أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - الأرض لِمَنْ رواها من دماء زكية















المزيد.....


الأرض لِمَنْ رواها من دماء زكية


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انقضاء المهلة المحددة التي تم الاتفاق عليها منذ تاريخ 27 تشرين الثاني من العام الماضي في رسم مسيرة 60 يوماً بعد ايقاف عمليات الحرب على جبهة الجنوب اللبناني حيثُ برز العداء الواضح لصهاينة الغدر بعد إغتيال سيد المقاومة الشهيد حسن نصرالله وبدأ مشروع القضاء على خطة الممانعة التي انتفضت بقضها وقضيضها غداة عملية طوفان الاقصى ومن هناك كانت معركة التغييِّر الممنهج لإقامة عقد مشروع الشرق الاوسط الجديد. وهذا لن يتحقق مهما غدت التحضيرات المبطنة والتمهيد لاكبر عملية السلام والتطبيع الغاشم الذي يُرادُ لَهُ المرور عبر جبهة الجنوب اللبناني الذي يتميَّز منذ البدايات بعد احتلال فلسطين ان شعلة المقاومة والتصدي والتحدي تتجدد يوماً بعد يوم وقوافل الشهداء شاهدة على ما يجري الى اللحظة رغم تبديل الاسماء لفرسان خط المقاومة حتى وصلت للمرحلة الحالية .
مَن شاهد صباح اليوم السيدة الجنوبية المتخمة بلباس الشجاعة والشهامة والبطولة كأنها صليب اسود بوجه جحافل التجمعات للعصابات الصهيونية المطلة على ارض البطولة والكرامة والعزة . حينما تقدمت وفردت جناحيها رافعة ساعديها رغم اطلاق الرصاص على التراب وكان المُراد تخويفها وترويعها . فرددت بأعلى صوتها اخرجوا من هنا فهذه ارضنا و انحنت وقبضة على التراب مشيرة ان التعلق بالارض نهج تاريخي ولا يمكنكم طردنا او ترهيبنا او ترويعنا فنحن "" الباقون وانتم الزائلون "" ، مها تطاولتم واحتميتم خلف الترسانة الاسرائيلية من كتل الحديد والنار التي لا تُساوى ذرة تراب على الارض التي ولدنا فيها و سوف نرويها بكل ما نملك من عزيمة في قرارة نفوسنا المتعطشة لعودتنا الى قرانا وبلداتنا وضيعنا ومزارعنا المتاخمة للشريط الحدودي الشائك الذي تم رسمه وتحديد نقاطه على ايادى الاحتلال والاستعمار الذي يُشكل وجها واحداً لطبيعة فكرة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ولكل الحدود المتاخمة على تلال جبل عامل مروراً بالنهر الخالد الليطاني .
كانت الستين يوماً مشئومةً تخللها ارتكاب المئات من الاختراقات التي افتعلتها قوات الاحتلال تحت عيون وانظار قوات الامم المتحدة ووحدات اليونيفيل والجيش اللبناني ، وسقط العشرات من الشهداء ولم تتدخل اللجنة الخماسية التي سارعت الى فرض عزل ميثاق الاتفاق !؟. وتحولت مباشرة الى قطف ثمار ضعف حلف الممانعة والمقاومة لأسباب نُدركها مباشرة بعد اليوم الاول من الستين يوماً برزت دوافع جديدة على الجبهة الشمالية الممتدة من جنوب لبنان وصولاً الى الحدود الشرقية الشمالية مع الجمهورية العربية السورية التي أُسقط نظامها كأحجار الدومينو . وبرزت اطماع اللجنة الخماسية في توسيع رقعة تعاملها مع الحالة الجديدة خلال مهلة الستين يوماً حيثُ تم انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للبلاد بعد فترة فراغ دامت 26 شهراً !؟. كما كانت الصدمة الاخرى في تكليف الدكتور نواف سلام القاضي الدولى الشهير الذي حاكم جزار غزة غيابيًا على قيامه بالجرائم المتعددة في الابادة الجماعية والتطهير العرقي الذي طال عشرات الالاف من اطفال فلسطين ، ولبنان ، واليمن ، وسوريا ، والعراق ، كما رأينا انقلاباً غير متفق عليه بعد ازاحة رئيس الحكومة الحالية لتصريف الاعمال دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي كان شاهداً وممارساً ومُشاركاً لكل خطوة صغيرة وكبيرة عندما تم تحديد وقف اطلاق النار ومنح تنفيذ القرار الدولى 1701 الذي ينص على دفع الجيش اللبناني الى جنوب الليطاني وارسال الالاف لإقامة نقاط حديثة متفق عليها بين ألدولة تحت رعاية اللجنة الخاصة المكلفة في مراقبة الوضع لتأمين فرضية عودة سكان المستوطنات اليهودية المتاخمة للحدود بعد فرارهم اثناء طيلة حقبة الاسناد التي اعلنها سيد الشهداء والمقاومة حسن نصرالله ، ان المواقف تقاس بالمقايضة انطلاقاً من تعزيز وحدة الميادين والساحات . في الساعات الاولى بعد نهاية المهلة المحددة تجمع المئات من المدنيين امام حواجز تابعة للجيش اللبناني الذي حاول بدوره منع الحشود في اختراق الحواجز التي نُصبت لمنع دخول الاهالى الى قراهم التي غادروها منذ اول ايام الاسناد .
ومن المؤكد كانت المشادة الايجابية من ناحية الجيش الذي نحترم ونجل ونقدر مقدرته في المواجهة المشروعة للصهاينة ، وكان اطلاق النار صباحاً ادى الى سقوط اربعة شهداء و العشرات من الجرحي بينهم جنود الجيش على مواقع متنقلة وعربات تقوم بالمراقبة لتأمين عودة النازحين المدنيين التي طالت اكثر من 470 يوماً من البعد القسري عن المنازل التي شيدوها حجراً - حجراً لأن المستقبل هنا والعنوان هنا والحياة والموت هنا فالافراح والاتراح سيان قديمًا وحاضراً ومستقبلاً .
الارض لِمَن رواها من دماء زكية ، قال الاستاذ نبيه بري المفاوض الاكبر والمدافع الاول والمقاوم الاول عن بيئة الاهل التي عادت على انغام الزغاريد ونثر اوراق الورود والغار بحثًا عن جثامين الشهداء الخالدين الذين ظلوا تحت الركام طيلة زمن الاحتلال الصهيوني الغادر الذي يوجه رصاصه ضد سيارات الاسعاف التي تعرضت هي بدورها واستهدافها لمنع انقاذ الجرحي ونقل اجساد الشهداء الافذاذ الذين رووَّا الارض التي انبتت رياحين وشقائق نعمان ، وزعتر وزيتون ، وطيون ، ودحنون مزركش الالوان ، رغم الاقتلاع العلني للأشجار المُعمرة بعد مشاهدة الجرافات الاسرائيلية تداهم الاشجار المعمرة خوفاً من دورها التاريخي التي يتظلل تحت فيَّها ابناء شعبنا المقاوم .
قال السيد نبيه بري ان المجتمع الدولى عليه التحرك الان لتفادى انقاذ ما يُمكن انقاذه ، مُشدداً ان اهالى الجنوب دفعوا الغالى والنفيس وما زالوا .
فعلى المجتمع الدولى التحرك فوراً لتنفيذ بنود الاتفاق وانسحاب القوات المسلحة الاسرائيلية عاجلاً دون قيد او شرط وعدم التعرض للمدنيين.
الى لحظة كتابة هذا الموضوع الان تم اصدار بيان عن وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع عدد الاصابات الى 11 شهيداً واكثر من 80 جريحاً بعد تهور جحافل قوات العدو في ارتكابهم جريمة اطلاق النار عشوائيا على اكثر من محور وجهة . انطلاقاً من قري محيط الناقورة وصاعداً حيث كثف العدو نيرانه ضد ابناء مجدل سلم وميس الجبل ، وطير حرفا ، ودوار شمع المطل على وادي السلوقي الذي تعتبرهُ اسرائيل مقراً للمقاومة واطلاق الصواريخ ضد إسرائيل ، وشقرا ، وحولا ، والعديسة ، ومركبا ، وكفركلا ، والطيبة ، و دوار تل النحاس على تخوم قرية مرجعيون وبرج الملوك وصولاً الى قرية الخيام ، كما شاهدنا اتخاذ العدو مواقع جديدة على مرتفعات كفر شوبا ، والهبارية ، وصولاً لقرية شبعا ومرتفعاتها ،وكانت اخر المعلومات عن تدمير ممنهج في منطقة نبع ونهر الوزاني القريبة من الاراضي اللبنانية الفلسطينة المحتلة ، ومنع وصول الاهالى الى نقاط خطيرة وقريبة من نقطة الصفر في المجابهة المسلحة.
إذن ، القرار الان في ردع العدوان برسم اللجنة الخماسية وادارة البيت الابيض الجديدة التي تتناغم مع تسارع الاحداث المتوقعة لتعبيد فرضية المؤامرة ونشر صيغة علنية للشرق الاوسط الجديد .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في/ 26 كانون الثاني - يناير / 2025 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرامة حازمة
- مُحاسبة المقاومة من باب التحريض
- ألجلاد سابقاً يغدو ضحيةً اليوم بعد مهزلة فُرض الرؤساء في لبن ...
- مهلة غير كافية للإستقواء على تجريد سلاح المقاومة
- ألرئيس هو الحَّل أم لعبة ألأمم
- جَلادُنا يتمادى
- ما ألفارق إذا كُنتَ خادماً في الجيش الأمريكي أو في مواقع لدى ...
- ليلة القبض على قلب العروبة النابض
- فقرة صباحية ترامب بلطجي العصر
- إرتداء ربطة العنق والتخلى عن الجلباب
- اذا كنت مارونياً فأنت مشروع رئيساً للجمهورية
- قفزة من فوق سياج المقاومة والممانعة
- يُراقب من فوق هضبة الجولان بلا منظار
- غابة بلا أسدُها هل ينفع الزئير لاحقاً
- مقدمة فضيحة الشرق الاوسط الجديد
- غضب الصهاينة عالى اللهجة
- عندما يتكرر المشهد العظيم
- محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
- النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
- القهر و الإنزلاق من حقبة الى اخرى


المزيد.....




- استعدادًا لـ-مهرجان الربيع-.. شاهد كيف تزيّنت الصين بأضواء س ...
- لوكاشينكو يحقق فوزًا كاسحًا في انتخابات بيلاروسيا وسط انتقاد ...
- ما مدى نجاح اتفاقيتي وقف إطلاق النار بلبنان وغزة مع إسرائيل؟ ...
- الصليب الأحمر يشدد على حماية المرافق الحيوية في السودان
- مصر.. تحرك عاجل في مجلس النواب بعد تصريحات ترامب بشأن تهجير ...
- رئيس وزراء أوكراني سابق: زيلينسكي مثال نموذجي للإدارة الاستع ...
- استدعاء السفير المولدوفي إلى وزارة الخارجية الروسية
- جنرال إيراني: حصلنا على مقاتلات سو-35 الروسية
- لافروف يبحث مع نظيره الإماراتي الوضع في سوريا وفلسطين
- الحرارة في موسكو تسجل درجة قياسية لشهر يناير منذ 111 سنة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - الأرض لِمَنْ رواها من دماء زكية