أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - سقوط صحافيين كبار!














المزيد.....


سقوط صحافيين كبار!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


لا يوجد الكثير ممن يبالون بسقوط الصغار، لأنهم بالأساس يتشبثون بمسك الهراء، لكن ماذا لو سقط كبار الصحافيين في العالم، لأنهم فقط يعتقدون أن هناك من يصدق الهراء الذي يدعونه بشأن ما يحدث في الدول العربية، لمجرد أنه صادر منهم!
طالما عرضتُ على مدار سنوات قصصا من هذا السقوط لأسماء غربية شهيرة في عالم الصحافة، عن نظرتهم الى بلدان الشمس الساطعة لأنهم لا يريدون مغادرة الدور السطحي السائد للنظر إلى دولنا من خلف العدسة الملتصقة بعين السائح الغربي، بينما السائح العادي نفسه لم يعد بحاجة إلى تلك العدسة مع انفتاح العالم على بعضه، فكيف بمن يزعم أنه “صانع رأي” و “عقل تحليلي” ذلك ما كتبه في يوم ما الكاتب البريطاني ماثيو باريس ليس بوصفه من بين أكثر الكتّاب الغربيين الذين يعرفون عالمنا العربي فحسب، بل لأنه ينظر بعين مفتوحة للعالم العربي، فاختصر لنا كل ما يجري بجملة “حان الوقت كي نعترف بأننا ضللنا الطريق في الشرق الأوسط. أسفل السياسات الخارجية للولايات المتحدة وبريطانيا تقبع أكبر كذبة استمر تداولها منذ حرب الخليج الأولى، وهي أنا نعرف ماذا نفعل هناك”.
وتساءل “لماذا نحن البريطانيون نتشوق إلى أسطورة لورانس العرب، ونعتقد أننا قادرون أن نعطي لحلفائنا حكمة خاصة وخبرة في المنطقة”؟
مثل هذا السؤال التهكمي يجد له ماثيو إجابة مؤذية بالقول لنعترف بأننا أضعنا الطريق إلى الشرق الأوسط، في سياستنا الخارجية والعسكرية. فاحتلال العراق لم يجلب الديمقراطية لهذا البلد كما زعم “سياسيونا وصحافتنا” بل أسفر وفق ماثيو باريس عن دولة فاشلة، لا تزال تمزقها النزاعات السياسية والطائفية.
ويستمر بالتساؤل في مقاله بصحيفة التايمز “أي أدلة يقدمها لنا التاريخ من فلسطين والسويس وبلاد فارس والعراق وليبيا وسوريا… وانتوني ايدن وديفيد أوين وصديقه الشاه وبلير وكاميرون؟ غير أننا نواصل التخبط”.
مع ذلك، خذ مثلا الكاتب المخضرم باتريك كوبيرن الذي مَهَرَ الصحافة وتجول بين بلداننا ونشر أكثر من كتاب عن ساستنا وتاريخ الحروب الملتبس بما فيها كتابه “مقتدى الصدر وسقوط العراق” وينظر إليه بوصفه أحد أكبر الخبراء في ما يجري بعالمنا العربي! لكن بمجرد أن ذهب إلى بغداد لحوار رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي لم يستطع إكمال الأسئلة الناقصة، وتقبل إجابات “ساسة العراق المفترضون” على هزالتها، فيما تبقى الأسئلة الحقيقية معلقة في الهواء وفي صدور الجمهور.
وهكذا كتب كوبيرن للجمهور البريطاني بأن الأحزاب الطائفية تمثل الحل وليست أساس المشكلة في البلاد المحتلة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية! بينما التجربة كشفت أن ربع قرن قضاها العبادي في بريطانيا لم تستطع أن تغير طريقة تفكيره الذي بقي أسير أجواء الحسينية التي ارتادها صغيرا، فالذي كان ينظر له إصلاحيا ارتد طائفيا بدشداشته السوداء وهو يساير الجموع الحائرة والضائعة في لجة سؤال الخرافة التاريخية!
لم ينته الأمر عند كوبيرن! فجيسيكا ديفي التي عملت خمسة أعوام مراسلة صحافية من دول الخليج العربي “تتخرفن” كما تخرفن جون سيمبسون كبير مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية -حسب وصف صحيفة الغارديان آنذاك- وهو يعلن بثقة مبالغ فيها عام 2001 في أفغانستان “لقد حررنا كابول!”، وتكرر الأمر أيضا بـ”تحرير العراق” الذي تلاشى ليصبح هذا “التحرير” الخطأ الأشنع الذي ارتكبه السياسيون، وخضعت له وسائل الإعلام.
“تخرفن” جيسيكا يكمن في أن السنوات الخمس التي قضتها تنقل التقارير الصحافية، وتحاور المسؤولين وتشارك في المؤتمرات، وتتجول في الأسواق والملاعب، علمتها أنه من المهم عندما تلتقط صورة لسيدة عربية يجب ان تنتبه كم بوصة عليها أن تظهر من ساقي المرأة فوق حذائها!
لماذا اتذكر كل ذلك اليوم؟ لأن المزاعم المتهرئة التي أفصحت عنها كارين إليوت هاوس رئيسة التحرير السابقة لصحيفة “ول ستريت جورنال” مؤخرا وهي تستذكر حوارها مع صدام حسين عام 1990 تعيد من جديد مطاردة “كبار الصحافيين” للامساك بالهراء!
وتقول هاوس “إن صدام حسين على مدى ثلاث ساعات من الحوار لم يعرض عليها كوبا من القهوة العربية أو الماء، وهو أمر لم تعهده لا من زعيم عربي أو أجنبي” وتفسر ذلك بسطحية مريعة وهزيلة بأنه “يحاول القادة التظاهر بأنهم لطيفون وديمقراطيون، فيقدمون للمرء الماء أو الزهور لكسب الود، أما صدام حسين فكان حريصاً على جعلك تعتقد بأنه رجل قاس، وفي نظري كان الرجل الأكثر قسوة من بين كل من قابلتهم في حياتي”!!
لماذا تريد كارين إليوت هاوس من القارئ العربي أن يصدق كل هذا العبث القاضي بتدمير الذاكرة لمجرد أنه صادر منها أو لأن أسمها يدرج وفق معايير ملتبسة ضمن قائمة “الصحافيون الكبار”؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - سقوط صحافيين كبار!