|
ترامب لترغيب السعودية بالتطبيع مع إسرائيل
فالح الحمراني
الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 20:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترامب لترغيب السعودية بالتطبيع مع إسرائيل
المصدر: صحيفة " نيزافيسمايا غازيتا / موسكو (الصحيفة المستقلة). ترجمة فالح الحمراني
يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة أخرى تحفيز التقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. تمت مناقشة صفقة التطبيع خلال فترة ولايته الأولى. لكن في عهد جوزيف بايدن، وضعت الحرب في قطاع غزة عقبات أمام هذا المسار. أعادت الحملة العسكرية التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية منذ أشهر القضية الفلسطينية إلى مركز جدول الأعمال الإقليمي. وعلى الرغم من أن موقف الرياض بشأن هذه القضية قد خفف على ما يبدو في الأشهر الأخيرة، إلا أنها لم تتخل عن مطالبتها بالحافز الرئيسي من الولايات المتحدة: المساعدة في تطوير برنامجها النووي. واعترف ترامب بأن المملكة العربية السعودية ستنضم قريبًا إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي سلسلة من الصفقات لاستعادة العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل. جاء ذلك خلال التوقيع على عدد من المراسيم. واعترف بإمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي بين شريكي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هذا العام. وقبل بضعة أيام، أشار مساعد الرئيس الأمريكي للأمن القومي مايكل والتز إلى أن العملية الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ستكون هائلة الحجم. وقال إن مبادرة التقارب بين القوتين الإقليميتين ستضع الأساس لإنشاء “مشاريع البنية التحتية والموانئ والسكك الحديدية وخطوط الألياف الضوئية ومراكز البيانات”. وأضاف والتز أن "العداء التاريخي سيصبح أقل فأقل". وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، تخلت الرياض علناً عن اتفاقيات إبراهيم. ووعدت بالعودة إليها فقط إذا أعطت حكومة بنيامين نتنياهو للفلسطينيين ضمانات بإقامة دولة منفصلة. ومع ذلك، في ديسمبر الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس"، نقلاً عن مصادر، أن البيت الحاكم في السعودية خفف موقفه بشكل كبير خلال المفاوضات. وعزا مسؤولون في حكومة نتنياهو هذه الخطوة إلى "الاهتمام المحدود" لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحماية الفلسطينيين. وشددت صحيفة هآرتس على أنه في الوقت نفسه، حققت المساومة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية تقدما. ولكن تجدر الإشارة إلى أن طرفا ثالثا يشارك أيضا في المفاوضات - الولايات المتحدة، التي عرضت تقليديا، في إطار اتفاقيات إبراهيم، على المشاركين فيها حوافز عسكرية واقتصادية مختلفة. ومن مطالب الرياض من واشنطن في هذا السياق تقديم المساعدة في تطوير المشروع النووي السعودي. وأوضحت المملكة أنها تريد إنشاء طاقتها الإنتاجية في مجال الطاقة النووية المدنية، وهددت -إذا رفضت الولايات المتحدة- بالتوجه إلى الصين. وتشير النشرة الأمريكية لعلماء الذرة إلى أن السعوديين قد يرون في ولاية ترامب الثانية فرصة جديدة للتعاون النووي. وتشير المجلة إلى أن "البرنامج النووي السعودي، الذي لا يزال في مراحله الأولى، يمكن أن يكون فرصة للولايات المتحدة لصياغة آليات جديدة لضمان عدم قيام السعوديين بتحويل موادهم النووية المدنية لأغراض عسكرية". وبحسب تقديراته، يمكن لواشنطن إنشاء هيئة استشارية مشتركة مع الرياض لهذا الغرض. وأشارت نشرة علماء الذرة إلى أنه "لكن إذا لم تتوصل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى اتفاق خلال فترة ولاية ترامب الثانية، فإن تعميق العلاقات السعودية / الصينية يمكن أن يغير المشهد النووي برمته في الشرق الأوسط". "مثل هذا السيناريو يمكن أن يفتح صندوق باندورا للانتشار النووي ويزيد من تعقيد القضايا الجيوسياسية الأوسع في المنطقة." وفي محادثة مع خبير العلاقات الدولية فلاديمير فرولوف ، الموظف السابق في السفارة الروسية في الولايات المتحدة، أشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت تقليديًا موالية لترامب، لكن الكثير تغير في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى. وأشار الخبير: "بعد ذلك، طلب السعوديون دعم ترامب دعم جبهة مناهضة لإيران، ولكن منذ ذلك الحين قاموا بتطبيع العلاقات مع إيران من خلال وساطة جمهورية الصين الشعبية، والآن فإنهم مرتاحون لمسار العلاقات مع طهران". علاوة على ذلك، فإنهم لا يحتاجون إلى عملية عسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا قرر ترامب ونتنياهو القيام بذلك". وفي هذا الصدد، فإن «الصفقة الأفضل» مع إيران، والتي ذكر ترامب نتائجها المحتملة في خطاباته العامة، قد تكون مفيدة للعائلة الحاكمة السعودية، نظراً لحقيقة أنه لن تكون هناك حرب واسعة النطاق في المنطقة. ويقول الخبير. لكن من ناحية أخرى، فإن الاتفاق المحتمل سيضعف العقوبات ضد إيران ويحد من قدرة الجمهورية الإسلامية على التطوير النووي. وهذا بدوره سيحرم الرياض من الحجة الرئيسية في مساومتها بشأن البرنامج النووي. ويشير فرولوف إلى أنه "سيكون من غير المنطقي إعطاء السعودية لبرنامجها النووي شيئًا يمكن للولايات المتحدة أن تحظره على إيران". وبحسب الخبير، فإن مصالح السعودية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل تغيرت أيضا: قبل الحرب في قطاع غزة، كان البيت الحاكم غير مبال تقريبا بمتى وكيف سيتم تنفيذ مفهوم الدولتين، وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، كان البيت الحاكم غير مبال تقريبا بموعد وكيفية تنفيذ مفهوم الدولتين. الصراع "هذا هو مطلبهم الرئيسي". وأضاف محاور ن.ج أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل لن يتمكن من قبوله. ويشير فرولوف إلى أن " المعاهدة الأمنية" بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وكذلك الضمانات الأمريكية بموجبها، غير مفهومة". ويبدو أن الأمر قد ذهب في عهد بايدن الراحل إلى أنه يكاد يكون من المستحيل التصديق عليها في مجلس الشيوخ. لا أفترض أنني سأحكم على ما سيفعله ترامب حيال ذلك. لا أعتقد أنه يعرف بعد ما سيقوم به ." ولم يستبعد الخبير أن مثل هذه القضايا ستبقى في طي النسيان في الوقت الحالي - حتى يتم تأكيد المناصب الرئيسية في وزارة الخارجية والبنتاغون.
#فالح_الحمراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العالم بانتظار التحولات والتطلع للتغيير
-
مشاكل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي على خلفية المواجهة الم
...
-
هل تتحول الإمارات العربية المتحدة فخ للإسرائيليين؟
-
في خلفيات التغييرات الكبيرة على العقيدة النووية الروسية
-
قراءة الكسندر دوغين للتطورات في المنطقة
-
داعش يعيد هيكلة تنظيماته على نطاق عالمي
-
في أبعاد زيارة بوتين لكوريا الديمقراطية وفيتنام
-
هل ستوقظ عبارات ماريا زاخاروفا الضمير العربي
-
روسيا ترد
-
الحزب الشيوعي الروسي يحضر للمشاركة في في انتخابات 2024 الرئا
...
-
مشاركة عربية بشكل غير مباشر في العملية ضد حماس؟
-
مفاجئة بوتين النووية!
-
لماذا تكثف دول الشرق الأوسط استيراد السلاح ؟
-
بصدد ردود فعل دول الشرق الأوسط على الأزمة الأوكرانية
-
هل الجيش الروسي جاهز لشن هجوم واسع النطاق؟
-
الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط. العراق مثلا
-
الشيوعي الروسي يعد لمئوية الاتحاد السوفياتي
-
إسرائيل تعد لضربة بالمنشآت النووية الإيرانية
-
آفاق تنافس إيران مع دول الخليج العربية في سوريا
-
هل ستشارك المنظمات الجهادية -الإسلاموية- في القتال لجانب أوك
...
المزيد.....
-
استعدادًا لـ-مهرجان الربيع-.. شاهد كيف تزيّنت الصين بأضواء س
...
-
لوكاشينكو يحقق فوزًا كاسحًا في انتخابات بيلاروسيا وسط انتقاد
...
-
ما مدى نجاح اتفاقيتي وقف إطلاق النار بلبنان وغزة مع إسرائيل؟
...
-
الصليب الأحمر يشدد على حماية المرافق الحيوية في السودان
-
مصر.. تحرك عاجل في مجلس النواب بعد تصريحات ترامب بشأن تهجير
...
-
رئيس وزراء أوكراني سابق: زيلينسكي مثال نموذجي للإدارة الاستع
...
-
استدعاء السفير المولدوفي إلى وزارة الخارجية الروسية
-
جنرال إيراني: حصلنا على مقاتلات سو-35 الروسية
-
لافروف يبحث مع نظيره الإماراتي الوضع في سوريا وفلسطين
-
الحرارة في موسكو تسجل درجة قياسية لشهر يناير منذ 111 سنة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|