنود صينيون في القناة. هذا هراء".

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات