أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - شبكة اليسار الشيوعي - أطروحات حول دور الحزب في الثورة البروليتارية - الحزب الشيوعي العمالي في ألمانيا















المزيد.....


أطروحات حول دور الحزب في الثورة البروليتارية - الحزب الشيوعي العمالي في ألمانيا


شبكة اليسار الشيوعي

الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 15:36
المحور: الارشيف الماركسي
    


1. إن المهمة التاريخية للثورة البروليتارية هي وضع ثروات الأرض في أيدي الجماهير الكادحة وإنهاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وبالتالي جعل وجود طبقة حاكمة مستغلة ومنفصلة مستحيل. تتضمن هذه المهمة تحرير اقتصاد المجتمع من كل قيود السلطة السياسية وهي بالطبع مهمة مطروحة على نطاق عالمي.
2. إن إلغاء نمط الإنتاج الرأسمالي، والاستيلاء عليه ووضعه في أيدي الطبقة العاملة، اضافة إلى القضاء على جميع التقسيمات الطبقية وتلاشي المؤسسات السياسية، وبناء مجتمع شيوعي هو عملية تاريخية لا يمكن التنبؤ بلحظاتها الفردية بدقة. ولكن، فيما يتعلق بهذه المسألة، فإن الدور الذي سيلعبه العنف السياسي في هذه العملية قد حسم أمره في بعض النقاط.

3. إن الثورة البروليتارية هي في الوقت ذاته عملية سياسية واقتصادية. لا يمكن حسمها على النطاق الوطني سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية فقط؛ فبناء الشيوعية العالمية يعد ضروريًا لبقائها. ومن ثم، فإنه طالما لم يتم تدمير سلطة رأس المال نهائيًا على النطاق العالمي، سيظل الجزء المنتصر من البروليتاريا الثورية بحاجة إلى العنف السياسي للدفاع عن نفسه، وإن أمكن، لمهاجمة العنف السياسي للثورة المضادة.

4. بالإضافة إلى الأسباب التي تجعل العنف السياسي ضروريًا بالنسبة للجزء المنتصر من البروليتاريا، هناك أسباب أخرى تتعلق بالتطور الداخلي للثورة. فالثورة - باعتبارها عملية سياسية - لها لحظة حاسمة تتمثل في الاستيلاء على السلطة السياسية. أما الثورة - باعتبارها عملية اقتصادية - فلا توجد لها لحظة حاسمة مماثلة؛ بل يتطلب الأمر عملًا طويلًا لكي تتولى البروليتاريا توجيه الاقتصاد، وتقضي على دافع الربح، وتستبدله باقتصاد يقوم على أساس الاحتياجات. ومن البديهي أنه خلال هذه الفترة لن تبقى البرجوازية مكتوفة الأيدي، بل ستحاول استعادة زمام السلطة للدفاع عن أرباحها. وبالتالي، سيسعى أفراد البرجوازية في البلدان ذات الأيديولوجية الديمقراطية المتطورة - أي في البلدان الصناعية المتقدمة - إلى تضليل البروليتاريا بشعارات ديمقراطية. لذلك، من الضروري أن يمارس العمال عنفًا سياسيًا قويًا وثابتًا حتى يتمكنوا من الاستيلاء بشكل ملموس على السيطرة على الاقتصاد وكسر قبضة البرجوازية. هذه الفترة تُعرف بدكتاتورية البروليتاريا.

5. إن ضرورة استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية بعد الانتصار السياسي للثورة تؤكد، بالنتيجة، على أهمية وجود تنظيم سياسي للبروليتاريا بعد الاستيلاء على السلطة، تمامًا كما هو ضروري قبل الاستيلاء عليها.

6. تُعد المجالس العمالية السياسية (السوفييتات) الشكل التاريخي المميز والشامل لسلطة البروليتاريا وإدارتها، إذ إنها تتجاوز القضايا الفردية للصراع الطبقي لتطرح دائمًا مسألة السيطرة الكاملة على السلطة.

7. إن التنظيم التاريخي الذي يجمع بين أكثر المناضلين البروليتاريين وعيًا واستعدادًا هو الحزب. وبما أن الهدف التاريخي للثورة البروليتارية هو تحقيق الشيوعية، فلا يمكن لهذا الحزب، في برنامجه وأيديولوجيته، إلا أن يكون حزبًا شيوعيًا. يجب أن يقوم الحزب الشيوعي على برنامج مدروس بعناية، وأن يكون منظمًا ومنضبطًا بشكل شامل، بحيث يعمل كإرادة موحدة. فهو رأس الثورة وسلاحها الأساسي.

8. إن المهمة الأساسية للحزب الشيوعي، سواء قبل الاستيلاء على السلطة أو بعده، هي أن يكون البوصلة الثابتة والواضحة التي توجه الثورة البروليتارية وسط ارتباكاتها وتقلباتها نحو الشيوعية. على الحزب أن يرشد الجماهير إلى الطريق نحو الشيوعية في كل الظروف، ليس فقط من خلال الكلمات، بل من خلال الأفعال أيضًا. وفي جميع قضايا الصراع السياسي قبل الاستيلاء على السلطة، يجب أن يوضح بجلاء الفرق بين الإصلاح والثورة، ويكشف عن كل انحراف نحو الإصلاحية باعتباره خيانة للثورة وللطبقة العاملة، وباعتباره محاولة لإعادة إحياء نظام الربح القديم. وكما لا يمكن أن توجد وحدة مصلحة بين المستغِل والمستغَل، لا يمكن أن توجد وحدة بين الإصلاح والثورة. إن الإصلاحية الاشتراكية الديمقراطية - بغض النظر عن الأقنعة التي قد ترتديها - تمثل اليوم أكبر عقبة أمام الثورة، وهي الأمل الأخير للطبقة الحاكمة

9. لذا، يجب على الحزب الشيوعي أن يعارض دون تردد كل مظاهر الإصلاحية والانتهازية، بقدرٍ من العزم ينعكس في برنامجه وصحافته وتكتيكاته وأنشطته. وعلى الحزب، بشكل خاص، أن يحرص على ألا تتوسع عضويته بوتيرة أسرع من قدرة النواة الشيوعية الصلبة على استيعابها.

10. إن الثورة عملية جدلية، ليس فقط في مجملها، بل في كل لحظاتها الفردية أيضًا. وفي سياق الثورة، تمر الجماهير بتقلبات حتمية. وعلى الحزب الشيوعي، باعتباره التنظيم الذي يضم أكثر العناصر وعيًا، أن يعمل جاهدًا على تصحيح هذه التقلبات بدلاً من الاستسلام لها. ومن خلال وضوح شعاراته ومبدئيتها، ووحدة أقواله وأفعاله، وموقعه القيادي في النضال، ودقة تنبؤاته، يجب أن يساعد البروليتاريا على تجاوز كل تقلب بسرعة وبشكل كامل. ويجب أن يسعى الحزب الشيوعي، عبر نشاطه الشامل، إلى تطوير الوعي الطبقي للبروليتاريا، حتى لو أدى ذلك أحيانًا إلى الوقوف ظاهريًا في مواجهة الجماهير. بهذه الطريقة فقط، سيتمكن الحزب، في خضم النضال الثوري، من كسب ثقة الجماهير وإنجاز عملية التثقيف الثوري لأكبر عدد ممكن منهم

11. من الطبيعي ألا يفقد الحزب الشيوعي اتصاله بالجماهير. وهذا يتطلب، بالإضافة إلى واجبه الواضح المتمثل في الدعاية المستمرة، أن يتدخل في الحركات العمالية الناتجة عن الاحتياجات الاقتصادية، محاولًا توضيح هذه الحركات فكريًا وتطويرها. ويجب على الحزب تشجيع نداءات التضامن النشط لتوسيع نطاق النضالات وتحويلها، حيثما أمكن، إلى أشكال ثورية وسياسية. ومع ذلك، لا يجوز للحزب الشيوعي أن يعزز روح الانتهازية من خلال رفع مطالب إصلاحية جزئية باسمه.

12. إن الأداء العملي الأهم للشيوعيين في الكفاح الاقتصادي للعمال يتمثل في تنظيم وسائل الكفاح التي تُعتبر، في الحقبة الثورية، السلاح الأنسب لهذا الصراع في جميع البلدان المتقدمة. وهذا يعني أن على الشيوعيين العمل على توحيد العمال الثوريين (وليس فقط أعضاء الحزب الشيوعي) داخل المصانع، وتأسيس منظمات المصانع (Betriebsorganizationen)، التي ستتحد لاحقًا لتُهيئ الطبقة العاملة للاستيلاء على عملية الإنتاج.

13. إن تنظيمات المصانع الثورية هي التربة التي ستنبثق منها لجان العمل في النضال، وهي الإطار للمطالب الاقتصادية الجزئية وللعمال الذين يناضلون من أجل أنفسهم. إنها طليعة وأساس المجالس العمالية الثورية العمالية

14. في إنشاء هذه المنظمات الطبقية الواسعة للبروليتاريا الثورية، يبرهن الشيوعيون على قوة الجسم الموحد والمترابط برنامجياً. وهم يقدمون في الاتحادات العمالية مثالاً عمليًا للنظرية الشيوعية، سعيًا إلى انتصار الثورة البروليتارية، ومن ثم تحقيق المجتمع الشيوعي.

15. يعتمد دور الحزب بعد الانتصار السياسي للثورة على الوضع الدولي وتطور الوعي الطبقي للبروليتاريا. وما دامت ديكتاتورية البروليتاريا (العنف السياسي للطبقة العاملة المنتصرة) ضرورية، يجب على الحزب الشيوعي أن يبذل كل ما في وسعه لتوجيه الأحداث في الاتجاه الشيوعي. ولتحقيق هذه الغاية، من الضروري في جميع البلدان الصناعية أن يشارك أكبر عدد ممكن من العمال الثوريين، تحت تأثير روح الحزب، بشكل فعال في الاستيلاء على الاقتصاد وتحويله. إن تنظيمهم في المصانع والاتحادات العمالية، وتدريبهم على الصراعات الفردية، وتشكيل لجان العمل، هي الاستعدادات الضرورية التي يجب على طليعة الطبقة العاملة القيام بها لإعدادهم لتطوير النضال الثوري.

16. وبقدر ما تقوى الاتحادات بوصفها التنظيم الطبقي للبروليتاريا بعد انتصار الثورة وتصبح قادرة على توطيد الأسس الاقتصادية للدكتاتورية في شكل نظام المجالس، تزداد أهميتها بالنسبة للحزب. وفي وقت لاحق، ومع ضمان ديكتاتورية البروليتاريا بفضل رسوخها في وعي الجماهير الواسعة، يفقد الحزب أهميته لصالح المجالس العمالية. وأخيرًا، ومع تحول ديكتاتورية الجماهير إلى مجتمع شيوعي، تصبح حماية الثورة بالعنف السياسي غير ضرورية، وبالتالي يزول الحزب من الوجود.

من "البروليتاري" (Proletarian)، يوليو 1921.



#شبكة_اليسار_الشيوعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...
- نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق ...
- الرفيقة إكرام الحناوي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس الن ...
- رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يوجه ...
- من اليمين واليسار...انتقادات لبايرو بعد تصريحاته عن -إغراق- ...
- مسؤولة كردية رفيعة تطالب تركيا بإجراءات تخص عبد الله أوجلان ...
- ملف الهجرة: رئيس الحكومة الفرنسية -يغازل- اليمين المتطرف؟
- غارات تركية على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني قرب قصر ش ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - شبكة اليسار الشيوعي - أطروحات حول دور الحزب في الثورة البروليتارية - الحزب الشيوعي العمالي في ألمانيا