أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .















المزيد.....


يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل فعلا ستنشب حرب بين النظام البوليسي الطاغي ، وبين اسبانية الديمقراطية ؟ . ومن خلال تتبعنا لمختلف التطورات التي حصلت منذ الماضي مع بداية حرب الصحراء ، والى الآن التي يروج فيها لحرب قد تدور بين النظام البوليسي الطاغي ، وبين الدولة الاسبانية ، نكاد نجزم باستحالة قيام هذه الحرب ، ليس لان اسبانية تخاف النظام البوليسي الطاغي ، ولكن لان أسبابها غير موجودة ، ولن توجد في المستقبل المتوسط ولا في المستقبل البعيد .. فاذا كانت الحرب مستبعدة مع الجزائر المغاربية ، لانتفاء أسبابها ، اللهم اذا فقد احدهما رشده وعقله ، وغامر في حرب ستكون ويلا على جميع ، فان التدرع بنزاع الصحراء الغربية ، لا يعني الجزائر في شيء ، لان من المفروض انها من اختصاص مجلس الامن ، ومن اختصاص القانون الدولي ، ومن ثم فان الاحتكام الى هذه الترسانة من القوانين العاكسة للمشروعية الدولية ، وحده كافي لتجنيب حرب بين الجزائر وبين النظام البوليسي الطاغي . ونظرا لأنه نظام مزاجي تائه ، يبقى احتمال تجاوز سقطة للنظام ، سببا في دفعه لإشعال حرب محدودة ، تنجيه من السقوط ، وتخلط الأوراق من جديد لتضبيب المشهد ، وتحويل الصراع الاممي بين الطرفين ، الى صراع بعيد عن نزاع الصحراء الغربية ، التي قلت ستسبب في اسقاط النظام الهش بالمنطقة .. لكن السؤال . اذا نشبت حربا محدودة ، ولا اعتقد ستبقى محدودة ، والطرف الذي بدأها لن يتحكم في مفاتيح نهايتها ، فان حتى في هذه الحالة ، وحسب معالجة المعطيات المتوفرة بوفرة ، لن تفيد فيها إسرائيل ،لتغيير وجه التاريخ ، بان تصبح الجزائر ملكية ، او تعمها المسكنة والدروشة بدخول اطراف استراتيجية الحرب الى جانب النظام المغربي . وهنا فلا إسرائيل ولا فرنسا ، ولا أمريكا ستهب لنجدة النظام السلطاني المخزني البوليسي الطاغي ، لان الأدوار التي سيلعبها لم تعد مجدية ولا نافعة بانتهاء الحرب الباردة . فالنظام المغربي المعزول في شخص الملك ونظامه ، وليس الدولة ، لم يعد قادرا على لعب نفس ادوار السابق عهدها .. ومن ثم فان الدور الإسرائيلي او الفرنسي وحتى الأمريكي ، لن يتعد توريد الأسلحة بالعملة الصعبة ، دون اغفال الانعكاس الاجتماعي السيئ على أوضاع الرعايا المغاربة ، الذين امتص النظام عظامهم ، وليس فقط لحمهم وجلدهم و(شحمهم ) عفوا من كثرة الجوع لم يعد عندهم شحم اطلاقا ..
اما الجزائر التي تزودها روسيا من حاجتها من السلاح خاصة الفتاك ، ستشرع في استعمال جميع الأسلحة التي قد تنتهي بإسقاط النظام المخزني البوليسي الطاغي ، وتكون الحرب وبالا عليه ... لكن هل تستطيع الجزائر من خلال الحرب اسقاط النظام البوليسي الطاغي ، وليس الدولة التي ستستمر من خلال نظام اخر .. وان القول بإسقاط النظام المغربي ، لا يعني سقوطه بغزو الجيش الجزائري ، لان هذا لن يحصل ابدا ، وان السقوط سيكون بالتسبب في هبة شعبية عارمة بسبب الفقر المستفحل ، والذي سيزيد استفحالا اذا اندلعت الحرب ، فيتم تكييف الهبة الى ثورة شعبية على نظام لا يتردد في إضاعة ارزاق المغربة في الليالي الحمراء بباريس .. لكن هل يعني ان نشوب الحرب ، سيمكن من انجاز ثورة شعبية على غرار الثورات العالمية التي غيرت وجه التاريخ ، لكن رغم تغييرها وجه التاريخ ، عادت لتثور من جديد على إنجازات الثورة التي غيرت وجه العالم ، لتتقوقع في النماذج البنيانية والهيكلية التي سبقت اندلاع الثورة . وهنا اذكر بالاتحاد السوفياتي الذي تم اختصاره في روسيا الاتحادية ، وانقلابها على شعارات ثورة 1917 ، لتغرق من جديد في نمط النظام الرأسمالي . واذكر بالصين التي تحولت من الماوية الى اكبر دولة امبريالية تمارس الإرهاب الاقتصادي العالمي بمسميات شتى خاصة بالقارة الافريقية . ونذكر بالتراجع الأيديولوجي باسم الإصلاح وما هو بإصلاح الذي عرفته ( الثورة الإسلامية ) الإيرانية ..الخ ..
لذا فالاعتقاد بهبوب ثورة شعبية بسبب الحرب مع الجزائر ، سيبقى أضغاث أحلام ، من جهة لانتفاء او غياب القيادة السياسية الطلائعية التي تدعو الى تهييج الشارع والدفع به الى الثورة ، لان الساحة فارغة . ومن جهة لان في مثل هذه الحالات ولو باسم الوطنية المزيفة ، ولمواجهة عدو خارجي ، فان الرعايا تنضم مباشرة الى جهة النظام الذي ستدافع عنه ، بدعوى مواجهة غزو خارجي ، فتتعقد الحالة العامة لتصبح مواجهة بين دولتين وليس بين نظامين ، وهنا يجد النظام نفسه محاطا بالرعايا المجوّعين ، الذين رغم جوعهم ، سيدافعون عنه الى الرمق الأخير .. هذا يبقى احتمال من بين احتمالات ، لان نظام الحسن الثاني والدولة العلوية ، حين كانا مهددين بالسقوط من قبل الجيش ، ومن قبل الجمهوريين ،والبلانكيين ، واليساريين الماركسيين ، وحتى الاخوان المسلمين " الشبيبة الإسلامية " ، " منظمة الجهاد فرع المغرب " .. طرح مشكل الصحراء ، ليتحول حينها من عدو رئيسي الى عدو ثانوي ، وتندمج العديد من الجهات السياسية ضمن المشروع الوطني الملكي الذي أساسه الصحراء أولا ، والصحراء ثانيا .. وهنا وكالسابق ، لن يسقط النظام ، بل سيتقوى اكثر من السابق ..
لذا فان مواصلة تسليح النظام المخزني المزاجي التائه ، ومواصلة تسليح النظام الجزائري بملايير الدولارات ، ليس سببا مقنعا بصحية اندلاع حرب بين النظامين ، ولن يدفع بأحدهما الى المغامرة اعتقادا منه ان الطرف الاخر ضعيف ، او اعتقادا منه بسهولة حسم الحرب في ظرف وجيز ، وباقل الخسائر ، وهذا التصور الساذج والخاطئ هو الذي دفع الحسن الثاني الى مهاجمة الجزائر غداة استقلالها في سنة 1962 ، معتقدا انها جد ضعيفة ، وان من السهل تركيعها لان الظرف جد مناسب ، ويسمح بذلك .. وهي الحرب التي سميت بحرب الرمال في سنة 1963 ، اذ عجز جيش النظام في حسمها ، وبدأت تهدد وجود النظام من قبل الجيش الحديث التكوين ، ومن قبل الجمهوريين الذين ناصروا صراحة الجزائر ، معتبرين هجوم النظام المغربي عليها بالعدوان الغاشم ، وكالعادة رفعوا شعار قلب نظام الحسن الثاني ، وإقامة جمهورية مغربية نظامها شبيه بالنظام الجمهوري الجزائري .. لقد انتصرت الجزائر في حرب الرمال ، لانها كانت تعتمد على جيش التحرير الشعبي سليل حرب التحرير الشعبية ، ولأنها ظلت تحتفظ بالصحراء الشرقية وتوابعها تندوف .. الجبيلات .. الخ ، في حين ان نظام الحسن ظل خارج الصحراء الشرقية التي اعترف بجزائريتها في معاهدة موريتانية في سنة 1971 ، التي سطرت الحدود بين الدولتين ، وهي المعاهدة التي صادق عليها برلمان الملك في سنة 1994 ، لتصبح الدولة المغربية تعترف بجزائرية الصحراء الشرقية . وقد زاد محمد السادس من هذه الاعتراف حين اكد مجددا اعترافه بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، وهو اعتراف واضح بجزائرية الصحراء الشرقية ، وبإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية .. كما اعترف في نفس الوقت بالدولة الصحراوية " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " ، واصدر ظهيرا يقر فيه بجميع هذه الاعترافات ، ونشر اعترافاته بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / يناير 2017 ..
ان نفس التصور الخطأ سقط فيه صدام حسين ، حين غزا ايران معتقدا بضعفها ، وان الوقت مناسب لاسترجاع ما اعتبره بأراضي عراقية تحتلها ايران ، ورغم اعتقاده بضعف ايران ، أصبحت القوات الإيرانية فوق الأراضي العراقية ، وبدأت تتجه صوب بغداد لإسقاط نظام البعث الذي سقط في الفخ الخليجي ، وفي الفخ الأمريكي الإسرائيلي والبريطاني ، حين تحولت الحرب الى حرب استراتيجية بضرب عصفورين عدوين بحجرة واحدة .. وانتهب حرب الخليج في جميع اطوارها بإعدام صدام حسين وسقوط حزب البعث ، وتحول العراق الى دولة شيعية بعد ان كان قبل حرب الخليج بما فيها ايران نظاما علمانيا ..
انه نفس السقوط سقط فيه الحسن الثاني حين كان يعتقد ان من السهولة بمكان حسم الحرب في ظرف وجيز ، وبالضربة القاضية على المشروع الأيديولوجي الذي اختاره النظام الجزائري غداة استقلال 1962 .. فالجزائر ربحت حرب الرمال ، لان الصحراء الشرقية وكل توابعها ظلت جزائرية وباعتراف الحسن الثاني عندما ابرم معاهدة الحدود مع الهواري بومدين بنواديبو الموريتانية سنة 1971 ، وزكاها برلمان الملك في سنة 1994 ..
فاذا أصبحت الصحراء الشرقية جزائرية بعد حرب 1963 ، فلماذا دخل معها الحسن الثاني في الحرب التي خسرها ، واذا كانت الصحراء الشرقية مغربية لماذا تنازل عليها الحسن الثاني في سنة 1971 .. فهل هي مغربية ام جزائرية . طبعا بتوقيع معاهدة الحدود سنة 1971 ، الحسن الثاني يعتبرها جزائرية وليست مغربية ، وخطورة وضع النظام انه في الطريق لاستقلال الصحراء الغربية امميا ، عندما يحل وقتها ، وهو وقت معلق فقط على إشارة الكبار ، عندما يتضح لهم خطورة استمرار وضع الستاتيكو كما هو الآن ..
--- الحرب مع اسبانية :
ركزت مختلف المواقع الاجتماعية تنبؤها باندلاع حرب بين النظام المخزني البوليسي الطاغي والمزاجي ، وبين الدولة الاسبانية الديمقراطية ، على كثرة توريد النظام البوليسي الطاغي للأسلحة المختلفة ، وهي أسلحة غربية ذات كفاءة ومقدرة عالية ، معتبرين ان هذا التسلح المشروع علامة على تحضير النظام البوليسي المخزني المزاجي هجوما عسكريا على اسبانية ، التي تخلى رئيس حكومتها عن تأييده الشخصي وليس الحكومي المؤسساتي لحل الحكم الذاتي الذي يعني اعتراف شخصي ل Pedro Sanchez لمغربية الصحراء .. ورغم تغطية الملك الشاب الديمقراطي لتحرك Sanchez ، فتغطية الملك ، مثل خطوة Pedro Sanchez كانت مجرد مناورة لأسالة لعاب النظام المزاجي المخزني البوليسي التائه ، ومعرفة ردود فعله من مبادرة Sanchez التي لم توافق عليها الحكومة الإسبانية .. وطبعا فان المبادرة لقيت الترحيب الكبير من قبل القصر السلطاني ومن قبل الرعايا الجوعانين ، واشادوا بها فارحين كما لو ربحوا حربا مقدسة مع الدولة الاسبانية المسيحية باسم الإسلام المزيف .. لكن ما غاب عن القصر ، وليس الملك هومن يقرر ، هو ان الاعتراف بالمبادرات الاستراتيجية خاصة في الاتفاقيات الدولية والمعاهدات ، وان كان من اختصاص الحكومة ، فان السلطات الأقوى في هذا المجال هي للملك اكثر من الحكومة .. وهنا لو كان القصر ومن وراءه فؤاد الهمة الخاوي الوفاض ، يدرك او متمكن من التحليل الدقيق للقضايا الدقيقة ، هل كان يعتقد ان مبادرة Sanchez من دون الحكومة سيكون لها مفعولها ، وهو عمل منافي للدستور الاسباني ، وللأعراف الاسبانية الاستعمارية خاصة وان المعني بالتصرف ، دولة سلطانية في الجنوب ، تدعي انتسابها الى النبي ، وترفع شعار الإسلام المتناقض مع الطقوس المسيحية .. فتصرف هكذا تصرف لن يكون دستوريا ، ولا يعتد به ، ولن تترتب عنه اية إيجابية للقصر السلطاني الذي اعتبر اعتراف Sanchez بالنصر المبين .. لكن ان تغطية الملك الاسباني للعبة Sanchez ، ما كان لها ان تكون دون اعتبارها لعبة لجس نبض القصر ، وجس نبض الرعايا المغاربة ، الذي هللوا للمبادرة ، وكما قلت اعتبروها بالنصر المبين . ان القصر الملكي الاسباني ، والملك الاسباني ، رغم تغطيتهم لمبادرة Sanchez الأحادي الجانب ، فالقرار الأخير في المسائل الاسبانية الاستراتيجية ، تبقى حكومة الظل التي تتشبث وتتمسك بالتقاليد الاسبانية ، ومنها الطقوس المسيحية الكاثوليكية وليس البروتستانية .. فالقرار في القضايا الاستراتيجية هو للجيش بمختلف ادرعه العسكرية ، وهو لأجهزة مخابرات الجيش المختلفة ، وهو للأمن بمختلف تشكيلاته ووحداته ، كما انه للحكمة العليا الاسبانية .. الخ ، أي الدولة الاسبانية التي لن تتنازل عن مبادئها ، وعن طقوسها الكاثوليكية .. فدولة الظل الاسبانية هي من يقرر في القضايا الاستراتيجية ، اكثر من حكومة الأحزاب المنتخبة . والشعوب الاسبانية هي مع كل ما تقرره حكومة الظل ، ولو ان الحرب مع دولة مثل اسبانية ، وليس فقط الحرب مع دولة المخزن البوليسي الطاغي والمزاجي .. خاصة حين يعرف كبار الفلاسفة والساسة والمفكرين الاسبان ، بان الدولة المخزنية هي دولة نيوبتريمونيالية ، نيوبتريركية ، رعوية ، طقوسية ، ثيوقراطية .. ناهبة ومتخصصة في نهب مال المغاربة المفقرين .. فدولة الظل هذه لن توافق تحت أي سبب على مغربية سبتة ومليلية ، ولن توافق ابدا على مغربية الصحراء .. سيما والدولة الاسبانية تعرف متاهات النظام المزاجي من الصحراء ، منذ تقسيمها كغنيمة مع موريتانية ، وتعرف ان " الكويرة " التي كانت تتبع وادي الذهب لا تزال موريتانية ، وتعرف شعارات النظام المزاجي المختلفة بشأن الصحراء الغربية ك " المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها " ، " المغرب من طنجة الى الكويرة " والكويرة عند موريتانية . وتعرف ان النظام الذي تاه في كثبان الصحراء اعترف بحل الحكم الذاتي الذي تجاهله العالم ، خاصة الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، وحتى الدول العربية المنافقة ، وتعرف دولة الظل الاسبانية ان النظام المزاجي الذي يعالج نزاع الصحراء الغربية مزاجيا ، اعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، واعترف بإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، واعترف بجزائرية الصحراء الشرقية ، واصدر الملك ظهيرا يقر بهذه الاعترافات ، ونشرها بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / يناير 2017 .. وتعرف ان ثلث الصحراء المسمى بالأراضي العازلة لا تخضع لجيش النظام المزاجي التائه والبوليسي الطاغي .. وتعرف وتعرف .. فعن أي اعتراف يتخيل الملك المسكين و(صديقه) الذي خربه المدعو فؤاد الهمة رئيس المستشارين رغم انه خاوي الوفاض .. من الدولة الاسبانية الكاثوليكية .. ؟ .. ان ما قام به Sanchez كان مجرد لعبة وافق عليها الملك كلعبة ، لان القرار يبقى لدولة الظل لا غير .. اما تجاهل الحكومة الاسبانية للعبة Sanchez ، لأنها تدرك اكثر من غيرها بان العملية مجرد لعبة لجس نبض القصر السلطاني ، وجس نبض الرعايا الجاهلة الذين صفقوا لها على سير الانتصار ( المبين ) ..
وبعد ان اكشاف اللعبة ، يعود Sanchez بوجه مكشوف ليعلن تشبته وتشبت الحكومة الاسبانية ، وطبعا الدولة الاسبانية ، بالمشروعية الدولية التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير .. بل ان Sanchez في خطاب له امام الجيش لمح الى استعمال اللازم ( ليس القوة ) العسكرية بل مجرد ( التخويف ) ضد القصر الملكي وضد جيش النظام المخزني .. بل ان البوارج العسكرية الاسبانية للجيش الاسباني ، كم مرة جالت المياه المغربية ، والمياه الاسبانية بسبتة وبمليلية .. والنظام المزاجي الذي شعر واحس ب " القالب " صامت لا يرد مطبقا المثل القائل " كم حاجة قضيناها بتركها " ..
وللإشارة فلا فرنسا ، ولا أمريكا ، ولا هولندا ولا المانيا ، ولا الاتحاد الأوربي يعترف للنظام بمغربية الصحراء .. وخصاب الرئيس Trump مؤخرا حين قال انه " لا يعرف الا شخصين رجل وامرأة " ، ستكون لها تبعات أمريكية على قضية نزاع الصحراء الغربية .. فالحزب الجمهوري حزب كاثوليكي مثل كاثوليكية الدولة الاسبانية ، وليسا بروتستانيين على طريقة الحزب الديمقراطي ، والأحزاب الديمقراطية التي تدافع عن المثلية وعن الشدود ..
ان اسبانية القوية ، لن تتحارب ابدا مع الدولة المخزنية .. فإسبانية الدولة الشاسعة الأطراف السياسية والأيديولوجية تنهج في سلوكها مع النظام المخزني الحوار والمصالح المتبادلة . وباستثناء مشاركة المغاربة بقيادة الماريشال أمزيان الذين حاربوا الى جانب الجنرال Francisco Franco ضد الجمهوريين الاشتراكيين والشيوعيين ، وباستثناء حرب الريف بقيادة الفاشية الاسبانية ، لم يسبق للمغاربة ان حاروا او تحاربوا في العصر الحديث مع الدولة الاسبانية .
والى جانب الحوار ، وطبعا تغلب فيه دائما مصالح اسبانية ، فإسبانية الى جانب أسلوب الحوار ، والحوار يكون بين قريبين في الصداقة ، وليس المفاوضات ، حين تتعقد العلاقة بينها وبين النظام المخزني البوليسي الطاغي ، تلجأ الى أسلوب التأديب والتخويف ، وتلجأ الى أسلوب الرسائل المشفرة والرسائل غير المشفرة ، لانها تعرف ان النظام المغربي ، ان كان مزعجا في بعض القضايا كحدود مليلية وسبتة ، فانه لا يستطيع الانتحار بتجاوز المعقول والمقبول ، الذي يحفظ ماء وجه ، خاصة وهو يعرف انه محط مراقبة من قبل النظام الجزائري الذي يتجسس على انفاس النظام المغربي . لذا فتصرف القصر يكون ضمن اللياقة التي تحافظ على سمعة النظام كنظام قوي إزاء الغريم الجزائري . لذا سنجد انه حتى في فترات الشدة ، سرعان ما تعود الأوضاع وليس العلاقات ، لأن هذه مستمرة ولن تعرف القطيعة قطيعة النظام الجزائري لعلاقاته السياسية والدبلوماسية مع النظام المغربي ، الى حالتها الطبيعية ، ويتم الالتفاف عليها بزيارة لمسؤول اسباني من المستوى الكبير كرئيس الحكومة ، او وزير الخارجية الى الرباط العاصمة ، لان مصالح اسبانية أولى ، وما دام ان هذه المصالح لا تمس ، ويتم الحفاظ عليها بالحوار وليس بالتفاوض ، تبقى هي الطابع العام المغربي الاسباني الذي يرتب العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدولتين .
لكن في فترات سياسية أخرى ، قد تحصل مفاجئات لم تكن متوقعة من القصر الملكي المغربي ، فتحتم عليه التصرف طبقا للمعطيات التي تتحكم في الساحة ، وهي رغم شدتها ، فإنها لن تصل الى القطيعة السياسية والدبلوماسية بين الدولتين ، ويتم التعامل معها بالإشارات ، وبجرجرة الوقت والزمن حتى تزول بطريق من الطرق تلك المعطيات التي لم تكن منتظرة . وهنا نعطي مثالا عن تشنج العلاقات الاسبانية المغربية خلال فترة حكم Jose Maria Aznar الذي مثل الخط الوطني المحافظ داخل الحزب الشعبي المحسوب على الأحزاب الوطنية اليمينية . فالخط " الازاري " Aznar كان قريبا من خط الأحزاب الوطنية الشوفينية التي يطلقون عليها بالأحزاب ( المتطرفة ) ، والوصف هذا غير دقيق ويعتبر وصفا غير مقبول في حق حزب او أحزاب تشتغل ضمن الدستور الاسباني ، وبالمحافظة على السلمية . فقول المتطرف هو قريب من الأحزاب الاناركية ، عنه عن الأحزاب الوطنية الشوفينية .. فحكومة Aznar خلقت متاعب للقصر الملكي المغربي ، عندما كانت تشرف كل أسبوع على تنظيم نموذج للاستفتاء في الصحراء الغربية في المقاطعات الاسبانية ، كما ان لجوؤها الى اتلاف الأسماك والحوامض المغربية بميناء الجزيرة الخضراء ، اثر على الحالة الاقتصادية للمصدرين وللدولة المخزنية .. وطبعا سيلعب النظام المغربي على عامل الزمن الذي انتهى بتفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 ، بإبعاد Aznar ، وبقطع الحزب الشعبي مع الخط " الازري " Aznar القريب من اطروحات الأحزاب الوطنية الشوفينية كحزب Vox ، ومجيئ الحزب الاشتراكي الى الوزارة بقيادة Jose Luis Zapatero ، الذي اصبح يخدم مصالح النظام المغربي ، فقوم كل الاختلالات التي قام بها Aznar في حق القصر الملكي المغربي .. وانتهى السبيل ب Zapatero عند خروجه من الحكومة ، ان تحول الى موظف بجهاز المخابرات المغربي DGST و DGED . ووصل الامر الى لعبة Pedro Sanchez وبتغطية من الملك في تفس اللعبة بزيارة القصر الملكي ، وشرب الحريرة الرمضانية كأحد رعايا امير المؤمنين ، معلنا تأييده الشخصي لحل الحكم الذاتي ، الذي يعني اعتراف Sanchez المخدوم لمغربية الصحراء ..
اذن اسبانية الدولة الكبيرة لن تتحارب مع النظام المخزني المغربي ، وهي التي تبيع له السلاح ، وتصنع له البوارج ، وتعرف عدد الأسلحة بحوزة جيش النظام ، وانواعها ، وقوتها .. وهي معلومات متداولة عند كل الدول أعضاء الحلف الأطلسي .. فاذا كانت اسبانية الكبيرة ، لن تتحارب مع دول مثيلاتها في القوة ، والكبار أعضاء الحلف الأطلسي لا يتحاربون ، بل لا يهددون بعضهم بعضا ، فكيف ستجرأ اسبانية القوية على محاربة النظام المغربي المستفيد من اعاناتها ، وبها جالية من الرعايا تمثال او تقترب من الرعايا بفرنسا ..
وحتى نكون واضحين ، وهنا على سبيل الافتراض ، لان هذا لن يقع ابدا . فان الجيش الاسباني وليس الحلف الأطلسي الذي تعتبر اسبانية احد دوله القوية بالنسبة للجيش البري ، مساعد ان يلحق هزيمة اكثر من نكراء ، بكل ( جيوش ) الدول المغاربية مجتمعة ، المغرب والجزائر وتونس وليبيا . اما ، ودائما على سبيل الافتراض ، اذا دخل الجيش الاسباني في حرب مع الجيش الملكي ، ففي ظرف وجيز سيشرب الجندي الاسباني La bière Brune في مراكش ، و La bière Blonde في الرباط ..
ان اسبانية لن تدخل ابدا في حرب مع جيش النظام الملكي ، وعند تعقيد بعض الأوضاع ، تلجأ الى التأديب كما حصل في جزيرة ليلى ، عندما اتصل وزير خارجية النظام بن عيسى ، بوزير الخارجية الامريكية Colin Paul يستجده من تأديب Aznar لدخول جيش الملك الى جزيرة ليلى ، وهي صخرة من دون فائدة لإسبانية كدولة كبيرة وعظيمة وقوية . فما قام به Aznar كان مجرد تأديب ، وفي نفس الوقت رسالة واضحة وليست مشفرة ..
ان من حق النظام المغربي ان يتسلح ، خاصة وان من مصادر تسلحه اسبانية ، ومن حق النظام الجزائري ان يتسلح من روسيا او من الصين او حتى من اسرائيل .. لكن ليس ان تسليح كي نظام لجيشه ، هو دليل على تحضيره لحرب الجار ، خاصة اذا كانت اسبانية الدولة القوية العضو بأكبر تجمع اقتصادي ، الاتحاد الأوربي ، والعضو بأكبر برلمان عالمي ، البرلمان الأوربي ، والعضو بأكبر حلف عسكري وحيد في العالم ، الحلف الأطلسي " الناتو " . ووزير الخارجية الفرنسي السابق الذي جلس امامه وزير خارجية النظام المخزني ناصر بوريطة كتلميذ ، Jean Ive Le Drian ، قالها صراحة عندما أجاب عن سؤال لصحفي فرنسي ، سأله عن موقف فرنسا اذا اندلعت حرب بين جيش النظام الملكي ، وبين اسبانية . قال سندافع عن اسبانية .. أي سنكون حلفا عسكريا ضد جيش النظام المخزني الذي خربه (صديق )الملك فؤاد ( الهمة ) الذي يصفه القبطان مصطفى اديب طالب لجوء بواشنطن ب " هابط الهمة " ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية ...
- هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
- فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
- ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
- موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
- السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ ...
- أي نظام للحكم نريد ؟
- هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب ...
- انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
- عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
- محور المقاومة . العقل العربي الغبي
- حزب الله (اللبناني) الإيراني
- سورية
- الدولة المارقة
- هشام بن عبدالله العلوي / الملكية ( الديمقراطية ) ( التعاقدية ...
- في البطريركية (الابوية) السياسية
- الملك محمد السادس حسم في الوضع القانوني للصحراء الغربية ، وا ...
- جمهورية الريف الوطنية والديمقراطية
- أصل الحكم في الإسلام
- خمس منطلقات في المسألة الديمقراطية والانتخابات .


المزيد.....




- كاليفورنيا تحصل على الضوء الأخضر للخروج من الولايات المتحدة ...
- الاتحاد الأوروبي وكييف يخشيان أن يتوصل ترامب وبوتين إلى اتفا ...
- الرئيس الصيني يتحدث عن مصالح مشتركة واسعة بين بكين وواشنطن
- وزير إسرائيلي: فكرة ترامب بشأن الهجرة من غزة قد تنقذ حكومة ن ...
- حماس: سلمنا إسرائيل قائمة بأسماء 25 أسيرا على قيد الحياة
- ترامب يدعو الأردن ومصر لاستقبال سكان غزة
- غدا تحديث -ساعة يوم القيامة-.. والعالم يترقب!
- نائب عن -حزب الله- لـRT: نحن نقوم بطرد الاحتلال الإسرائيلي م ...
- بوتين يمدد فترة الخدمة الحكومية لنائب وزير الخارجية بوغدانوف ...
- الاتحاد الأوروبي يقر تمديد العقوبات ضد روسيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .