أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سابقا بقضية الصحراء الغربية















المزيد.....


نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سابقا بقضية الصحراء الغربية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلنها الرئيس الأمريكي Donald Trump ، بعد ان اكتملت كل شروط اعلان نهاية شيء كان يسمى بالقضية الفلسطينية .. والرئيس الأمريكي المعروف بخرجاته الصادمة ، لم يتردد جهارا عندما جاهر بإخراج الفلسطينيين من غزة ومن الضفة ، وتنقيلهم ( طردهم ) الى الأردن والى مصر . ورغم ان الأردن جدد بشكل محتشم التأكيد على حل الدولتين ، لكن عمالة النظام الأردني وانبطاحه واستسلامه ، لن تترك امامه متنفسا من الوقت ، لتغيير مواقفه ، التي أصبحت متجاوزة ، بعد قبول الاستثمار السعودي الضخم في أمريكا ، وبعد بوادر إعادة التطبيع بين السعودية وبين إسرائيل .. فموقف الرئيس الأمريكي بإخراج الفلسطينيين الى مصر والأردن ، وهو موقف صارم ، جعل النظام السعودي يقبل التطبيع ، دون اقترانه بالتذكير بحل الدولتين ، وبحق العودة . واستمرار الرئيس الأمريكي ببقاء الدعم الاقتصادي والمالي لمصر ولإسرائيل ، هو الخلاص الوحيد لنظام للجنرال السيسي ، حتى يحافظ على نظام حكمه ، ويندمج في التغييرات التي تنتظر المنطقة ..
اذن منطقة الشرق الأوسط وصلت لمشروع الشرق الأوسط الكبير ، وستصل لشمال افريقيا ، بطرح نفس الإشكاليات السياسية ، خاصة تغيير الحدود بالمنطقة ، وخاصة ان المعني بالتغيير الجزائر التي ستجد نفسها محاصرة من قبل كل الغرب برئاسة فرنسا وامريكا وإسرائيل ، ومن قبل الدول العربية ومن بينها النظام المغربي المعادي للسياسة وللإجراءات الجزائرية ، خاصة استمرارها متمسكة بشعارات " جبهة الصمود التصدي " التي ما صمدت امام احد ، ولا تحدّث اخر ، لتصبح دولها في خبر كان . وهنا نشير الى ليبيا وسورية والعراق واليمن ومنظمة ( التحرير ) الفلسطينية .. فالخطاب الأمريكي ببناء شرق أوسط جديد ، يعني حتى الجزائر ، ويعني جبهة البوليساريو ، خاصة وان خطابهم معادي لإسرائيل وللغرب ، ومناصر للإسلام السياسي الرجعي في صوره المختلفة كحماس الاخوانية ، وخاصة اصرارهما على عرض القضايا العربية ، وهي قضايا تحللت منذ قبل حرب الخليج ..
ما قاله الرئيس الأمريكي بترحيل الفلسطينيين ، وسيرحلون غصبا عنهم ، هو اعلان بميلاد شرق أوسط جديد ، من دون دويلة فلسطينية ، التي لن تكون ابدا وتحت أي مسمى من المسميات ، كما هو اعراب صريح ، بان ارض الميعاد هي ارض يهودية لليهود أصحابها ، ولا حق عودة لغير اليهود ، أي رفض ما تردده المنظمات الفلسطينية التي كانت متياسرة بحق العدوة عن النكبة وعن النكسة .. وهو ما صرح به جهارا Netanyahou رئيس الوزراء الإسرائيلي ، ويصرح به جميع القادة الإسرائيليون ، بما فيهم حزب " راكاح " الحزب الشيوعي والأحزاب الصغيرة التي تقع على يساره .. فالجميع مع وحدة إسرائيل كدولة واحدية ، رغم تظاهر اختلافات تمويهية في خطاب كل اليسار الإسرائيلي الذي انقرض من الساحة ، بتشبع الشعب الإسرائيلي بالأفكار اليمينية الوطنية الشوفينية ..
لماذا نجحت وانتصرت إسرائيل في هذه الحرب المقدسة ، قداسة اليهود لأرض الميعاد ولشعب الله المختار ..
فبالإضافة الى التقدم الخارق في مختلف العلوم ، وهنا نطرح السؤال عن عدد اليهود الحاصلين على جائزة Nobel والجوائز البريطانية والفرنسية .. وعدد العرب .. سنصيب بالصدمة التي ما بعدها صدمة ..
هناك النظام السياسي اليهودي الذي يُعتبر بالديمقراطية الوحيدة بالمنطقة ، بل انها ديمقراطية تفوق العديد من الديمقراطيات الغربية ، رغم انها ديمقراطية تخص اليهود دون غيرهم .. فكم من رئيس وزراء صهيوني مر بالوزارة الأولى ، وكم هي الازمات السياسية التي ساهمت في تغيير الحكومة ، وكم عدد الرؤساء العرب الذين حكموا سورية والعراق وليبيا واليمن ، والسلطة الفلسطينية .. ولبنان .. انه لشيء مخجل ، لأنه فرق كبير بين نظام إسرائيل الديمقراطي ، وبين ديمقراطية حزب البعث وديمقراطية الأنظمة السياسية العربية .. فكم ضحايا حقوق الانسان بالوطن العربي .. بالآلاف .. ومرة أخرى . هل اغتالت إسرائيل مواطنا إسرائيليا لأسباب سياسية ، او لغيرها من الأسباب الأخرى كالاجتماعية . وهل تعتقل إسرائيل المواطنين الإسرائيليين لمعارضتهم للحكومة .. فالقياس مع وجود الفارق لا يسمح بالمقارنة ..
ان تصريح القادة اليهود الإسرائيليين باستحالة قبول الدويلة الفلسطينية تحت أي مسمى ، واستحالة العودة لأرض الميعاد لغير اليهود .. لم يكونوا ينطقون على الهوى ، لكنهم كانوا يخوضون الصراع الذي افتقده العرب وافتقده الفلسطينيون ، الذي هو الصراع الحضاري اليهودي الصهيوني التوراتي (التوراة ) الزبوري ( الزبور ) ، والطقوسي الذي يستمد القوة من الطقوس اليهودية لما يزيد ان اكثرمن 3000 سنة قبل الميلاد .. وتشبتا بهذا التراث ، فالعقيدة اليهودية لا تتردد ولا تخاف ، حين تشير الى ان ارض الميعاد وشعب الله المختار ، تصبح بالدم وبالحروب ، وليس بالحوار او بالمفاوضات .. والاجهاز على 47 الف فلسطيني في واقعة غزة ، وقبلها لبنان في 2006 ، وعزة في 2009 ، وقبلها دير ياسين ، وقانا 1 وقانا 2 ، ومحمد الدرة ، وصبرا وشاتيلا ... الخ .. ، كلها اعمال تنص عليها العقيدة اليهودية ، التي لا تتراجع في استعمال السلاح المفرط لحسم المعارك الحضارية وما اكثرها .. فبناء العلاقات على الدم وعلى الحروب ، هو ما تجاهلته ( القيادة الفلسطينية ) ، خاصة وانها حين قدمت كل شيء ، وبما فيه الاعتراف بالدولة اليهودية في مؤتمر مدريد Madrid ، وبعده في مؤتمر Oslo ، كانت تجهل او تتجاهل ان اصل الصراع هو صراع حضاري .. فالصراع الحضاري يبرر حتى الإبادة الجماعية ، اذا كان الدفاع عن الحضارة يدعو اليها .. وهنا ماذا كانت قيادة الفلسطينيين تنتظر ، وقد مر على اوفاق Madrid عشر سنوات انتهت بالفشل .. و كيف تزيد القيادة العميلة الخائنة في الانتظار رغم مرور اكثر من ثلاثين سنة على اوفاق مؤتمر Oslo .. ولتنتهي المسرحية بالقطع الجازم لأي حلم بإنشاء الدويلة الفلسطينية ولو مجردة من السلاح ، وينتهي أي أمل في ما ردده الفلسطينيون من النكبة ومن النكسة بحق العودة .. فتبخرت لائات الخرطوم ، لا صلح لا اعترف لا صلح ، الى هرولة مشينة للنظام السياسي العربي ازاء إسرائيل .. الدولة من البحر الى النهر ..
وهنا . ماذا جنى قتلة عرفات من محمود عباس ومحمد دحلان . عباس كان رئيس حكومة عرفات ، ودحلان وزير داخليته .. فشارون ومن بعده نتانياهو Netanyahou ، وكل القيادة الإسرائيلية استمروا في إهانة محمود عباس ، خاصة وان Tsé pi levni رئيسة سابقة لوزارة الخارجية الإسرائيلية ، فضحت قريع وياسر عبدربه منصور واخرون ، بممارسة الجنس معها مقابل خدمة إسرائيل .. كما لا ننسى كيف صافح عباس رئيسة وزراء إيطاليا ، كالمكبوت .. فهل بهذه العينات من البشر سيتم التغلب على إسرائيل التي تخوض حرب المشروع الحضاري اليهودي .. ؟
ان كل الغرب وامريكا ضد انشاء الدويلة الفلسطينية ، وضد ( حق ) العودة الذي تبخر ، كما تبخرت الدولية .. وان قول الرئيس الأمريكي بإخراج الفلسطينيين من غزة ومن الضفة وتصديرهم الى الأردن ومصر ، جاء بعد تلمس الضعف العربي ، ونهاية اسطورة جبهة " الصمود والتصدي " ..
ان الانتصار الباهر للمشروع اليهودي الحضاري ، والمشروع الحضاري المسيحي ، كان بسبب غياب أي مشروع ( حضاري ) عربي إسلامي .. ، وبسبب تحويل المشروع القومي السياسي ، الى مشروع حضاري ، وهذا لا يستقيم ، لان المشروع الحضاري هو مشروع فلسفي عقائدي تراثي .. والحال ان العرب لا عقدة لهم بخاصيات أي مشروع حضاري غير موجود أصلا ..
ولنا ان نتساءل عن المشروع الحضاري الصفوي القجاري الفارسي .. وعلاقة المشروع بالمشروعين الحضاريين اليهودي والمسيحي ..
لا اعتقد كما بينت التحليلات السياسية ، ان هناك خلاف بين المشروع الحضاري الصفوي القاجاري الفارسي ، وبين المشروع الحضاري اليهودي ، والمشروع الحضاري المسيحي .. فما كان يتم بينهم من تنابز ، كان ضحيته العرب ، والأنظمة العربية خاصة السعودية التي خسرت ملايير الدولارات لمجابهة ايران الفارسية .. والحال ان أسلوب التخويف الذي مارسته كل الإدارات الامريكية المتعاقبة ، كان يهدف الدولار الخليجي ، وهو المقلب الذي لم يفطن له صدام حسين عندما وجد نفسه متورطا في حرب اكبر منه .. وعندما ترك ايران وهاجم الكويت بتشجيع السفيرة الامريكية ببغداد .. ومنذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية في سنة 1979 ، ونحن ننام ونصبح على فرقعات قرع طبول الحرب بين إسرائيل وايران ، وبين ايران وامريكا .. لكن ومنذ اكثر من خمسين سنة ، لم تحصل هذه الحرب التي عرفت مسرحيات بالبلاد العربية ، كان ضحيتها العراق سورية اليمن ليبيا السودان ... والقائمة على الجرار ..
وبعد ان تخلصت ايران من جرة حزب الله ، بقتل حسن نصر الله ، وقتل سوريين ولبنانيين بالعاصمة الامويين دمشق ، وقتل العلماء الإيرانيين بشارع المدن الإيرانية . . تكون ايران الفارسية قد أخرجت نفسها من المستنقع اللبناني ، وتكون مكيافيلية حين استغلت كل الاحداث الجارية لخدمة المشروع الحضاري الصفوي القاجاري الفارسي ، المتعاون مع المشروع الحضاري المسيحي والمشروع الحضاري اليهودي ..
لقد انتهت اسطورة حزب الله ، والجيش اللبناني قريبا سيدخل الجنوب والمناطق الشيعية ، وسترفرف راية القوى المسيحية بمختلف اذرعها ، بما فيها تلك التي كانت محسوبة على نظم البعث السوري بلبنان ..
لقد انتهى حزب الله ، وقبله انتهت حماس الاخوانية التي كان لها مواقف متحفظة من ايران ومن حزب الله ومن النظام السوري .. فالسابع من أكتوبر كان الحد الفاصل لتغيير نظام الشرق الأوسط الكبير ، وانتحار حماس بذاك الشكل الاحمق ، كأنه استدراج من قبل إسرائيل ، او من قبل قوى قريبة ومتعاونة مع إسرائيل ، لجر حماس الإرهابية في التسبب في مقتل اكثر من 47 الف فلسطيني لا علاقة لهم بحماس وبعنتريتها الكرطونية ..
لقد انتهت حماس وانتهى حزب الله ، وانتهت منظمة ( التحرير ) الفلسطينية ، كما انتهت المنظمات الفلسطينية المتياسرة .. واصبح الواقع الناطق ، لا سيادة خارج دولة إسرائيل العظمى .. فهل تجد يهودي يقبل التخابر مع قيادة ( منظمة التحرير الفلسطينية ) ، مثل تخابر محمود عباس مع الشاباك والموساد والجيش .. لاخ ..
لكن دعونا نرجع الى معالجة قضية الصحراء الغربية على ضوء ما يختمر بالمنطقة .
يلاحظ ان نفس التاريخ ونفس الزمن ، بدأت فيه (المفاوضات) الحوارات بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين ، وبين المغرب وبين جبهة البوليساريو ومعها الجزائر .. (المفاوضات) الحوارات الإسرائيلية الفلسطينية بدأت مع مؤتمر Madrid ، وانتهت مع Oslo . أي مدريد من سنة 1982 الى 1993 ، و oslo من 1993 والى اليوم .. وكلها اعتمدت اللعب على الوقت والجرجرة ..
(المفاوضات) بين المغرب وبين جبهة البوليساريو ومعها الجزائر ، بدأت سنة 1991 ، وظلت حتى 13 نونبر 2020 .. أي استغرقت اللقاءات 34 سنة .. واستغرقت اللقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حوالي 33 سنة ، انتهت بالفشل مثل فشل اللقاءات بين المغرب وبين جبهة البوليساريو والجزائر ..
عندما اتضح للإسرائيليين فراغ الساحة العربية ، وانتهاء المنظمات الفلسطينية ، ونزول الإسلام السياسي كطرف منافس ، أعلنت استحالة قيام دويلة فلسطينية ، وتم رفض حق العودة نهائيا ..
وعندما اتضح للنظام المغربي تحلحل البوليساريو ، خاصة وقد وقف على رجليه ، اعلن في سابقة في تاريخ القانون الدولي ، بقبوله تنظيم الاستفتاء ، لكن الاستفتاء التأكيد الغير موجود في القانون الدولي ..
ويكون النظام المغربي كإسرائيل قد رفض انشاء دولة بالجنوب المغربي ، رغم اعترافه بالدولة الصحراوية ، مثل رفض إسرائيل انشاء دويلة فلسطينية ، رغم ان المغرب وفي طريق العودة رفع شعار " الوطن غفور رحيم " .. الذي رفضته إسرائيل ..
ومثل خوض إسرائيل الحرب الحضارية اليهودية ، فالنظام المغربي يعتبر نفسه انه يقود حربا مقدسة ، لارتباطها بالتاريخ الامبراطوري المغربي .. وهنا وفي احد أجوبة الحسن الثاني عن سؤال صحافي فرنسي ، حول إمكانية منح الصحراويين حكما ذاتيا . كان جوابه نهائي حين رد قائلا : كيف هل يريدوني ان أكون ملكا على جمهورية صحراوية . ابدا ..
ان هذا التغيير الذي تم رسمه من قبل الإدارة الامريكية ومعها إسرائيل ، والدول الغربية بشكل غير مباشر ، يرجع الى خمسين سنة خلت ، في فترة حكم جورج بوش الاب ومن بعده جورج بوش الابن ، عندما نظرا للخريطة الجديدة للشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا ..
لذا فان التغيير الجاري سيصيب الجزائر التي بقيت وحدها تجتر شعارات دول " جبهة الصمود والتصدي " ، وترفع (التحدي) في مواجهة إسرائيل ومواجهة الغرب ، في الوقت الذي ستصبح فيه الجزائر مطوقة بدول الغرب ، وبالنظام العربي الذي طبع مع إسرائيل وعلى راسه السعودية والامارات ودول الخليج ومصر ..
ان اكبر خطأ سقطت فيه الجزائر هو حين انفردت من جانب واحد بإنشاء الدولة الصحراوية ضدا على المشروعية الدولية ، وحين البستها ارث استقلالها في سنة 1962 ، مع العلم ان المشروعية الدولية تتحدث وتنص على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تنص على الدولة التي يجب ان يقرر بشأنها الاستفتاء ..
وما زاد علةً الآن لجبهة البوليساريو ، اسمها العربي ، وانتماءها الى الإسلام ، ومعادات إسرائيل ، ومساندة حماس ..
ان أمريكا والغرب ، لا يقبلان بإضافة دولة عربية إسلامية تناصر حماس وتعادي إسرائيل ، الى دول الأمم المتحدة . ان مثل هذه الدول ذات الطابع المعادي للائيكية ، منهج ونظام يعني بالشعوب ولا يعني بالديانات ، هي دولة عنصرية ، سيما وان الأغلبية الساحقة حسانية وبربرية ، تحكمهم اقلية عربية إسلامية من مناصري الحماس الاخوانية .... ومن معاداة الدولة اليهودية ... باسم الاضرار بالسامية .
الملك محمد السادس وبعد ان كان نزاع الصحراء يهدد مضجعه ، وكان لقرارات الاتحاد الأوربي ولمحكمة العدل الاوربية كلمتهم السلبية في حق أطروحة مغربية الصحراء ، اصبح وضعه في ظل التحول الجديد مريحا اذا نجح في الحفاظ على هذا الاستثمار .. بخلاف الجزائر المعرضة لحصار غربي امريكي بسبب مواقفها من إسرائيل ومن حماس ومن منظمات (التحرير الفلسطينية) . وقد يتعرض امنها للزعزعة للتسبب في هزة داخلية ، تنتهي بقلب النظام ، خاصة عند انفصال مناطق القبايل البربرية .. فما أصاب كل دول " جبهة الصمود والتصدي " ينتظر الجزائر اذا لم تغير من سياستها الشرق أوسطية .. ولتأخذ العبرة من ايران كيف " سلت الشوكة من دون دم " .. وتركت حزب الله وعمامات العراق لسبيلهم ..
ونظرا لان القيادة الجزائرية متعنتة باستمرارها في سياساتها الشرق أوسطية والشمال افريقية ، ونظرا لان جبهة البوليساريو مستمرة في رفع التحدي والرفض لإسرائيل التي لا تقارعها مشكل ، وتستمر في رفع الدعم اللامشروط لحماس الاخوانية ، ومناصرة لحل الدولة الفلسطينية التي تتعدى ارض النكسة الى ارض النكبة ، ومواصلتها تدعيم المشروع الإيراني بلبنان من خلال مساندة حزب الله ك ( حركة تحرير إسلامية ) .. فان الوقت قد حان لإحياء الاتهام الذي فشل مرات ، بإلصاق تهمة الإرهاب بجبهة البوليساريو ، ومنها بالجزائر التي تملي مواقف 1962 على جبهة البوليساريو .. فأمريكا برئاسة الرئيس Donald Trump ، المعروف بخرجاته الصادمة ، وفي ظل التحول التي أصبحت عليه منطقة الشرق الأوسط ، ومعه الغرب خاصة فرنسا في توجيه تهمة الارهاب للبوليساريو ، ومنه الدخول لتغيير النظام الجزائري ، وتغيير الحدود بتدعيم استقلال جمهورية القبايل التي تحتضنها فرنسا وتدعمها كندا وسويسرة والمانية وكل دول الاتحاد الأوربي .. فمن منظور الغرب الأيديولوجي بزعامة أمريكا ، يبقى الصاق تهمة الإرهاب بجبهة البوليساريو المدخل لمعالجة المشكلة الجزائرية الفريدة بوحدها في العالم العربي برفع شعارات " جبهة الصمود والتصدي " وشعارات اليسار الفلسطيني المتهالك ، الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ، والجبهة الشعبية القيادة العامة ، وكل منظمات ( التحرير ) الفلسطينية ، وانضافت الى نفس المواقف حماس الاخوانية والجهاد التكفيرية .. ورغم شعور القيادة الجزائرية بضرورة التغيير لمواكبة الموجة العالمية من إسرائيل ومن حماس والإسلام السياسي والعروبي ، فوقت التغيير جاء جد متأخرا ، والغرب عازم على الجزائر التي تشكل وضعا شادا في المنطقة المغاربية والمنطقة ( العربية ) .. فعلى النظام الجزائري انتظار القادم من الأمور ، التي لا تعتبر مفاجأة ، بل متوقعة بسبب تعارض النظام الجزائري مع قيم الغرب المسيحي اليهودي .. ولا احد سيهرع لحماية النظام في الجزائر لا روسيا ولا الصين . وان موقف الدولتين روسيا والصين من المخرج السوري والعراقي والليبي واليمني والفلسطيني ... الخ ، دليل على وحدة الرؤى بين الدول الكبيرة ، رغم اختلاف الأدوار والشطحات ، لان هناك تسليم بتقسيم احتكار المناطق كالجزائر لروسيا والصين ( بيع الأسلحة ) ، وهناك مناطق كالخليج والسعودية لأمريكا وللغرب . وان استعداد السعودية لاستثمار مليارات الدولارات بأمريكا غني عن كل تعريف . فلا تنتظر الجزائر هبوب روسيا ولا الصين للدفاع عنها ، خاصة عند اتهام البوليساريو بالإرهاب الذي هو اتهام غير بمشار للجزائر الحاضنة ، وستصبح تواجه تهمة الإرهاب مباشرة .. وكما قلت ان التهمة ويجب انتظارها من قبل Donald Trump ومعه فرنسا ، يجب توقعها وانتظارها حين سيتم التخلص من كل المخلفات التي ازمت الوضع بالشرق الأوسط .. ومنه ستأزمه بشمال افريقيا لا حقا ..
ان التجاهر بمعاداة إسرائيل من قبل الجزائر وجبهة البوليساريو ، ومساندتها للإسلام السياسي الذي تمثله حماس والمنظمات الفلسطينية باسم الإسلام الحركي ، والتركيز على عنصر القضايا العربية التي أصبحت متحللة منذ حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة ، وبقاء النظام الجزائري وحده النشاز بهذه المطالب ، لن ولا يمر مرور الكرام .. والتدخل سيكون غربيا ، بدون مشاركة إسرائيل التي ستبقى محايدة رغم ارسال صدام حسين صواريخه عليها ، وهي الصواريخ التي قتلت يهوديا واحدا ، مات بالخوف ( الخلعة ) ولم تقتله الصواريخ التي لم تزحزح الشعب الإسرائيلي عن مواقفه .. فحياد إسرائيل ضروري ، لتركيز وبإبقاء الصراع مع الغرب برئاسة أمريكا بتهمة الإرهاب .. وهي تهمة خطيرة في اللغة الغربية والأمريكية ، رغم ان أمريكا من أنشأت منظمات الإسلام السياسي الجهادي والتكفيري لمواجهة الغزو الروسي لأفغانستان ..
لم يبق هناك شيء يسمى بالقضايا العربية ، انتهى حزب الله اللبناني ، وانتهت عمامات العراق ، كما انتهت حماس ومعها الجهاد والإسلام الحركي الذي انشأته إسرائيل ، كما انتهى اليسار الفلسطيني بكل الوانه ، وانتهى حلم الدويلة الفلسطينية المنزوعة السلاح ، وانتهى ( حق ) العودة الذي هو حق لأصحاب الأرض اليهود لا لغيرهم ..
ان نجاح ترحيل الفلسطينيين الغير يهود ، الى الأردن ومصر ، وافراغ غزة والضفة الغربية ، يهودا والسامرة .. هي بداية تحقيق ارض الميعاد التي هي ارض اليهود شعب الله المختار ..
يؤلمني الضحايا التي سقطت تدافع عن قضية تنكر لها العرب قبل غيرهم ، بل تنكرت لها الشعوب العربية التي تناضل بالكلام وليس بالإقعال ..
إسرائيل الدولة القوية التي لم يسبق ان ادعت امتلاكها للسلاح النووي والهيدروجيني والأسلحة الفتاكة ، أضحت وحدها المخاطب لأنظمة الخليج ، وللسعودية ، والاستثمار الخليجي في أمريكا هو استثمار في إسرائيل ..
وداعا فلسطين ، وداعا ( القضايا العربية ) .. شرق أوسط جديد اصبح على الأبواب ..
ولا يفوتنا المقام ان نقول . وداعا الصحراء الغربية . وداعا الدولة الصحراوية . وداعا شعارات الجزائر منذ اكثر من خمسين سنة .. تقرير المصير ..
محمد السادس الذي يبدو ( ابلها ) ، انتصر على عبدالمجيد تبون الذي يبدو (شاطرا ) ..
انتظار تغيير الوضع بشمال افريقيا ، بعد تغيير الوضع بالشرق الأوسط .. انه العنوان الأمريكي الغربي " الشرق الأوسط الكبير وشمل افريقيا " .
اللهم اجعل الخاتمة حسنة ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .
- الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية ...
- هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
- فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
- ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
- موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
- السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ ...
- أي نظام للحكم نريد ؟
- هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب ...
- انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
- عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
- محور المقاومة . العقل العربي الغبي
- حزب الله (اللبناني) الإيراني
- سورية
- الدولة المارقة
- هشام بن عبدالله العلوي / الملكية ( الديمقراطية ) ( التعاقدية ...
- في البطريركية (الابوية) السياسية
- الملك محمد السادس حسم في الوضع القانوني للصحراء الغربية ، وا ...
- جمهورية الريف الوطنية والديمقراطية
- أصل الحكم في الإسلام


المزيد.....




- تضارب بين البيت الأبيض وترامب حول مدة إعادة توطين سكان غزة
- هل يؤثر تصريح ترامب عن غزة على اتفاق وقف إطلاق النار؟.. مسؤو ...
- تطوير أرضية للطرق ذاتية الإصلاح تحاكي عملية التئام الجروح
- خبير يوضح كيف يتم التجسس عبر الهاتف
- الحيتان القاتلة تصطاد أحد أخطر الحيوانات البحرية المفترسة!
- علويون في سوريا ينددون بهجمات عليهم ويطالبون بالعدالة بعد سق ...
- إسرائيليون يسخرون من خطة ترامب للسيطرة على غزة: -غير واقعية- ...
- وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا تنجح بإطلاق 300 أسير
- اصطدام في 10 دقائق.. الكشف عن سبب -الأخدود العظيم- على القمر ...
- فيديو يرصد خطف عامل في مصر والفاعل -غير متوقع-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سابقا بقضية الصحراء الغربية