عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الواقع يقول ويتكلم في سورية عن صراع متخفي متعدد الأبعاد طائفي وجغرافي وطبقي وإقطاعي وقد زاده النفوذ المخترق للمجتمع من طرف الدول المتنفذة والمتدخلة إشتعالا بعد إضعاف سطوة الدولة التي عاشت لمدة طويلة تحت قبة العلمانية مما أخفى المظاهر الطائفية وبقيت فقط المسألة الكردية تطل برأسها كلما حدث حادث جديد لأنه تم توظيفها لإضعاف سورية والدول الأخرى وخلق صراعات فيما بينها مما فتح المجال للتدخل المباشر.والدين كظاهرة اجتماعية كمومية ستتمظهر مع قدوم الجولاني وصحبه وتخرج للسطح في ظل نظام غير مستقر وثابت وعديم التجربة والحنكة وتخلق صدامات ثقافية وإجرائية داخل المجتمع وعصبية جديدة لأن الدين كمنظومة سلطوية تحكمية سيأخذ دولة الجميع إلى حسابه الخاص ليفرض الشريعة على الدولة ذاتها كأفراد ومؤسسات ومنظمات وسلوك مما ينتج حتما ردة فعل خارجية وداخلية ومقاومة مجتمعية قد تأخذ البلاد إلى وجهة غير محمودة. والسؤال هو هل يمكن للمنظومة الدينية المتطرفة أن تبني وطنا يطيب فيه العيش للجميع ويتحمل كل الاختلافات والتناقضات دون المرور بدولة علمانية لأنه من السهل تهديم وتفتيت الدول والمجتمعات والاستيلاء على السلطة عن طريق التدخل الخارجي أو الغزو الداخلي أما البناء فليس في متناول أي كان.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟