أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علوان حسين - الرد على مقالة الباحث: السيد عبد الحسين سلمان/ 1-20















المزيد.....


الرد على مقالة الباحث: السيد عبد الحسين سلمان/ 1-20


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1. المقدمة
بتاريخ 2025 / 1 / 21، وفي العدد 8229 من الحوار المتمدن الأغر، نشر السيد "عبد الحسين سلمان" المحترم مقالاً عنوانه:
(هل التاريخ الاسلامي صناعة عباسية / أعجمية ؟) وذلك ضمن محور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني، هذا نصه:

"العَجَمُ : خلافُ العَرَبِ، الواحد: عَجَمِيٌّ، نَطَقَ بالعربية أو لم ينطِق.

خدوا نحوكم من اعجمي ..... سيبويه

....أن العرب حكمت على غير مثال مثل لها ولا آثار أثرت , أصحاب إبل وغنم وسكان شعر... أبن المقفع

"من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم، وليس في العرب حملة علم لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية إلا في القليل النادر، وإن كان منهم العربي في نسبه فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته..."…... عبد الرحمن بن خلدون


نبرهن على صدق قول ابن خلدون بالقول : أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم....…

اً كتب نفسير القران
هناك العديد من كتب التفسير , لكن جامعة ال البيت في عمان / الاردن/ قسمت كتب التفسير كالاتي
أمهات التفسير
1. جامع البيان في تفسير القرآن للطبري ...(224 هـ - 310 هـ - 839 - 923م)، من طبرستان في شمال ايران
2. الكشاف, الزمخشري, 538 هـ ..من تركمانستان
3. التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب , فخر الدين الرازي, 606 هـ...من مدينة الري جنوب طهران
4. أنوار التنزيل وأسرار التأويل, ناصر الدين البيضاوي, 685 هـ., من مدينة البيضاء بفارس قرب شيراز في ايران.

تفاسير أهل السنة
1. تفسير القران , الفيروز ابادي, توفي عام 817 هجري, من شيراز في ايران
2. بحر العلوم, أبو الليث السمرقندي 375 هـ , من مدينة سمرقند في أوزبكستان
3. معالم التنزيل, البغوي, 516 هـ , من مدينة خراسان شمال شرق ايران.

تفاسير الشيعة الاثني عشرية
1. مجمع البيان في علوم القرآن, فضل بن حسين الطبرسي , 584هـ , من مدينة طَبَرِستَان, في شمال دولة إيران وفي جنوب غرب دولة تركمانستان اليوم
2. تفسير القمي, علي بن إبراهيم القمي , 329 هـ , من مدينة قُم , هي إحدى مدن إيران
3. التبيان في تفسير القرآن, محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي , 460هـ , من مدينة طوس و تسمى اليوم بمشهد في ايران
4. الميزان في تفسير القرآن, محمد حسين الطبطبائي , 1321هـ , من مدينة تبريز في ايران
5, تقريب القرآن إلى الأذهان, محمد الحسيني الشيرازي , 1422هـ , من مدينة شيراز في ايران

الحديث النبوي
كتب الصحاح : من أشهر المصنفات في الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة
1. صحيح البخاري
الإمام البخاري (256 هـ870) من تركمانستان
2. صحيح مسلم الإمام مسلم (261 هـ875) من نيسابور في شمال شرق ايران
3. سنن أبو داود أبو داود (275 هـ888) من سجيسان في افغانستان
4. سنن الترمذي الترمذي (279 هـ892) من أوزبكستان
5. سنن النسائي النسائي (303 هـ915) من تركمانستان
6. سنن ابن ماجه ابن ماجة (273 هـ886) من محافظة قَزوِين، إيران

كتب الحديث عند الشيعة
1. الكافي في الأصول والفروع - لمحمد بن يعقوب الكليني...(تُوُفّيَ سَنةَ 329 هـ / 941 م) , من مدينة الرَّي في الجنوب الشرقي لمدينة طهران في إيران.
2 و 3 .لاستبصار - للشيخ الطوسي.و تهذيب الأحكام ,,(385هـ -460هـ / 995م - 1067م) , من مدينة طوس و تسمى اليوم بمشهد في ايران
4. من لا يحضره الفقيه - لعلي بن بابويه القمي...القرن الثالث الهجري ـ 329 هـ) , من مدينة مدينة قُم هي إحدى مدن إيران
5. بحار الأنوار للمجلسي .. ( 1037 هـ - 1111 هـ) / (1627 م - 1699)؛ من مدينة أصفهان جنوب طهران في ايران

المذاهب الاسلامية الاربعة
1- الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، (80هـ/699م - 150هـ/767م)،
الإمام ، فقيه الملة ، عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ، الكوفي ، مولى بني تيم الله بن ثعلبة يقال : إنه من أبناء الفرس .
وقال محمد بن إسحاق البكائي ، عن عمر بن حماد بن أبي حنيفة أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى فأما زوطى فإنه من أهل كابل ، وولد ثابت على الإسلام ، وكان زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة ، فأعتق فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة ،

2. الإمام مالك بن أنس، (93هـ/715م - 179هـ/796م)، ومذهبه المالكي
قصته قصة طويلة ولم نخرج بنتيجة.
لم يتفقوا على الشخص الذي سموه (مالك بن أنس) فعلى الرغم من أهميته: إمام لأحد المذاهب الأربعة؛ فإنهم اختلفوا في سنة ولادته وفي أصله وفي وفاته، ونسبوا إليه فرية لا يمكن أن يصدقها عاقل، وهي أنه بقي في بطن أمه ثلاث سنوات. فقد اختلف المؤرخون في ولادة الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر، فمنهم مَن قال عام 93 هجرية (وهو الأشهر)، وقيل 94 هجرية، وقيل 95 هجرية، وقيل 96 هجرية، في المدينة المنورة. لم يكن أنس والد الإمام مالك معروفاً؛ حيث لم يُذكر عن حياته في كتب التاريخ، بل حتى إن مالك نفسه لم يرو عنه، وجده أبو عامر كان تابعياً يمنياً نزل المدينة. ولم يكن مالك من أسرة علمية. كذلك اختلف الرواة إن كان مالك من العرب أم من الموالي "قال محمد بن عمران لمَن سأله عنه: وهو رجل من العرب من حمير من أنفسهم، ما بيننا وبينه نسب إلا أن أمه مولاة لعمي عثمان بن عبيد الله". ذكر ابن إسحاق وآخرون أن مالك مولى لبني تميم، وقال آخرون "الإمام مالك بن أنس الأَصْبَحي التيمي، فهو أصبحي صليبة، تيمي بوَلاء الحِلْف، وذلك لأن قومه (أَصْبَح) موالي لتيم قريش بالحِلْف". وأشار محمد زاهد الكوثري إلى أن مالك من الموالي لا من العرب، واستشهد بتسمية الإمام الزهري لعم الإمام مالك بـ"مولى التيميين".

3. الإمام محمد بن إدريس الشافعي، (150هـ/766م - 204هـ/820م)، ومذهبه الشافعي
أختلف في موطنه , قسم يقول من غزة في فلسطين وقسم يقول انه كان من الموالي.

4. الإمام أحمد بن حنبل، (164هـ/780م ـ 241هـ/855م)، ومذهبه الحنبلي
بالنسية الى موطن ميلاده فقد اختلف فيه المؤرخون، فقيل إنه وُلد بمرو في خراسان، «تقع في تركمانستان حاليا» حيث كان يعمل أبوه وجده من قبل، وقيل إنه وُلد ببغداد بعد أن جاءت أمه حاملاً به من مدينة مرو التي كان بها أبوه، وهذا الأخير هو القول الراجح عند جمهرة المؤرخين، فقد روي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: سمعت أبي يقول: «قدمت بي أمي حاملاً من خراسان، وولدت سنة أربع وستين ومئة

الفقهاء و القضاة المسلمون من العجم
إنّ القيامة فيما أحسب اقتربت ... إذ كان قاضيكم نوح بن درّاج
جاء في العقد الفريد :
قال ابن أبي ليلى( تابعي ومفتي وفقيه وقاضي كوفي، وأحد رواة الحديث النبوي.) : قال لي عيسى بن موسى ( أميرٌ عباسي، ووليُّ عهد لفترتين ثم عُزل، وهو من الولاة القادة، وابن أخي الخليفة أبو العباس السفاح) ، وكان جائراً شديد العصبية للعرب :
1: من كان فقيه البصرة؟
قلت: الحسن بن أبي الحسن(ت110 ه)،
قال: ثم من؟ قلت: محمد بن سيرين(ت-110ه)؛ قال: فما هما؟ قلت: موليان؛
2: قال: فمن كان فقيه مكة؟ قلت: عطاء بن أبي رباح (114 ه )ومجاهد بن جبر(ت-104 ه) وسعيد بن جبير(ت-95ه) وسليمان بن يسار؛ قال: فما هؤلاء؟ قلت: موإلى،
3: قال: فمن فقهاء المدينة؟ قلت: زيد بن أسلم ومحمد ابن المنكدر ونافع بن أبي نجيح؛ قال: فما هؤلاء؟ قلت: موالى. فتغير لونه،
4: ثم قال: فمن أفقه أهل قباء؟ قلت: ربيعة الرأي وابن الزناد؛ قال: فما كانا؟ قلت: من الموالي. فاربد وجهه،
5: ثم قال: فمن كان فقيه اليمن؟ قلت: طاووس وابنه وهمام بن منبه؛ قال: فما هؤلاء؟ قلت: من الموالي. فانتفخت أوداجه وانتصب قاعدا
6: ثم قال: فمن كان فقيه خراسان؟ قلت: عطاء بن عبد الله الخراساني، قال: فما كان عطاء هذا؟ قلت: مولى. فازداد وجهه تربدا واسود اسودادا حتى خفته،
7: ثم قال: فمن كان فقيه الشام؟ قلت: مكحول؛ قال: فما كان مكحول هذا؟ قلت: مولى. فازداد تغيظا وحنقا،
8: ثم قال: فمن كان فقيه الجزيرة؟ قلت: ميمون بن مهران؛ قال؛ فما كان؟ قلت: مولى. قال: فتنفس الصعداء،
9: ثم قال: فمن كان فقيه الكوفة؟ قال: فوالله لولا خوفه لقلت: الحكم بن عيينة وعمار بن أبي سليمان، ولكن رأيت فيه الشر، فقلت: إبراهيم والشعبي؛ قال: فما كانا؟ قلت عربيان، قال: الله أكبر، وسكن جأشه.
10: سرجون بن منصور" الرومي كان يكتب لمعاوية على ديوان الخراج، ويكتب لزياد مولاه مرادس،
11: على الخراج زاذان فروخ، وكان ذلك في أيام معاوية بن يزيد بن معاوية،
12: ويكتب لعبد الملك على ديوان الرسائل "أبو الزعيزعة" مولاه،
13: وعلى ديوان الخاتم للوليد بن عبد الملك شعيب الصابي مولاه،
14: ويكتب له على المستغلات بدمشق يفيع بن ذؤيب مولاه،
15: موسى بن نصير، وكان والده من سبي عين التمر،
16: ولّى أبو المهاجر دينار مولى الأنصار إفريقية 47هـ،
وقد نشر الدكتور محمد بديع شريف كتاب الصراع بين الموالي والعرب علم 1954 بمساعدة وزارة المعارف العراقية

الخلاصة
1. أول من كتب السيره النبويه هو ابن اسحق بتكليف من أبو جعفر المنصور , وأبن أسحق هو من الموالي.
2. القرن الثاني هجري ( خلال الدولة العباسية ) تم التدوين , وقبل هذا كانت الروايات شفهيه سمعية
3. أن أغلب المفسرين و أصحاب الحديث والمذاهب الاربعة والقضاة والفقهاء ..الخ , هم من العجم .
4. لذلك يقول المرحوم المفكر الاسلامي الدكتور المهندس محمد شحرور : أن الاسلام صناعة اموية / عباسية.
5. وأغلب الادباء وعلماء الطبيعة هم من العجم
6. ويؤكد علماء التاريخ ان قصة الاسراء والمعراج والصلوات الخمسة وطريق الوضوء في الاسلام هي نفسها تماماَ في الديانة الزرادشتية , ديانة بلاد فارس
الآن :
هل يحق لنا ان نسأل :
أن ما تم تدوينه في القرن الثاني والثالث الهجري عن تاريخ الاسلام هو صناعة عباسية / أعجمية"

انتهى النص الكامل للمقال.

2. عنوان المقال ومداه ومنهجه
سبق الإيراد بأن عنوان المقال يقرأ: "هل التاريخ الاسلامي صناعة عباسية / أعجمية؟"؛ والمطالع لهذا العنوان يفهم من دلالات منطوقه مايلي:
ا. أن حقل البحث لهذا المقال مُنصبٌّ على موضوع "التاريخ الإسلامي".
ب. أن التاريخ الإسلامي انما هو "صناعة".
جـ. أن الذي صنع هذا التاريخ هم العباسيون/الأعاجم.

ولكن مندرجات المقال مستهلة بالتطرق إلى حقول المعرفة المرتبطة بـ "علم النحو العربي" و"بتوصيف أبن المقفع لحكم العرب كبدو" و بمقولة "أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم" استنادا لملاحظة إبن خلدون بهذا المعنى، لتنتقل المقالة بعدها الى تسطير أسماء الكتاب ممن يتوهم السيد عبد الحسين سلمان كونهم من غير العرب ممن ألفوا كتب تفاسير القرآن السنية والشيعية ومثلها الأحاديث النبوية والمذاهب الاسلامية وكتب التاريخ والسيرة النبوية والقضاء الاسلامي والعلوم الطبيعية والشعر والطقوس الدينية الاسلامية.. إلخ.

من الواضح أذن أن المقالة لا تنصب ألبتة على موضوع "التاريخ الأسلامي" مثلما ينص عنوانها، بل هي مصممة حصراً لإيراد اسهامات من يتوهم الكاتب أنهم من غير العرب في العلوم الدينية والاجتماعية والطبيعية في العصر العباسي.
والآن إلى السؤال: مادام الهدف المعلن لهذه المقالة إنما هو أثبات أن غالبية المشتغلين في العلوم الدينية والاجتماعية في العصر العباسي هم من غير العرب، فماذا لم يفصح الكاتب عن هذا الغرض البائن في عنوان مقالته؟ وهل أن العلوم الدينية والاجتماعية والطبيعية هي من ضمن "التاريخ الأسلامي" ؟ حسب فهم الكاتب؟
السؤال الأهم: هل أن العلوم الدينية والاجتماعية والطبيعية عموما إنما تخص هذا القوم أو تلكم الأمة أو ذلك الشعب دون غيره من شعوب العالم في أي عصر من عصور التاريخ؟ هل قرأ أحد أي بحث في العلوم الطبيعية والدينية والاجتماعية الروسية – مثلا – ليضعها مقابل نفس تلك العلوم الأمريكية أو الصينية أو الصهيونية النازية المبيدة من الشعوب؟ بالتأكيد لا. فمن المعلوم أن العلوم الدينية والاجتماعية والطبيعية هي تراكم متطاول في الأزمان يخص البشرية جمعاء وليس لهذا القوم أو ذاك، لذا فإن الهدف الذي يعلنه الكاتب صراحة في مقالته – ونصه " نبرهن على صدق قول ابن خلدون بالقول: أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم....…" هو هدف غير علمي البتة لكونه ينسب مقدماً المنجز العلمي لقوم بعينهم دون غيرهم، وهذا غير صحيح- ببساطة لكون كل المعارف و العلوم ترفض الاحتكار المحصور بقوم ما دون غيرهم من الأقوام. كما لا يجوز حشر الشعوب المسلمة في قفصين متقابلين: العرب والأعاجم ببساطة لأن الامازيغي المسلم هو غير المسلم التركي ولا الفارسي أو النوبي أو الآزيري أو البنغالي ووو .
والآن إلى السؤال الأهم: مادام السيد عبد الحسين سلمان المحترم مهتم كل الاهتمام بتحقيق هدف بحثه الذي ينص على أن " نبرهن على صدق قول ابن خلدون بالقول : أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم..."، فهل قام هذا الباحث باحصاء عدد "حملة العِلم" من العرب في كل حقول المعرفة خلال العصر العباسي، وأحصى عدد العلماء والادباء ممن هم من غير العرب كي يستطيع من المقارنة بين كثافات ترددات الأسماء العائدة للمجموعتين في كل حقل معرفي في نفس العصر كي يتمكن من أن يخلص إلى نتائج كمية قابلة للتحقق تبرر استنتاجه بـ "أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم " ؟
الجواب هو أن السيد عبد الحسين سلمان المحترم لم يكلف نفسه عناء اجراء مثل هذا المسح الاحصائي الكمي ولا النوعي. طريقته هي تسطير أسماء العلماء ممن يعتقد واهما كل الوهم أنهم من غير العرب كي يثبت هدفه المبيت بأن حملة العلم في الملة الإسلامية كان أكثرهم العجم.
والآن إلى السؤال الأهم الأهم: هل قام السيد عبد الحسين سلمان المحترم بالتحقق من نسب كل مؤلف أورد اسمه في مقاله كي يثبت كونه غير عربي قبل تسطير اسمه ضمن الأعاجم في مقاله موضوع البحث؟
الجواب هو لا، البتة! طريقته غير العلمية في البحث هو التقصد بنسبة كل من يذيل اسمه بلقب يعود لمدينة عائدة للبلدان الكائنة خارج حدود شبه الجزيرة العراق والشام ومصر ( مثل الرازي والطبري والطوسي ...) ومن ثم ينسبه جزافاً لأغلبية الشعب الحالي الذي يسكن تلك المدينة، ليحكم عليه بالتالي بكونه غير عربي، مثل فخر الدين الرازي الثابت أن جده هو الخليفة الرأشد الأول أبو بكر الصديق. السيد عبد الحسين سلمان يعتبر أن أبا الفخر الرازي عندما انتقلت عائلته للعيش من الحجاز إلى مدينة الري في ايران فإن هذا الانتقال لمسكنه الجديد قد قلبه من عربي إلى أعجمي بقدرة قادر. ليس هذا فحسب، بل أنه يسمح لنفسه بابدال قومية من يًعرف حسبه ونسبه من العرب الخلّص المولودين في حواضر عربية مثل الامام الشافعي: أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المُطَّلِبِيّ القُرَشي المولود في غزة العزة والساكن من بعدها في مكة والمدينة بالحجاز! بل وأكثر من هذا، انه يعتبر المولى العربي المولود في مدينة عربية ولا يتكلم سوى العربية هو أعجمي قطعاً (مثل موسى بن نصير)، عكس العربي المولود في مدينة غير عربية! ليس هذا وحسب، بل انه يعتبر كل من اختلف الرواة في نسبه انما هو حتما غير عربي الهوية! انه يكيل بأربعة مكاييل متضاربة ونافية لبعضها البعض في آن واحد! سأعود لهذا الموضوع بالتفصيل.
طيب، مادام المقال يهدف إلى اثبات: "أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم "، وليس العرب، فهل قام الباحث المحترم بتعريف ما الذي يعنيه بمصطلح "العربي" في بحثة هذا وذلك وفاءً منه للواجب المنهجي المطلوب من كل باحث في التعريف الجامع المانع لكل واحد من المصطلحات التي يستخدمها في بحثه؟ الجواب لا، قطعا!
وهل قام الباحث المحترم بتعريف من هم الموالي وبرر لنا علمياً علة اعتباره لهم جزافاً من غير العرب حتى لمن ولد وترعرع في مدينة عربية مثل مكة والمدينة وكانت العربية هي لغته الأم التي ينطق بها وما ألف شيئاً في غير العربية؟ الجواب هو طبعا لا.
لماذا إذن يتقصد الباحث عبد الحسين سلمان المحترم ارتكاب كل هذه الاخطاء غير العلمية ذات المنهج المنحاز سلفا والفاسد بحثياً؟
الجواب: لكونه غير مهتم مطلقا باحترام الحقائق التاريخية الثابتة، ولا التثبت مما هو مؤضع شك فيها ليقطع الشك باليقين. هو صاحب هدف مبيت يتمثل بالحط من مكانة العرب جزافاً؛ وهو مستعد لتجاوز كل حقائق التاريخ لإثبات هدفه هذا. لي عودة إلى هذا الموضوع.
والآن نأتي إلى السؤال: هل التاريخ هو صناعة، مثلما ينص عليه عنوان المقال: "هل التاريخ الاسلامي صناعة عباسية / أعجمية"؟ الجواب، طبعا، هو قطعاً: لا. التاريخ هو التدوين للمدرك الشخصي لرواية أحداث الماضي المسموعة والمقروءة بالارتباط مع شخصيات معينة أو وقائع أخرى. التاريخ ليس صناعة، قطعا؛ إنه من العلوم الاجتماعية!
طيب، ولكن ما حكاية العبارة: "عباسية/اعجمية" الواردة في نص عنوان المقال؟ ولماذا يمتنع الباحث عن التعريف بما هو المقصود منها بالضبط؟ هل المقصود أن التاريخ الاسلامي قد دونه كلا من الخلفاء العباسيين من احفاد العباس عم النبي بالمشاركة مع الأعاجم، أم المقصود هو أن الاعاجم هم عباسيون، أم أن العباسيين هم أعاجم؟ الجواب: الباحث السيد عبد الحسين سلمان غير معني بتعريف مصطلحه هذا؛ اسوة بما سبقه من المصطلحات التي يستخدمها في بحثه.
ومادام عنوان المقال يحدد فترة الخلافة العباسية حدودا لبحثه (750-1517م)، فلماذا يتقافز كاتبه عشوائياً من عصر صدر الاسلام (مثل تطرقه للحسن البصري الذي أرضعته أم سلمة زوجة الرسول) والأموي (موسى بن نصير)، والصفوي (المجلسي من القرن السابع عشر (1627 – 1699م)، وحتى القرن العشرين (محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي (1928 - 2001 م) ؟
نأتي الآن إلى بيت القصيد: ما هي الأهمية العلمية المتوخاة من إثبات "أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم "؟ أي مشكلة تنتظر الحل سيتداركها مثل هذا الاثبات ؟
من المعلوم أن هذا الموضوع كان هو ديدن الشعوبيين من مفكري الأقوام التي احتل المسلمون العرب بلدانهم للحط من قيمة العرب المحتلين – مثل المقفع والفردوسي والرودكي وغيرهم ، فهل أن الاصرار جزافا على تحقير المنجزات الحضارية لأي قوم من الأقوام هو من ضمن واجبات وأهداف البحث العلمي الرصين و المحترم؟ طبعا، لا! علماء الانثروبولوجيا اليوم يصفون باعجاب شديد منجزات حضارة الشامانيين والاسكيمو (الإنويت) والماوماو. لماذا؟ لأن العلم نور، والشوفينية تعصب وخراب.
ويعلم المطلع على تاريخ أدبيات الحركة الشعوبية للحط من مكانة العرب واعلاء شأن الشعوب المحتلة وجود عشرات المصادر الموثقة والمفصلة في الرد عليها، من مؤلفات الجاحظ وجر – ومنها كتاب (عروبة العلماء المنسوبين الى البلدان الاعجميه) للدكتور ناجى معروف الذي تفضل الدكتور علي عجيل منهل بالتذكير به في تعليقاته على المقال – فهل كلف الباحث عبد الحسين سلمان المحترم نفسه الاطلاع عليها والاستفادة منها والاقتباس منها كونها تصب في صلب مندرجات بحثه هذا ؟ الجواب هو: قطعاً، لا!
ما السبب؟
كما أن من المعلوم أن الشعوب والأقوام العديدة التي اخضعها الفتح الاسلامي قد امتدت أوطانها من حدود الصين إلى الأندلس؛ والكثافة السكانية لهذه الشعوب تتجاوز بعشرات المرات الكثافة السكانية للعرب، لذا فإن حشر كل هذه الشعوب العديدة شرقاً وغرباً تحت مسمى واحد فقط هم "الأعاجم" ووضعهم بمساواة شعب واحد هو الشعب العربي انما هو الاجحاف كل الاجحاف بمنجزات ليس العرب، بل بالمنجزات العلمية والأدبية لكل عشرات تلك الشعوب. هل يجوز، مثلا، مقارنة المنجز الأدبي والعلمي للفرنسيين لوحدهم بما كان يقابله من المنجزات العلمية لكل شعوب أوربا الغربية والشرقية في عصر نابليون بونابرت لإثبات أن منجزات شعوب البلدان الأخيرة التي خضعت لامبراطورية نابليون هي أعلى مقاماً مما يقابلها لدى الفرنسيين؟ طبعاً، لا. مثل هذا البحث سيكون شوفيني المنحى، ونتائجة – أيا تكن – لن تزيد أو تنقص من الإرث المعرفي العلمي والادبي لا للمحتلين الفرنسيين ولا للخاضعين لهم من الطليان والألمان والنمساويين والمجريين والبولونيين والجيك والأسبان والبلجيك والهولنديين ووو ممن احتل بونابرت بلدانهم إبان الفترة 1804-15م.

يُتبع، لطفاً.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وئام ملا سلمان: الشاعرة المجددة توحّد الشاعرة مع الشعر لخلق ...
- الانقلاب الكوري الجنوبي والحرب الاوكرانية
- دواعش نتنياهو-أردوغان-بايدن يستبيحون حلب الشهباء
- يحيى السنوار: شهيد من طراز فريد
- البقرة الشاردة مع عجلها
- إلى روح الشهيد الثائر: السيّد حسن نصر الله
- هي وهو
- أمل
- نَفَرَين بيّاع
- مرض اليأس اليساري: فاروفاكيس أنموذجاً
- بطل الكرامة الفذ الشهيد ماهر الجازي
- صيف وشتاء العجوز طنبورة
- صلاة الضفدع وذيل السلحفاة
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
- القاضي والحمار
- يجب على المقاومة اللبنانية والسورية والفلسطينية تحرير الجولا ...
- فَطْر بالرئة اليسرى
- عباس ماسحة
- مجلة لانسيت: (186000) شهيد غزاوي بحلول 6 أب 2024
- هل سيستطيع نتنياهو جر أذن بايدن الى الحرب النووية في المنطقة ...


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: قوات الاحتلال تعتقل اربع سيدات من المسجد الا ...
- مجلس الشورى الاسلامي يدين بشدة القرار الأخير للبرلمان الأورو ...
- عودة الآلاف لشمال غزة ارتبطت بالإفراج عنها... من هي أربيل يه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة ...
- حماس:المسجد الاقصى عنوان الصراع وستبقى القدس العاصمة ابدية
- حماس:المسجد الاقصى عنوان الصراع وستبقى القدس عاصمة ابدية
- بدء عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة بعد موافقة حماس ع ...
- الجهاد الاسلامي: هذه العودة تأتي ردا على كل الحالمين بتهجير ...
- الجهاد الاسلامي:صمود شعبنا سيبدد احلام الصهاينة لسرقة الفرح ...
- الجهاد الاسلامي:تم افتعال مشكلة اربيل يهود بهدف قتل فرحة اهل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علوان حسين - الرد على مقالة الباحث: السيد عبد الحسين سلمان/ 1-20